mardi 18 juin 2019

ماذا تعني كلمة "لباس" في سن 67؟ مواطن العالَم



أجريتُ أخيرًا مجموعة من الفحوصات الطبية (تحليل وتصوير) على العينين والرئتين والكليتين والمجاري البولية والبروستات والدم. أجريتُها بطلبٍ مني دون الإحساس بأي تغيير سلبي في حالتي الصحية. لم أطلبها من طبيب العائلة عملاً بمبدأ "الوقاية خيرٌ من العلاج"، بل طلبتها لأعرف هل نال مني التدخين المكثف (un PINE au carré) أم ما زال يترصد.
لو فعلها لأجبرتُ نفسي على الإقلاع عنه خوفًا من العجز المطول قبل الموت والاحتياج المذل للآخر، ولو أمهلني فستغلبني نفسي وأغالط ضميري وأواصل التدخين المكثف. لباس والحمد لله - الذي لا يُحمد على مكروه سواه - كان لنفسي ما اشتهت!

ماذا تعني كلمة "لباس" في سن 67؟
التحاليل تقول: شوية سكّر، شوية شحم في الدم، شوية ماء في العينين، شوية نقص في النظر، حجيرة صغيّرة مالها معنى في المجاري اشربلها بزائد ما، شوية التهاب في القصبات الهوائية.. شوية شوية.. من كل مرض شوية..
صاحب الشأن يقول: لا تصدّق التحاليل يا عبير وصدق بوك! مازلت لباس انطنطن ومازلت انعيّط وانصيح على نادر كِيما يقراش دروسو ومازلت نمشي نقرأ وانّاقش في قهوة الشيحي التعيسة التي لم تعد بعدك تعيسة ومازلت..  ومازلت.. صحيح أصحابي اللتعرفيهم نقصوا برشا وصحيح معادش نمشي لقاعة الرياضة وصحيح معادش نعوم في البحر وصحيح نقص تبادل الزيارات العائلية وصحيح معادش نقضي الخُضْرَى من سوق بئر الباي يوم الجمعة وصحيح معادش ندهن الشبابك وحدي وصحيح اجنابي طابوا من التقاعد وشريت جرّاية هواء نرقد علِيها..  وصحيح.. وصحيح.. انشالله حُسن الختام.. انشالله من الشِّدة للمدّة.. توحشتك ياسر يا ابنيتي.. راك طوّلت ياسر.. سلميلي على صغيرتي التي لم أحضنها أبدًا.. بوصيلي سلمي العزيزة عليّ، سلمى الكندية، الله إخليهالك وإخليها لِيَّ.

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" جبران

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 19 جوان 2019.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire