mardi 5 décembre 2017

الجسدُ : من الوثنية  إلى المسيحية إلى الإسلام؟ مواطن العالَم
 Le corps

الوثنية (Le paganisme): أونفري، 2007: "الوثنيون لا يعبدون الأصنامَ، بل يستعملونها وسيلةً ووسيطًا للتقرّبِ من الآلهة المتعدّدة المعبودة. كان مذهبُ المتعة منتشرًا (L`hédonisme) بينهم، وكان الجسمُ متحرِّرًا يصول ويجول، ولم تستعمره الروحُ بعدُ".

2. المسيحية: أونفري، 2007: "معها نزلت الروح من السماء واستعبدت الجسدَ في الأرض، عذبته، دمّرته ورامت القضاء عليه فلم تُفلِحْ. تُقدِّسُ العزوبيةَ والعُذرية وتُفضِّلُهما على الزواج، فرضتهما على رجال ونساء الكنيسة (الرهبان) وحلمت بفرضهما على المسيحيين جميعًا، لكنها تراجعت عن حلمها، لا من أجل المحافظة على النوع البشري، فهذا لا يهمها بل يفرحها انقراضه تكفيرً عن الخطيئة الكبرى، سمحت به من أجل التبشير فقط (...) الفيلسوف المسيحي إراسم (
Érasme, XVe S) أراد أن يؤلف بين الحكمة الوثنية (الفلسفة الإغريقية) والحكمة المسيحية، المتعة الحسية (La volupté) في الزهد (L`ascèse) والزهد في المتعة الحسية. رفضت المسيحية هذه الفرصة لأنسنة الدين وتسخيره لخدمة البشر وليس العكس. البروتستانتية تبنّت جزءًا من هذه الثورة التي لا رادّ لقضائها والتي هي دومًا مع التيار وتجري في مجرى التاريخ، لكن الكنيسة البابوية الكاثوليكية اختارت نهج التصلّب فانجرّ عن تطرّفها وتعصّبها مجازر فظيعة ضد البروتستانتيين... لم يتعظوا فجاءهم الفلاسفة الماديون (La Mettrie & compagnies )... ثم الثورة الفرنسية. الصلاة قُضِيت والمصلّون تفرّقوا...".

3. الإسلام: مواطن العالَم: رغم أن الإسلامَ حافظَ على ثُنائية الروح والجسد (Le dualisme cartésien : corps et âme)، فإن هذا الأخير، أي الجسد، استرجع بعضًا من حقوقه التي انتزعتها أو سلبتها منه المسيحية، أذكر أهمها، أي المُتَعُ الحسيّة، على شرط أن تُمارَس في إطار الحلال، والمحلل في الإسلام أكثر بكثير من المحرّم: نبذ العزوبية للرجل والمرأة، حق الزواج لكل الناس دون استثناء أحدٍ (لا رهبنة في الإسلام)، حق الطلاق للمرأة والرجل، حق إعادة البِناء بعد الطلاق للمرأة والرجل، تعدد الزوجات للرجل، حق ممارسة الجنس من أجل الإنجاب والإعمار ومن أجل المتعة الجنسية أيضًا  للمرأة والرجل، كسب المال وإنفاقه للمرأة والرجل، الزينة والتزين باللباس والألوان والعطر للمرأة والرجل، حق التمتع بالطعام الوفير واللذيذ للمرأة والرجل، إلخ.

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 5 ديسمبر 2017.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire