dimanche 2 juin 2019

منذ ثمانية قرون والمسلمون يؤبدون عادات الجاهلية التي جاء الإسلام ليقوضها بتدرج! مواطن العالَم



مقدمة:
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.
         وجهة نظر شخصية ومحدودة بحكم كونها صادرة عن مسلم غير مختص في علم اجتماع الدين الإسلامي، لكن يبدو لي أن مجموعة الملاحظات التي سأسوقها في هذا المقال هي ملاحظات بديهية واضحة للعيان وقد عايشتها ستين عاما من عمري في مجتمعي التونسي المسلم.
         ستقتصر استنتاجاتي المختصرة - كي أتجنب الوقوع في الخطأ قدر ما استطعت - على محاولة الإجابة على الإشكالية التالية: هل المسلمون الذين عاشوا زمن الانحطاط، منذ القرن الثالث عشر ميلادي أو السابع هجري،  أي منذ حرق كتب ابن رشد في الأندلس إلى اليوم، هل هم يؤبدون أو يحاربون عادات الجاهلية التي جاء الإسلام ليقوضها  بكل لطف وتدرج منذ القرن السابع ميلادي أو الأول هجري؟

الموضوع:
"مَن اجتهد وأصاب فله أجران ومَن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد" (حديث). و أنا طوال عمري قنوع بأجر واحد قد يأتي من البشر فكيف لا أكتفي بأجر واحد من خالق البشر؟
1.     الشهادتان:
"أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله"، الأولى صرخة حرية وتحرر من تبعية البشر للملوك، أما الثانية فهي تحرر البشر من تبعية الرسل بما أن محمدا هو خاتم الأنبياء والمرسلين. شهادتان جاء بهما الإسلام - وهما مفتاحه الذي لا يُفتح بمفتاح سواه، أكان مالاً أو جاها أو نسبا -  جاء بهما ليحارب عبادة البشر للبشر ويمنح الإنسان حريته نهائيا ويطلق يديه، ثقةٌ في الإنسان إلى درجة ائتمان هذا الأخير واستخلافه في الأرض. دعا الإسلام إلى حذف أي وساطةٍ بين العبد وخالقه، ونحن نرى اليوم المسلمين يعبدون ملوكهم ويبوسون أياديهم ويقيمون كنائس ويُنصّبون كهنة ويُنشئون مللا ونحلا.
2.     الصلاة:  
خمسة مرات في اليوم، يتوجه المسلم إلى ربه خاضعا ذليلا مستسلما مستضعفا، صلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ونحن نرى اليوم الفساد والرشوة لا يطيب لهما العيش إلا في بلاد المسلمين.
3.     الصوم:
شهر التقوى والزهد والتعاون والتضامن والإحساس بالفقير ونحن نعيشه اليوم شهر التبذير والتبجح والتكبر والاحتكار في السلع والغش في الميزان.
4.     الزكاة:
خذ من الغني وأعط للفقير، ونحن نرى اليوم العكس، أي الغني يأخذ عنوة من الفقير. تأخذ الدولة أكثر أموال الجباية والضرائب من الفقراء لتمول بها صندوق الدعم الذي يملؤه الفقراء ويفرغه الأغنياء. ونرى أيضا دولنا الغنية تستثمر أموالها لدى الدول الغنية الداعمة لإسرائيل وللاستغلال الرأسمالي الفاحش. والغريب أن كل ما يدعو له الإسلام من قيم التعاون والتآزر والتضامن، نراها مجسمة بين الدول غير الإسلامية كدول الاتحاد الأوروبي ودول الفدرالية الأمريكية ومقاطعات الصين والهند، ونراها للأسف غائبة بين الدول العربية والإسلامية.
5.     الحج:
وكان من أعظم أهداف هذا الحج توحيد كلمة المسلمين على الحق ونحن نراهم اليوم يأتون إلى الحج بالملايين، يأتون جنسيات مختلفة، يسكنون في أحياء معزولة، يطوفون في جماعات منعزلة ويرجعون خاويي الوفاض إلا من وسخ الدنيا المتمثل في السلع المادية لهم ولعائلاتهم ولأقاربهم.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 26 أفريل 2014.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire