lundi 26 juin 2017

الكَوْنِي يتجاوز الثقافي ولكنه لا ينفيه بل يُقوّيه. فكرة حبيب بن حميدة، فيلسوف حمام الشط. صياغة مواطن العالَم

(L`Universel dépasse le Culturel mais ne le nie pas)

الكَوْنِي هو العقل والعقلانية والعلم والتقنية (La raison, la rationalité, la science et la technologie) والثقافي هو اللغة والتقاليد والدين (La langue, les traditions et la religion).
كل الأمم التي تقدمت تجاوزت الثقافي وانخرطت في الكَوْنِي دون أن تتخلى عن ثقافتِها، أما الدول العربية ففعلت العكس، لم تكتفِ بالتمسكِ بثقافتِها والاعتدادِ بها، لا بل قاومت الكَوْنِي بشراسة وتطمحُ إلى كَوْنَنَةِ ثقافتِها ظنًّا منها أن ثقافتِها هي الأفضل، ناسيةً أو متناسيةً استنتاج العالِم الأنتروبولوجي الفرنسي كلود لِفِي ستروس الذي يقولُ فيه أن لا وجود لِتفاضُليةٍ بين الثقافات ولا ثقافة أفضل من ثقافة.
يبدو لي أن مقاومةَ الكَونِي عند العرب هي ظاهرةٌ حديثة لأن ثقافتهم العربية-الإسلامية هي في حد ذاتها نتيجة تفاعل بين ثقافات متعددة ومختلفة وهي العربية والفارسية والتركية والهندية والبيزنطية، إلخ.
خلال أربعة قرون، من الثالث إلى السادس هجري (IXe-XIIe ap. JC.) أي من عصر المأمون إلى عصر ابن رشد تأثرت الثقافة العربية بغيرها من الثقافات المعاصرة لها وأثّرت فيها، غنيت وأغنت، استفادت وأفادت وخضعت إراديًّا للتثاقف (L` acculturation) فلامست الكَونِي وتقدّم العربُ.
أما اليوم فهي تُجاهِدُ للرجوعِ إلى مكوناتها الأصلية من قبلية وعصبية وعنتريات وفوضى مَثَلُها كمَثَل جسمٍ مُصابٍ بالسرطان حيث تتحول خلاياه المتخصصة السليمة (Des cellules spécialisées saines) إلى خلايا جنينية  مرضية (Des cellules embryonnaires cancéreuses)    والسرطان يُصنّف كخللٍ في جهاز المناعة حيث الخلية تفقد قدرتها على التعرف على أختها، تحسبها جسمًا خارجيًّا معاديًا فتحاربها بلا هوادة وتقتلها ظنًّا منها أنها تقاوم عدوًّا غازيًا (Les guerres civiles arabes fratricides sont des maladies auto-immunes d`origine mystérieuse). وإلا فكيف نفسّرُ قتلَ عربيٍّ مسلِمٍ لأخيه العربيِّ المسلِمِ والقاتل والمقتول ينتمون إلى جسمٍ واحدٍ وأمّةٍ واحدةٍ ودينٍ واحدٍ ولغةٍ واحدةٍ؟

خاتمة: لقد نجح الطب في معالجةِ أكثر من نِصفِ الأمراض السرطانية، أما الكَونِي فهو علاجُ شافٍ للأمراض المجتمعية المتأتية من الهُويات القاتلة (التعصب بجميع أنواعه، الجنسي والعنصري والديني والقومي والطائفي واللغوي والجهوي، إلخ).

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 26 جوان 2017.Haut du formulaire


samedi 24 juin 2017

أعيشُ على الهامش وما أحلى العيشَ على الهامش! مواطن العالَم

 Vivre en marge de la société est un grand luxe qui n`est pas à la portée du commun des mortels

عيدكم مبارَكٌ سعيدٌ، أعاده الله عليكم بالصحة والعافية وعلى جميع المؤمنين وغير المؤمنين والناسَ أجمعين. آمين يا رب العالَمين مسلمين وغير مسلمين.
أعيشُ في التقاعد منذ خمس سنوات على هامش المنظومة التربوية بعد ما قضيتُ في تدريسِ علومِ الحياةِ والأرضِ ثمانٍ وثلاثين سنةٍ منها ثمانٍ كأستاذٍ متعاونٍ في الجزائر درّستُ خلالها العلوم الفلاحية والتقنية واللغة الفرنسية. لم أعد أتابع نتائجَ الباكلوريا ونسيتُ روزنامة العطل. وقتٌ غزيرٌ أقضيه في ملكوت الكتُبِ واليوتوب الفكري في حضرة عظماءِ العالَم من أمثال بلاشير وباشلار وجاكار وسارّ وقرم ومعلوف وخضراء وداوود وأتلان وغيرهم كثيرٌ كثيرْ. دُعيتُ للمشاركة في ورشاتِ الإصلاح التربوي واستقلتُ لعدم توفر شروط العمل الجِدي.
أعيشُ في التقاعد منذ خمس سنوات على هامش النشاط النقابي للشغل بعدما نشطتُ في هياكله وأطّرتُ إضراباته في مكان عملي لمدة ثلاثين سنة منها العشرون الأخيرة (90-12) في الاتحاد الجهوي ببنعروس حيثُ أسستُ وأثثتُ نادي فكري، اسمه "نادي جدل" مع ثلةٍ من المثقفين اليساريين، أذكر من بينهم مصطفى العلوي وحياة اليعقوبي وفاطمة بن فضيلة. واليوم أنظِّرُ لعدم جدوى الإضراب عن العمل في جميع مؤسسات القطاع العمومي وخاصة في المؤسسات التربوية. لا أدْعَى لندواتِ الاتحاد إلا نَادِرًا.
عشتُ قبل التقاعد وأعيشُ بعد التقاعد على هامش الأحزاب والجمعيات. طوال حياتي لم أنتمِ لأي جمعية ولا لأي حزب علني أو سري. أحمد الله أنني لم أفعلها وأكيد أنني لن أفعلها بعدما ذقتُ حلاوة الجلوس على الربوة وحلاوة الاستقلالية الفكرية وجرّبتُ نجاعتها ولمستُ جدواها وقوتها وسطوتها ومصداقيتها.
عشتُ طوال حياتي على هامش العائلة الموسّعة ولم أتمتّع بامتيازات الانتماء إلى عرشٍ أو قبيلةٍ حتى فتح عليّ الله وعرفتُ أنها هُوياتٌ قاتلةٌ ومَنّ عليّ الحنّان بهويتي الرحبة الجامعة والتي أمضي بها كل مقالاتي (مواطن العالم)، هويةٌ أممية شافية ليست قاتلة، مُجمِّعة ليست مُفرِّقة، مُتسامحة ليست حاقدة، حرّة ليست مقيّدة، مُبشِّرة ليست مُنفِّرة، هويةٌ تعمل مع الكل دون إقصاءٍ (Discours conciliateur et rassembleur) ولا تعمل ضد أي مخلوقٍ (Discours frontal et agressif) مهما اختلف عني هذا المخلوق عقائديًّا أو إيديولوجيًّا أو سياسيًّا أو فكريًّا.
بعد نيلِ شهادة الدكتورا سنة 2007 على أيدي مؤسسي ومنتجي علم الديداكتيك الفرنسيين (Les pionniers constructeurs de l`épistémologie de l`enseignement)، أعيش الآن على هامش الجامعة والبحث العلمي وأحمد الله على أنني لم أتحول إلى أستاذٍ جامعي ناقلٍ للعلم، مدرّسٌ لا يُفيدُ طلبته بجديدِهِ ويكتفي بنقل قديمِ غيرِهِ.
أعيشُ على هامش معارض الكتبِ ودور النشرِ. نشرتُ ثلاثة كتب، اثنان حول التعليم على نفقتي الخاصة وواحد حول جمنة مدعومٌ من جمعية حماية واحات جمنة وفي المقابل وهبتُ مجانًا للجمعية تسع مائة نسخة واحتفظتُ بمائة فقط. عرضتُ كتبي الثلاث في بعض المكتبات فلم تُلاقِ إقبالاً ولا رواجًا وهذا طبيعي ومنتظَر، أنا نفسي لم أشترِ كتابًا منذ ربع قرن تقريبًا، ولو فكرتُ في الشراء مرّةً فلن أشتري طبعًا لكاتبٍ نكرةٍ مثل المدعو محمد كشكار. ومَن هو محمد كشكار؟ يعطيه طارْ!
 أعيشُ على هامش النشر الألكتروني، نشرتْ لي مرة دار نشر أوروبية رسالة الدكتورا بالفرنسية ولم تبعثلي نسخة ورقية واحدة مثلما فعلت مع زملائي التونسيين. مقالاتي على الفيسبوك لا تجذبُ القرّاءْ، لا تعجب الأصدقاءَ والرفقاءْ، لا يعيدُ نشرها ولو حدثَ فعددٌ ضئيلْ ولا يُعلِّقُ عليها إلا القليلُ القليلْ. ربما لانعدام الإبداعِ فيها أو للطالعِ النحسِ؟ لا أدري؟ ربما الاثنان؟ يا للهوانْ! على جداريتي (Mon Mur) لم أعِدْ نشر أي مقال أو صورة أو فيديو لأي صديق افتراضي ولا لأي أحد.
أعيشُ على هامش الندوات الثقافية الوطنية ولا أُعْلَم بمواعيدها ولا أُدْعَى إلا للبعضِ منها محاضِرًا متطوِّعًا أو مشارِكًا مستقِلاًّ. ربما لتقصيرٍ منِّي أو لنُدرةِ علاقاتي؟
عشتُ ولا زلتُ على هامش الكسبِ المادي الاستغلالي (Zéro étude) معتمدًا على مصدرٍ وحيدٍ هو راتِبي. أوزعه على الشهرِ بحكمةِ الصفاقسية: لكل بابٍ مِقدارْ، لِمصروف الدارْ ثلث الشهرية أي أربع مائة دينارْ، يرتفع الدولار أو ينخفض الدينارْ، لا أغيّرُ المِقدارْ وكأنه مُنزَّلٌ من الأقدارْ، كَبَحْتُ شهواتي فانتصرتُ على مؤشر ارتفاع الأسعارْ، صبرٌ وقناعةٌ وإصرارْ، مُكرهٌ ماديًّا لكنني راضٍ بقدري ولستُ بطلاً مغوارْ، مع الإشارة  أنني مزهارْ، دنيايَ خيرُها قليلٌ لكنها خاليةٌ تمامًا من الشرِّ والأشرارْ. لا أملك غير منزلٍ متواضعٍ أستر فيه عائلتي قليلة العدد وليس لديّ دفتر شيكات ولا بطاقة بنكية ولا أسحبُ في الروج ولا أقترض من أحدٍ ولا حتى من البنوك. عيشةُ ناسكٍ متعبدٍ هادئةٌ ومريحةٌ، لذلك تُفزِعني تصريحاتُ الخبراء الاقتصاديين في التلفزة مُعلِنةً عن إفلاس الصناديق الاجتماعية وعن قُرْبِ زوالِ هذه النعمة. أكرههم ولا أريد أن أصدقهم. كذب المحلّلون ولو صدقوا!
اخترتُ اليوم العيشَ في العالَم الافتراضي (Le virtuel) هروبًا من الواقع (Le réel) مُقتدِيًا مُكرهًا بأجدادي الفلاسفة المتصوفة عندما ضاقت بهم سُبُلَ الحياة داخل مجتمعاتهم فالتجؤوا كَرْهًا إلى عالَم الروحانيات وما أروعه يا "بكار" من عالَمٍ حسب ما تركه لنا كُتّابُهم.
أعيشُ اليوم على هامش مجتمع حمام الشط مكتفيًا ببعض الأصدقاء من الذكورِ جلساء المقهى صباحًا ومساءً بعدما حُرِّمت علىّ بعد التقاعدِ صُحبة الإناثِ، كما حُرِّمَتْ عَلَى المسلمين الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ.
حتى العيد أعيش على هامشه. ذهبت الأعياد وفرحتها مذ غادرتُ جمنة نهائيًّا سنة 1990.

خاتمة: كل يدٍ مكبّلةٍ هي يدٌ نظيفةٌ بالضرورة!

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 25 جوان 2017.Haut du formulaire



ادّعاءُ اكتشافِ العِلمِ في نصوصِ الوَحيِ المقدسة مَثَلُهُ كمَثَلِ طعامٍ نرشُّ عليه مِلحًا ثم نقولُ عنه أنه مالِحٌ! فكرة الفيزيائي والفيلسوف إيتيان كلاين، صياغة مواطن العالَم

 العِلم لم ولا ولن يأتي من نصٍّ ثابتٍ سبقه في الزمنِ بقرونٍ مهما كانت قُدُسِيّةُ هذا النص ومهما حاول المتدينون النصوصيون المتعصبون المتزمتون المشعوذون والذين هم على اللغة العربية متطفلون ومتعسفون. العلمُ يسبق دائما الخطابَ وليس العكس. العلمُ بناءٌ جديدٌ وليس اكتشافًا لشيءٍ مُخبَّئٍ في نصوصٍ قديمةٍ مخلوقةٍ أو أزليةٍ، بشريةٍ أو ربانيةٍ.
النصوصُ المقدسةُ تنزلُ من السماء، ندخلها مؤمنين غير مشكّكِين، أولُها يقينٌ وآخرُها يقينٌ، حقيقةٌ أبديةٌ لا تحتاجُ إلى برهانٍ أو دليلْ من أي عقلٍ بشري مهما بلغ من العلم كثير أو قليلْ، حقيقةٌ غير قابلةٍ للدحضِ أو المراجعةِ أو التكذيبِ. أليس الإيمان نورٌ قذفه الله في القلب؟
أما العلمُ فهو يسبقُ النصَّ بل يخلقُه، ندخله مشكّكِين غير مؤمنين، أوله شك وآخره حقيقةٌ نسبيةٌ وقتيةٌ تَعرِضُ نفسَها في المجلات العلمية للدحضِ والمراجعةِ والتكذيبِ. أليس العلم شكٌّ قذفه الله في العقل؟
بالوسائل العقلانية وحدها (La physique) لا نستطيع حل المسائل اللاعقلانية (La métaphysique) فلنترك إذن ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
العلم ينتجُ عن سيرورةٍ بشريةٍ متعثرةٍ ترتكزُ على التجربة والخطأ، أما النص المقدس فهو خالٍ من الخطأ ومنزَّلٌ كاملٌ من السماء.
الإيمانُ غنيٌّ عن العلمِ وأقدَمُ منه في تاريخ البشرية العاقلة (Homo sapiens depuis environ 100 mille ans)، أما العلم فهو محتاجٌ إلى أخلاقٍ تنظمهُ (Les comités d`éthique)، وإلى قوانينَ تحمينا من شرِّه وتَشْكُمُهُ.
النصوص المقدسة جُلُّها مَجاز والنصوص العلمية عدوها المَجاز.
لا تتعسفوا إذن على النصوص المقدسة لتُولِّدوها ما ليس في رحمها، ولو أرادها الله علميةً لفعل وهو القادرُ على كُنْ فيكونْ. ألا تَكُفّون عن مقارنة ذكاء الله المثالي المجرد بالذكاءِ الحِسّي الناقص لدى خلقه العلماءْ؟ أليس هو سبحانه مَن علَّم أباهم آدمَ الأسماءْ؟ أأنتم أكثر إيمانًا من الصحابة والأنبياءْ؟ أكانوا يعلمون مثلنا اليوم قوانين الطبيعة والفيزياءْ؟ وهل مَنَعَهم ذلك من الإيمانِ المطلقِ برب السماءْ؟ وهل يُستدلُّ على الخالِقِ بأفعال عباده الضعفاءْ؟ وهل تنتظر علم الأرض حتى تؤمن بعلم السماءْ؟ وأخيرًا بربك قُل لي مَن خلق العلماءْ، مسلمين كرماءْ أو غير مسلمين أجِلاَّءْ؟ ومَن فضّلهم على الجهلاءْ، مسلمين أغبياءْ أو غير مسلمين بُلَهاءْ؟ أوَ تتباهون بما لا تملكون على مَن يملك، أكان المالكُ عالِمًا مسيحيًّا أو يهوديًّا أو بهاءْ؟ أتُدارون جهلكم خلف قدرة الله؟ أليسوا هم أجدرَ منكم بالتباهي بما صممت عقولُهم وصنعت أيديهم من الماء كهرباءْ؟ أليس من الأفضل لكم أن تقتدوا بهم في عِلمهم كما اقتدوا هم بأسلافكم علماء الأندلس وعلى رأسهم ابن رشد أحد بُناةِ نهضتهم الغرّاءْ؟ ألسنا، مسلمين وغير مسلمين، في إعجاز القرآن شُرَكاءْ؟ أم خَصَّكُم الله برحمته دون عباده جمعاءْ؟ "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، ولم يقل اسرقوا عملَ غيركم وانسبوه لأنفسكم زورًا وبهتانَا.
القرآن ليس كتابَ علمٍ ولا كتابَ تاريخٍ أو جغرافيا، إنه كتابُ إيمان ويكفيه ذلك شرفًا وقيمةً، والإيمان أرقَى وأسمَى من العلم لو كنتم تعقلون! العلمُ منحازٌ وغير موضوعي وسبق له وأن تسبب في كوارث من صُنعِ البشر، أكبرها قنبلة هيروشيما، أما القرآن فهو رحمةٌ للعالمين، سكينةٌ للمؤمنين، بابُه واسعٌ مفتوحٌ للتائبين، وعفوُه متاحٌ حتى للمشركين والملحدين. لا تقرُنوه بالعلم فهو أكبر منه وأرحب بكثير فلا تلوِّثوه بالعلم أرجوكم، وما أبعد الثرَى على الثرَيّا، وما أبعد عِلم المخلوقِ العاجز على إعجاز العالِم الخالق!
خاتمة
وفي النهاية العِلمُ لا يُجيبُ إلا على الأسئلة العلمية وهو وحده لا غيره الذي يُجيبُ بإذن الله، فلا تُضيِّعوا وقتكم في البحث في القرآن عن أجوبةٍ لأسئلةٍ علميةٍ، فلن تجدوا "Midi" في "14h" ولو حرصتُم كما يقول المثل الفرنسي.
أجوبةُ العلم كونية أو لا تكون وأجوبتكم إسلاموية لا يعترف بها الكون، والإعجازُ العلمي في القرآن لا يُدرَّسُ إلا في الجامعات السعودية.
"لو تعلقت همة المرء بما وراء العرش لناله"، أما العلم فهو سهلُ المنالِ لو عملنا وتوكلنا على الله وتركنا التواكل والتعويل على التأويل الوهمي للقرآن اعتمادًا على حيل لغوية شبه منطقية، حيلٌ ما أنزل الله بها من سلطان.

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 24 جوان 2017.
Haut du formulaire



vendredi 23 juin 2017

المملكة الوحيدة في العالَم التي حققت بثروتها النفطية ازدهارًا اقتصاديًّا وعدالةً اجتماعيةً وادخرت عُشرَ رَيْعِ بترولِها لفائدة الأجيالِ القادمةِ؟ فكرة أمين معلوف، صياغة مواطن العالَم

المملكة الوحيدة في العالَم التي حققت بثروتها النفطية ازدهارًا اقتصاديًّا وعدالةً اجتماعيةً وادخرت عُشرَ رَيْعِ بترولِها لفائدة الأجيالِ القادمةِ. هي حتمًا ليست مملكةً إسلاميةً، لا عربيةً ولا فارسيةً، لا إيران ولا قطر ولا السعودية، الدول الثلاث المتخاصمة حاليًّا، الدولُ الممولةُ للإرهاب في العالَم والمُشعِلةُ الحروبَ الأهليةَ بين أبناء نفس البلد في العراق وسوريا واليمن، بل هي>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> مملكة النورفاج.


jeudi 22 juin 2017

حوارٌ بين يساريٍّ جالسٍ على الربوةِ ويساريٍّ ناشطٍ في الميدانِ؟ مواطن العالَم

حوارٌ بين يساريٍّ جالسٍ على الربوةِ (Critique) ويساريٍّ ناشطٍ في الميدانِ (Militant مواطن العالَم

الناشطُ: سكنتَ برجك العاجي مرتاحًا وجلستَ على الربوةِ تَنظُرُ وتُنظّرُ.
الجالِسُ: هل تعرفُ أن الصعودَ إلى الربوةِ يسبِقُ الجلوسَ عليها. أو تظن أن تسلُّقَ الجبالِ سهلٌ؟ هل زرتَ الربوةَ مرةَ واحدةً في حياتِكَ؟ أتتصورها ربوةً من حجرٍ وتراب؟
الناشطُ: وهل تتفلسفُ في هذه أيضًا؟ طبعًا هي جبلٌ صغيرٌ من حجرٍ وتراب يعلو قليلا فوق سطح الأرض! وما عساها تكون غير ذلك؟
الجالسُ: صحيحٌ هي عالية ولذلك تمنحُ الجالسَ عليها نظرةً شاملةً ورؤيا متعددة الزوايا (Une vue panoramique et une approche systémique).
الناشطُ: لو أردتُ لصعدتُها قبلك.
الجالسُ: لو ارتقيتَ لما نزلتَ.
الناشطُ: أنا اسمي ناشطٌ وأستطيع أن أتسلقُها في دقائق وأهبطُ منها في ثوانٍ.
الجالسُ: تمهل يا ابني وتريّث وأنصِت: رَبْوَتِي ليست من حَجَرٍ وترابْ، رَبْوَتِي مصنوعةٌ من كتابٍ وألف كتابْ، وفي كل خطوة ينفتح أمامك حجابْ، وينغلق وراءك حجابْ، ويتطلّبُ صعودها صبرُ سيزيف وحكمة السيّابْ. هل لا فهمتَ الآن أن الجلوسَ فوقها ثوابٌ في ثوابْ؟
الناشطُ: أنتَ كسولٌ وجبانْ وجلوسكَ على الربوةِ لن يُغيّرَ مجرَى الوديانْ.
الجالسُ: عرفتُ الآن أنني أحاوِرُ الطرشانْ. أنا يا أخي عذرتكَ في جهلك بأنك جاهلٌ وأنتَ لم تعذرني في عِلمي بأنني جاهلٌ. قبِلتُكَ على عِلاتِك وهِنّاتِك واحترمتُ دورَكَ رغم محدوديتِه وأنتَ ما زلتَ تُصرُّ على شتمِي ونبذي ونفيِي وإقصائي. أودّعكَ على أملِ اللقاءِ بكَ فوقَ الربوةِ ولو أنه أملٌ ضعيفٌ جدًّا وأسِرُّ إليكَ وأقول: لكَ دورٌ ولي دورٌ ودورانا متكاملان متلازمان ودومًا يتفاعلان. أنتَ عيْنٌ وأنا نظّاراتُها، أرجوكَ لا تكسِرْنِي فتندم. قد تحتاجنِي يوم يعمُّ الضباب ولا ترى السُّبُلَ، عندئذٍ ادعونِي أستجبْ إن شاء الله، ولا تَغبْ عنّي كثيرًا أخافُ عليكَ في الطريقِ من الرَّمَدِ ومن الحَجَرِ يا حَجَرِي . تِسْلَمْلِي عيونَكْ!

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 22 جوان 2017.Haut du formulaire


mercredi 21 juin 2017

ملخص كتابي الجديد "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي، سَفَرٌ في الديداكتيك وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956 - 2016)". مواطن العالَم



يتلخّص كتابي في الاقتراحات التالية وأؤكد على أنها مجردُ اقتراحاتٍ ولا ترتقي إلى بدائلَ لأن البديلَ لا يقدر على بلورته فردٌ واحدٌ مهما اجتهد بل هو حل ينبثق من أفراد متعددي التجارب والمستويات والاختصاصات:
1.     مَنْعُ الإضرابِ عن التدريسِ منعًا باتًّا وفي كل المؤسسات التربوية مهما كان السبب وعلى المدرسين استنباطُ بديلٍ للمطالبةِ بحقوقِهم المشروعةِ.
2.     الاستغناء تدريجيًّا عن سلك المتفقدين البيداغوجيين في المدارس الابتدائية والإعداديات والمعاهد وتعويضه بالتكوين المستمر للمدرّسين على أيدي مختصين في مراكز التكوين الجهوية كما هو معمولٌ به اليوم في كل مؤسسات التعليم العالي التونسي.
3.     الاستغناء تدريجيًّا عن سلك القيمين في الإعداديات والمعاهد وإسناد مهمتهم للمدرسين بالتناوب كما هو معمولٌ به اليوم في جميع المدارس الابتدائية التونسية.
4.     تجريد المدرّسين من مهمة التقييم الإشهادي أو الجزائي (Évaluation certificative ou sommative) وإسنادها إلى مؤسسة تقييم مستقلة عن المدرّسين. يكتفي المدرّسون بالتقييم التكويني (Évaluation formative).
5.     إرساء منظومة تُعنَى بالبحث العلمي الميداني (Recherche-Action) داخل المدارس الابتدائية والإعداديات والمعاهد وعلى أساسها لا غيره يرتقي المدرّس من صِنفِ مهني إلى صِنفٍ أعلَى إضافةً إلى اعتمادِ مقياسِ الشهاداتِ الجامعيةِ العُليا (تبريز وماجستير ودكتورا).

ملاحظة: هذا الملخص قد يخلق عوائق نفسية (Des obstacles psychologiques) لدى بعض القرّاء المحتملين مما قد يدفعهم دفعًا لعدم الإقبالِ على شراء الكتاب. قد لايضيرني إن زاد أو نقص عدد الشرّاء لأن هدفي من النشرِ ليس ربحيًّا (Je ne veux pas faire de marketing)، في المقابل يضيرني جدًّا نقصُ عدد القرّاء.
Je veux tout simplement et humblement partager mes idées avec les lecteurs, car pour le critique, il ne s’agit pas de convaincre par des arguments ou des faits, mais, plus modestement, d’inviter à essayer autre chose

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 22 جوان 2017.


بلاغٌ لِمَن يهمه الأمرَ: تجدون كُتُبِي الثلاثة معروضةً بمكتبة "دار الكتاب" في شارع بورقيبة ومكتبة "ڤي سافوار" (Gai Savoir) في ساحة برشلونة وتجدون الثالث في جمنة عند أخي أحمد كشكار (96680486).Haut du formulaire

هل أنتَ من جمنة أو من حمام الشط؟ إسلامي أو يساري؟ قومي أو أممي؟ تحرري أو محافظ؟ عَرَبوفون أو فرنكوفون؟ أدبي أو علمي؟ عَلماني أو ديني؟ مواطن العالَم، للأمانة العلمية الإجابة مستوحاة من كتاب "الهُويات القاتلة" للروائي الفرنسي-اللبناني وعضو الأكاديمية الفرنسية، الأديب أمين معلوف

 أسئلة طرحها عليّ بعض الأصدقاء؟
أجيبُ بما علِمتُ من تراثي الإسلامي العربوفوني وبما تعلّمتُ من التراث العالَمي الفرنكفوني:
يرثُ الجنينُ من أمه نصف جيناته ومن أبيه النصف الآخر، فيولدُ الرضيعُ لايشبه أمه مائة بالمائة ولا يشبه أباه مائة بالمائة، هو إذن انبثاقٌ لا نعلم مسبّقًا شكلَه ولا لُبَّه (Émergence)، هو كائنٌ جديدٌ فريدٌ من نوعه بين البشرِ مُذْ خُلِق فوق الأرضِ بشرٌ، ولن يُخلقَ مثله بشرٌ حتى يرثَ الله الأرضَ ومَن عليها، وحتى علماء الاستنساخ البشرِي لن يستطيعوا ولو أرادوا أن يخلقوا من فردٍ واحدٍ نسختين اثنتين متطابقتَين مائة بالمائة جسمًا وروحًا، لأن الإنسان هو حصيلةُ تفاعلاتٍ مستمرةٍ بين الوراثي الطبيعي والمكتسب الحضاري. 

كذلك هويةُ الفردِ، هي هويةٌ متجوِّلةٌ متحوِّلةٌ متطورةٌ، غير ثابتةٍ وغير جامدةٍ، وغير قابلةٍ للتجزئة أو الصندَقَة (Le compartimentage ou la compartimentation)، فأنا لستُ قوميًّا خمسين بالمائة وأمميًّا خمسين بالمائة، أنا قومي مائة بالمائة وأممي مائة بالمائة. يُلحّ السائلُ ويضيفُ: لكن في قرارةِ نفسك تبقى عروبي. أوسِّعُ بالِي وأواصلُ: قرارةُ نفسي هي موروثٌ حضارِيٌّ، أما أنا فأعتبرُ نفسي انبثاقًا نابعًا من تفاعُلِ موروثاتِي الحضارية (العائلة، التقاليد، الدين، الأخلاق، إلخ) مع مكتسباتي الثقافية (التعليم، المطالعة، الصداقة، الحب، الزواج، السفر، إلخ). وهل تطلبُ منّي أن أرتدّ عن هويتي الثرية الموروثة والمكتسبة في آن، وأكتفي بالموروثِ دون المكتسبِ، وإلا أصبحتُ كمَثلِ الابنِ الكسولِ المدللِ الذي يعيش طول حياته على كنزٍ ورثه عن أبيه أو أمه، كنزٌ لا يُنمّيه حتى ينضبُ وفقرٌ آتٍ لا محالة ولو بعد حين.

هويةُ الفردِ ستبقى واحدةً موحّدةً ولو تعددت روافدُها، أنا لا أستطيعُ أن أكون في باريس وفي جمنة في نفس اللحظة، ولا أستطيع أن أندد بقتل مدنيينَ فلسطينيينَ عزّلٍ خارجين من دارِ عبادةٍ لو كان القاتلُ إسرائيليًّا وفي نفس الوقت أسكت عن نفس الجريمة لو كان المجرمُ فلسطينيًّا والضحيةُ يهوديًّا. العدلُ يُكالُ بمكيالٍ واحدٍ لا بِمكيالَين والظلمُ ظلمٌ والقهرُ قهرٌ بغض النظرِ عن هويةِ الظالمِ وهويةِ المظلومِ.
 
متى يلجأ الحيوانُ إلى جُحرِهِ ليختبئ فيه ويحتمي خلف جدرانه؟ عندما يحس بالخطر يداهمه من كل جانِب، خطرٌ لا يرى له رادًّا ولا يخلد على باله البتة أنه قادرٌ على مواجهته بمفرده ويتصور أن جحره الضيق من العدو سيحميه. الإنسانُ ليس حيوانًا ولكن للأسفِ أنا أرى أنه كذلك يفعل المتزمتُ المتطرّفُ يهوديًّا كان أو مسلمًا، أكان جحره إسرائل أو داعش، أكانت إيديولوجيته الصهيونية أو السلفية الإسلامية ولذلك سُمّيت الاثنتان هوياتٌ قاتلةٌ.
 فرنكفونيتي لم تُلغِ ولم تَضعِفْ عَرَبوفونيتي بل تفاعلت معها في تناغمٍ وانسجامٍ ووئامٍ، وأثْرَتْ كل واحدة منهما الأخرى دون تنافسٍ أو تصادمٍ، فانبثق من تفاعلهما والحمد لله أسلوبُ كتاباتي.

إمضائي
"
عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
 وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 21 جوان 2017.

mardi 20 juin 2017

قدرُ الكاتبِ التونسيِّ الحُرِّ الفقيرِ المُبتدئِ الذي يطبعُ كتبَه على نفقتِه: تودُّدٌ وتمسكنٌ أو لا يكون! مواطن العالَم

قدرُ الكاتبِ التونسيِّ الحُرِّ الفقيرِ المُبتدئِ الذي يطبعُ كتبَه على نفقتِه: تودُّدٌ وتمسكنٌ أو لا يكون! مواطن العالَم

كنتُ ألوم بعض زملائي الذين يُصدِرونَ كُتُبًا على نفقتِهم ويبيعونها لأصدقائهم وكنتُ واحدًا ممن يشترون منهم عطفًا ومجاملة وتشجيعًا. وكنتُ أقول للكاتبِ: الكتابُ الذي لا يبيعُ نفسَه في المكتبة لا يستحق أن نسمّيه كتابًا ولا كاتبُه كاتبًا.
ذهبَ زمانٌ وجاء زمانٌ، لم أجد أمامي غير سبيلهم فسلكته مُكرهًا حتى أكون. أصبحتُ أنا الكاتبُ وأصبح أصدقائي هم الشارون عطفًا ومجاملة وتشجيعًا. أعرضُ كتابي للبيع وكأنني أعرض سلعةً بائرة.
أهاتفُ بعض أصدقائي من المسؤولين النقابيين فلا يردّون. أذهبُ إلى مكاتبهم فلا أجدهم. أرسلُ لهم رسائل فيسبوكية فلا يقرؤون.
شكرًا لبعض الأصدقاء من الزملاء والمسؤولين النقابيين الذين قدّروا مجهودي قبل قراءة أعمالي، احترَمونِي فاشتروا منّي وصانوا كرامتي وجنّبونِي ذلَّ الكتابةِ والنشرِ والبَيْعِ.
يفوز كتابي الأول بالفرنسية في مسابقة المركز الثقافي الفرنسي ويأخذ الناشرُ ميزانيةَ تمويلِ طباعة الكتاب (900 أورو = 2250 دينار). تمرّ ثلاث سنوات ولا يطبعُ هذا الناشرُ الكتابَ (Arabesques). أتصل به لألومه، يقومُ من مكتبه، يستقبلني بالأحضان، يعدنِي، رِيفِيٌّ وأستحِي، أخرجٌ والغيظُ مكتومٌ في صدرِي والعجزٌ بادٍ على وجهِي والقهرُ ساكنٌ مفاصِلِي.
أقدّمُ مطلبًا إلى دار الكتابِ بوزارة الثقافة ونسختَينِ مجّانًا. يمرّ عامٌ ولا يجيبونَنِي. أتصلُ أنا. كتابكَ باهِظُ الثمنِ. أخفِّضُ الثمنَ. ثلاثة أشهر مرت ولا حياةَ لمن تنادي!
أعرِضُ نسخًا من كُتُبِي بمكتبة "بن سلامة" بِوسط العاصمة، يمرّ عامٌ ولا تُباعُ ولو نسخة واحدة، أسترجعها كلها ويقع نفس الشيء بمكتبة "كْلِيرْ فونْتانْ" بِوسط العاصمة أيضًا ومكتبة "الهندي" بحمام الأنف ومكتبة "العربي بن حمادي" ببرج السدرية.
أعرضهم بمكتبة "دار الكتاب" بِوسط العاصمة، بعد عامٍ كاملٍ يُباعُ منهم 20 نسخة فيُخصَمُ من الثمن 40% ويقع نفس الشيء (10 نسخٍ) بمكتبة (Gai Savoir) بِوسط العاصمة أيضًا.  

كبّرتُ من ناجي جلول بصفته وزير التربية السابق، جلّدتُ كتابي الأول عند جارتي مجانًا وأرسلتُه إليه عن طريق أحد مساعِدِيه طمعًا في تشجيعٍ من الوزارة وذلك باقتناء عددٍ من النسخِ. وصله الكتابُ. انتظرتُ طويلاً ولم يبلغنِي منه حتى كلمة شكرًا.  
أقولُ بيني وبين نفسي: هذا آخرُ كتابٍ! أكذبُ على نفسِي.
مُتعتِي الفكرية تذلُّنِي! ماذا أفعلُ بها؟ أقمعها؟ أقتلها؟ أدفنها وإلى الأبدِ؟
أبَعْدَ هذا الذلُّ ذلاًّ؟ من أجل ماذا؟ من أجل استرجاع تكلفة الطباعة.
إلى متى يا ربي سَيدومُ هذا النعيمُ؟

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 20 جوان 2017.

بلاغٌ لِمَن يهمه الأمرَ: تجدون كُتُبِي الثلاثة معروضةً بمكتبة "دار الكتاب" في شارع بورقيبة ومكتبة "ڤي سافوار" (Gai Savoir) في ساحة برشلونة.

Haut du formulaire



dimanche 18 juin 2017

حضرتُ اليوم مسامرة رمضانية بمدينة ڤعفور حول تجربة جمنة. مواطن العالَم




المنظم: منظمة شهيد الحرية نبيل بركاتي "ذكرى ووفاء" (قُتِل الشهيد تحت التعذيب بمركز الشرطة بڤعفور سنة 1987 في أواخر العهد البورڤيبي).
المتكلمان: محمد كشكار والهادي بن جابر، أصِيلا جمنة ومقيمان بالعاصمة.
الحضور:  امرأتان و20 رجلا.
الزمن: السبت 17 جوان 2017 من الساعة 22 إلى 0:30.
استقبالٌ طيِّبٌ جدًّا: فَطور رمضاني مَعتبَر في دار عضو بالمنظمة وصديق ڤعفوري جديد اسمه رضا الجويني (أوجه شكري الخاص إلى زوجته المحترمة وابنته الرائعة وابنه المهذب) وحلويات عربي لذيذة في قاعة الاجتماعات (قاعة رياضة خاصة).

افتتح المسامرة زميلي وصديقي الحميم رضا بركاتي رئيس المنظمة وتطرّق في كلمته للصعوبات التي تعترض نشاط المنظمة موجها لومًا شديد اللهجة للاتحاد المحلي للشغل على عدم توفيره قاعة للاجتماع في مناسبتين احتاجت فيهم المنظمة لذلك (30د).
تدخلتُ أنا وبدأتُ بالترحيبِ بالحاضرين وشكرِ أعضاء المنظمة على إتاحة هذه الفرصة المباركة لمناقشة تجربة جمنة الرائدة والفريدة من نوعها في الاقتصاد التضامني الاجتماعي، وخصَصْتُ بالذكر منهم رضا بركاتي ورضا الجويني وخالد اللموشي رئيس الفرع المحلي للمنظمة. ثم أضفتُ قائلا:  أنتم في ڤعفور، سبقتم جمنة في النضال النقابي والسياسي وإعجابي بڤعفور سبق إعجابي بجمنة في هذا المجال. ثم تكلمتُ في العناصر الخمسة التالية: 1. جمنة: موقعها في الخريطة، عدد سكانها، نشاطها الاقتصادي والثقافي. 2. تاريخ الهنشير 3. تاريخ التجربة. 4. إنجازات التجربة. 5. الوضع الحالي والحلول المقترحة (30د). وبعد مرّرتُ الكلمة لمرافقي وصديقي الجمني الهادي بن جابر (تدخله دام أيضًا 30د)، لا ليذكرني بما نسيتُ أو سهوتُ عنه فهو أكبر من مذكرة شخصية، بل ليقول ما لا أستطيع قوله حتى ولو أردتُ ألا وهو أسلوبه ولغته ومفرداته وفهمه للتجربة.
تَلَى تدخلَيْنا الاثنين نقاشٌ هامٌّ ساهمَ فيه أغلبية المشاركين لا ليستفسروا عن التجربة (يعرفونها من قراءة كتابي "جمنة وفخ العولمة" الذي وُزِّعت منه 10 نسخ قبل المسامرة بشهرٍ) بل ليحللوا ويضيفوا ويقترحوا (60د).
غادرنا المدينة الجميلة والمخططة بانتظام كرقعة الشطرنج على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ووصلنا إلى حمام الشط الثالثة والنصف صباحًا عبر طريق معطّبٍ ولا يزال تحت الأشغالِ منذ سنواتٍ.

إمضائي
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 18 جوان 2017.
Haut du formulaire