الحمد لله، بعد الثورة ازدهرْنا، وتَفَشَّى الفسادُ في بلادِنا... والحمد لله الذي لا يُحمَدُ على مكروهٍ سواهُ! ترجمة وتعليق مواطن العالَم

نص لوموند: "يُحكَى أن خليةَ نحلٍ نَضِرةً حيث تزدهِرُ جميعُ المِهَنِ - ليس فقط - بل تزدهر فيها أيضًا وخاصة كل أنواعِ الرذائلِ، ويا للمفارقة فسببُ ازدهارِها على وجهِ التحديدِ يَكمُنُ في كونِ سكانها كلهم تقريبًا سُرّاقٌ. لكن هاجسَ الإحساس بالذنب لم يُفارقهم يومًا واحدًا، لذلك قرروا أن يصبحوا صادقينَ شرفاءَ، ومنذ ذلك الحين انقرضت عديد الأنشطة التي تتغذى من الفساد فاضمحلتِ الخليةُ وانقرضَ سكّانُها.

الرسالةٌ واضحةٌ: لِتُساهِمَ في سعادةِ شركائِك في الوطنِ، كُنْ مخادِعًا عديمَ الأمانةِ وتَخلَّصْ من وخزِ الضميرِ...".

أنواعِ الرذائلِ البشرية: الرشوة، السرقة، الغِش، تجارة الطب، تجارة جسد المرأة، تجارة الدين، الأنانية، الجشع، الدروس الخصوصية خارج ما يقننه القانون، سرقة وسائل العمل من مكان العمل من قِبل العمال، الاغتصاب، البراكاج، حرق المبيتات، اسغلال النفوذ الحكومي أو النقابي، الانتهازية الحزبية، الارتزاق الثقافي، الجهويات، العنصرية اللونية والجندرية، التكفير، الاعتداء على مقدسات الغير، انعدام الضمير المهني، الاحتكار، التبذير في المال العام وحتى في المال الخاص، تلويث البيئة من أجل الربح أكثر، عدم احترام المخالفين في الرأي، عدم احترام قانون الطرقات، العنف في العائلة والشارع والمدرسة ومركز الشرطة، الزيادة في الأسعار، احتكار السلع، البيرقراطية البغيضة في مؤسسات الدولة، إلخ. كلها والحمد لله متوفرةٌ في تونس ومتفشيةٌ في كل القطاعاتِ والطبقاتِ والجهاتِ والأعمارِ، فهل نفعلُ كما فعل النحلُ ونقررُ فجأة العملَ بالمعروفِ وتَجنُّبَ المنكرِ؟.

نحن، التوانْسَة، أذكَى من النحلِ طبعًا، لذلك قررنا أن نُمجِّدَ الفضيلةَ قولاً ونُمارسَ الرذيلةَ فعلاً، ابشروا شركائي في الوطن فلن تضمحلَّ تونس ولن ينقرضَ سُرّاقُها!

L`idée principale est inspirée de: Le Monde diplomatique, décembre 2017, « Les prospérités du vice », par Dany-Robert Dufour, philosophe, p. 3

إمضائي

"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو

"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 11 مارس 2018.