samedi 30 novembre 2013

رفع شعار "ثورة الشباب" على أهميته فيه كثير من التعميم و عدم الإنصاف لي أنا بالذات كمشارك يومي في الثورة! نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

رفع شعار "ثورة الشباب" على أهميته فيه كثير من التعميم و عدم الإنصاف لي أنا بالذات كمشارك يومي في الثورة! نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:                                   
صفحة 140 من كتاب "الثورة العربية و إرادة الحياة (مقاربة فلسفية)، زهير الخويلدي، المغاربية للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، 2011، تونس، 257 صفحة.

نص الكاتب:
"إن العنوان بهذه الصيغة: "ثورة الشباب العربي هل هي فرصة للقطع مع الماضي؟" يتضمن فرضية قبلية تشير إلى أن الشباب دون غيرهم كانوا القلب النابض للثورة و أنهم منحوا الشعب فرصة للقطع مع الماضي. إن المسلمات الضمنية لمثل هذا الادعاء هي مساهمة فئات أخرى في الثورة مثل الأطفال و الكهول و العاطلين و النساء و الشيوخ و العمال و المثقفين و بالتالي رفع شعار ثورة الشباب على أهميته فيه كثير من التعميم و عدم الإنصاف".

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحتي الفيسبوكيتين: حمام الشط، السبت 30 نوفمبر 2013.



vendredi 29 novembre 2013

حزب "نداء تونس"، حزب غير ثوري و قد يصبح في المستقبل القريب حزبا مضادا للثورة! نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

حزب "نداء تونس"، حزب غير ثوري و قد يصبح في المستقبل القريب حزبا مضادا للثورة! نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:                                   
صفحة 173 من كتاب "الثورة العربية و إرادة الحياة (مقاربة فلسفية)، زهير الخويلدي، المغاربية للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، 2011، تونس، 257 صفحة.

نص الكاتب:
"إن خيانة الثورة تبدأ رسميا عندما يتشكل حزب قوي يكون قادرا على استقطاب شريحة هامة من الشباب و يعزف عن تبني القيم الثورية و يحرص على إبطال تدفق الإرادة الثورية التي تسلحت بها الفئة الشابة".


تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحتي الفيسبوكيتين: حمام الشط، الجمعة 29 نوفمبر 2013.

فاستوت عندئذ في نظره العقائد جميعها! نقل دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار

فاستوت عندئذ في نظره العقائد جميعها! نقل دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار

كتاب "خطاب الهوية. سيرة فكرية" لعلي حرب، الطبعة الأولى 1996، دار الكنوز الأدبية، بيروت لبنان، 176 صفحة.

نص علي حرب:

صفحة 162: فاستوت عندئذ في نظره العقائد جميعها. و صار يرى في كل معتقد أو شرع أو مذهب، وجها من أوجه الحق، أو صورة من صوره، أو اسما من أسمائه. و تقرّر عنده أن لا موجود إلا و ينتسب إلى الحق نسبة ما، إذ لا شيء سوى هذه النسب و الإضافات. و اطرح، إذ ذاك، المفاضلة بين الثقافات و العقائد و المذاهب. و انجلى له أن كل هوية تخفي بقدر ما تبدي، و تعطي بقدر ما تحرم. و أن كل معتقد يعقد في مجال و يحل في مجال. و أن كل مذهب يستحسن أشياء و يستقبح أشياء. و أن كل قول يصرح بشيء و يسكت عن شيء. و أن كل فكر يكشف حقيقة و يحجب أخرى. و أن كل ثقافة تؤدب بقدر ما تقمع، و تهذب بقدر ما تلجم. و أن كل نظام يصلح بقدر ما يفسد، و يرتق بقدر ما يفتق. و أن كل تأسيس يبقي على جوانب و ينفي جوانب.

و تكونت عنده رؤية متكاملة للإنسان. إذ الإنسانية لا تستنفذها هوية بعينها، و لا يحتويها عرق مخصوص، أو جماعة خاصة. و لا تستغرقها حقبة معينة، أو طور تاريخي خاص. و لا يعرفها صنف من أصناف البشر، أو نموذج من النماذج البشرية. فمنها الوحشي و المتمدن، و القديم و الحديث، و الزنجي و غير الزنجي، و الغربي و الشرقي، و الشمالي و الجنوبي، و الجاهلي و الإسلامي، و المؤمن و المهرطق، و السوي و المجنون، و المنضبط و المنحرف، و الراشد و الطفل... و صار يعتبر كل تجربة إنسانية نمطا من أنماط الكينونة، و مغامرة من مغامرات العقل، و شكلا من أشكال الحضور، و جزءا من تراث الإنسان. و نظر إلى الإنسان بكل شروطه و أبعاده، و بمختلف شروطه و أطواره، بتعاليه و تناهيه، بمفارقته و ملازمته، بكماله و نقصه، بعقله و وهمه، بإيمانه و شكه، بحكمته و حمقه، بصلاحه و فساده، بمسالمته و عدوانيته، بحبه و كرهه، بنبله و دناءته، بذاتيته و اختلافه. و وجد أن ما يفتقده المرء على مستوى، يجده على مستوى آخر. و ما ينفيه بوجه، يستعيده بوجه آخر، و ما ينقطع منه من شيء، يصله في آخر. و ما ينقصه في جانب، يستكمله في آخر. و ما يفوته في طور، يحققه في طور آخر. و تحقق عندئذ من معنى "الإنسان الكامل". فالإنسان يحفظ جميع الأسماء، و يقبل كل الصور و يتمرأى مع كل الذوات. فهو ذرة في الكون، و لكنه يشتمل على مفرداته، و يختزن أسماءه و صوره. إنه عالم أصغر ينطوي على عالم أكبر. و أيقن أن كل ما يحدث في هذا الكون حقائق لا سبيل لجحدها. فالتقى و الفجور، و العلم و الجهل، و العدل و الجور، و المحبة و العداوة، و الحسن و القبح، و السعادة و الشقاوة، و الحياة و الموت...كلها حقائق، و لكنها ليست الحق. إن الحق أوسع من أن يحد و يحصر. و خلص إلى أن أنسب ما يوصف به هذا الإنسان يمكن استعارته من مصطلحات الصوفية. فهو ليس شيئا آخر سوى هذا التقلب بين الظاهر و الباطن، و الأول و الآخر، و الشاهد و الغائب، و الهوية و الغيرية، و ذلك التردد بين مختلف الأسماء و الصفات، و الأشكال و الأوضاع.

الإمضاء
كل ما يُقال لك نصف الحقيقة، فابحث عن النصف الآخر بنفسك.
على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري، و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
أقرأ و أكتب و أنقل و أنشر للمتعة الفكرية و للمتعة الفكرية فقط، لا أكثر و لا أقل، و لكن يسرّني جدا أن تحصل متعة القراءة أيضا لدى قرّائي الكرام و السلام.
"أليست ممارسة الفكر ضربا من الانشغال بالذات و الاشتغال عليها و ممارستها؟" علي حرب.

تاريخ أول نشر على النات
حمام الشط في 11 ماي 2012.


mercredi 27 novembre 2013

أفكار و ممارسات إسلامية سابقة لعصرها، ظهرت في نصف القرن الأول الهجري. مواطن العالَم د. محمد كشكار

أفكار و ممارسات إسلامية سابقة لعصرها، ظهرت في نصف القرن الأول الهجري. مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 12 جويلية 2013.

أفكار و ممارسات "تقدمية" في نصف القرن الأول الهجري، جُمِّدت و لم نستفد منها بعد الخلافة الراشدة، تبجحنا بها طيلة خمسة عشر قرن و لم نطبقها يوما و لم نطورها بل قبرناها في المهد، تلقفها الغرب و أعاد اكتشافها في بداية نهضته في القرن الثاني عشر ميلادي ثم صقلها و هذبها و أنسنها و صاغها أفكارا نيرة و نظريات اجتماعية و حقوق إنسان و ساعده في مسعاه توفر و نضج الأسباب المادية من علم و تكنولوجيا. و على سبيل الذكر لا الحصر سأذكر البعض منها مع الإشارة الهامة أنني سأتناول الموضوع من الجانب الفلسفي و ليس من الجانب الفقهي أو التاريخي الدقيق:

1.     العلاقة العمودية دون وساطة بين الخالق و المخلوق. اكتشفها الغرب في القرن الخامس عشر ميلادي مع ظهور البروتستانتية التي أنكرت صكوك الغفران الممنوحة من البابا. أما نحن المسلمون، فلم نعمل بها و في عصور الانحطاط وسطنا الأولياء الصالحين بيننا و بين خالقنا و في العصر الحديث أصبحنا نوسط تجار الدين من أمثال دعاة البترودولار المصريين و الخليجيين.

2.     آدمية الأنبياء و الرسل بما فيهم محمد صلى الله عليه و سلم (قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا" و "هل كنت إلا بشرا رسولا" و " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" و "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ"). في بداية القرن العشرين ميلادي، رُفِت أستاذ جامعي مسيحي من السربون بطلب من البابا، لمجرد أنه أنكر ألوهية عيسى، عليه السلام. أما نحن المسلمون، فقد أضفينا على الرسول قداسة و عصمة لم يدعيها لنفسه إلا في تبليغ الوحي الإلهي و أحطنا صحابته و التابعين و تابعي التابعين بهالة من القدسية، منعتنا من الاجتهاد و التفكر في ديننا و حنطنا نصوصهم و جعلناها عابرة للتاريخ.

3.     حرية المعتقد و احترام الأديان الأخرى ( قال تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغيّ" و  "لا نفرّق بين أحد من رسله، ونصدّقهم كلهم على ما جاؤوا به").

4.     "إلا فاطمة يا علي": صيحة حنان أبوي صادق أطلقها رسولنا الكريم - صلوات الله عليه - عندما فكر صهره علي بن أبي طالب بالزواج من ثانية و فاطمة الزهراء ابنة الرسول لا زالت على ذمته. اقتداء بالرسول، و كآباء نحب بناتنا كما يحب الرسول ابنته، نطلق نفس الصيحة و نقول: "إلا ابنتي يا صهري فلان"، فكل ابنة عند أبيها فاطمة.

5.     "متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، صيحة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المشهورة في وجه عمر بن العاص، صيحة عمر، قوس أُغلِق مع وفاة عمر فبقيت شعارا معلقا و حبرا على ورق و لم يتحرر العبيد المسلمين و غير المسلمين إلا بعد اكتشاف الآلة في القرن التاسع عشر.

6.     اجتهاد عمر - رضي الله عنه - في تأويل أحكام القرآن و تحريمه إقامة الحد على السارق  في عام المجاعة و منعه عطاءات المؤلفة قلوبهم. في العصر الحديث، أوقفنا الاجتهاد فأصبحنا رجعيين متخلفين.

7.     إباحة الجنس الحلال (انظر كتاب "الجنسانية في الإسلام" للفيلسوف التونسي المسلم عبد الوهاب بوحديبة)، تحليل الشهوات الحسية من مأكل و مشرب و طِيب و زينة و عدم تحميل الذنب لمتعاطيّيها. في العصر الحديث، حرمنا الفن و الإبداع و الغناء و الموسيقى و الرقص و التمثيل و النحت، فأصبحنا مجتمعا بلا فن و جسما بلا روح.

8.     تقديم حفظ النفس على حفظ الدين و تقديم الحرية على تطبيق الشريعة. بعد الثورات العربية، غزتنا إيديولوجية الإسلام السياسي فعطلت فينا العلم و العمل و عوض أن نلتفت لحل مشاكلنا المادية و الاجتماعية، أرجأناها و قدمنا عليها الحساب و الجزاء و العقاب و التكفير.

9.     يُرجأ الحساب و الجزاء و العقاب و التكفير ليوم القيامة و هو اختصاص من صفات الله وحده. غريب أمرنا نحن المسلمون نقدم ما يجب إرجاؤه و نرجئ ما يجب تقديمه.

10.                       هداية البشر هي أيضا من صفات الله فقط (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء). دخلنا في اختصاص رباني و تجاوزناه فأصبحنا نحث الناس للصلاة بالسوط في السعودية و ندعو المسلمين للإسلام بالديناميت و الكلاشينكوف في سوريا.

11.                        إلغاء القبلية. بلال، العبد الحبشي أصبح من صحابة الرسول المقربين و أول مؤذن في الإسلام. زوّج الرسول - صلى الله عليه و سلم - ابنة عمه القرشية الأرستقراطية من عبد محرر و هو زيد ابنه بالتبني. بعد الخلافة الراشدة، رجعت التقاليد الاجتماعية القبلية بقوة و أرسى الأمويون و العباسيون حكما قبليا أرستقراطيا متوارثا و جاء من بعدهم السلاطين العثمانيون من عائلة واحدة.

12.                       إلعن المعصية و لا تلعن العاصي لأن المعصية ضارّة باتفاق جميع المسلمين أما العاصي فهو بشر قد يهديه يوما ربه و يغفر له سيئاته كلها، كل إنسان غير مسلم هو مسلم بالقوة أو مشروع مسلم فلا تيئسوا من رحمة ربكم و لا تضيّقوها بعد أن وسّع الله فيها - سبحانه و تعالى لحكمة لا يعلمها إلا هو الحي القيوم - لتشمل  عباده الضالّين فجادلوهم بالتي هي أحسن إن كنتم حقا من المسلمين (قال تعالى: "فذكّر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله").

13.                        التسامح الديني في العهد العربي الإسلامي الذهبي الذي عاش تحت ظله مفكرون و أدباء و شعراء و مغنون مختلفون عن السائد من أمثال المعري و أبو نواس و التوحيدي و مسكويه و أبو الفرج الأصفهاني و الجاحظ و عمر ابن أبي ربيعة و غيرهم كثيرون دون أن ننسى أو نتناسى من قضى نحبه من عظماء المفكرين و الكتاب جرّاء تحررهم و خروجهم عن خط السلطة السائد و الظالم أمثال ابن المقفع و بشار و الحلاج مع التذكير المهم أن القمع الذي وقع في تاريخ الحضارة الإسلامية لا يساوي واحدا في الألف مما عاناه و قاساه روّاد النهضة الأوروبية في القرون الوسطى من مجازر اقترفتها في حقهم الكنيسة المسيحية و محاكم تفتيشها المرعبة، سيئة  الذكر.

14.                        احترام الوالدين و إكرامهما و تبجيلهما، قيما تجلت في أروع و أرق آية في القرآن حسب رأيي المتواضع و غير المختص طبعا (قال تعالى: " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ( 23 ) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربّياني صغيرا". انظر كيف يعامل الغربيون كبارهم باحترام شديد و يوفرن لهم جراية تقاعد مرتفعة تقيهم الحاجة و السؤال مع الإشارة أن أكبر لوبي في أمريكا الشمالية هو لوبي المتقاعدين و ليس لوبي الصهاينة كما هو متداول عند أكثر الناس و انظر كيف يعامل أكثرية المسلمين مسنّيهم و لا يضمنون لهم العيش الكريم و الرعاية الصحية و أكبر دليل على صحة كلامي أن جل المتقاعدين التونسيين من عمالنا بالخارج يلجؤون إلى المستشفيات الفرنسية لأقل وعكة صحية تلمّ بهم .

15.                       عقلانية ابن رشد. تلقفتها جامعة السربون بباريس و بنت على أفكار صاحبها نهضة علمية، نهضة عقلانية أشعت بشمسها على العالم أجمع بما فيه العالم الإسلامي الذي طارد أكبر فيلسوف مسلم عربي عقلاني في العصور الوسطى و أحرق كتبه و تبنى مكان عقلانيته أفكار خصومه الفلاسفة المسلمين من أمثال الغزالي و ابن تيمية و منذ القرن الثاني عشر ميلادي لم تقم لعلمنا و عقلانيتنا قائمة.

خاتمة:
أربعة عشر مثالا من الأفكار العربية الإسلامية السابقة لعصرها، أعاد اكتشافها الغرب و وظفها في نهضته و أخذها و طبّقها أفضل تطبيق ، أما نحن المسلمون فمن عمانا لم نرها أو لم نرد أن نرها حتى بعد أن نضجت الأسباب المادية و الاجتماعية لتطبيقها.


إمضائي المختصر
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه من أجل بناء أفراده الذاتي لتصورات علمية مكان تصوراتهم غير العلمية و على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي
"و إذا فهمت نفسك فكأنك فهمت الناس جميعا".


استجواب علمي. نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

أدعى جايسون راندال وأنا مرشح لنيل شهادة الدكتوراه في جامعة كلارك أتلانتا, قسم العلوم السياسية. من أجل إتمام كافة متطلبات منهج شهادتي, أطلب المساعدة منكم لأكمل بحثي. أطلب دقيقةً من وقتكم لإتمام الإستفتاء المرفق أدناه. يهدف هذا الإستفتاء إلى تبيان إذا ما كان إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي الأمريكية الأصل كفيسبوك وغوغل وتويتر ويوتيوب يشكل خرقاً للسيادة (السيادة الإلكترونية) في كلَ من تونس ومصر. بالإضافة إلى ذلك, أحاول تحديد أهمية إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي المذكورة أعلاه خلال الربيع العربي. تُعتبر مشاركتك سرية تماماً وطوعية. 

يستغرق إتمام الإستفتاء حوالي 15 دقيقة. ستساعد أجوبتك على توسيع المناقشة حول طرق الإستعمال المناسبة للوسائل الإجتماعية وعلى التأثير بقرارات مهمة كما ستساهم بفهم أفضل لتأثيرات مواقع التواصل الإجتماعي المحتملة على الحكومات. بغية تقدير مشاركتك و وقتك, سأقدم لك تقريراً حول النتائج التي توصلنا إليها. يُعتبر التقرير بغاية السرية ولا ترتبط أية إجابة بمعلومات شخصية يمكن التعرف على الشخص من خلالها. 

إذا كنت ترغب بتقديم إجابات أكثر تفصيلاً أو طرح أية أسئلة أو المطالبة بمعلومات إضافية, الرجاء الإتصال بي على أرقام الهاتف أو عنوان البريد الإلكتروني المذكورين أدناه. إذا أردت بعث رسالة إلكترونية تأكد من ذكر عبارة : "إستفتاء للبحث" في خانة عنوان الموضوع. يمكنك أيضاً التواصل مع رئيس اللجنة المسؤولة عن بحثي الدكتور ويليام بون, أستاذ زميل في قسم العلوم السياسية في جامعة كلارك أتلانتا, على الرقم 01-404-880-8719 أو عبر البريد الإلكتروني على wboone@cau.edu

إذا كنت تملك أية أسئلة في الوقت الراهن أو فيما بعد تتعلق بسلامة البحث، الرجاء التواصل مع الدكتورة جورجيانا بولدن في مكتب 
البرامج المدعومة على الرقم 01-404-880-6979 أو مع الدكتور بول أي موسي على الرقم 01-404-880- 6829 في جامعة 
كلارك أتلانتا. 

الرجاء إتمام الإستفتاء بحلول 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013. 

أشكر لكم مساعدتكم و تعاونكم. 

الرجاء الضغط على هذا الرابط لاستكمال المسح: 

Start Survey  
Ou

https://questionpro.com/t/AKXO3ZQYGJ

المخلص, 

جايسون راندال 
مرشح للدكتوراه 
جامعة كلارك أتلانتا 
309 Knowles Hall 
Atlanta, GA 30314 
01-404-880-8718 
01-404-918-0278 
Gatech.Randall@gmail.com

Powered by QuestionPro Survey Software

lundi 25 novembre 2013

قيم إسلامية إنسانية سامية ونبيلة و رائعة، فهل جُسّمت على أرض الواقع أم بقيت مجرد شعارات معلقة في السماء في جل البلدان الإسلامية المعاصرة؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

قيم إسلامية إنسانية سامية ونبيلة و رائعة، فهل جُسّمت على أرض الواقع أم بقيت مجرد شعارات معلقة في السماء في جل البلدان الإسلامية المعاصرة؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 25 نوفمبر 2013.

مقدمة:
هي مجرد خواطر انطباعية لا ترتقي إلى الدراسة العلمية و لا تستند إلى بحث علمي ميداني. سأتناول الموضوع من وجهة نظر اجتماعية و ليست فقهية، لكنني أؤمن بما أقول إيمانا صادقا وأوضح مسبقا أنني أنتقد المسلمين المعاصرين و أنأى بنفسي عن نقد الدين الإسلامي. نقد خال  من التهجم العدواني المجاني و من كل خلفية إيديولوجية متعصبة و أؤكد أن مقالي هذا يهدف إلى التحسيس بالمشكلة و يتجنب جلد الذات قدر المستطاع و "من اجتهد و أصاب فله أجران و من اجتهد و لم يصب فله أجر واحد"، و أنا قنوع بأجر واحد رغم أنني أطمح إلى نيل الأجرين و الله ولي التوفيق.

صلب الموضوع:
على سبيل الذكر لا الحصر سأحاول تناول 17 قيمة إسلامية معلقة غير مطبقة و مؤجلة التنفيذ في جل الدول الإسلامية:
1.     قيمة حرية المعتقد: قال تعالى: "فمَن شاء فليؤمن و مَن شاء فليكفر". لم نحترمها و لم نطبقها حتى داخل الدين الواحد، فالسني منا يقتل أخاه الشيعي دون ذنب يُذكر سوى اختلاف المذهب و الشيعي يقتل أخاه السني لنفس السبب. وننسى أو نتناسى أن 40 في المائة من مسلمي العالَم المقيمين خارج الدول الإسلامية يتمتعون بحرية المعتقد في الدول العَلمانية الغربية و الآسيوية.

2.     قيمة العدالة و المساواة: قال الرسول الأعظم، صلى الله عليه و سلم:
"الناس سواسية كأسنان المشط ، لا فضل لعربيِّهم على عجميِّهم ، ولا لأبيضهم على أسودهم إلاّ بالتقوى". طبقتها الدول العَلمانية الغربية و الآسيوية و تغافلنا عنها نحن في جل الدول الإسلامية: طبقها النورفيجيون العَلمانيون بتخصيص عشر ريع البترول للأجيال القادمة، و طبقها الفرنسيون العَلمانيون بتوفير التأمين الصحي لكل المواطنين و المهاجرين المسلمين و غير المسلمين دون تمييز ديني أو مذهبي أو عرقي أو لوني أو طبقي أو جنسي، و طبقها الفنلنديون العَلمانيون بتوفير التعليم المجاني و النقل المجاني و الوجبة اليومية المجانية لجميع التلاميذ دون تمييز طبقي، و طبقها السويديون العَلمانيون بمعاملة الوزراء كمعاملة باقي موظفي الدولة وعدم تمكينهم مجانيا من مسكن وظيفي أو سيارة حكومية خصوصية أو وجبة يومية أو خدم و قد عوقبت وزيرة سويدية بعدم الترشح إلى منصب وزير أول لمجرد استعمالها بطاقة بنكية حكومية لدفع ثمن تاكسي داخل المدينة.

3.     قيمة الشورى: قال تعالى: "و أمركم شورى بينكم". طبقها الخلفاء الراشدون منقوصة لأنها لم تشمل العبيد و ذلك لاستحالة التفكير في تعميمها على العبيد في عصرهم، و لم يطبقها، لا الأمويون و لا العباسيون و لا العثمانيون و لا الحكام المعاصرون في جل البلدان الإسلامية. طبقها الحكام العَلمانيون المعاصرون في البلدان الغربية و الآسيوية في ثوبها الحديث المسمى ديمقراطية. و شتان بين الشورى و الديمقراطية، فالأولى تعني استشارة أهل الذكر، أما الثانية فتعني حكم الأغلبية مع احترام حقوق الأقليات. قال الأستاذ سعيد ناشيد، كاتب و باحث مغربي، في برنامج "مغربنا في التحرير و التنوير"، في حصة يوم الأحد 24 نوفمبر 2013، بين الساعة 23 و الساعة 24 على قناة "نسمة" التونسية: "مَن يقول أن الشورى تطورت فأصبحت ديمقراطية، كمن يقول أن الشمعة تطورت فأصبحت مصباحا كهربائيا"، و أضيف أنا و أقول أن الديمقراطية  أصلها إغريقي و كانت حكرا على الأحرار و لم تشمل العبيد و سبقت ظهور الإسلام بإحدى عشر قرن، فمن الإجحاف أن نقول أن الديمقراطية جاءت من الشورى، و من الإنصاف أن نقول أن الديمقراطية انحسرت فأصبحت شورى.

4.     قيمة تكريم المرأة: قال تعالى: "و إذا الموءودة سُئلت بأي ذنب قُتلت". فأصبحنا نحن نختنها في القرن الواحد والعشرين ونتحرش بها جنسيا مع الإشارة أن أول دولة في الترتيب العالمي للتحرش الجنسي هي مصر، أرض الكنانة.

5.     قيمة تحرير العبيد: قال تعالى: "وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ". رغم ذلك لم يتحرر كل العبيد المسلمين إلا بعد تحرير العبيد الأمريكيين من قبل أبراهام لنكولن نتيجة مكننة وسائل الإنتاج. و لا زال حتى اليوم يُستعبد العمال و المعينات المنزلية الأجانب في دول الخليج التي لا يدخلها العامل الأجنبي الحر إلا بترخيص من كفيل خليجي و لا يغادرها إلا بإذن منه و يُحجز جواز سفره عند كفيله من لحظة الدخول إلى لحظة الخروج. أما عبيد الغرب العَلماني فقد تحرروا من الرق و أصبحوا رؤساء دول (أوباما في أمريكا) و وزراء في أمريكا و فرنسا و كندا و لم يصل إلى هذه المناصب العليا أسود واحد في الدول العربية جميعا.

6.     قيمة الصلاة: قال تعالى: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر". نحن أكثر الأمم صلاة، نصلي خمس مرات في اليوم، فلو عرفنا قيمتها بالفعل لكنا خير أمة أخرجت للناس و لما كان حالنا اليوم كالذي نحن عليه. أما الغرب العَلماني فترجم هذه القيمة على النحو التالي: "القانون ينهى عن الفحشاء و المنكر"، و امتثل العَلمانيون و استبطنوا القانون و خضعوا لسلطته، فانحسرت الفحشاء و نقص المنكر في المعاملات بين البشر خوفا من سيف القانون المسلط على رقاب الجميع دون تمييز.

7.     قيمة الصيام: "ومن فوائد الصيام أنه يبعث في الإنسان الرحمة والإحسان على الفقراء ، والعطف على البائسين فإن الإنسان إذا ذاق ألم الجوع والعطش ، فإنه يتذكر الفقير الجائع فيسارع إلى رحمته ومساعدته ، ومد يد العون له ، وهذا هو الحال الحقيقي للمسلم مع أخيه المسلم". لم نتعظ بهذه الفائدة فأصبح شهر الصيام عندنا شهر التكبر و البذخ و التبذير و التخمة و سبب من أسباب أمراض القلب و الشرايين. أما الغرب العَلماني فترجم هذه القيمة على النحو التالي: "ومن فوائد الجمعيات الخيرية (مثل جمعية أطباء بلا حدود) أنها تبعث في الإنسان الرحمة والإحسان على فقراء العالم، والعطف على البائسين فإن الإنسان إذا ذاق متعة التكافل و التضامن الاجتماعي، فإنه يتذكر الفقير الجائع فيسارع إلى رحمته ومساعدته ، ومد يد العون له ، وهذا هو الحال الحقيقي للعَلماني (مسلم و غير مسلم) مع أخيه العَلماني (مسلم و غير مسلم)".

8.     قيمة الزكاة و الصدقة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فتُردّ على فقرائهم". لو طبقنا هذا الحديث فعلا لما بقي فقير واحد مسلم في العالم. أما الغرب العَلماني فقد ترجم هذا الحديث إلى قوانين الجباية حيث يُؤخذ أكثر من أغنيائهم فيُردّ على أغنيائهم و فقرائهم على شكل خدمات عامة كالطرقات و المستشفيات و الجامعات و المكتبات و المشاريع الكبرى كالسدود و القناطر.

9.     قيمة النظافة: قال تعالى: " إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ". قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (حديث ضعيف جدا، تمنيت لو كان قويا جدا): "النظافة من الإيمان و الوسخ من الشيطان". و نحن نرى اليوم، في تونس و في مصر، القمامة تملأ شوارعنا و ساحاتنا و تزكم أنوفنا. أما طرقات الغرب العَلماني و بعضا من البلدان الإسلامية كماليزيا و إيران، تصدمك نظافتها فتستحي من إلقاء عقب سيجارة على أديمها.

10.                        قيمة المقاومة المسلحة ضد المعتدين الصهاينة و الأمريكان: قال تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم". أمر إلهي طبقته إسرائيل حرفيا فأقامت جدارا عازلا بينها و بين العدو، يستحيل على الفدائيين اجتيازه و أرهبت الاستشهاديين الفلسطينيين و ذلك بهدم منازلهم فورا و الزج ببعض أفراد عائلاتهم في السجن دون ذنب سوى ذنب صلة القرابة مما جعل الاستشهادي يفكر ألف مرة قبل الإقدام على تنفيذ عملية استشهادية خوفا على عائلته و ليس جبنا أو خوفا على حياته التي وهبها إلى الله مع الإشارة أنني أدين العمليات الاستشهادية ضد المدنيين العزل و خاصة الأطفال و الشيوخ منهم لكنني في الوقت نفسه أؤيد و أساند بحماس العمليات الاستشهادية ضد المحتلين الغاصبين المسلحين و أحسن مثال على ذلك الثلاث عمليات استشهادية التي وقعت في لبنان سنة 1981 ضد الجيوش الغازية الثلاثة، الأمريكي و الفرنسي و الإسرائيلي. ونحن ماذا أعددنا لعدونا الغازي لأراضينا و أوطاننا؟ شرينا سلاحا قديما على حساب قوتنا اليومي و على حساب ميزانياتنا الحكومية السنوية الضعيفة أصلا فعطلنا مشاريعنا التنموية. لم يكتف العدو بامتصاص دماءنا عن بعد بل أمعن في إذلالنا و اشترط علينا عدم استعمال هذا السلاح ضد إسرائيل لتحرير أراضينا المغتصبة في فلسطين ومنعنا عنوة بالتمتع بحقنا الشرعي في الدفاع عن أنفسنا و تحرير أوطاننا، حق أقرته و كفلته لنا الأمم المتحدة بالإجماع.

11.                        قيمة الشدة على العدو الغاصب المحتل و الرحمة على الشقيق و الصديق المسالم: قال تعالى: "والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم". أما نحن مسلمي اليوم فطبقنا عكس ما أمر به الله، أشداء بل أسود على بعضنا البعض في الصومال و سوريا و العراق و أفغانستان و ليبيا و الجزائر، جبناء بل أرانب في مواجهة المعتدين الصهاينة و الأمريكان.

12.                        قيمة غض البصر: قال تعالى: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ". لو غضضنا بصرنا لما احتاجت المسلمة إلى تغطية وجهها بالنقاب و لما كانت مصر أول دولة في الترتيب العالمي يُمارس فيها التحرش الجنسي على المنقبات و المتحجبات و السافرات على السواء. 

13.                        قيمة الإحساس بالمسؤولية لدى الحاكم: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها يوم القيامة: لماذا لم تمهّد لها الطريق؟". و لو سألكم الله يا حكام المسلمين المعاصرين على حوادث الطرقات في بلدانكم التي تحصد سنويا الآلاف من الأرواح البريئة المسلمة و غير المسلمة، فبماذا كنتم ستجبون؟

14.                        قيمة العمل عبادة:  قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (حديث ضعيف جدا، تمنيت لو كان قويا جدا): "العمل عبادة". آخر إحصاء يقول أن 5 في المائة فقط من الموظفين العموميين التونسيين يقومون بواجبهم على أحسن ما يُرام في حين أن العَلمانيين الغربيين و الآسيويين يعملون بكد و جد و يُصدّرون لنا قوتنا و سياراتنا و طائراتنا و سلاحنا و أدويتنا و غيرها من ضروريات العصر الحديث بأثمان باهظة مقابل ثرواتنا الطبيعية بأثمان بخسة.  

15.                        قيمة نبذ العنصرية اللونية: قال رسول الله، صلى الله عليه و سلم: "يا أيها الناس ! إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم". و لا زال التونسيون السود و خاصة الطلبة الأفارقة المقيمين في تونس (حضرت مؤتمرهم في حمام الشط تحت رعاية منظمة "دروس" الأوروبية) يشتكون من التمييز العنصري حسب لون البشرة. 

16.                        قيمة المحبة بين جميع البشر بغض النظر عن دينهم أو مذهبهم: قال رسول الله، صلى الله عليه و سلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (أخيه في الإنسانية، يعني المسلم و غير المسلم). أرجو من المسلم المسالم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، أما المسلم التكفيري الاستشهادي في سوريا و العراق و الصومال و أفغانستان، فماذا ننتظر منه و قد أحب تفجير جسده وتدمير أجساد إخوانه من المسلمين و غير المسلمين؟ هل ننتظر منه أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه؟ أما العَلماني الأوروبي الغربي (فرنسا، ألمانيا) فقد اقتطع من ميزانية دولته لكي ينهض بأخيه العَلماني الأوروبي الشرقي (بولونيا، بلغاريا) بعد انهيار الشيوعية تزامنا مع انهيار جدار برلين.

17.                        قيمة الأخلاق في المجتمع: قال رسول الله، صلى الله عليه و سلم: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق". دون تعليق، أرجو من قرائي الكرام أن يقارنوا بين الأخلاق في المعاملة الحسنة بين المواطنين السائدة في الدول العَلمانية - دون تمييز ديني أو مذهبي أو عرقي أو لوني أو طبقي أو جنسي - و بين الأخلاق السائدة في الدول الإسلامية وخاصة العربية منها.

خاتمة:
بصدق، لا أروم من وراء مقارنة الدول العَلمانية بالدول الإسلامية تفضيل الأولى على الثانية لأن الدين - لو طُبّق - لكان أفضل وازع أخلاقي لدى البشر و لوصلنا إلى تجسيد الأخلاق الكريمة من أقصر و أيسر السبل دون عناء المراقبة و المتابعة و المحاسبة.
يتمتع بمزايا العَلمانية الغربية و الآسيوية 40 في المائة من مسلمي العالم و أتمنى أن يعم الخير الـ60 في المائة الباقية من أمة محمد، صلى الله عليه و سلم، المقيمة في الدول الإسلامية.
أتمنى أن تستيقظ هذه الأمة الراقدة على كنوز من القيم و تفعّل أسباب القوة الكامنة فيها منذ 14 قرن و تلحق بأقصى سرعة بركب الأمم المتقدمة و المتحضرة.

أدعو بكل صدق مسلمي اليوم إلى تجسيم و تحيين و تطبيق مجموعة القيم الإسلامية المذكورة في هذا المقال و أملي كبير و قد بينت التجارب التركية والإيرانية و الماليزية و الأندونيسية أن هذا الشيء ممكن في هذا العصر رغم بشاعة الواقع و السلام على من اتبع الهدى، هدى الإيمان و العقل و العلم.

رجوع الدساترة و التجمعيين للحكم في تونس. نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

"المفارقة الخامسة هي أن القوى الثورية في معظمها تنتمي إلى فئات ناشئة ومقصية و قادمة من الأعماق و من الجهات وتتصدرها فئة الشباب (إضافة 1 م. ع. د. م. ك.: رجاء لا تنسوا الكهول النقابيين من أمثالي و أمثال أصدقائي الذين شاركوا في تحضير و تنفيذ ثورة 14 جانفي 2011) و لكن الذين صاروا يتكلمون باسم الثورة هم الشيوخ (إضافة 2: الغنوشي، المرزوقي، أحمد نجيب الشابي، أحمد إبراهيم) و بدرجة أقل الكهول (إضافة 3: حمة الهمامي، عبد الرزاق الهمامي، زياد لخضر) و سكان المركز من الأعيان (إضافة 4: أعيان تونس و الساحل) وتسندهم بعض القيادات الحزبية المقعدة عن كل فعل ثوري التي عُرِفت بموالاتها للأنظمة البائدة و تبحث الآن عن الغنائم و تقوم برتق بكارتها السياسية (إضافة 5: الباجي قائد السبسي، حامد القروي، كمال مرجان، عمر صحابو)."

المصدر:                                   
صفحة 76 من كتاب "الثورة العربية و إرادة الحياة (مقاربة فلسفية)، زهير الخويلدي، المغاربية للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، 2011، تونس، 257 صفحة.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 25 نوفمبر 2013.