vendredi 17 mai 2024

نحن الغربيون، بدأنا بظلم المسلمين فلماذا نتعجب من رد فعلهم ضدنا ؟ أرهَبناهم فأرهَبونا ؟ فكرة الفيلسوف اليساري الفرنسي ميشيل أونفري. صياغة وتعليق مواطن العالَم

 

 

ميشيل أونفري، فيلسوف فرنسي يساري غير ماركسي ملحد مشهور جدا في فرنسا (نشرَ قرابة المائة كتاب في الفلسفة) أسسَ جامعة شعبية مفتوحة في مدينة "كانْ" الفرنسية. يساري تحرري اشتراكي (Gauche libertaire: la justice sociale) وليس يساريا ليبراليا مثل الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا (Gauche libérale : le marché fait la loi).أرّخُ لتحوّل اليسار الفرنسي من النهج التحرري إلى النهج الليبرالي بداية من سنة 1983 على يد الرئيس ميتران الذي قال: "خيّروني بين تحقيق العدالة الاجتماعية التي انتُخِبتُ من أجلها أو المشي في ركاب أمريكا وألمانيا، فاخترتُ أوروبا الليبرالية نصف المتوحشة التابعة لأمريكا الليبرالية المتوحشة".

قال الفيلسوف: "منذ حربِنا ضد العراق سنة 1990 حتى حربنا الأخيرة ضد داعش سنوات 2014-2017، قتلنا بواسطة طيارينا الإرهابيين المحترفين أربعة ملايين مسلم. فكيف نتعجب من العمليات الإرهابية الإسلامية الانتقامية ضدنا في باريس ؟".

استعملت داعش صرخته الصادقة ووظفتها إعلاميا في شريط دعائي لكنها لم تنس أن تنعته بأكبر ملحد في العالَم وكأنها هي الوصية على الإيمان في العالم متجاهلة آيات حرية العقيدة في القرآن: "لا إكراه في الدين" و"مَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر". أهُم أكثر حرصًا على الإسلام من رب العالَمين، رب المسلمين ورب غير مسلمين ؟ وللملحد في رحمة الله نصيبٌ ! نصيبٌ قد يكون مستقبلا أكبرَ من نصيبِ ناعتِه الحالِي بالكفر، ولنا عبرة في إسلام الفيلسوف الفرنسي الملحد روجي ڤارودي الذي خدم الإسلام أكثر من بلدان عربية بملايين مصليها وآلاف علمائها ودعاتها التقليديين.

يا ميشيل، يا رفيقي في اليسارية التحررية غير الماركسية وغير الليبرالية، وصديقي الافتراضي: إرهابكم الخارجي وإرهابنا الداخلي، إرهابان يُسلّطان علينا يوميا في سوريا والعراق وليبيا وتونس. أنتم ظلمتم المسلمين فظلمتكم داعش. فبأي ذنبٍ تعاقبنا داعش، نحن المسلمون المسالمون ؟


 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire