samedi 16 décembre 2017

الأخلاقُ ليست معرفةً حتى ندرّسَها، بل هي فِعلٌ نفعلُه في المجتمع! فكرة فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة، تأثيث مواطن العالَم

نحن في مدارسنا نُدرّسُ التربية المدنية والتربية الإسلامية ساعتين كل أسبوع (معرفة-Connaissance)، وفي جوامعنا التربية القرآنية تلاوةً وخطابًا يوم الجمعة، خطبةٌ نكررها 52 مرة في العام ( وعظ وإرشاد-Morale moralisante ). فهل نحن، العربُ المسلمون، مدنيون ومهذبون في سلوكنا اليومي في الشارع والمقهى والعمل، أم نحن كالحمار يحمل أسفارًا؟

كيف يعلّمون الأخلاقَ في التعليم الثانوي في كندا، الدولة متعددة القوميات والأديان؟
يُطالَبُ التلميذ الكندي بإنجاز 40 ساعة عمل تطوعي خلال ثلاث سنوات وبدونها لن يتحصل على شهادة الباكلوريا مهما ارتفعَ معدّلُه. أسوقُ لكم مثالاً روته لي ابنتي عبير المقيمةُ بكندا: يتطوع التلامذة الكنديون (من مختلف الأديان) لخدمة المسلمين الكنديين خلال عشاءٍ جماعيٍّ ينظمونه احتفالاً بقدومِ العيدِ الصغيرِ أو العيدِ الكبيرِ، فعلٌ أخلاقيٌّ ناجعٌ (Une action) وليس درسًا نظريًّا عقيمًا (Une connaissance).

"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" (قرآن)، والمقصود هنا بالعمل هو فعلُ الخير (Action morale) وليس الشغل في مهنة (Travail)، ونحن، العربُ المسلمون، والحمد لله - الذي لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه - لم نفلِحْ اليوم، لا في العمل الأول ولا في الثاني. في الكتب، أخلاقُنا عاليةٌ جدًّا جدًّا (أمانةٌ، صدقٌ، ضميرٌ مهنيٌّ، تكافلٌ، تسامحٌ، إلخ)، أما في الواقع فهي هابطةٌ جدًّا جدًّا (خيانةٌ، كذبٌ، تكاسلٌ مهنيٌّ، أنانيةٌ، تعصّبٌ، إلخ)، والمعارفُ لا تغيِّرُ القِيمَ
 (Les connaissances ne changent pas les valeurs, sujet de ma thèse de doctorat).

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 17 ديسمبر 2017.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire