dimanche 10 novembre 2013

أخاف ربي و أحترم الذين يخشونه - عن صدق و تقوي - من يهود و مسيحيين و مسلمين و بهائيين، و لا أحترم الذين يخافونه تقية و نفاقا أو طمعا و انتهازية كما يفعل بعض المسلمين المعاصرين. مواطن العالَم د. محمد كشكار

أخاف ربي و أحترم الذين يخشونه - عن صدق و تقوي - من يهود و مسيحيين و مسلمين  و بهائيين، و لا أحترم الذين يخافونه تقية و نفاقا أو طمعا و انتهازية كما يفعل بعض المسلمين المعاصرين. مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: جمام الشط في 16 جويلية 2013.

-         أخاف ربي مثل ما يخافه النورفيجون الذين من شدة تقواهم و ورعهم يخصصون عشرة في المائة من ريع البترول الحالي للأجيال القادمة التي لم تولد بعد.

-         لا يخاف ربي المسلمون و غير المسلمين الذين بسبب استهلاكهم الجشع سوف يورّثون أولادهم تلوثا أخلاقيا و جويا و بحريا و أرضيا.

-         أخاف ربي مثل ما يخافه وزراء السويد الذين يحافظون على ثروة البلاد من التبذير، فهم لا يتمتعون بسيارة خاصة و لا سكن خاص و لا خدم و لا حشم.

-         لا يخاف ربي وزراؤنا التونسيون الحاليون، فهم يتمتعون بمرتب خيالي مع سيارة بسائق خصوصي و 1000 لتر بنزين و سكن و خدم.

-         أخاف ربي مثل ما يخافه عمال بلدية طوكيو اليابانية الذين يجولون طرقات مدينتهم ليليا بثلاثين سيارة على شكل مخبر مجهزة بجهاز "سكانار" للكشف على الحفر قبل تكونها  فيصلحونها قبل بروزها على السطح. هم يمهدون الطريق لبغلة عمر كي لا تعثر في العراق!

-         لا يخاف ربي عمال و مسؤولي بلدياتنا الذين يتركون الحفر تكبر و تترعرع في طرقاتنا حتي تهلك سياراتنا و ندفع إصلاح أعطابها مضاعفة من جيوبنا الفالسة أصلا. هم ينصبون الفخاخ لبغلة عمر حتى تعثر في الشام و العراق!

-         أخاف ربي مثل ما يخافه الخبراء الفرنسيون الذين أتوا إلى قريتي و مسقط رأسي جمنة و حفروا قبر عامل سابق في فرنسا، ادعى ولده أنه مات جراء تأثره باستنشاق مواد كيميائية قاتلة أثناء عمله السابق في مصنع كيميائي فرنسي لمدة ثلاثة عقود. بعد الترخيص لهم، أخرجوا الهيكل العظمي من القبر و كشفوا عنه و كتبوا تقريرهم الطبي الموضوعي و قفلوا راجعين إلى بلادهم و بعد أسبوع فقط أرسلوا حوالة بريدية أجر يوم عمل لمن حفر القبر، و أرسلوا ملايين الأورووات كتعويض لورثة العامل الذي ثبت طبيا أنه مات متأثرا بغازات المعمل الفرنسي الملوثة.

-         لا يخاف ربي أصحاب شركات فوسفاط قفصة و معامل الكيميائيات في صفاقس و قابس الذين لوثوا الجو و البحر و المائدة المائية و التربة و الأشجار و النباتات و نشروا الأمراض الصدرية و السرطان في أجسام العمال و السكان و لا من مراقب و لا من محاسب قبل و بعد الثورة سوى الوعود الكاذبة و الزائفة.

-         أخاف ربي مثل ما يخافه المسؤولون عن التربية في فنلندا عندما وفروا مجانا لجميع أبنائهم - دون تمييز اجتماعي أو طبقي أو عرقي أو ديني أو لوني - أفضل تعليم عصري عام و فني مع توفير النقل المجاني من البيت إلى المدرسة و من المدرسة إلى البيت، و مكنوهم مجانيا من وجبة صحية كل يوم، و متّعوهم مجانا أيضا بكل الأدوات المدرسية مع صرف منحة جامعية لكل طالب فنلندي.

-         لا يخاف ربي المسؤولون عن التربية في تونس الذين أهملوا التعليم الأساسي، لم يعطوا كل مدرسة ميزانية تسيير مثل ما هو معمول به في الإعدادي و الثانوي و الجامعي و لا يخجلون و يسمونه تعليما أساسيا، عن أي أساس يتكلمون، و بأي نقص يؤسسون و هل على أساس هش يمكن أن يبنون و يعلون أم هم للهرم التعليمي قالبون و بالابتدائي مستخفون و لغربال السيزيام مانعون و لثقوب غربال الباكلوريا موسعون و عن أي أجيال قادمة يتحدثون و هم بعشرات الآلاف كل عام يتخرجون فنيين سامين عاطلين و بعشرات الآلاف ينقطعون عن التعليم كل سنة؟

-         أخاف ربي مثل ما يخافه الأوروبيون الذين هم على الوحدة حارصون و على السلم بينهم محافظون.

-         لا يخاف ربي المسلمون الذين بين بعضهم يقتتلون و خاصة في قتل إخوانهم السوريين العزل يستأسدون و أمام أعدائهم الصهاينة ينبطحون.

-         يقول المسلمون: "النظافة من الإيمان و الوسخ من الشيطان"، و الزبالة في بلادنا في كل الأركان و رموز الدولة طرشان. فبالله عليكم، لو خُيّر الإيمان و الشيطان اليوم أين يسكنان؟ فهل سيختار الإيمان ديار المسلمين من سنّة و شيعة أو سيختار ديار غير المسلمين من غربيين و آسيويين؟

-         أخاف ربي ليس اتقاءً لناره أو طمعا في جنته بل احتراما لذاتي و للذات البشرية عموما التي خلقها فـ"سواها و ألهمها فجورها و تقواها".

الإمضاء
"لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه" عبد الله العروي.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
"المثقف لا يجيد فعل شيء على الإطلاق، اللهم، إلا الإنتاج الرمزي، وإنتاج الأفكار و الكلمات. غبر أن هذه الأفكار تحتاج لما يجسدها لكي تصبح موجودة، لكي تصبح قادرة على تغيير الواقع، أي أنها تحتاج لحركات اجتماعية" جان زيغلر.


1 commentaire:

  1. أنا لست مختصا في التفسير، لكن قد يكون الخوف من أشياء أخرى مجردة غير النار المادية، و الطمع في أشياء أخرى مجردة غير الجنة المادية.

    RépondreSupprimer