samedi 31 mars 2018

La Science, c`est quoi? Citoyen du Monde


La Science, c`est la mesure d`un monde réel construit par la Science dont les instruments de mesure eux-mêmes. L`une des définitions de la science : c`est la mesure du réel. Les mathématiques, c`est la mesure du non-réel, donc ce n`est pas une science, c`est un instrument au service des sciences (pas de Prix Nobel pour les mathématiciens. Pourquoi? La femme du savant Nobel avait eu par hasard un amant mathématicien). Compartimentée, la science devient réductrice (une diminution de valeur), par contre tout phénomène est  complexe, en plus elle est impuissante en métaphysique, et ma conférence est plus réductrice encore.
أما شهادةُ الدكتورا فكلها اختزالٌ وتقسيمٌ للعلمِ، حيث يزيد التدقيقُ وفي المقابل يضيقُ مجالُ المعرفةِ عكس ما يعتقدُ الكثيرونَ، مثلاً: دكتورا في اللونِ الأزرقِ أو في عامَينِ من العهدِ العباسِي. للأسف الشديد، يبدو لي أن أطروحاتِنا ما هي إلا نُسخٌ باهتةٌ لأطروحاتٍ غربيةٍ، بما فيها أطروحتي

Ma signature
Pour le critique, « il ne s’agit pas de convaincre par des arguments ou des faits, mais, plus modestement, d’inviter à essayer autre chose » Michel Fabre & Christian Orange, 1997
« À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence » Le Monde Diplomatique

Date de la première publication sur mon compte FB : Hammam-Chatt, samedi 31 mars 2018.




vendredi 30 mars 2018

الـ"معركة الثقافية": هل الرهان على الطريقة الليبرالية هو الحل الأمثل أو الطريقة الڤرامشية هي البديل الأفضل؟ لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن العالَم، بقليلٍ من التصرف


 (La bataille culturelle)
1.     الحجة الأولى، التي تدور اليوم في الأوساط اليسارية، تقول أن العالمَ مقسّمٌ إلى مجموعتين: المجموعة الأولى تمثل 1% من سكان العالم، تضم الأكثر رخاءً فيهم، وتستأثر بجل فوائد التنمية الرأسمالية. المجموعة الثانية تمثل الـ99% المتبقية من سكان العالم، تضم جميع المتضررين من هذه التنمية الرأسمالية اللامتكافئة. لكن هذه الأخيرة نجد فيها مثلاً، العامل والفلاح والمعلم وأستاذ الثانوي، كما نجد فيها مثلاً، الطبيب والمحامي والأستاذ الجامعي، فمِن الصعب إذن أن نتخيل أن بين الطبقتين، الدنيا والوسطى، قد توجد مصالحٌ مشتركةٌ، ومن المستحيلات أن يكوّن الاثنان طبقةً سياسيةً ذات وعيٍ طبقيٍّ متجانسٍ (La conscience de classe).
2.     الحجة الثانية وهي متداولةٌ عند اليسار أيضًا، تقول أن الـ"معركة الثقافية" هي فكرةٌ، فكرةٌ في الواقع ليست خاطئة في حد ذاتها، لكنها تفتح أبوابًا على إستراتيجيةٍ سياسيةٍ إشكاليةٍ.
3.    (L`hégémonie)
فكرة المفكر الماركسي الإيطالي أنطونيو ڤرامشي تتمثل في مفهومِ "الهيمنة" الشهير . فكرةٌ بسيطةٌ: السياسة ترتكز في آخر المطاف على الثقافة. إذا كانت الحكومات لا تطبق برنامجها، فليس لأنها تفتقر للشجاعة أو الطموح، ولا لأنها ترفض الدفاع عن مصالح مَن انتخبوها، بل لأن الجو السياسي يعارض تطبيقها (Le fond de l`air politique). يجب إذن تغيير هذا الجو وجعلِه مقبولاً. الصين، مثلاً، لم تصل إلى المرتبة الثانية اقتصاديًّا في العالم عن طريق أي "معركة ثقافية"، بل وصلتها بفضل قوتها الاقتصادية التي يحاول زعماؤها بكل جَهدٍ تحويلها إلى قوة عسكرية. لكن الهيمنةَ الليبراليةَ الجديدةَ لم تنبثق إلا بعد تغييرات هيكلية أضعفت القوى التقدمية، وواهمٌ مَن يتصور أنه يكفي أن تربح الـ"معركة الثقافية" حتى يتغير النظام.
4.     الحجة الأولى والثانية تنطلقان من تصورٍ واحدٍ للعالم الاجتماعي. تصورٌ يَعتبِر المجتمع ككيانٍ غير متمايزٍ 
(Une entité indifférenciée
 كفضاء مَرِنٍ نشكّله بالحوار في اتجاهٍ أو آخرَ. وعكس بعض مفسّري ڤرامشي الذين يقوّلون ڤرامشي ما لم يقل: هو لم يرغب أبدًا في أن يجعلَ من الـ"معركة الثقافية" القلب النابض للصراع الطبقي. يذكر ڤرامشي تطور ماركسية عصره ويؤكد أن "المرحلة الأحدث من تطورها تتمثل بحق في المطالبة بلحظة "الهيمنة" كعنصرٍ أساسيٍّ في تصورها للدولة  وفي تثمين العامل الثقافي، النشاط الثقافي، وضرورة تأسيس جبهة ثقافية جنب الجبهات الاقتصادية والسياسية البحتة". ربطُ "الجبهة الثقافية" بالجبهات الاقتصادية والسياسية: هذه هي الفكرة الكبرى! فكرةُ "الهيمنة الثقافية" الڤرامشية ليست خطبةً منمقةً لمثقفين أو زعماء معارضين على شاشات الفضائيات مثلما ما يفعل عندنا زعماءُ "الجبهة الشعبية"، إنها قدرة الحزب على خلق وتسيير كتلة اجتماعية موسعة، وذلك عن طريق تأسيس وتطوير الوعي الطبقي، المهمة اليسارية الأساسية التي لم يقم بها أي حزب يساري تونسي منذ ما يقارب قرنًا من الزمن، منذ تأسيس الحزب الشيوعي التونسي سنة 1934.
5.     شَنُّ الـ"معركة الثقافية" يتطلب من اليساريين الڤرامشيين تسييس الطبقات الشعبية الجديدة  (بروليتاريا متنوعة تختلف عن البروليتاريا الكلاسيكية في السبعينيات)، وذلك عن طريق إذكاءِ وخوضِ صراعاتٍ نقابيةٍ نوعيةٍ، صراعاتٌ لا تقف عند سقف تحقيق مطالب مادية على أهميتها. النقابيون الواعون طبقيًّا هم ورثةُ ڤرامشي الحقيقيون.

Référence: Le Monde diplomatique, mars 2018, extrais de l`article  «Les idées suffisent-elles à changer le monde. Ce que la bataille culturelle n`est pas», par Razmig Keucheyan, Professeur de sociologie à l`Université de Bordeaux, p. 3

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)
Les vices privés des capitalistes décideurs ne feront jamais la vertu publique du peuple gouverné

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 31 مارس 2018.


هل غيرت أفكارُ اليساريينَ والإسلاميينَ التونسيينَ من عقليةِ المواطنِ التونسيِّ، وهل غيرت من عقلياتِهم هم أنفسِهم؟ مواطن العالَم


يبدو لي - والله أعلم - أن معظم اليساريين والإسلاميين التونسيين يلتقون ويتوحدون حول الأفكار الإيجابية، الغايات، القِيم الإنسانية، مثل العدالة الاجتماعية، التضامن، التضحية، المساواة في الحقوق والواجبات، الصدق في القول والإخلاص في العمل. كلها أخلاقٌ نبيلةٌ وعاليةٌ، ثمّنها القرآن الكريم قبل ماركس بعشرة قرونٍ أو أكثر قليلاً. للأسف الشديد، هذه الأفكار السليمة بقيت سجينة الكتب، بشريةً كانت مقدسةً، لم تترك أثرًا طيّبًا في عقلية المواطن التونسي، ولم تغيّر من سلوكاته وسلوكاتهم (اليساريين والإسلاميين) السيئة شيئًا يُذكَر فيُشكَر.
المفارقة الكبرى تكمن في أن سلوكات المجموعتين السيئة هي التي سادت وانتشرت في مجتمعنا التونسي، مثل الأنانية، المحسوبية، الجهويات، الربح السهل والسريع دون جَهدٍ ولو يَسيرٍ، الفساد، الرشوة، تراجع الضمير المهني، إلخ: تجد اليساري والإسلامي على حد سواء من بين الأساتذة المقاولين تجار المعرفة الجشعين، من بين الموظفين عديمي الضمير، من بين المسؤولين المرتشين، من بين الحِرفيين الغشاشين، من بين الأطباء الجشعين، من بين القضاة والمحامين الفاسدين، إلخ. التونسي يبقى تونسي، يَسّرَ أو تخونجَ والطبعُ غالبًا ما يغلب التطبّعَ!
كمختص في إبستمولوجيا التعليم (الديداكتيك)، أنا أعي جيدًا أن الأفكار السلبية، مثلها مثل التصورات غير العلمية، تصمد بقوة ضد التنوير العلمي أو الديني أو الفكري أو الثقافي، لا تنهزم بسهولة، ولا تزول بسرعة. وأعرف أيضًا أن المستوى التعليمي لا يغير أوتوماتيكيًّا الأخلاقَ إلى الأفضلِ إلا عند الفيلسوف سقراط، المثل الأعلى لتصالح المعارف والقِيم وترافقها وتعايُشها وتجسّمها في شخصِ واحدٍ أحدٍ. مستحيلٌ نجح سقراط في تطبيقه على نفسه على الأقل، ومات مُضحّيًا بروحه من أجله، متجرّعًا السم تنفيذًا لحكمٍ بالإعدام.
ماذا تَعَلمَ المواطن التونسي من المجموعتين المتخاصمتين على اللاشيء؟
من اليساريين، دون تعميمٍ، تَعَلمَ الخطابَ "الجبهاويَّ" (Le discours frontal) الذي غالبًا ما يوصِل إلى نتيجةٍ عكسيةٍ تتمثل في تَجنُّبِ محاورتهم والابتعاد عن مخالطتهم، معاداةَ الحضارة الإسلامية عن جهلٍ بإنجازاتها أو تضخيمٍ لسلبياتها، والعنفَ اللفظيَّ الذي اكتويتُ بناره شخصيًّا والذي سُلِّطَ عليّ أنا من قِبل عديد الأصدقاء الحميمين وغير الحميمين، أنا ابن العائلة اليسارية، العاقُّ في نظرهم. آه لو يدرون أن تجاهلَهم المقصودَ لأفكاري وأطروحاتي قد أعطاني - عكس ما ينتظرون مني - طاقةً رهيبةً للكتابةِ والنشرِ والقراءةِ أكثرَ. لن أهضم حق بعض أصدقائي اليساريين، وهم قلة، الذين شجعوني، وأقول لهم شكرًا من القلبِ والعقلِ.
من الإسلاميين، دون تعميمٍ، تَعَلمَ الإقصاءَ لغير الإسلامي، التسرعَ في التكفير، عدمَ الانفتاح على الأفكار غير الإسلامية، والتعصبَ الأعمَى المُضِرَّ بالهُوية الإسلامية نفسِها. أما معاملةُ جل مَن عرفتهم من النهضاويين - لي شخصيًّا - فقد كانت أرقَى بكثيرٍ من معاملة المذكورين أعلاه (يبدو أنه استثناءٌ كما أكد لي بعض اليساريين الثقاة، استثناءٌ محمودٌ، لكنه، وككل الاستثناءات، يؤكد القاعدة ولا ينفيها، حتى ولو كنتُ المستفيدُ الوحيدُ منه)، وأما دواخِلُهم فلا يعرف كنهَها إلا الله سبحانه وتعالَى.

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)
Les vices privés des capitalistes décideurs ne feront jamais la vertu publique du peuple gouverné

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 30 مارس 2018.


jeudi 29 mars 2018

في الشرق الأوسط، مَن حفر جبًّا لأخيه وقع فيه، مثال أمريكا، السعودية وقطر؟ لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن العالَم


 1.     أمريكا
-         أمريكا، زعيمة "العالَم الحر"، ساندت ولا تزال ترعَى الدولة الأكثر عداءً للديمقراطية، السعودية (لا دستور، لا قوانين عصرية، لا قضاء مستقل، لا انتخابات تشريعية، لا منظمات حقوقية، لا نقابات، لا مجتمع مدني حر مستقل، إلخ)، الأكثر عنصرية ضد المرأة، والأكثر رجعيةً (قليل من الفنون لكنها كلها مقيّدة).
-         أمريكا، رجعت عسكريًّا للخليج سنة 2003، وللمرة الأولى منذ أن غادرته سنة 1962، تاريخ إبعادها عن قاعدة الظهران في المنطقة البترولية بالسعودية وقد تم ذلك تحت ضغط مصر الناصرية.
-         غادرت العالم العربي ثانية مهزومةً عند خروجها من العراق سنة 2011، دون أن تحقق ولو هدفًا واحدًا من أهدافها الأساسية، والأدهى وأمرّ أنها تركت العراق تحت هيمنة عدوها الإقليمي الأكبر، إيران.
-         في عهد أوباما (الحزب الديمقراطي) إبان حربها في العراق ضد شيطانها الأكبر داعش، ساندت عسكريًّا القوات العراقية النظامية وغير النظامية (الحشد ذو الأغلبية الشيعية والموالي لإيران) ضاربةً عرض الحائط بنصائح حليفتها المالية الكبرى وبقرتها الحلوب المملكة السعودية. أما في سوريا، فقد وقفت مع الأكراد ضد رغبة حليفتها العسكرية الكبرى تركيا، مراعاةً لمصالحها المشتركة مع الشق الإصلاحي في السلطة الإيرانية، للمحافظة على الاتفاق النووي الحديث الهش (جويلية 2015).

2.     السعودية
-         تحالفت قديمًا مع أمريكا ضد نظام عبد الناصر (1954-1970) المسنود من قِبل الاتحاد السوفياتي سابقًا.  عبد الناصر قمع بشدة الإخوان المسلمين في مصر.
-         بعد غزو الكويت من قِبل صدام، عاقبت كل مَن سانده وعارض التدخل العسكري الأمريكي في العراق: عاقبت اليمن (طردت من المملكة قرابة المليون عامل مهاجر يمني)، ومنظمة التحرير الفلسطينية (قطعت عنها الإعانات المتنوعة)، والإخوان المسلمين (قطعت العلاقة معهم بعدما كانت هي أول مَن ساندهم منذ تأسيس حركتهم سنة 1928).
-         لم تنجح في إزاحة بشار ولا نجحت أخيرًا في تركيع قطر ثم ومنذ ثلاث سنوات (مارس 2015)، انغمست في حربٍ ظالمةٍ ضد جارتها الضعيفة اليمن.
-         الملك الجديد سلمان وابنه محمد قررا تحسين العلاقات مع قطر وتلطيفها مع الإخوان واستعادتها مع حزب الإصلاح اليمني (إخواني) المتحالف مع حكومة الرئيس عبد ربه اليمنية الشرعية، الشيء الذي لم يعجب سيسي مصر ولا محمد بن زايد الإمارات. لكن بعد فوز ترامب (الحزب الجمهوري)، المعادي الشرس للإخوان، انقلبت كل الموازين. وبعد أقل من نصف شهر من زيارة هذا التافه الفاسد للسعودية (ماي 2017)، قطعت مصر وجل دول الخليج علاقاتها مع قطر المسانِدة الأولى للإخوان هي وتركيا.

3.     قطر
-         دويلة، 90% من سكانها أجانب.
-         شيدت بسرية وعلى نفقتها الخاصة قاعدة جوية أمريكية قرب عاصمتها الدوحة، ظنًّا منها أنها بفعلتها هذه تحمي نفسها، ومن باب الخوف الوهمي شيدت أخيرًا وعلى نفقتها الخاصة أيضًا  قاعدة جوية تركية.
-         في السر أيضًا، طبّعت علاقتها بالعدو الإسرائيلي، وفي نفس الوقت لكن في العلن حسّنت علاقاتها مع إيران وساندت حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية.
-         صمدت ضد الحصار السعودي-الإماراتي المحكَم. لكن بأي ثمن؟ بخسارة مالية ضخمة جدًّا قدرها 300 مليار دولار (أي ما يقارب 34 مرة ميزانية تونس السنوية الحالية والتي تُقدّر بـ30 مليار دينار).
-         قطر، ضفدعةٌ تحاكي انتفاخًا حجم ثورٍ، قررت أن تراهن على حركة الإخوان المسلمين في العالم العربي، كما تراهن الشركات الكبرى على شراء فرق كرة القدم المشهورة.
-         أسست قناة الجزيرة عام 1996، وجعلت منها منبرًا حرًّا تحت تصرف الإخوان المسلمين، منبرٌ يستضيف كل المُعارضين العرب، باستثناء مُعارِضِي السعودية ومُعارِضِي قطر نفسها حيث يُسجن مدى الحياة كل مَن يمس من ضخامة أميرها.

Référence: Le Monde diplomatique, mars 2018, extrais de l`article  «Interventionnisme en Syrie, Pressions sur le Liban, Guerre au Yémen. Au Proche-Orient, la stratégie saoudienne dans l`impasse», par Gilbert Achcar, Professeur à l`Université de Londres, pp. 10 et 11

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)
Les vices privés des capitalistes décideurs ne feront jamais la vertu publique du peuple gouverné

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 30 مارس 2018.


mercredi 28 mars 2018

انحيازٌ للمنطقِ، وليس انحيازًا لسهام، والمنطقُ ليس دائمًا في صفِّها؟ مواطن العالَم


بوضوحٍ تامٍّ، لقد كنتُ معجبًا بسهام بن سدرين قبل الثورة، كإعجابي بنفس الدرجة بكل المناضلين ضد بورڤيبة وضد بن علي، يوسفيين كانوا أو إسلاميين أو قوميين أو يساريين، وذلك لأنهم يمتلكون جرأة وشجاعة لا يمتلكها إلا القليلُ. لا أفرّقُ بينهم في نبل غاياتهم خدمةً للصالح العام، لكنني أختلف معهم جميعًا في الوسائل، والوسيلةُ عندي أهم من الغاية، والغاية، مهما بلغت من الصدق، لا تبرر الوسيلة خاصة عندما تكون هذه الوسيلةُ مشبوهةً أو انتهازيةً.
بعد الثورة، لم أحدد بعدُ موقفًا واضحًا من سهام، لا معها ولا ضدها. سمعتُ جميع حُججِ مُحِبّيها كما حُججِ مناوئيها، قد يكون الحق مع الأولين وقد يكون أيضًا مع الثانين، ينقصني المقياسُ الموضوعي، ولذلك أرجئ حكمي إلى حين.

بماذا يتهمها خصومُها؟
1.    التهمة 1:
"تترأس هيئة عدالة انتقالية وهي ليست محايدة، بما أنها هي نفسها ضحية نظامَي بورڤيبة وبن على، ولذلك لا يمكن لها إذن أن تكون الخصم والحكم".
الدفاع 1:
منذ متى كان الثوارُ محايدين؟
هل للحيادِ مكانٌ بين الجلادِ والضحيةِ؟
هل الحيادُ، إن وُجد في هذه الحالة، صفةٌ محمودةٌ؟ وهل يوجد في تونس بعد الثورة عينةٌ تونسيةٌ واحدةٌ من هذا الصنفِ لتستلمَ مهمةَ رئاسةِ "هيئة الحقيقة والكرامة"؟
هل ثوارُ فرنسا 1789 كانوا محايدين مع النبلاء ورجال الدين؟ وهل المسلمون الأوائل كانوا محايدين مع الكفارِ؟

2.    التهمة 2:
"طالبتْ بإعادةِ كتابةِ تاريخ الحركة الوطنية".
الدفاع 2:
وما العيبُ في ذلك؟ هل مسّت مقدسات؟
هل مَن كَتَبَ التاريخَ أو درّسَه في عهد بورڤيبة تعرّضَ من قريبٍ أو بعيدٍ للمسألة اليوسفية بحيادٍ وموضوعيةٍ؟
هل مَن كَتَبَ التاريخَ أو درّسَه في عهد بن علي تعرّضَ من قريبٍ أو بعيدٍ لمسألة تعذيبِ الإسلاميين في المراكز والسجون بحيادٍ وموضوعيةٍ؟
هل التاريخُ علمٌ موضوعيٌّ ومحايدٌ؟ وهل يوجد أصلاً علمٌ واحدٌ موضوعيٌّ ومحايدٌ؟ الحيادُ والموضوعيةُ في العلم، يحضران ويغيبان حسب المصلحة، ومصلحة القَوِيِّ أولَى.
العلمُ، لعلمكم يا سادتي العلماء الأجلاء، منحازٌ لمموليه، وأكبر دليلِ على ذلك هو احتكار العلم النووي والعلم الصيدلي من قِبل بعض الشركات الرأسمالية الغربية الأنانية الجشعة.

3.    التهمة 3:
"عريضة الستين مؤرخًا ضد سهام".
الدفاع 3: سهام ليست ندًّا علميًّا لكم حتى تتجمعوا كلكم ضدها. هي أقل من ذلك بكثير، خاصة في مجال اختصاصكم الأكاديمي، ولم تحاول أبدًا منافستكم فيه، فلماذا أنتم إذن تنافسونها في ميدانها، السياسة، ميدانٌ ليس من اختصاصكم؟ هي سياسية بامتياز، ومن حقها - للأسف - الشرعي أن تناور وتختار الوقت المناسب لتباغِت خصومها وخصومنا السياسيين (الدساترة والتجمعيون المورّطون في التعذيب والفساد وسرقة المال العام واستغلال النفوذ للإثراء غير القانوني). احترموا علمكم ودرجتكم الأكاديمية العالية، وانأوا بأنفسكم وتعالَوا، ولا تُجارونها في مهاتراتها السياسية الظرفية إن كنتم ترونها كذلك، وانكبّوا على دراسة شهادات المعذبين في الأرض (يوسفيين وقوميين ويساريين وإسلاميين بالآلاف) التي قدمتها لكم سهام دون أن تبذلوا في سبيلها عناء البحث، تناولوها بالدرس والتمحيص وافرزوا الغث من السمين، وهذا هو دوركم الأول والأخير، وكفاكم به شرفًا وفخرًا وحظوةً عند التونسيين والعالمين أجمعين.

4.    التهمة 4، أوجهها لها أنا:
"تقول سهام أن وثيقة الاستقلال تحوي تنازلات سرية لصالح فرنسا".
وهل يوجد في العالم استقلالٌ واحدٌ غير منقوصٍ؟
-         ألمانيا تخلت بعد الهزيمة عن ثلث مساحتها ولا زال آلاف الجنود الأمريكان المنتصرون، منذ نصف قرنٍ أو أكثر قليلاً، يرتعون في ألمانيا المستقلة موزعين على ما يقارب السبعين قاعدة عسكرية.
-         اليابان تخلت بعد الهزيمة عن جزرٍ لصالح روسيا، ولا زال آلاف الجنود الأمريكان المنتصرون، منذ نصف قرنٍ أو أكثر قليلاً، يرتعون في اليابان المستقلة موزعين على قواعد عسكرية متعددة، ودستورها الحالي كتبه لها الأمريكان من ألِفِه إلى يائه.
-         الصين الشيوعية انتصرت، وقطعتان واسعتان من أرضها خارج سيطرتها، فورموزا لا زالت متمردة حتى اليوم، وهونڤ كونڤ استرجعتها حديثًا دون مقاومةٍ من تحت براثن الاحتلال البريطاني.
-         نابليون انتصر في جل معاركه، ذهب وترك مساحة فرنسا أقل مما استلمها.
-         المكسيك استقلت وولاية التكساس انتزعها منها عنوةً الأمريكان.
-         الثوريان بامتياز، فيدال كاسترو وشي ڤيفارا، حررا كوبا وتركا ڤواتنامو الكوبية تحت احتلال العدو الأمريكي.
-         المغرب استقل، وسبتة ومليلة، المدينتان المغربيتان لا زالتا تقبعان تحت الاحتلال الأسباني منذ ما يزيد عن 500 سنة.
فبأيِّ آلاءِ الواقعِ الاستعماريِّ البغيضِ تكذبان؟ وهل المواطن الجزائري (البلاد التي تحررت بفضل الكفاح المسلح، بلاد  المليون ونصف شهيد)  أكثر استقلالاً حاليًّا من المواطن الألماني أو الياباني؟

5.    التهمة 5، أوجهها لها أنا أيضًا:
"تقول سهام أن ثرواتنا الباطنية لا زالت تُنهَب من قِبل المستعمِر القديم، فرنسا".
هل يوجد في العالم الثالث كله ثروةٌ باطنيةٌ واحدةٌ غير منهوبةٍ من قِبل بعض الشركات الرأسمالية الغربية الاستعمارية الأنانية الجشعة، مؤممةً كانت أو غير مؤممةٍ؟ وهل يوجد غِرٌّ عربيٌّ واحدٌ لا يعي هذه الحقيقةُ، فما الجديدُ في صيدِكِ "الثمينِ" هذا كما تدعينَ يا سهامُ؟

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)
Les vices privés des capitalistes décideurs ne feront jamais la vertu publique du peuple gouverné

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 28 مارس 2018.


dimanche 25 mars 2018

أسباب انتشار عقيدة الجهاد العنيف في العالَم غير الإسلامي تحت مجهر خبراء غربيين؟ (المقال كامل) لوموند ديبلوماتيك (ديسمبر 2017)، ترجمة مواطن العالَم


 (Le djihadisme
أبدأ بطرح الإشكالية: هل التطرف الديني مرتبطٌ بالإسلام أو هو تطرفٌ سياسيٌّ يتستر بالإسلام؟

-         فهراد خُوشروكافار (مدير دراسات بجامعة فرنسية): "التطرف الديني يمثل ذروة الأزمة العميقة التي تمر بها المجتمعات الغربية (...) جاذبية داعش نتجت عن أزمة حلم، أي غياب أفق سياسي في مجتمعات تتفاقم فيها عدم المساواة أكثر فأكثر (...) غياب العدالة الاجتماعية تُنتِج اليوم تطرفًا مزدوجًا، شعبويًّا وجهاديًّا."
-         لوران بونالي (أستاذ علوم سياسية بجامعة نانتير): "الخطاب الجهادي يُغيّب المسألة الاجتماعية ويؤكد على وجود نظام قمعي لكنه يُرجِع أسبابَه إلى ثنائية غير مسلم ضد مسلم".
-         ميريام بن رعد (مؤلفة حول الإرهاب وأستاذة بجامعة هولندية): "حتى نفهم الظاهرة، يجب معالجة عقيدة الجهاد العنيف كإيديولوجيا معاصرة والاشتغال على الخطاب والرؤيا للعالم اللذان يتبناهما أتباعها."
-         فهراد خُوشروكافار (مدير دراسات بجامعة فرنسية): "الإسلام - في هذه الحالة - ليس إلا انتحال-اسم لحلم رجعي وقمعي يبرر العنف." (السلفية أو الوهابية الجديدة التي انتعشت مع ارتفاع سعر البترول سنة 1970).
-         حَسني عبيدي (أستاذ جامعة بجينيف وفرنسا):  "يُجمِع المجتمع الجامعي الفرنسي على القول بأن الإسلام، كدين، بريئٌ من تهمة التسبب في انتشار عقيدة الجهاد العنيف، لكنه يجد صعوبة كبيرة في الدفاع عن هذه الفكرة لأنه ببساطة يجهل أغوار الدين الإسلامي. الإسلام ليس موضوعَ بحث باستحقاق: في فرنسا وأروبا، لا توجد منابر جامعية كافية تهتم بدراسة الإسلام. الدراسة المعمقة والمقارنة هي السبيل الوحيد لتوفير أدوات مفاهيمية وحجج متينة قادرة على فهم كيف يصبح الجهاد العنيف تحويل وِجهة."
-         بيار بيشو (صحفي فرنسي وله مؤلفات حول الإرهاب): "منذ ثلاثين سنة، أصبح لعقيدة الجهاد العنيف مُنظرون يرتكزون على كمٍّ هائلٍ من النصوص والتفاسير القرآنية. انتبهوا إلى "تأثير العدسة المكبرة" الذي يجرنا للخطأ المتمثل في ظاهرة المتدينين الجدد أو الأشخاص الذين يصبحون متطرفين بسرعة دون المرور بفترة طويلة من ممارسة الطقوس الدينية أو الذين لم يعيشوا في عائلات تصوم وتصلي. كل هذا لا يمكن أن يتم إلا إذا وُجدت عقيدة - من المؤكد أنها عقيدة أقلية لكنها منظمة مهيكلة وقوية بما فيه الكفاية -  قادرة على الإقناع والانتشار."
-         دنيا بوزار (عالِمة أنسنة) تعارض الفكرة السابقة: "الإسلام ليس سببًا للإرهاب بل هو وسيلة يستعملها المجنِّدون (...) من بين 13 ألف مكالمة التي وصلت في بضعة أشهر عن طريق الهاتف الأخضر المجاني من العائلات الفرنسية الحريصة على حماية أبنائها من التجنيد الداعشي، 40%  منها لا تتوفر لديها مرجعية إسلامية، و5%  منها يهود. أولادهم لم يُولُّوا وجوهم  يومًا نحو جامعٍ أو مسجدٍ."
-         بيار بيشو (صحفي فرنسي وله مؤلفات حول الإرهاب) يُحذِّر: " يتمثل الخطر في اعتبار كل الجهاديين الفرنسيين أو الأوروبيين أشخاصًا غير مثقفين. أكيد، بعضهم لم يقرأ في حياته القرآن ولا يتكلم حتى العربية. لكن البعض الآخر منهم نَهَلَ من الإنتاج الديني لمنظري عقيدة الجهاد العنيف الذي وقع تحت يديه."
-         حَسني عبيدي (أستاذ جامعة بجينيف وفرنسا) يفسر:  يندر وجود علماء دين مسلمين يدحضون حجةً بحجةٍ منظومة البراهين الجهادية، خاصة باللغة الفرنسية، لغة هي نفسها متهمة بالانحياز للعدو من قِبل شبيبةٍ في طور البحث عن مجتمع إسلامي "مثالي"، لغةٌ ينسبونها إلى جهاز الدعاية الذي يخدم الأنظمة العربية أو الغربية، وكلها في نظرهم عدوة.
-         ميشيل فيفيوركا (عالِم اجتماع ومدير دراسات):  "وراء كل عنف أقصى عقيدةٌ، حتى ولو يكون الجهاديُّ قد اكتشفها في آخر لحظة، حتى لو كانت متأتية من توظيف النصوص، وحتى لو تدخلت عوامل أخرى ساعة المرور إلى التنفيذ" (لكن المتحدث يعترف بوجود استثناءات، مثل الإرهابي النورويجي الذي قتل 80 شخصًا سنة 2011 دون أن يكون مدفوعًا بعقيدة دينية، عقيدته من طبيعة أخرى، نستطيع أن نذكّر أيضًا بالعنف الأقصى للنازية).
-         فهراد خُوشروكافار (مدير دراسات بالجامعة الفرنسية): "الشبان الفرنسيون المعنيون يوظفون إسلامًا غارقًا في الخيال ليصبغوا بالقدسية كرههم للمجتمع (...) يجتزئون من القرآن ما يساعدهم ويقابلون سورتين حربيتين - الأنفال والتوبة - مع أخريات متسامحة جدًّا" (هذه الأخريات يتجاهلها قصدًا الإنتاج الديني لمنظري عقيدة الجهاد العنيف).
-         عصام ظفراوي (أستاذ اقتصاد وسياسة بجامعة فرنسية): " عقيدة الجهاد العنيف شرٌّ متعدد الرؤوس والأشكال، شرٌّ في تحوّلٍ سريعٍ وثابتٍ" (بلغة أخرى، موضوعٌ يصعب الإلمامُ بكل جوانبه لندرة الدراسات المباشرة حوله).
-         لوران بونالي (أستاذ علوم سياسية بجامعة نانتير) يقدّر أن: "نقص الدراسات الميدانية في هذا المجال يجعل المختصين يستقرئون الواقع انطلاقًا من الملاحظات النادرة المتاحة أمامهم. نستطيع بناء أفكار  انطلاقًا من خاصيات مميزة مشتركة بين بعض الجهاديين، لكن هذا لا يعني أنها تفسر كل شيء، أو تدعي أن كل حاملٍ لهذه الخاصيات قابلٌ للتحول إلى جهاديٍّ عنيفٍ."
-         لويس مارتيناز (مدير دراسات بجامعة العلوم السياسية بفرنسا): "إلى حد الساعة، في مستوى الجامعة، لا يمكن اعتبارُ داعشَ ومجنَّديها القادمين من أوروبا كموضوع بحثٍ. من المفروض أن تُنجَز دراسةٌ على أوسع نطاقٍ لمحاورة هؤلاء الجهاديين. المؤسف أنها مستحيلة التحقيق لأسبابٍ أمنيةٍ بديهيةٍ." (في الغالب، لم يبق إلا طريق مساءلة الجهاديين المسجونين).
-         لوران بونالي (أستاذ علوم سياسية بجامعة نانتير) يحذّر: "حتى في هذه الحالة، انتبهوا للدوافع المركبة والمؤلفة بَعديًّا من قِبل هؤلاء الجهاديين السجناء."
-         دافيد تومسون (صحفي وله مؤلفات حول الإرهاب) والثنائي بيشو-كايات كانوا مع ذلك روادًا في هذا المجال، أجروا حوارات مباشرة مع جهاديين في الميدان.
-         ميشيل فيفيوركا (عالِم اجتماع ومدير دراسات) يلخص:  "بالنسبة لفرنسوا بورغا، المسألة تكمن أولاً وقبل كل شيء في الهيمنة الاستعمارية، جيل كيبال يرى أن الدين هو مركز الداء، أما أولفيي روا، هذا الدارس الثالث للتطرف الجهادي فهو يُرجح ظاهرة التطرف الشبابي.
-         أولفيي روا: عقيدة الجهاد العنيف لا تَنتُج "من تطرف الإسلام بل من أسلمة التطرف. (ثم يشرح) يوجد تطرف إسلامي، هذا بديهي (...) لماذا إذن أميز بين الاثنين؟ لأن التطرف الجهادي العنيف، بالنسبة لي، ليس نتيجةً ميكانيكيةً للتطرف الديني. أكثر الإرهابيين هم شباب الجيل الثاني من المهاجرين، تطرفوا حديثًا ودون المرور بمسلك ديني طويل المدى."
-         جيل كيبال: يتحدث في كتابه الأخير عن "فضاء جهادي عالمي أين يتشابك التهميش الاجتماعي، الماضي الاستعماري، الاستياء السياسي وحِدّة التدين الإسلامي."
-         فرنسوا بورغا: يُرجِع سبب الظاهرة لعدم جهوزية المؤسسات الوطنية والدولية للعيش المشترك وهذا هو الذي "يصنع أتباع المستقبل" لعقيدة الجهاد العنيف.
-         إمانويال ماكرون (رئيس فرنسا الحالي، 2018): نشأ التطرف "لأن الجمهورية فشلت أو استقالت" تاركةً وراءها، "في عديدٍ من المدن وكثيرٍ من الأحياء، ممثلين لديانةٍ مشوهةٍ (...) يجلبون حلولاً لم تعد  الجمهورية توفرها."
-         رفائيل ليوجيي (فيلسوف، عالم اجتماع، وأستاذ بجامعة إيكس): السلفية أصبحت اليوم "الكلمة-الحقيبة، تجمع داخلها بين الإسلام السياسي والإرهاب"، كلمة تشير إلى إرادة "الرجوع إلى نمط حياة السلف بهدف تقليد الصحابة الذين عاشوا في القرن السابع ميلادي"، كلمة أصبحت في فرنسا "ظاهرة موضة" حيث تظهر العقيدة في اللباس، اللحية، وأصبح نمط الحياة يطغى عليه هاجس التشبث بالحلال. حوالي سنة 2010، يدقق الفيلسوف مسترسلاً: "شباب الأحياء المحرومة أصبح راغبَا في تصفية حساباته مع المجتمع الفرنسي مستغلاً بروز ظاهرة الإسلاموفوبيا على الساحة (كره الإسلام والمسلمين)" بتحريضٍ من اليمين المتطرف وجزء من الطبقة السياسية، رغم أن هؤلاء "المنتفضون"  لا يرتبطون "لا بالإسلام ولا بالإسلام السياسي". لا يتكلمون العربية، لا يحفظون القرآن ولا يلتقون مع أطروحات الإسلام السياسي إلا "في كونه يضيف فعالية وجدوى لتحركاتهم من أجل تحقيق رغبة الانتقام". 
-         ميريام بن رعد (لها مؤلفات حول الإرهاب وأستاذة بجامعة هولندية): "أن تكون سلفيًّا لا يعني أن تتحول مباشرة إلى الفعل العنيف أو التطرف". كانت الأنظمة الديكتاتورية في الماضي (بن علي في تونس ومبارك في مصر) تجند السلفيين المسالمين لمواجهة الراديكاليين اليساريين والإسلاميين.
-         لوران بونالي (أستاذ علوم سياسية بجامعة نانتير) يتكلم عن: "تحولات مجهرية وتغيرات متسلسلة ومتتالية" تُعلّمُ (jalonner) مسالك الجهاديين الفرنسيين الذين اطلع على ملفاتهم. بالنسبة له، هي "مسائل الإقصاء، انعدام العدالة الاجتماعية، والمعتقدات الدينية أو الإيديولوجية، كلها مسائل مربوطة ببعضها شديد الارتباط".
-         فرنسوا بورغا (23 عام إقامة في العالم العربي لدراسة حركات الإسلام السياسي) الذي يفضل فكرة القطيعة: أول سبب في "طلب الجهاد العنيف" من قِبل الجهادي المحتمَل هو "لفظه من قِبل المجتمع الأصلي" أي الفرنسي، معتقدًا أنه لن يصبح أبدًا "مواطنًا فرنسيًّا كامل الحقوق" بل سيصبح "فرنسيًّا مقصِيًّا معبّدًا". الدافع الثاني عند بورغا يكمن في "العَرض المغرِي الذي يقدمه له الجهاد العنيف"، عرضٌ مُقدمٌ "كجوابٍ على النقائص التي غذت الطلب". أما الثالث فهو "حب المغامرة". فهراد خُوشروكافار يضيف دافعًا رابعًا: "قد تبدو داعش كمانحةٍ لترقية اجتماعية" مع تسلمِ فوريٍّ لِشُغلٍ ومُرتبٍ.
-         دنيا بوزار (عالِمة أنسنة) لا تعارض: "كلما ضاق المكانُ بالشباب هنا، إلا وزاد البحث عن مكانٍ أوسعَ في الآخرة (...) عدد من الجهاديين يحافظ على نمط عيش يقل  فيه الحلال، كحول، مخدرات وانحرافات طفيفة. هنا ترى دنيا بوزار "النماذج الأخطر" التي تستنهض غريزة الموت وتبغي "الشهادة" طمعًا في الفوز بـ"الجنة" حيث تصبح كل المتعٍ حلالاً.
-         فرنسوا بورغا: "بعض الجهاديين يثيرون مسألة إهانة الأب، عامل مهاجر، أو يتعرضون لميزان القوى بين الغرب والشرق. حتى المسألة الفلسطينية لا تظهر إلا  نادرًا في حجج التبرير". بورغا يقدّر أن العامل المركزي يتمثل في "فرنسا، أرض الإذلال"، مثلاً، في أوت 2016، عُيّن مواطن فرنسي غير مسلم (جان-بيار شوفانمان) على رأس مؤسسة إسلام فرنسا. هل يمكن أن نتخيل فرنسي غير يهودي يرأس مؤسسة ليهود فرنسا؟
-         وصل عدد الجهاديين الفرنسيين إلى حوالي ألفَي مجاهد ذهبوا إلى سوريا والعراق، ثلثهم أتى من مجتمعات فرنسية لم تهاجر من بلدان إسلامية.
-         فهراد خُوشروكافار يذكّر بأن ثلث متساكني السجون الفرنسية - أين ينشط مجنِّدو داعش - يشكون من أمراض ذهنية، نصفهم قد يتوجب إيواءه مستشفى الأمراض العقلية (...)  يضيف قائلاً أنه "بين 40% و60% من مجموع سجناء فرنسا هم مسلمون (...) الإسلام السلفي يرفض العنف وأغلبية المساجين السلفيين يحلمون بالهجرة إلى بلد مسلم، بلدٌ قد يستطيعون العيش فيه مع عقيدتهم بسلام أفضل من العيش في فرنسا". أضاف رفائيل ليوجيي قائلاً: "منذ 2015، قلتُ أن قاعات رياضة كمال الأجسام تضم  جهاديين محتملين أكثر مما تضمه الجوامع" وهو نفسه من مُحِبي فنون الدفاع عن النفس، وأن الرغبة في استعراض العضلات قد يساعد على المرور للتطبيق. قاضي الإرهاب، مارك تريديفيك، قال أن: "القاعدة لا تجنّد المرضى نفسيًّا، أما داعش، فعلى العكس، تجند المجرمين العنيفين الذي مارسوا القتل أو هم مستعدون لممارسته".

كيف نحارب التطرف الجهادي العنيف؟
-         بيار بيشو يفضل "الحلول السياسية لمشاكل الشرق الأوسط وتوقف التدخلات العسكرية الغربية التي تغذي الدعوى للجهاد العنيف. الانتصار على داعش لن يغير شيئًا. يجب تجفيف منابع الإنتاج الإيديولوجي للجهاديين العنيفين.
-         حَسني عبيدي - في نفس السياق - يقترح التفكير في حل على مستوى عالمي وينصح بالتنسيق مع بحاثين عرب مثل مروان شهادة ومحمد أبو رمانة، والاستعانة برجال دين مسلمين لدحض "القيم المقدسة" التي يتبناها الجهاديون من أجل إقناعهم بالتخلي عن الأفعال العنيفة لنشر الإسلام.
-         فهراد خُوشروكافار يقول أنه بعد القبض على الجهاديين وشل حركتهم والتعرف على هُوياتهم، يجب مساعدتهم على "التفكير في مراجعة تمشيهم الخاص". قبل سِن العشرين عامًا، يؤكد عالِم الاجتماع على أن الإيديولوجيا لا تلعب إلا دورًا هامشيًّا: مشاكل الشخص الذاتية هي التي تطغى، لذالك يجب الاهتمام بالجانب النفسي لـ"إزالة التطرف". دنيا بوزار لها كامل الأحقية في الاعتقاد بأن بعض الشباب هم ضحايا التلاعب الطائفي. لكنها تقع في الخطأ عندما تعتقد أن هذا النموذج يمكن أن يُعمَّم لأن المسألة تتعدى علم النفسي الفردي: يواصل خُوشروكافار قائلاً: في أوروبا، جزء كبير من الشباب المقصي، هم من أصل مسلم "يُعانون من انعدام المساواة، فيرفضون في المقابل أن ينضموا إلى الرؤيا العلمانية التي تحكم المجتمع العصري".
-         جيل كيبال يقول أن "السجن هو بمثابة جامعة للجهاديين"، لذلك وجبت محاربة الدعوى للجهاد داخله مما قد يمنع تلاقي السلفيين دعاة السلام بالجهاديين دعاة العنف.      

Référence: Le Monde diplomatique, décembre 2017, «Beaucoup de controverses et peu d`études de terrain, Le djihadisme sous la loupe des experts», par Akram Belkaid et Dominique Vidal (Journaliste et historien), pp. 8 et 9


إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)
Les vices privés des capitalistes décideurs ne feront jamais la vertu publique du peuple gouverné

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 25 مارس 2018.