dimanche 24 décembre 2017

كيف تصرفت الشعوبُ غير الغربية مع موجةِ التحديثِ والتغريبِ؟ ترجمة مواطن العالَم

Les réactions à l`occidentalisation et à la modernisation

نص هنتڤتون: مقتطفات مختارة
1.     الرفض (Le rejet)
اليابان والصين طردتا الغربيين، الأولَى في القرن السابع عشر ميلادي، والثانية سنة 1722، ثم كُسِرَ الطوقُ الحديدي على الحدود بالقوة خلال حرب الأفيون (1839-1842). وحدههم المتطرفون المسلمون رفضوا التحديثَ والتغريبَ في آن، أو بلغة أخرى رموا الطفل مع ماء الحمام (« jeter le bébé avec l'eau du bain »). حسب توينبِي (Toynbee, un grand historien britannique des civilisations, 1889-1975)، التمرّد (La zéloterie) غير قابلٍ للتطبيقِ ولا للنموِّ ولا للحياةِ.

2.     الكَمالية 
(Le kémalisme)
منذ سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924، انخرطت تركيا بكل قوتها في التحديث والتغريب في آن بقيادة الزعيم الكاريزماتيك المؤسس كمال أتاتورك، وكان انخراطُها مبنيًّا على فكرة تقول أن التحديثَ مطلوبٌ وضروريٌّ، وتقول أيضًا أن الثقافة المحلية الإسلامية السائدة عميقة الجذور تتعارض وتتناقض مع التحديث، ويجب التخلي عنها نهائيًّا، والعمل على إزالتِها وتجاوُزِها باعتماد اللائكية (فصل الدين عن الدولة) (...) أتاتورك جعل من تركيا بلادًا ثنائية (Un pays dual)، أي مسلمة في عقيدتها، لكنها محكومةٌ من قِبل نخبةٍ مصمِّمةٍ على الجعلِ منها مجتمعًا حديثًا، غربيًّا ومربوطًا بالغرب. (إضافة م. ع: تَبِعَتْهُ في مشروعِه - أتاتورك - عديد البلدان، مثل أفغانستان بقيادة الرئيس الشيوعي نجيب الله سنة 1987، وبصفة أقل راديكاليّةٍ، تونس  بقيادة الزعيم الكاريزماتيك المؤسس الحبيب بورڤيبة سنة 1955 وهو المعجَب بكمال أتاتورك، ومصر مع عبد الناصر سنة 1952).

3.     الإصلاح 
(Le réformisme)
مقاربةٌ ثالثةٌ لكيفيةِ التفاعلِ مع التحديثِ والتغريبِ، مقاربةٌ تسعى إلى التحديثِ مع المحافظةِ على القِيم والعاداتِ والمؤسساتِ الأساسيةِ للثقافةِ المحليةِ لكل مجتمعٍ معنِيٍّ بالتحديثِ. وهذا ما توخته نخبُ عديد البلدان، مثل الصين، اليابان، مصر محمد علي سنة 1830، حاول وفشل مُكرَهًا من قِبل البريطانيين. وفي أواخر القرن 19م، الأفغاني وعبده وغيرهم جرّبوا التوفيقَ بين الإسلامِ والتحديثِ، فشل مشروعُهم مع ظهورِ الكَماليةِ والتشددِ الإسلاميِّ.

الحصيلة:
-         بلدانُ الرفضِ بقيت محلّك سر، يعني لم تتطوّر ولم تتغرّب (إضافة م. ع: مثل جل البلدان العربية).
-         بلدان الكمالية تطوّرت وتغرّبت (إضافة م. ع: مثل تركيا).
-         بلدان الإصلاح تطوّرت ولم تتغرّب (إضافة م. ع: مثل ماليزيا، أندونيسيا، اليابان، الصين).
-         مصر وإفريقيا تغرّبت بصفة مؤلمة ولم تتطوّر.
-         المفروض أن كل بلد يسعى للتطور يمر بفترتين: فترة يقترن فيها التطور مع التغريب، تعقبها فترة يزدهر فيها التطور الاقتصادي مما يُدعِّم الاعتزاز بالثقافة المحلية ويحدّ من التغريب (إضافة م. ع: حصل هذا التوصيف بالضبط في تركيا اليوم بقيادة أردوڤان). على المستوى الفردي، التحديث يولّد التبعية والإحباط النفسي بسبب تفكك النسيج الاجتماعي التقليدي، أزمات هُوَوِيّة  يوفر لها الدينُ أجوبةً. حتى لا أطِيلَ عليكم، قد يُتبَع...

Référence: Samuel P. Huntington, Le Choc des civilisations, Éd. Odile Jacob, 1996, pp. 94-99

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 24  ديسمبر 2017.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire