dimanche 31 décembre 2017

يا ليت بني قومي من اليساريينَ المنبتِّينَ يتعظون: مُعاداةُ الثقافةِ العربيةِ-الإسلاميةِ تِجارَةٌ خاسِرَةٌ؟ ترجمة مواطن العالَم


La religion n`est pas l`opium du peuple, mais la vitamine du faible. Régis Debray, philosophe français, gaulliste de gauche

السؤال: ما هي أسبابُ نهضةِ الدولِ الآسيويةِ (اليابان، الصين، تايوان، سنغفورة، كوريا الجنوبية، ماليزيا، أندونيسيا)؟
الجواب في نص هنتڤتون: "سنة 1993، صرّح صحفي ياباني مهم: لقد ولّى وانتهى الزمن الذي كانت فيه آسيا تستبرد إذا عطست أمريكا. أضاف مسؤول ماليزي: حتى ولو أصِيبت أمريكا بحمى حادة فآسيا لن تتأثر. قال الوزير الأول الماليزي: إن الازدهارَ المتسارعَ في آسيا، يطرح نفسَه كبديلٍ جدي للنظام العالمي السياسي والاجتماعي والاقتصادي المهيمِن.

الآسيوين يرون أن نجاحهم الاقتصادي ناتِجٌ في أغلبه عن ثقافتهم الآسيوية، ثقافةٌ قد تكون أفضلَ من ثقافة الغرب الحالية المتهالكة والآيِلة للسقوطِ. ثقافةٌ كونفوشيسيةٌ عريقةٌ (Ve S av. J-C)، ثقافةٌ تُثمِّنُ النظامَ (L`ordre)، الانضباطَ (La discipline)، المسؤوليةَ العائليةَ، حبَّ العملِ، التقشفَ، التعاونَ، الاجتهادَ (وليس الجهادَ)، الإخلاصَ، السلطويةَ الناعمةَ (L`autoritarisme doux)، الديمقراطيةَ المقيدةَ، تقدّمُ المصلحةَ العامةَ ومصلحةَ المجموعةِ على مصلحةِ الفردِ، وتسعى جاهِدَةً لإعادةِ الروحِ الاسيويةِ لآسيا 
(La ré-asiatisation ou l`asiatisation de l`Asie).

في المقابل، نجدُ ثقافةً غربيةً تُكرّسُ النرجسيةَ، الأنانيةَ المفرِطةَ، الفردانيةَ المقيتةَ، الاستغلالَ المُجحِفَ، الربحَ السهلَ المشطَّ، العنفَ المجانِيَّ، غيابَ احترامِ التراتُبِيةِ الاجتماعيةِ والإداريةِ 
(Les hiérarchies sociale et administrative
 والتحجّر الذهني. فعَلَى المجتمعاتِ الغربِيةِ إذن، أن تتلمذ على أيدي المجتمعات الآسيوية. سنة 1996، توجه مهاتير محمد، الوزيرُ الأولُ الماليزيُّ المسلِمُ، إلى رؤساء الحكومات الغربية وقال: القيم الآسيوية قيمٌ كونية، أما القيم الأوروبية فهي قيمٌ أوروبية فقط.

الآسيويون يعتقدون أن الازدهارَ الاقتصاديَّ هو خيرُ دليلِ على التفوقِ الأخلاقيِّ وأن النجاحَ الماديَّ يتبعه حتمًا رجوعٌ إلى الثقافة المحلية، والقوةُ الصناعيةُ تولِّدُ دومًا القوةَ الناعمةَ".

تعليق مواطن العالَم: أفيقوا بني قومي من اليساريينَ المنبتِّينَ: مُعاداةُ الثقافةِ العربيةِ-الإسلاميةِ تِجارَةٌ خاسِرَةٌ؟ يا ليتكم بالآسيويين تقتدون ومن تجربتهم تتعلمون ومثلهم بثقافتكم المحلية تعملون وبها لا بغيرها تعتزون. كونوا واثقين أنكم لن تنهضوا إلا بالرجوع إليها والارتماء في أحضانها والنهل من تراثها. ما أحلى الرجوع إليها! أنا تونسي مسلم عَلماني يساري غير ماركسي 
(Un citoyen tunisien occidentalisé puis indigénisé).
وأنتَ، مَن أنتَ؟ أنا تونسي لائكي على الطريقة الفرنسية (أي مختلف عن العَلماني على الطريقة الأنڤليزية-الألمانية المتصالحة مع الدين). أنا ماركسي-لينيني (بلغة أخرى ستاليني). ألَطِّفُها وأقول لك: "أنت إذن معادٍ لِهُوية شعبك، الهوية العربية-الإسلامية، لكي لا أقول لك أنتَ معادٍ للدين، وحتى وإن كنتَ كذلك، فأنت في الواقع ورغم أنفك لستَ كذلك. وحتى وإن كنتَ ملحِدًا، فأنتَ وغصبًا عنك شئتَ أم أبيتَ، أنتَ حضاريًّا مسلمٌ، أما عقيدتك فأنتَ حرٌّ فيها، تؤمنْ أو تكفرْ، ومَن سألك عنها؟ شرّقت (الشيوعية) أو غربتَ (اللائكية)، أنتَ مسلمٌ. جدك مسلمٌ، أبوكَ مسلمٌ، أمكَ مسلمةٌ، اسمكَ مسلمٌ، جسمكَ مسلمٌ، لون بشرتكَ مسلمٌ، فرحكَ مسلمٌ، حزنكَ مسلمٌ، نشأتَ في رحِمٍ مسلمٍ، صُلبُك لا ينجب إلا المسلمَ، رضعتَ حليبًا مسلمًا، ترعرعتَ في حضنٍ مسلمٍ، لعبتَ في فضاءٍ مسلمٍ، معلمك مسلمٌ، أستاذك مسلمٌ، جارك مسلمٌ، زميلك مسلمٌ، أنتَ - ولو تنصرتَ أو تهودتَ أو خرجتَ من جِلدِكَ حتى - أنتَ في نظر الغرب مسلمٌ. إسرائيل عدوةُ المسلمين، عدوتُكَ. القرآن، دستورُك التأسيسي. ومحمدٌ نبيُّك ومؤسِّسُ أمتِكَ. والعربية، لغة القرآن، لغتُكَ. كفرتَ، أنتَ مسلمٌ. عصيتَ، أنتَ مسلمٌ. في مطاراتِ العالم، أنتَ مسلمٌ، في جامعاته مسلمٌ، في حروبه مسلمٌ، في سِلمِه مسلمٌ، في مستقبله مسلمٌ. الانتماء للحضارة العربيةِ-الإسلاميةِ يحاصرك من جميع الجوانب وجميع الجهات ولا مهربَ لك منه ومنها، فاقبَلْ مكتوبك واصْمُتْ (Aime ton destin comme il l`a bien dit le philosophe athée Nitshe ) ولا تتكبّرْ ولا تكابِرْ "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)".

Référence: L`idée principale est inspirée de Samuel P. Huntington, Le Choc des civilisations, Éd. Odile Jacob, p.p 151-154, L`affirmation de l`Asie

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 31 ديسمبر 2017.



samedi 30 décembre 2017

ما هي تداعيات النمو الاقتصادي الصيني والنمو الديمغرافي الإسلامي على العالم الغربي؟ ترجمة مواطن العالَم

La religion n`est pas l`opium du peuple, mais la vitamine du faible. Régis Debray, philosophe français, gaulliste de gauche

نص هنتڤتون:
1.     النمو الاقتصادي للصين والمجتمعات الآسيوية الأخرى مَنَحَ حكومات دولهم الرغبة والوسائل لكي تفرضَ شروطها على الدول الغربية الشريكة.

2.      النمو الديمغرافي في البلدان الإسلامية، خاصة ارتفاع نسبة الشباب في مجتمعاتهم، لم يوفر لنا إلا مجندين - وبعدد كبير - لخدمة أهداف الحركات الإسلامية الأصولية المتعصبة، والإرهاب الإسلامي (إضافة م. ع: داعش، القاعدة، النصرة، أنصار الشريعة، جند المقدس، بوكو حرام، الشيشان، الهورنڤ، مالي، إلخ)، والانتفاضات الاحتجاجية، والهجرة نحو العالم الغربي (إضافة م. ع: أوروبا، أستراليا، أمريكا اللاتينية، أمريكا الشمالية وكندا). تَزايُدُ عدد السكان يهدد البلدان الإسلامية وغير الإسلامية بفوضى هدامة (Le chaos)، في حين أنه في نفس الوقت لا يزيد الدول الآسيوية إلا قوةً ومناعةً (إضافة م. ع: ويوفر لها مئات الملايين من الأيدي العاملة المختصة والمهندسين).

Référence: L`idée principale est inspirée de Samuel P. Huntington, Le Choc des civilisations, Éd. Odile Jacob, p.p 143-144, Economie et démographie dans les civilisations montantes

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 31 ديسمبر 2017.


vendredi 29 décembre 2017

كيف نفسّرُ ظاهرةَ الصحوةِ الإسلاميةِ في تونسَ؟ مواطن العالَم

Comment expliquer ce renouveau religieux en Tunisie?
« La religion n`est pas l`opium du peuple, mais la vitamine du faible » Régis Debray, philosophe français, gaulliste de gauche

ملاحظة منهجية: في مقالي التالي، سأحاول أن أكون محايِدًا على قدرِ المستطاعِ، لن أشكر ولن أذم، بل سأكتفي بوصفِ واقِعٍ عشته وعايشته بنفسي كشاهدٍ على عصرٍ (1965-1980) وكَرَاوٍ عن الذي سبقه، عصرٌ طَبَعَ ثقافتي إيجابيًّا والحمد لله، لكنني لم أرَ سلبياته الوخيمة على محيطي (أهلي ووطني) إلا متأخرًا (Indigénisation et non Islamisation)، ولا يرى عيوبَ براديڤمِه إلا مَن خرج من براديڤمِه 
(Voir la définition du terme paradigme en bas de page):

-         نبدأ بالسبب الأكثر واقعية والأكثر ديمومةً (1881-2010)، ألا وهو التحديث والتغريب أو بلغة أوضح الاستعمار الفرنسي والعَلمنة البورڤيبية (Le colonialisme puis le bourguibisme, le modernisme et l`occidentalisation, c. à. d. la laïcité tout court): تفككت المنظومة القديمة المبنية على الهُوية العربية-الإسلامية: الأوقاف، النظام العشائري، المحاكم الشرعية، التعليم الزيتوني، المرأة التقليدية، العائلة الموسعة، الاستقرار في الأرياف والقرى، إلخ. قطيعةٌ مع المنظومة القديمة، حلت محلها، وبِبطءٍ في مرحلة الاستعمار (1881-1955)، وبِتسارعٍ مذهلٍ في العهد البورڤيبي (1955-1987)، منظومةُ قِيَمٍ جديدةٍ ولكنها مستوردةٌ من حضارةٍ أورو-مركزيةٍ متعاليةٍ مع الإشارةِ إلى أن كل علماء الأنتروبولوجيا أكدوا مرارًا وتكرارًا أن لا حضارةٌ تعلو على حضارةٍ (في أوروبا، تَطَلَّبَ هذا التحول الضِّعْفَ من الزمن، أي تدرّج على مدى قرنين). جاء موسمُ الهجرةِ من الريفْ إلى العاصِمهْ، ومن الجنوبِ إلى الشمالِ، تَكَدَّسَ المهاجرون في أحياءٍ قصديريةٍ على شكل حزامِ بؤسٍ، هاجر التونسيون إلى فرنسا وتكدّسوا هُمُ أيضًا في هاشَلامْ (HLM: Habitations à Loyer Modéré). هذه الهجرة الإرادية-القسرية أفقدتهم جذورهم الفلاحية-الريفية، مما أجبرهم على البحث على الخلاص في الإسلام فشُبِّهَ لهم أنهم وجدوه.

-         في تونس ما بعد الصحوة الإسلامية بقي الآباء لائكيين وأصبح الأبناء إسلاميين، وفي جاليتنا في فرنسا بقي الجيل الأول مسلم تقليدي وأصبح الجيل الثاني ملتزمًا إسلاميًّا.

-         الصحوة الإسلامية في تونس ظاهرة حضَرِية (في المدن: تونس، سوسة، صفاقس، نابل، ڤابس، الحامة، إلخ.) وفي بعض القرى المتمدنة (قرية جمنة نموذجًا).

-         انتشار الفكر الشيوعي في الستينيات والسبعينيات وسيطرتِه على جل الفضاءات التعليمية والثقافية العمومية: جامعة، ثانوي، دُور ثقافة، مكتبات، سينما، مسرح، مهرجانات، إلخ. كلها أبعِدت من ساحاتِها الثقافة الإسلامية: رئيس الدولة نفسه، بورڤيبة كان يشجع على نزع السفساري، والإفطار في رمضان، وكانت المبيتات تعد لنا وجبة الغداء وكأننا في شهر إفطار، وكان المصلون قلائل جدًّا بين التلامذة والطلبة في ذلك العصر اللائكي بامتياز، حتى أساتذة التربية الإسلامية وطلبة كلية الشريعة انخرطوا في سلوك النمط العَلماني. المفارقة الكبرى تتمثل في أن هذا الفكر المستورد لم ينتشر في مكانه الذي خُلِق من أجله (البروليتاريا وصغار الفلاحين)، بل احتكرته طبقة البورجوازية الصغيرة المتكوّنة من رجال التعليم، أصحاب المهن الحرة، فنانين، نقابيين محترفين، نشطاء سياسيين وحقوقيين، قُضاة، إلخ. طبقةٌ انتهازيةٌ ومتذبذبةٌ بامتياز، قال فيها ماركس نفسه ما لم يقله مالِكٌ في الخمر (على سبيل الذكر لا الحصر، أذكر أشهرهم: الشرفي، السماوي، الرويسي، البكاري، بن جابلله، العبيدي، بسيّس، بن نتيشة، لعماري، إلخ.).

-         إليكم شهادة ميشيل بشير عياري، باحث ودكتور في العلوم السياسية 

(Thèse, 2009. Aix-Marseille 3: S'engager en régime autoritaire: gauchistes et islamistes dans la Tunisie indépendante) 

التي قرأتها منذ زمان: اشتهر مثقفو اليسار في عهد بن علي بالانتهازية، عشرات منهم انخرطوا في نظامه نكايةً إيديولوجيةً سخيفةً في الإسلاميين قبل الطمعِ الماديِّ، ولم يذكُر من الإسلاميين إلا اثنين فقط.


-         غياب تعليم القِيم في الاختصاصات العلمية، وذلك بعنوان وَهْمِ كبيرٍ، اسمه "الموضوعية العلمية". والأغرب أننا، في تونس، اقتصرنا على تعليم القِيم نظريًّا (معرفة) ولم نعطِ فيها دروسًا تطبيقية (ممارسة)، عكس ما فعلت كندا حيث يُطالَبُ تلميذ الثانوي بإنجازِ 40 ساعة عمل تطوعي خارج المعهد. نحن نعي جيدًا أن المعارف وحدها لا تغير القيم 
(Les Connaissances ne changent pas les Valeurs, sujet de ma thèse, UCBL1, 2007).

-         تفشي رذيلة الربح السهل، السريع والمشط، مما نتج عنه انتشار الفقر، البؤس، الجهل، المرض، التشرد، الهجرة الداخلية والخارجية، البغاء السري والعلني، والإدمان على الكحول و المخدرات ، إلخ.

-         الرجوع المتعصب للإسلام (L`islamisation politique) يهم الجماهير والإسلام هو كل الحل، والتصالح مع الهُوية العربية الإسلامية (L`indigénisation) يهم النخبة المُغَرَّبَة (L`élite occidentalisée) والإسلام هو جزءٌ من الحل جنب العقلانية الإغريقية أسوةً حسنةً بأسلافنا في عهد المأمون في القرن الثالث للهجرة الموافق للقرن التاسع ميلادي، الاثنان يتحديان الغرب المتعالي ويؤكدان بشيءٍ من التفوق والقوة هويتاهم الدائمة (اللغوية، الاجتماعية، السياسية، الثقافية والحضارية). يبدو أن هذا الاعتزاز بالهوية العربية الإسلامية مُتَأتٍّ - في الغالب - في تونس من توفر إمكانية تغيير الوضعية الاجتماعية للفرد (La mobilité sociale désigne le changement de position sociale d'une personne par rapport à celle de ses parents) ومن الثقة بالنفس الناتجة عن تعميم التعليم (La scolarisation généralisée) في العهد البورڤيبي الذي استفاد منه الإسلاميون مثل غيرهم من الحساسيات الإيديولوجية الأخرى، دستوريون وقوميون ويساريون.

-         هذه الصحوة الإسلامية لا تعبّر عن رفضٍ للتحديث والحداثة 
(La modernisation et la modernité
 بل تعبّر وبشدة عن رفضها لهيمنة الغربِ ونرجسيته ولائكيته. هي رفضٌ لما سُمِّيَ بِـ"التسميم الغربي" (L`occidentoxication) للمجتمعات غير الغربية ومنها تونس. هي نخوةٌ: "سنصبح حداثيين، لكن لن نصبح مثلكم".

خاتمة: للأسف الشديد، كان الرجوعُ إلى الدين رجوعًا شكليًّا وطُقوسيًّا مُفرَغًا من التقوى وخِشية الله، ولا زال شبابُنا يمر بفترات قلق أونتولوجي، شبابٌ يبحث عن غاية لوجوده، يحاول أن يحدد هُويتَه من جديد ولم يجدها بعدُ، وما تواجد التونسيين بكثافة في صفوف داعش وفي شواطئ لنبدوزة إلا أوضحُ دليلٍ:
لا بالشيوعية الأورتودوكسية عرفنا طريقنا... ولا بالاسلام الأورتودوكسي.


N. B :
- Définition (Wikipédia): Le terme de « paradigme » introduit par Thomas Kuhn, qu'il a d'ailleurs suggéré de remplacer par « matrice disciplinaire », tend à désigner l'ensemble des croyances, valeurs et techniques qui sont partagées par les membres d'une communauté scientifique, au cours d'une période de consensus théorique
- L`idée principale est inspirée de Samuel P. Huntington, Le Choc des civilisations, Éd. Odile Jacob, pp. 134-142, Comment expliquer ce renouveau religieux global

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 30 ديسمبر 2017.


jeudi 28 décembre 2017

انتقامُ الهُوِيّةِ الإسلامِيّةِ مِن الهُويّةِ العَلمانِيّةِ؟ مواطن العالَم

La Revanche de l`identité islamique : L`islam se venge de la laïcité

1.     في أوائل الاستقلال (55-80)، اعتقدت النخَبُ التونسية الليبرالية والقومية واليسارية، الحاكمة والمعارِضة والمثقفة، أن اللائكية والحداثة الاقتصادية والاجتماعية ستُؤدي حتمًا إلى تراجع الإسلام السلفي والصوفي في بلادنا، وأن العلمَ والعقلانيةَ ستقضي يومًا على زيارة الأولياء وصلاة الاستسقاء وصوم رمضان وعلوش العيد، إلخ. وتوهمت هذه النخبة المتغرّبة المنبتّة أن المجتمع التونسي سوف يصبح متسامحًا دينيًّا، متحررًا اجتماعيًّا، متفتحًا جَنْدَرِيًّا وجنسيًّا، عقلانيًّا ديكارتيًّا ولائكيًّا.

في المقابل، تأسسست حركات إسلامية، بعضها يُنادي بالخلافة (حزب التحرير)، وبعضها بالإخوانية (حركة الاتجاه الإسلامي)، وبعضها بالسلفية الدَعَوِية (جماعة الدعوى). حركاتٌ تدافع سلميًّا وبشراسة عن الأخلاق، جامع الزيتونة، الشريعة، الأوقاف، وتدعو إلى منع البِغاء المنظم والخمر والقمار وتنبذ الفن بجميع فروعه (رقص، نحت، سينما، مسرح، غناء، موسيقى).

النتيجة، عمّت الفوضى وزاد الفساد، أفلست اللائكية المبنية على تجفيف ينابيع الإسلام: إذا أنتم، اللائكيون التونسيون، لا تريدون أن تعبدوا الله، فحَرِيٌّ بكم أن لا تعبدوا ما دُونَه: الغربُ، الشيوعيةُ، عبد الناصر، بورڤيبة، صدام، ماركس، انجلس، لينين، ستالين، تروتسكي، ماو، كاسترو، ڤيفارا، سيد قطب، حسن البنّا، القرضاوي، إلخ.

2.     في العقود الثلاثة الأخيرة (1980-2010)، تبيّن أن آمال اللائكيين وتخوّفات الإسلاميين هي مجرد أوهام وأضغاث أحلام. فلا منوال اللائكية نجح ولا منوال الحركات الإسلامية! انقلب السِّحرُ على الساحِرَين: فعِوض تحديث الإسلام، انتصرت أسلمة الحداثة، وخرج الإسلام عن هياكل الحركات الإسلامية وأطرِها الحزبية الضيقة وحلقاتها الدعوية، وغزا الحياة اليومية، العامة والخاصة، لأغلبية التونسيين: انتعش الإسلام، ارتفع عدد المصلين ومعه عدد الجوامع، انتشرت الروضات والمدارس القرآنية في جل المدن والقرى من الشمال إلى الجنوب، مُنِع الإفطار في الفضاءات العمومية، أغلِقت بعض دور البغاء وبعض الحانات، تحجبت جل حرائر تونس والبعض منهن تنقب، ارتفعت عديد الأصوات الشعبية، من داخل الأحزاب الإسلامية ومن خارجها، مطالبةً بتطبيق الشريعة، ثُمِّنت القِيمُ الإسلامية، و ثُمِّنت معها رموزُها التاريخية على شكل أسماءٍ، أسماءُ  الأولاد والبنات والساحات والمدارس والشوارع والجمعيات والمهرجانات. أصبحت أسلمةُ المجتمع هي السِّمَةُ البارزةُ والسائدةُ في تونسَ القرن 21م.

حركة النهضة، الحزب التونسي الإسلامي الوحيد القابل للتعايش مع خصومه، غيرت ثوبها نحو الأفضل، على الأقل على مستوى الخطاب وبعض الفعل، وإنما الأعْمَالُ  بالوسائل، فالنية الطيبة لا تكفي (La noble fin ne justifie en aucun cas les vilains moyens): صرّحت على الفضائيات عدم انتمائها لحركة الإخوان المسلمين، تبنت الديمقراطية نهجًا ورضيت بحكم الصندوق (لا زال لصالحها) ورضخت لضغط الشارع (اعتصام باردو) فتخلت سلميًّا عن سلطة أخذتها بالصندوق، أقرّت بحرية المعتقد وبمجلة الأحوال الشخصية وبالمساواة شبه التامة بين المرأة والرجل (أبدت استعدادا لمناقشة المساواة في الإرث)، أعلنت فصل الدعوِي عن السياسي ولو على مراحل، نأت بنفسها ولو نظريًّا عن الإسلام السياسي، ونعتت إسلامَها بالإسلام الديمقراطي (وكأن الديمقراطية ليست سياسة). في الأخير أذكّر بأن العبرة في الوسائل وليست في النوايا، فحتى داعش وعدتنا بِغدٍ أفضلَ.

نقيضُ النهضة في تونس هو اليسار الماركسي التونسي (البوكت، الموحد، الثوري والتروتسكي). ماركس قال:
Les philosophes n'ont fait qu'interpréter diversement le monde: il s'agit maintenant de le transformer
هذا اليسار الماركسي عمل بقولة معلمه حرفيًّا، شرع منذ الاستقلال في محاولة تغيير المجتمع التونسي دون فهم ميكانيزماته المعقدة وأهمها الدين وتمثلاته وتصوراته في أذهان المسلمين التونسيين 
(Les représentations ou les conceptions).
يبدو لي أن اليسار الماركسي التونسي بقي نخبويًّا ولم يستقطب البروليتاريا في أحزابه ولا غيرها. عاش على اجترار إيديولوجيات مستوردة (الماركسية) مثله مثل الاتجاه الإسلامي (الإخوانية) والأحزاب السلفية (الوهابية) والأحزاب القومية (الدولة-الأمة في الغرب). لكن هو وحده الذي فشل فشلاً ذريعًا في إيصال خطابه إلى أغلبية الشعب المتمسك بهويته العربية-الإسلامية.

قبل الثورة، كان نشاطه الدعوِي (La “propaganda” marxiste) مجهولاً من الشعب، معلومًا من الحاكم بالاسم واللقب. بعد الثورة، لم يستفد من حرية التعبير والنشر، لم يُطوّر خطابه المتكلّس، بقي مكتوف اليدين ومقطوع اللسان، قيدٌ ذاتي، فرضه على نفسه ولم يفرضه عليه أحدٌ، يُعطّل حركته وفي بعض المحطات النضالية يشُلّها تمامًا. يمارس معارضة الديكور. تعالَى على هوية شعبه فرد له الشعب الصاع صاعين ولم يُقبل على أطروحاته، ولم ينخرط في حُزيباته المتناحرة فيما بينها. واصل تمجيد رموز التجربة الشيوعية السوفياتية الفاشلة مثل لينين وستالين. لا يملك بديلاً أفضل من الدولة الديمقراطية على هِنّاتها. يحلم بالثورة، يقرأها في الكتب وينكر الواقع المعيش.  

لا أنكر عليه نُبلَ نواياه كما لم أنكرها على النهضة من قبله، لكن الإشكالَ يكمنُ في الوسائل المعروضة لبلوغ الأهداف، بل أشاركه في الأساسي من أهدافه، خاصة هدفُ ممارسة تحقيق العدالة الاجتماعية في تونس (La praxis marxiste)، ومقاومة التبعية الرأسمالية الليبرالية الاستغلالية المتوحشة، ومقاومة الفكر الديني الرجعي المتعصب الإقصائي الاستئصالي العنيف، لكن أخالِفه في الوسائل، فالإقصاءُ لا يُواجَهُ بالإقصاءِ، ولا الإستئصالُ بالإستئصالِ، ولا العنفُ بالعنفِ، ولا التديّنُ بالإلحادِ.

أتمنى من كل قلبي على اليسار الماركسي التونسي التصالحَ مع هوية شعبه (L`indigénisation)، يأخذ الجيدَ فيها وما أكثره، يترك الغث وما أندره، ويقدّم نقده الذاتي علنيًّا، ثم يبتكر منوالا تنمويًّا تونسيًّا، وأنصحهم بالاستئناس بالمنوال الاشتراكي-الديمقراطي المطبق في الدول الأسكندنافية، منوالٌ لا يتعارض مع الدولة (ماركس ولينين نظّرا لإزالة الدولة نهائيًّا في المرحلة الشيوعية النهائية والأبدية)، ولا مع الديمقراطية (الماركسية أنجزت ديكتاتورية الحزب الواحد مستلبةً في الوقت نفسه حق البروليتاريا  في الحكم)، ولا مع العقد الاجتماعي والتمثيلية البرلمانية من القاعدة إلى القمة (لينين أرسى المركزية الديمقراطية من القمة إلى القاعدة)، ولا مع الحقوق الفردية والملكية الخاصة (الماركسية تُعلِي من شأن الطبقة على حساب الفرد، وتُلغي كل أنواع الملكية الخاصة)، ولا مع الدين (ماركس قال أن الدين هو صرخة المظلوم لكن الإلحادَ كان دينُ الدولة في الاتحاد السوفياتي، دولةٌ ليست لائكيةً ولا عَلمانيةً)، ولا مع حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية (ستالين حوّل مبنى كنيسة في موسكو إلى بيوت راحة عمومية). بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وفي أوئل التسعينيات من القرن العشرين، 30% من الروس تخلوا عن الإلحاد واعتنقوا دينًا، قفز عدد الكنائس في روسيا من 50 إلى 250، وعدد الجوامع من 160 إلى 10.000 في دول آسيا الوسطى التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي (كازاخستان، أوزباكستان، كِيرخزستان، تركمانستان، طاجكستان).

أتمنى عليه أيضًا تَحمُّلَ مسؤوليته التاريخية في إرساء توازن في البلاد بينه وبين الإسلام الأورتدوكسي بشقوقه الثلاثة، الشق السلمي الليبرالي الديمقراطي المعترف بالدولة (النهضة)، الشق السلمي السلفي الناكر للدولة الوطنية، مثله مثل نظرائه الماركسيين السلفيين الأرتدوكسيين، والداعي لخلافة إسلامية (حزب التحرير والسلفيين غير الجهاديين) والشق الجهادي السلفي الوهابي التكفيري العنيف (أنصار الشريعة).

N. B : L`idée principale est inspirée de Samuel P. Huntington, Le Choc des civilisations, Éd. Odile Jacob, pp. 131-134, La Revanche de Dieu


إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)


تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 28 ديسمبر 2017.

mercredi 27 décembre 2017

خبرٌ، رواهُ لي منذ سنواتٍ جليسٌ عَرَضِيٌّ في المقهى، خَلَبَنِي صِدقُ الراوِي ونالتِ الروايةُ إعجابِي، ومِن فرطِ رِقّةِ الخبرِ وجَمالِيّتِه، لم أقدرْ أكثر على كِتمانِهِ؟ مواطن العالَم

تذكرتُه وأنا أقرأ هنتڤتون اليوم صباحًا، رجعتُ فرحًا مسرورًا لأقاسمكم هذه المتعة الفكرية.
كهلٌ بَدِينٌ، رقيقٌ وسيمٌ أنيقٌ، رَكَنَ "هامِرَهُ" أمام مقهى الشيحي بحمام الشط، جلس جنبي دون إذنٍ مِنِّي، لا أعرفه وتهيأ لي أنني أعرفه، ودون إذني أيضًا قال لي همسًا وكأنه خوانجي قبل الثورة، خائفٌ من أواكِسِ بن علي: "تونسيٌّ متخرجٌ من هارفارد، موظفٌ سامٍ في الأمم المتحدة، متغرّبٌ ودومًا مسافرٌ، الشك زادِي، أضنانيُ وأرّقني، وفي يوم معلومْ، هَدَتْنِي نفسي العامرة تقوى ولم يَهْدِنِي أحدْ. وهل يهدي غيره؟ على غير عادتي، نهضتُ يومها باكرًا، توضأتُ، قصدتُ الجامعَ الأقربَ في نييورك، حملتني رِجلايَ في خِفةٍ وكأنها لا تحملُ فوقها جَسَدْ، الحمد لله جسمي وصلْ وعن طريقه لم أضلْ، حذائي نزعتْ، خاشعًا دخلتْ، خاشعًا قرأتْ، خاشعًا لربٍّ لا يعرفه جل المصلين ركعتْ، وأمام ربوبيته سجدتْ، وله وحده استغفرتْ وسلمتْ، ودومًا خاشعًا الجامعَ غادرتْ. مرّ عامٌ والخِشيةُ في كياني راسيةٌ لا تبرح مكانها، وأمّارةُ السوءِ في داخلي لا زالت ساكنةً لكنها صامتةٌ ساكتةٌ، وأرجو أن تبقى خرساء وحتى المماتِ صماء بكماء.

ومنذ ذلك اليوم المعلوم، لم أرجع إلى ذلك الجامع ولا لغيره، صلاتي العلنيةُ الوحيدةُ نالت إعجابَ البعضِ من أصدقائي وعابها عليّ البعضُ الآخر، وأنا لم أهدف من وراء صلاتي إرضاءَ أحدْ أو إغضابَ أحدْ، صلاتي لا أريدُ بعد الأولى أن يراها أحدْ إلا الأحدْ وإلى الأبدْ، ولا أريدُ أن يسألني عنها أحدْ، ولا أريدُ منها أن تُغضب أحدْ من فرحِ أحدْ، ولا أن تُفرِحَ أحدْ شماتةً في أحدْ، هي خالصةٌ للأحد المتجسِّمِ في كل أحدْ دون حَدْ.

صلاةٌ علنيةٌ واحدةٌ، أراها كافيةً شافيةً لمعرفةِ الأحدْ، ومنذ ذلك اليوم - ودون صلاةٍ طُقوسيةٍ - عن صراطِه المستقيمِ لم أمِيلُ ولم أحِدْ، فلِمَ - ورغم تَكَرُّرِ صلواتهم - لا يعرفه في العُمقِ العميقِ من بني قومي أحدْ، ربما لأنني أؤمن بإلهٍ لا يؤمن به اليومَ أحدْ، هو بالعقلِ المحدودِ مفقودْ، وهو بالحَدَسِ موجودٌ موجودْ". 

سافرَ ومنذ سنواتٍ لم يَعُدْ، ويا ليته يقرأ مكتوبِي وبِطلّةٍ ثانيةٍ بهيةٍ عبر الفيسبوكِ يَعِدْ...

Clairvoyants, sont ceux qui s`indigénisent eux-mêmes sans contraintes, d`aucune sorte, religieuses ou autres

N. B : L`idée principale est inspirée de Samuel P. Huntington, Le Choc des civilisations, Éd. Odile Jacob, pp. 125-131, L`indigénisation : La résurrection des cultures non occidentales

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 27 ديسمبر 2017.


mardi 26 décembre 2017

فضحُ الحملةِ الغربيةِ المسعورةِ على الإسلامِ والمسلمينَ (La lutte contre l`islamophobie)؟ ترجمة مواطن العالَم

Titre original: Guerres de religion par Serge Halimi

أبدأ بالتذكير بعنوان كتاب للباحث فرانسوا بورڤا: "الإسلام في المغرب: صوتُ الجنوبِ"
François Burgat, L'islamisme au Maghreb : La voix du Sud, 2008

نص سارج حَلِيمِي: "حروبٌ على الدين، حروبٌ غذّتها بعض التعليقات الكاريكاتورية، خاصة في "تويتر" حيث تتجسم دون تفكيرٍ أو تَبَصُّرٍ ردود الأفعال المتشنجة، فتُشعلُ حرائقَ يكون الدينُ وقودَها، حرائقٌ تنتشر بحِدّةٍ وبسرعةٍ مذهلةٍ، مثل ما فعل السياسي الديماغوجي سيء السمعة، وعلاوةً على ذلك وزير أول سابق: "يتصور أن غابةً محروقةً، هو واقعٌ يساعد على إعادة إحيائها". ولتتويجِ هذا االعِداء للدين، برزت قاعدةٌ وأصبحت ثابتةً: كل المواضيع، حتى التحرش الجنسي التي تعرضت له نساء أمريكيات، تصب، آجلاً أم عاجلاً، في النقاش الدائر حول علاقة المسلمين بالجمهورية.

هذه الحملة ليست وليدة البارحة: يوم 4 أكتوبر 1989، شهرٌ واحدٌ قبل سقوط جدار برلين، أصبح الإسلامُ موضوعَ جدلٍ متداوَلٍ بين العمومِ تزامُنًا مع قضيةِ الحجابِ في باريس. هجومٌ عنيفٌ ومتكررٌ في وسائل الإعلام على الإسلام والمسلمين، لكنه قد يكون هذا الهجومُ واقعيًّا ومربوطًا بالانتشارِ الواسعِ لإسلامٍ سياسيٍّ محافظٍ مدعومًا من قِبل السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. كانت الصحافة الغربية كلها تُمجد الجهادَ ضد الاتحادِ السوفياتيِّ في أفغانستانَ (1979-1989)، وكانت تنظرُ بعين الرحمةِ وربما بإعجابٍ محتشِمٍ إلى التشددِ الدينيِّ، المسلطِ على المرأةِ الأفغانيةِ بهدف إقصائها من الحياة العامة، على أنه ثقافةٌ شرقيةٌ نوعًا ما جذابةٌ. (...) وصل الأمرُ برئيسِ جمعيةٍ تناضل ضد العنصرية إلى أن يوجه اللومَ التالي لمدير موقع "ميديابارت": "عندما لا نجد أي طفلٍ يهوديٍّ في المدارسِ العموميةِ في حي سان-سان-دينِي بباريس، فهذا ناتجٌ عن تَفَشِّي الفكرِ الإسلاميِّ-اليساريِّ (L`islamo-gauchisme)".
في فرنسا، حروبُ الدين ليست دائمًا مجازية، وصحافةٌ مشكوكٌ في مصداقيتِها لن تجدَ ما تفعله أفضلَ من إذكاءِ نار ِالفِتنةِ القادمةِ"

Référence: Le Monde diplomatique, n°765-64è année, décembre 2017. «Guerres de religion», p. 1, par Serge Halimi

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" قرآن

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 26 ديسمبر 2017.
Haut du formulaire