dimanche 30 juin 2019

مثالٌ معبّرٌ عن تدخل الآليات فوق الوراثية في التعبير الجيني

Le rôle des mécanismes épigénétiques dans l’expression génétique:
L’épigenèse encore
 Mon attachement à l’épigenèse s’explique par le fait que j’ai soutenu en 2007 la première thèse en Tunisie sur ce thème, une thèse en cotutelle entre l’Université de Tunis et l’Université Claude Bernard Lyon 1-France, une thèse en didactique de la biologie sur l’épigenèse cérébrale. Les résultats attendus dans ce domaine pouvant avoir des conséquences sérieuses aux plans, médical et éducationnel.

 Aujourd’hui, je vais vous présenter un exemple épigénétique très éloquent, un exemple tiré de  la revue « La Recherche », juin 2019, p. 35 :
« Chez les mammifères femelles, les cellules portent deux chromosomes X, hérités de chacun de leurs parents, tandis que les mâles ont un chromosome Y hérité de leur père et un chromosome X hérité de leur mère. Le chromosome Y porte très peu de gènes - une centaine à peine -, dont certains sont importants pour les caractères sexués masculins, alors que le chromosome X en porte plus d’un millier!

Pour compenser ce déséquilibre entre mâles et femelles, un processus d’inactivation de l’un des deux chromosomes X  s’est donc mis en place chez les femelles (soit l’inactivation de celui hérité du père, soit l’inactivation de celui hérité de la mère). C’est un programme 100% épigénétique qui éteint la plupart des gènes présents sur ce chromosome! (…) Mais l’inactivation du chromosome X est effacée dans la lignée germinale au cours de la formation des ovocytes ».

ترجمة مواطن العالَم:
أعودُ ثانيةً إلى علم "ما فوق الوراثي أو التخلّق" (l’épigenèse) وأفسّر انشغالي بهذا العلم الحديث والواعد طبيًّا وتربويًّا برسالة الدكتورا التي قدّمتها سنة 2007 في نفس الموضوع تحت إشرافٍ مشتركٍ بين جامعة تونس وجامعة كلود برنار ليون 1-فرنسا، رسالة في تعلمية البيولوجيا حول ما فوق الوراثي المخي (l’épigenèse cérébrale).

واليوم، سأقدم لكم مثالاً معبّرًا، أخذته من مجلة « La Recherche », juin 2019, p. 35:
"عند إناث الثدييات، تضم الخلايا نسختين من الكرموزوم  إيكس (X) موروثتين عن الوالدين، أما الخلايا الذكور فتضم نسخة من كرموزوم  إيﭬراﭬ (Y) موروثة عن الأب ونسخة من كرموزوم  إيكس (X) موروثة عن الأم.
كرموزوم  إيﭬراﭬ (Y) يضم قليلا من الجينات - مائة بالكاد -، بعضها مهمّ للصفات الجنسية الذكورية، أما  الكرموزوم  إيكس (X) فيضمّ أكثر من ألف جينة!

ولترجيح كفة هذا التفاوت في عدد الجينات بين الذكر والأنثى، تتدخل آليات التعطيل (inactivation) في إحدى النسختَين المتواجدتَين عند الإناث من الكرموزوم  إيكس (تعطيل الكرموزوم  إيكس الموروث عن الأب أو الكرموزوم  إيكس الموروث عن الأم). هذه الآليات هي آليات فوق وراثية 100% (un processus épigénétique d’inactivation)، وهي التي تمنع أغلب جينات الكرموزوم  إيكس المعنِي من التعبير عن نفسها، أي تمنعها من صُنع البروتينات المجسمة للصفات الجسدية. (...) لكن هذا التعطيل للكرموزوم  إيكس يُحذَفُ عند تكوّن البويضات ولا يُورَّثُ للأبناء".





أحدثُ تعريفٍ لعلم "ما فوق الوراثي أو التخلّق" (l’épigenèse)



La plus récente définition de l’épigenèse (le préfixe "épi", qui vient du grec, signifie "sur" ou "au dessus"): « l’épigénétique désigne les mécanismes moléculaires qui permettent de changer, de manière héritable, l’expression des gènes sans altérer la séquence ADN. Grace à ces mécanismes, des gènes sont maintenus au silence ou, au contraire, exprimés. C’est ainsi que  les cellules qui composent un même organisme et qui possèdent toutes la même  information génétique gardent leur identité unique : les cellules musculaires ne deviennet  pas  des cellules neuronales, par exemple. Ces marques épigénétiques peuvent être transmises aux cellules filles. Mais, attention, ces mécanismes sont réversibles. Juste avant la formation des spermatozoïdes et des ovules, ainsi qu’au moment de la fécondation, il y a des mécanismes d’effacement de ces marques épigénétiques. Cette forme de remise à zéro nécessaire pour effacer les épigénomes somatiques (du corps) avant de permettre la spécialisation des gamètes et la totipotence de la première cellule de l’embryon ( sa capacité à se différencier en n’importe quelle cellule de l’organisme et du placenta) ». Edith Heard, titulaire de la chaire Épigénétique et mémoire cellulaire au Collège de France. In la revue « La Recherche », juin 2019, p. 34.
ترجمة مواطن العالَم:
أحدثُ تعريفٍ لعلم "ما فوق الوراثي أو التخلّق" (l’épigenèse):
"هو علم يبحث في الآليات الجزيئية الخلوية التي تسمح بتعديل التعبير الجيني وتوريثه للخلايا البنات دون تشويه تسلسل الحامض النووي. وبفضل هذه الآليات، تصمت أو تعبّر الجينات وعددها 25 ألف في الخلية  البشرية الواحدة. لذلك تحافظ كل خلايا الجسم الواحد على هويتها الجينية الوحيدة التي تحمل نفس الرمز الجيني (le code génétique) رغم احتفاظها باختلاف تخصصها: مثلاً، الخلايا العضلية لا تصبح خلايا عصبية. هذه التغييرات في التعبير الجيني الطارئة بعد التخصيب (La fécondation) قد تنتقل من خلية إلى أخرى عند الانقسام (la division cellulaire). لكن، حذارِ، فالخلية قد تعود إلى وضعها السابق (réversibles): تعود في لحظة قبل تكوّن البويضات في مبيضَيْ المرأة، أو تكوّن الحيونات المنوية في خصيتَيْ الرجل، أو عند عملية التخصيب، عندئذٍ تتدخل آليات حذف هذه التغييرات الطارئة في التعبير الجيني. هذا التصحيح (remise à zéro) يصبح ضروريًّا لحذف كل هذه التغييرات في التعبير الجيني الطارئة في الخلايا الجسدية قبل السماح بتخصص الخلايا التناسلية وامتلاكها للقدرة على إنتاج كل أنواع الخلايا الأخرى (la totipotence)، قدرة متوفرة فقط في الخلية الجنينية الأولى المتكونة من بويضة وحيوان منوي".


samedi 29 juin 2019

هل تخلت كوبا عن الشيوعية في دستورها الجديد (2019)؟ لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن العالَم



الاستشارة الشعبية الأخيرة، التي سبقت المصادقة على الدستور، أدت إلى إعادة إثبات الهوية الاشتراكية والشيوعية للدولة الكوبية. لكن وفي نفس الوقت أباحت السلطة للمؤسسات الخاصة انتداب عمال أجراء مع الرغبة في الإبقاء على نبذ الاستغلال. الاستغلال بالمعنى الماركسي أي المشغِّل الذي يسرق عرق عماله: "نحن مقتنعون بأن كوبا لن تعود أبدًا للرأسمالية، النظام المرتكز على استغلال الإنسان للإنسان، ووحدهما الاشتراكية والشيوعية سوف يمكنان الإنسان من نيل كرامته كاملةٌ غير منقوصة"، هذا ما أعلنه وأكده  دستورها الجديد.
البَند 22 يعترف بالملكية الخاصة للكوبيين والأجانب.
البَند 28 يسمح بازدواجية الجنسية.
البَند 109 يحدد مدة الرئاسة لدورتين لا ثالثة لهما ويضع سقف 65 عام كأقصى سِن للمرشحين.

بِيمُولْ: في أحد الاجتماعات الشعبية الاستشارية، اقترح شخصٌ دسترة التعددية الحزبية عوضًا لنظام الحزب الواحد، الحزب الشيوعي الكوبي المهيمن منذ 1959. بعد أيامات معدودات، استُدعِي هذا الشخص للمركز وتعرّض لاستجوابٍ مطوّلٍ وطُلِب منه تفسير الأسباب التي دفعته لتقديم تعديل كهذا: سعيٌ حثيثٌ من قِبل السلطات للتأكد من أن هذا المشاكس المثير للشغب لم يتلقّ مكافأة على تقديم مقترحه المُحرِج، خاصة من قوى أجنبية معادية للشيوعية.
عُرِض الدستور على الاستفتاء وسط حملة مسعورة للتصويت بنعم، فنال رضا 73،31% من الناخبين ودخل حيز التطبيق في 20 أفريل 2019، تاريخ نشره في الرائد الرسمي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 30 جوان 2019.

Référence: Le Monde diplomatique, juin  2019, Extrait de l`article «Une nouvelle constitution succède à celle de 1976. Grand débat… à la cubaine», par Simone Garnet et Grégoire Varlex, Envoyés spéciaux, p. 20



الديمقراطيةُ، في السياسةِ خيرٌ كثيرٌ، وفي المؤسساتِ شرٌّ كبيرٌ! فكرة مشتركة بين الفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفري وفيلسوف حمام الشط ومواطن العالَم



الديمقراطيةُ كأداة للحكم هي خيرُ نظام سياسي وصلت إليه البشرية، تمثيلة برلمانية كانت أو تشاركية شعبية.
الديمقراطيةُ تصبح شرًّا لو عُمِّمت على باقي مؤسسات المجتمع:
1.     العائلة: لا دخلَ للديمقراطية فيها. مطلوب من الولد (أو البنت) أن يطيع أباه وأمه وبس. لأن غياب سلطة الوالدَين على الولد تُعدُّ بمثابة سوء تربية له. ولو استخدم أحد الوالدَين سلطته في غير محلها فالحل يكمن في نشر القِيم السَّمحة والثقافة والتعليم، وليس في إدخال الديمقراطية في الوسط العائلي (الأُمُّ مَدرَسَةٌ ( أو الأب) إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ).
2.     القسم: لا دخلَ للديمقراطية فيه. تلميذ أو طالب لا يعلم، جاء ليتعلم، فليتواضع كثيرًا ويترك العالِم يعلّمه في الابتدائي أو الإعدادي أو الثانوي أو العالي. من حق المتلقِّي أن يحتج ويسأل، لكن بلطفٍ وأدبٍ وتنازلٍ محمودٍ. ولو كان العالِم غير عالمٍ بدرسه فالحل يكمن في تكوين المدرس علميًّا وبيداغوجيًّا، وليس في إقحام الديمقراطية في العلاقة العمودية بين المدرس وتلميذه.
3.     المؤسسات التربوية: لا دخلَ للديمقراطية فيها. لها نظامها الداخلي (La discipline) وعلى التلميذ أو الطالب الرضوخ لمقتضياته بحذافيرها. من حق المتلقِّي أن يحتج ويسأل، لكن بلطفٍ وأدبٍ وتنازلٍ محمودٍ. ولو كان المسيِّرون الإداريون غير أكِفّاء فالحل يكمن في تكوين المسيِّرين في علوم الإدارة والتصرف، وليس في إقحام الديمقراطية في العلاقة العمودية بين المُسيِّر والمسيَّر.
4.     المؤسسات الأخرى (مصنع، ضيعة، بنك، مستشفى، مصلحة إدارية، إلخ.): لا دخلَ للديمقراطية فيها. عاملٌ أو موظفٌ أو مهندسٌ أو طبيبٌ يعمل ويصمت وبس. له نقابة تتفاوض باسمه (الإضرابُ محرَّمٌ عندي تمامًا في المؤسسات العمومية بحجة أن الأجراء هم أصحاب المؤسسة. وهل يُضرِبُ الفلاحُ في أرضه؟). ولو كان المدير غير كُفْءٍ فالحل يكمن في "تقديس" التراتبية 
(La hiérarchie, hieros, sacré
وتعيين الرجل (أو المرأة) المناسب في المكان المناسب دون رشوة أو محسوبية وليس في إقحام الديمقراطية في العلاقة العمودية بين الرئيس والمرؤوس.

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" جبران

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 29 جوان 2019.




vendredi 28 juin 2019

رجاء مواطن العالَم، يساري غير ماركسي


لماذا لا تفتحُ "النهضة" أكاديميةً عموميةً لتكوينِ دُعاةٍ متنوّرينَ بمبادئ "الإسلام السياسي" الديمقراطي، وذلك من أجل الوقاية من تطرف مريدي "الإسلام السياسي" العنيف؟ لماذا أوجه رجائي إلى "النهضة" بالذات ولا أوجهه إلى "الجبهة" أو "النداء" أو "حركة الشعب"؟ لأن "النهضة" - شئنا أم أبينا - هي الوحيدة التي تملك الرأس مال الرمزي الإسلامي، وهي ركن هام من أركان السلطة في تونس منذ ثورة 2011، وتتحمل - شاءت أم أبت - جانبًا هامًّا من المسؤولية السياسية والأخلاقية على كل ما يحدث في تونس. ويبدو لي أن رسالتَها هذه لن تعترضَها عوائقَ معرفيةَ ولا نفسيةَ ولا تعلميةَ (Les obstacles épistémologiques, psychologiques et didactiques)، أو على الأرجح قد تعترضُها عوائقَ أقل مما قد يعترضُ اليساريين أو القوميين أو الدساترة، لو أوكِلت لأحدهم نفس المهمة.


mercredi 26 juin 2019

شاركتُ اليوم صباحًا في مظاهرة لمناهضة التعذيب بمناسبة اليوم العالمي ضد التعذيب. مواطن العالَم



ذهبتُ أخذًا بخاطر صديقي رضا بركاتي، الصديق الذي عرفته منذ ثلاثين سنة وأتعامل معه كأنني أعرفه منذ خمسين سنة، كاتب، ناشط حقوقي، عضو سابق ومؤسس للمنظمة التونسية لمناهضة التعذيب (2003) وشقيق نبيل بركاتي (شهيد التعذيب البورﭬيبي سنة 1987). أقول جاملته، لا لأنني غير مؤمن بالمبدأ بل لأنني لم أعد أتحمل المشي والوقوف ساعتين تحت شمس الصيف.

انطلقت المظاهرة من أمام قصر العدالة إلى المكان السابق لسجن 9 أفريل الذي أصبح اليوم مربضًا للسيارات. الحضور: 30، ثلثهم نساء، أذكر من بينهم صديقي الأستاذ علي ضيف لله (سجين نهضاوي سابق)، المحامي مختار الطريفي (نائب رئيس المنظمة العالمية ضد التعذيب - OMCT)، ﭬابريال ريتر  (مديرة مكتب تونس للمنظمة العالمية ضد التعذيب)، الكاتب عبد الجبار مدّوري (مستقيل من البوكت)، القاضية روضة قرافة (الرئيسة الشرفية لجمعية القضاة التونسيين)، الوزير السابق فتحي جراية (رئيس الهيئة الوطنية الدستورية للوقاية من التعذيب)، شيخ المناضلين صديقي عبد الله وعز المناضلين صديقي رضا الجويني الذي جاء خصيصًا من ﭬعفور قلعة المناضلين اليساريين.

ملاحظة: طلبتُ من بعض المهتمين بمناهضة التعذيب بإضافة "العمل المؤجّر" (Le travail salarié) إلى قائمة وسائل التعذيب وذلك لسببين إثنين:
1.     L'origine du mot travail vient du latin tripalium, qui était un instrument de torture à trois pieux. ... Le verbe travailler vient du latin populaire tripaliãre, qui signifie torturer avec le tripalium
2.     الأجير هو شخصٌ يتعذب من أجل كسب لقمة العيش. أتمنى أن يأتي يومٌ ويتعمم فيه العمل الآلي (Via la robotique) في الأشغال البسيطة والمتكررة كتبليط الطرقات وصنع السيارات وتنظيف الشوارع وفلاحة الأرض، فيعم الخيرويصبح كل الناس أغنياء عن الأجر ويتفرغون للأعمال دون أجر، أعمال تجلب لهم المتعة الفكرية والفنية والإحساس بالخلق والابتكار مثل الفن والسياسة والفلسفة والدين والتعليم والطب والهندسة والكتابة والتطوع لخدمة الآخرين.

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" جبران

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 26 جوان 2019.



lundi 24 juin 2019

حضرتُ اليوم ندوة فكرية تبحث عن حل اقتصادي للفقراء أقِيمت في أكبرِ نُزْلٍ للأغنياء ومموّلة من الخارج! مواطن العالَم



في كل ندوة فكرية أمثلُ  فيها جمنة، أزدادُ فخرًا بمسقط رأسي: للمرة الثامنة عشرة يشرّفني أن أشارك باسم "جمعية حماية واحات جمنة" وبتكليفٍ من رئيسها طاهر الطاهري.
الجهة المنظمة: المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (FTDES) ومؤسسة فريدريش ايبرت مكتب تونس.
المكان: نزل أفريكا بالعاصمة.
التوقيت: 24 و25 جوان 2019.
الحضور: 100(ربعهم نساء).
عنوان الندوة: أي بديل تنموي عادل، مستدام وديمقراطي؟

1.     الحصة الصباحية:
المحاضرة 1 رولاند لنتنير، أستاذ اقتصاد بجامعة السربون:
عنوانها: إستراتيجيات التنمية وإشكاليات العدالة والنجاعة.
أنقل لكم منها بعض المقتطفات التي بلغت فهمي، وهو فهمٌ محدودٌ جدًّا في علوم الاقتصاد الرأسمالي غير المحايدة التي بُعِثت خصيصًا لخدمة الأغنياء على حساب بؤس الفقراء.
عادة لا أفهم خطابات الفلاسفة وعلماء الاقتصاد إلا عندما يخرجون من التنظير المجرد والمعقد ويشرعون في الاستشهاد بأمثلة من الواقع المعيش:
مثال 1: مؤشر التنمية البشرية (IDH)، مقياس للتنمية تستعمله منظمة الأمم المتحدة عوض مؤشر الناتج المحلي الإجمالي (PIB): أقصاه يساوي 1، وتونس تحصلت على عدد 0،735 ومرتبتها الرابعة في إفريقيا بعد السيشيل وجزر موريس والجزائر (دون حجج علمية، أنا لا أصدق هذا القياس بالمقارنة بما أعاينه يوميًّا في تونس).
مثال 2 (مثال تاريخي): فورد، مُصنِّع السيارات، قرر يومًا وبصفة فجائية وأحادية ودون ضغطٍ من النقابة، قرر أن يضاعف أجر العمال شرط الانضباط في وقت الدخول والخروج، فقفز الإنتاج قفزة كبيرة.
مثال 3: دولة من الدول وعدت عمال زراعة القمح بحصة 75% عوض 50% فزاد المحصول بـ60%.

المحاضرة 2 د. عبد الجليل البدوي، مشرف على مشروع المنتدى:
عنوانها: معالم ومحتوى مشروع البديل التنموي.
أنقل لكم منها بعض المقتطفات التي بلغت فهمي:        
مثال 1: الليبراليون يرفعون شعارًا رنّانًا وجذّابًا: التبادل يجلب أوتوماتيكيًّا التنمية 
(L’échange entraîne la croissance)!  
وهل لنا نحن ما نتبادله سوى المواد الخام الباطنية والفلاحية الرخيصة في الأسواق العالمية لأنها خالية من القيمة المضافة (الذكاء)؟ وهل منتوجاتنا الأخرى قادرة على المنافسة خارج أسواقنا؟ وهل هي متنوعة؟
مثال 2: ما هي مضار انسحاب الدولة التدريجي من السوق: تخليها عن سياسة الأوليات القطاعية نتج عنه غياب المجانية التامة في قطاعَي الصحة والتعليم، فدُفِعت الطبقة المتوسطة دفعًا نحو غول القطاع الخاص. تخلت أيضًا عن قطاع التخزين والتبريد للمواد الغذائية، فلم تعد قادرة على التحكم في أسعارها: سنة 1980 كانت تملك منه 80 %، سنة 2019 لم تعد تملك منه إلا 20%  فقط.
مثال 3: غرقت تونس في سياسة الإغراق الاقتصادي (Dumping):
-         الإغراق التجاري: مثلاً، تردي الخدمات السياحية: نزل 5 نجوم يقدّم لحرفائه غداء 4 نجوم ليستطيع الصمود أمام منافسيه.
-         الإغراق الجبائي: تخفيض الضرائب على الأثرياء مما أفقَر الخزينة العامة للدولة.
-         الإغراق المالي: هِجرة رؤوس الأموال.
-         الإغراق البشري: هِجرة الموارد البشرية الكُفأة (هِجرة الأدمغة) وغير الكُفأة (هِجرة العمال)
-         الإغراق النقدي: تخفيض قيمة الدينار.

2.     الحصة المسائية:
شاركتُ في الورشة عدد 1 وعنوانها: أي إستراتيجيات من أجل تنمية جهوية بديلة؟
افتتحها رئيسُها بقراءة تقرير مكتب دراسات المنتدى، قراءة رتيبة مسترسلة دامت 40د، قراءة جلبت لي النعاس خاصة وأنا متعود على القيلولة يوميًّا (كدتُ أصيحُ في وجهه: ورشة، راهي ورشة، موش محاضرة افتتاحية!). انتهت الحصة الأولى من الورشة على الساعة 16و30د. تعبتُ ولم أعد قادرًا على مواكبة ندوة بيومين. في حصة راحة القهوة المسائية، أكلتُ ما تيسّر من الحلويات اللذيذة رغم سكري، ثم انسللتُ في لطفٍ، وقفلتُ راجعًا إلى حمام الشط، لأرفع تقريري هذا إلى "جمعية حماية واحات جمنة" وإلى لقاءٍ آخر لو بقي في العمر عمرًا آخر.

ملاحظة على الهامش: رغم أنني من المستفيدين بَطْنِيًّا، اغتظتُ كثيرًا كالعادة من "لوكس" (Luxe) الندوات في النُّزُلِ الفاخرةِ، مصاريف باهظة لا تتماشى مع فلسفة ندوة عنوانها "أي بديل تنموي عادل، مستدام وديمقراطي؟". في الكواليس، توجهتُ بلطفٍ إلى السيد عبد الرحمان الهذيلين، رئيس المنتدى (FTDES)، وسألته: كم تكلفة الندوة؟ أجابني بكل عفوية: "لا أعرف.. كل مصاريف أفريكا تكفّل بها 'فاعل الخير بعد موته'، المرحوم الألماني فريدريش ايبرت".
قلتُ في قلبي: ربي إخلينّا الألمان ولا تكشفنا يا رحمان، لأن هذا الأحمر الفاعل، قاتل حبيبتي روزا في 1919، هو نفسه الذي أنفق عليّ وعلى زملائي النقابيين المشاركين عامًا كاملاً في أفخمِ نُزُلِ الحمامات خلال ندوات مشروع الإصلاح التربوي زمن الوزير البرتقالي سنة 2016، وأظنه هو الذي أقصى الإسلاميين من حضور هذه الندوات!

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" جبران

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 24 جوان 2019.




dimanche 23 juin 2019

رأيٌ أقنَعني، أراه وجيهًا! مواطن العالَم



رأيٌ، سمعته اليوم من كاتب مصري في برنامج "مَحاوِر" على قناة فرانس 24، أثثتُه بإضافة أمثلة من عندي لشرح وتوضيح فكرة الكاتب المختزلة جدًّا.
قبل القرن الـ21، كان مستقبل الثورات معروفًا وجاهزًا مسبقًا، تغييرٌ جذريٌّ، نظامٌ سياسيٌّ جديدٌ يحل محل نظامٍ سياسيٍّ قديمٍ: حضارة مكان  حضارة (الرومانية مكان القرطاجنية أو البيزنطية مكان الفرعونية)، أو دين مكان دين (المسيحية مكان تعدد الآلهة أو الإسلام مكان المسيحية أو المسيحية مكان الإسلام)، أو بورجوازية مكان إقطاع (الثورة البريطانية والثورة الفرنسية)، أو اشتراكية مكان رأسمالية (الثورة الروسية والثورة الصينية) أو استقلال مكان استعمار (الثورة الجزائرية والثورة الفيتنامية) أو جمهورية مكان ملكية (الثورة المصرية والثورة الإيرانية).

أما في القرن الـ21، فقد أصبح مستقبل الثورات ضبابيًّا! صحيحٌ لقد نجحتْ "فرويديًّا" كلها في "قتل الأب" وإلى الأبد (ثورات "الربيع العربي" في تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن وأخيرًا الجزائر والسودان)، لكنها وللأسفِ الشديدِ لم تأتِ بنظامٍ سياسيٍّ جديدٍ بديلٍ مغايرٍ لِما سبقها، لذلك لم يجنِ الشعبُ من شجرتِها اليانعةِ ولو ثَمرةً يتيمةً واحدةً من ثمارِ تضحياتِه الجبّارةِ.
لماذا؟
ربما لغياب قيادة ثورية مهيكلة، أو لأنها ثورةً غير مسلحةٍ، أو لأن الرأسمالية الليبرالية الكَلْبَة المكلوبة هي نهاية التاريخ كما بشرنا نبيها الدجال فوكوياما، أو لم يعُدْ في الأفقِ بصيصٌ من أملٍ، أو لأن القِيم الحضارية الإنسانية المكتسبة (l’épigenèse أو التربية أو الجهاد الأكبر أو الأخلاق العَلمانية "الروحانية" النبيلة) فشلت في كبحِ جِماحِ الشهواتِ الأنانيةِ الفرديةِ الجينيةِ الموروثةِ (le tout génétique أو الكل-وراثي أو النفس الأمّارة بالسوء أو الأخلاق العَلمانية "المادية" الرذيلة)؟ الله والراسخون في العلم أعلم!

خاتمة: أمام هذا الوضعِ العبثيِّ الكارثيِّ السائدِ في عالَمِنا العربيِّ الحاليِّ، مع اختلاف درجات حِدّتِه وخطورتِه من دولةٍ إلى أخرى، أنا لستُ متفائلاً أو متشائمًا ولا حتى متشائلاً، أنا إنسانْ حيرانْ ولي مخٌّ وعينانْ ولا أرى أي مؤشّرٍ يدعو إلى الاطمئنانْ إلا معجزة من الرحمانْ، لكنني، وبسرعة البرقِ، أتراجع عن الأوهام والهذيانْ، عندما أقرأ "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"، حكمةٌ موجودةٌ في القرآنْ وليست بِدعةً ابتدعها أخوالي بنو عَلمانْ والله المستعانْ!

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" جبران

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 23 جوان 2019.