(L`Universel dépasse
le Culturel mais ne le nie pas)
الكَوْنِي هو العقل
والعقلانية والعلم والتقنية (La raison, la rationalité, la science et la technologie) والثقافي هو اللغة والتقاليد
والدين (La langue, les traditions et
la religion).
كل
الأمم التي تقدمت تجاوزت الثقافي وانخرطت في الكَوْنِي دون أن تتخلى عن ثقافتِها، أما الدول العربية
ففعلت العكس، لم تكتفِ بالتمسكِ بثقافتِها والاعتدادِ بها، لا بل قاومت الكَوْنِي
بشراسة وتطمحُ إلى كَوْنَنَةِ ثقافتِها ظنًّا منها أن ثقافتِها هي الأفضل، ناسيةً
أو متناسيةً استنتاج العالِم الأنتروبولوجي الفرنسي كلود لِفِي ستروس الذي يقولُ
فيه أن لا وجود لِتفاضُليةٍ بين الثقافات ولا ثقافة أفضل من ثقافة.
يبدو لي أن مقاومةَ الكَونِي
عند العرب هي ظاهرةٌ حديثة لأن ثقافتهم العربية-الإسلامية هي في حد ذاتها نتيجة
تفاعل بين ثقافات متعددة ومختلفة وهي العربية والفارسية والتركية والهندية
والبيزنطية، إلخ.
خلال أربعة قرون، من الثالث
إلى السادس هجري (IXe-XIIe ap. JC.)
أي من عصر المأمون إلى عصر ابن رشد تأثرت الثقافة العربية بغيرها من الثقافات
المعاصرة لها وأثّرت فيها، غنيت وأغنت، استفادت وأفادت وخضعت إراديًّا للتثاقف (L` acculturation) فلامست الكَونِي وتقدّم العربُ.
أما اليوم فهي تُجاهِدُ
للرجوعِ إلى مكوناتها الأصلية من قبلية وعصبية وعنتريات وفوضى مَثَلُها كمَثَل
جسمٍ مُصابٍ بالسرطان حيث تتحول خلاياه المتخصصة السليمة (Des cellules spécialisées saines) إلى خلايا جنينية
مرضية (Des cellules
embryonnaires cancéreuses)
والسرطان يُصنّف كخللٍ في
جهاز المناعة حيث الخلية تفقد قدرتها على التعرف على أختها، تحسبها جسمًا خارجيًّا
معاديًا فتحاربها بلا هوادة وتقتلها ظنًّا منها أنها تقاوم عدوًّا غازيًا (Les guerres civiles arabes
fratricides sont des maladies auto-immunes d`origine mystérieuse). وإلا فكيف نفسّرُ قتلَ عربيٍّ
مسلِمٍ لأخيه العربيِّ المسلِمِ والقاتل والمقتول ينتمون إلى جسمٍ واحدٍ وأمّةٍ
واحدةٍ ودينٍ واحدٍ ولغةٍ واحدةٍ؟
خاتمة: لقد نجح الطب في معالجةِ أكثر من نِصفِ الأمراض
السرطانية، أما الكَونِي فهو علاجُ شافٍ للأمراض المجتمعية المتأتية من الهُويات
القاتلة (التعصب بجميع أنواعه، الجنسي والعنصري والديني والقومي والطائفي واللغوي
والجهوي، إلخ).
إمضائي
"عَلَى كل
خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا
تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 26 جوان 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire