lundi 31 août 2015

حديث شريف: "مَن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد ومَن اجتهد وأصاب فله أجران". نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

حديث شريف: "مَن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد ومَن اجتهد وأصاب فله أجران". نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار


النص الكامل للحديث حسب الصديق عبد الله النوري: "حديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلّم وهذا نصه "عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ" رواه البخاري ومسلم".

مصدر نص الكاتب:
كتاب "نحو أفق إسلامي جديد. الرسالة - الشريعة - المجتمع"، رضا خالد، دار الجنوب، 2012، 497 صفحة، الثمن 15 د. ت.

نص الكاتب، ص262: "لقد كان أثر الفقه على الفكر عظيما لدرجة أن الانشقاقات السياسية والدينية وقع تأويلها وفق مصطلح الاجتهاد الذي يؤجَّرُ صاحبه مرتين إن أصاب ومرة إن أخطأ. وعملا بهذا المقياس فإن جميع المتحاربين في "الفتنة الكبرى" (ما بين 656 و661م) "معذورون مأجورون" سواء كانوا على حق أم على باطل! هكذا تصبح إراقة دماء عشرات الآلاف من البشر اجتهاد يؤجَّرُ صاحبه!".

إضافة د. م. ك: لو قمنا بعملية قياس على البِنية اللغوية لهذا الحديث الشريف وانتقلنا بها من المجال الفقهي إلى المجال العلمي لَتحصلنا على المقولة التالية: "لو اجتهد باحثٌ في أطروحته ولم يصل إلى إثبات قانون علمي جديد فله أجر واحد و لو اجتهد باحثٌ آخر ووصل إلى إثبات قانون علمي جديد فله أجران" وذلك للأسباب التلية:
- مَن اجتهد في البحث العلمي ووصل إلى إثبات قانون علمي جديد فله أجران. يؤجَّرُ صاحبه مرتين لأنه بيّنَ للباحثين اللاحقين أن هذا الطريق مجدٍ وبواسطة اجتهاده هذا يكون قد أنارَ لهم السبيلَ وأنتج قانونا علميا جديدا هم أحوج الناس للارتكاز عليه للمُضِيِّ قُدُمًا في مجال البحث.
- مَن اجتهد في البحث العلمي ولم يصل إلى إثبات قانون علمي جديد فله أجر واحد. يؤجَّرُ صاحبه مرة لأنه بيّنَ للباحثين اللاحقين أن هذا الطريق غيرُ مجدٍ وبواسطة اجتهاده هذا يكون قد جنّبهم المرورَ بنفس الطريق وأربحهم وقتا ثمينا هم أحوج الناس إليه.

خلاصة القول: البحثُ العلمي مفيدٌ للعلماء سواء وصل صاحبه الباحث طالب الدكتورا إلى إثبات قانون علمي جديد أم لم يصل لذلك تخلّت جل الجامعات الغربية (ما عدى الجامعات العربية) على عادة إسناد ملاحظة (متوسط، حسن، حسن جدا، مشرّف أو مشرّف مع شكر لجنة الامتحان -
jury) لشهادة الدكتورا (دكتورا فقط دون إضافة أوصاف غير علمية).

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 31 أوت 2015.
Haut du formulaire


samedi 29 août 2015

بنت فرنسية جميلة، أبوها تاجر سمك من مرسيليا، أصبحت ملكة السويد: قصة واقعية طريفة حدثت منذ قرنين فقط لكنها أغرب من قصص ألف ليلة وليلة! ترجمة مواطن العالَم د. محمد كشكار

بنت فرنسية جميلة، أبوها تاجر سمك من مرسيليا، أصبحت ملكة السويد: قصة واقعية طريفة حدثت منذ قرنين فقط لكنها أغرب من قصص ألف ليلة وليلة! ترجمة مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
برنامج تاريخي سمعته اليوم في قناة (TV5MONDE: vers 13H-14H30).

الظرف الزماني: حوالي سنة 1800م بعد الثورة الفرنسية بعقد أو عقدين.
الظرف المكاني: مرسيليا، باريس وستكهولم.
الشخصيات الأساسية: بطلة القصة البنت الجميلة واسمها ديزيري (مرسيليا، 1777- ستوكهولم، 1860) وخطيبها الأول الجنرال نابوليون بونابارت وأخوه الكبير زوج أختها الكبرى جوزفين والجنرال برندوت، منافس بونبارت في الجيش والحب وزوجها الأول والأخير وابنهما أوسكار.

الحكاية باختصار:
أراد أخو بونابارت خطبة ديزيري فأخذ معه أخاه. عشقها الصغير من أول نظرة وعرض أختها الكبرى الأقل جمالا على أخيه الأكبر فرضي. تزوج الأكبر من الكبرى وذهبا إلى باريس لحقه أخوه الصغير تاركا وراءه بطلة قصتنا سجينة حسرتها ودموعها تملأ رسائله الحارّة. التحقت ديزيري بأختها الكبرى في باريس وبسرعة تزوجت الجنرال برندوت، أحد أبطال الثورة الفرنسية، انتقاما من حبها الأول التي لم تستطع يوما أن تنساه بل كانت في كِبرها تعلق صورته في صالون زوجها برندوت.

كانت مملكة السويد في ذلك العهد تمر بهزات ثورية وانتفاضات شعبية مثل ما مرت به فرنسا وكان مَلِكُها شيخا عقيما ومريضا. اجتمع أعضاء البرلمان السويدي الموسع (600 مشارك) في قرية سويدية صغيرة نائية لكي يختاروا له وريثا يملِك السويد بعد وفاته. ومن غرائب الدهر أنه تم اختيار ولي عهد فرنسي وكاتوليكي (البروتستانتية مذهب السويد) ومن سلالة شعبية "غير نبيلة" وفوق كل هذا ثوري ولا يتقن اللغة السويدية. وبين عشية وضحاها أصبح محظوظ قصتنا الجنرال برندوت ولي عهد مملكة السويد وهو الذي يُشاع عنه أنه كان موشِّما على ذراعه شعار الثورة الفرنسية "الموت للملِك". ويُقال عنه أيضا أنه دفع رشوة لعضو في البرلمان السويدي حتى يضمن نجاحه من بين عدة مرشحين لنفس المنصب. ومن مهازل التاريخ أن الحجة التي قوَّت من جانبه أثناء مداولات البرلمان هي أن زوجته ديزيري بعثت بصورتها للبرلمان السويدي مرفوقة بصورة ابنها أوسكار الذي بالصدفة كان يحمل اسما شماليا (prénom nordique) وأنجدته أيضا معاملته الحسنة السابقة لأسرى سويديين في فرنسا.

انتقلت العائلة الفرنسية المحظوظة، التي لا يتكلم جميع أفرادها اللغة السويدية، للإقامة في السويد. كان الزوج برندوت، ولي العهد وملك المستقبل، ينوب الملك المريض وكان الابن أوسكار، وريث العرش الوحيد، يقضي كل وقته في تلقي التدريب والتكوين والتربية المَلَكِية الخاصة أما الزوجة فلم يعجبها الوضع ولم تُعجِب شخصيتَها حاشية الملك: كمتوسطية (une méditerranéenne ) كانت تكره بَرْدَ الشمال وتتثاءب بل ترقد في بعض المناسبات الرسمية وتفضل الأكل الفرنسي وتتناول الطعام بيديها دون شوكة. رجعت للإقامة مع أختها الكبرى وزوجها أخ نابوليون بباريس وعملت كجاسوسة لزوجها ولي عهد السويد وكانت تحيا حياة مستهترة إلى درجة أنها كانت تستقبل في قصرها حبها الأول نابوليون وتجري وراء الوزير الفرنسي المشهور ريشيليو. رجعت للإقامة مع زوجها عندما اعتلى رسميا عرش السويد (لُقِّبَ بالملِك الجمهوري Le roi républicain) فأصبحت هي رسميا ملكة السويد. كانت مصِرّة على حياة التحرر وكانت شُجاعة في تحدي قيود الأخلاق والشكليات الرسمية: كانت تخرج ليلا تهرول في حديقة القصر مرفوقة بوصيفتها المرتدية أمرا قميصا ناصع البياض (blanc immaculé) حتى يجنِّب الملكة هجوم الخفافيش وكانت ترتاد ليلا المطاعم والمسارح وتسكن قصرا صغيرا بعيدا عن القصر الملكي. خرجت مرة لزيارة مقاطعة في مملكتها فاستقبلها الفلاحون بهتاف سمعته هي وكأنه يقول بالفرنسية (vive la reine) وذلك لجهلها المطبق باللغة السويدية فأصرّت ببهجتها لحاجبها المرافق الذي لم يجرؤ أن يصارحها بمعنى الهتاف السويدي (vi vill ha regn) والذي يعني بالعربية "نريد المطر".

خلال حفل ملكي، سأل الملك مرة شخصا حاضرا لا يعرفه: ماذا تشتغل في القصر؟ أجابه: أنا الفحل الثالث للملكة لكنني الوحيد فوق الخدمة.

مات زوجها الملك سنة 1844،  ماتت ديزيري ملكة السويد السابقة سنة 1860 عاما واحدا بعد وفاة ابنها الملك الذي خلف خمسة أبناء وبعد مرور ما يقارب القرنين على ضربة الحظ التاريخية الصدفوية الطريفة لا زالت ذرية ديزيري وزوجها برندوت الفرنسيَّي الأصل يعتلون عروش ممالك السويد والنرويج والدنمارك واللكسمبورغ وبلجيكا و"خُرَّافَتنَا هَابَا هَابَا - كل عام اتجينَا صابَة".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 29  أوت 2015.



مذاهب إسلامية اندثرت! نقل دون إضافة أو تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

مذاهب إسلامية اندثرت! نقل دون إضافة أو تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
كتاب "نحو أفق إسلامي جديد. الرسالة - الشريعة - المجتمع"، رضا خالد، دار الجنوب، 2012، 497 صفحة، الثمن 15 د. ت.

نص الكاتب، ص87:
-         ابن حزم (384-456هـ): "لا يوجد نص قطعي يحرِّم العزف والغناء!".
-         أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (224-310هـ): "ومن مسائله التي تميز بها تجويزه للمرأة ولاية القضاء دون قيد أو شرط".

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 29  أوت 2015. 


jeudi 27 août 2015

حركة الإخوان المسلمين في مصر؟ نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

حركة الإخوان المسلمين في مصر؟ نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
كتاب "نحو أفق إسلامي جديد. الرسالة - الشريعة - المجتمع"، رضا خالد، دار الجنوب، 2012، 497 صفحة، الثمن 15 د. ت. (الكاتب، أستاذ تربية إسلامية في معاهد بلجيكا الثانوية العمومية، صديق افتراضي لم أقابله يوما في حياتي، سألني في الفيسبوك: "هل قرأت كتابي؟"  أجبتُه: لا، رأيته معروضا للبيع في قصر المؤتمرات بالعاصمة خلال مؤتمر المثقفين التونسيين ضد الإرهاب، لكنني عادة لا أشتري الكتب لأن دَخلي كأجر وحيد لا يسمح بهذا الترف وحفاظا على ما هو أبجل، قوتُ عائلتي. أستعير جل ما أقرأ من المكتبة العمومية بحمام الشط بمعدل كتابين كل نصف شهر مقابل اشتراك سنوي بدينار ونصف أو أستعيرها من بعض الأصدقاء القدامى أو الجدد المولعين بالمطالعة. كتبَ: "اعطني رقم هاتفك وسوف آتيك غدا بكتابي هدية إلى مقهاك بحمام الشط". وعدَ وصدقَ وسلمني الكتاب في يوم الغد مرفوقا بتحياته المكتوبة على أول صفحة. ويقولون الفيسبوك حكاية غير جدية! هل هناك جدية أكثر من جدية الكاتب رضا خالد. شكرا سي رضا).

نص الكاتب، ص 9:
"وفي 1928م ولِدت "حركة الإخوان المسلمين" (إضافة د. م. ك: في مصر) على أساس تعاليم الشافعي (إضافة د. م. ك: إخوان تونس مالكيون على حد علمي) فكانت قريبة من الوهابية قرب أحمد بن حنبل من الشافعي. وظهرت فيها أفكار "الجاهلية الجديدة" والقطع مع المجتمع و"خذوا الإسلام جملة أو دعوه" أي طبقوا مجموع أحكامه وفق تصور الشافعي ومن تبعه، كما ظهر فيها شعار "الإسلام هو الحل" (إضافة د. م. ك: علق عليّ  مرة  أحمد الجربي -إن لم تخني الذاكرة-، صديق افتراضي نهضاوي محترم كاتبا: "لم ترفع النهضة يوما هذا الشعار"). وتناسى عامة العرب والمسلمين نضالات رجال النهضة أمثال الأفغاني وعبده والكواكبي وقاسم أمين وخير الدين التونسي وغيرهم وبدلا عنهم تولّوا البنّا وقطب والمودودي ومحمد بن عبد الوهاب. وعادت حركة التاريخ أدراجها فمثلما كانت القوى المحافظة تشاطر الوهابيين العداوة لكل تقدم وتطور وانفتاح على العصر تقف الحركات الأصولية بقوة أمام ما تعتبره "تغريبا" وأفكاراً مستوردة."

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 27  أوت 2015.  

mardi 25 août 2015

الأردوليبرالية (L`ordolibéralisme): مفهوم اقتصادي-سياسي، قرأت عنه لأول مرة بعد ثمانين سنة من ظهوره في ألمانيا، وهذا دليل آخر على ثقافتي الواسعة! ترجمة مواطن العالَم د. محمد كشكار

الأردوليبرالية (L`ordolibéralisme): مفهوم اقتصادي-سياسي، قرأت عنه لأول مرة بعد ثمانين سنة من ظهوره في ألمانيا، وهذا دليل آخر على ثقافتي الواسعة! ترجمة مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
Le Monde diplomatique, n°737-62è année, août 2015. Extraits de l`article « L`ordolibéralisme allemand, cage de fer pour le Vieux Continent », Page 20 et 21, par Francois Denord (sociologue CNRS), Rachel Knaebel (journaliste, Berlin) et Pierre Rimbert

اخترتُ بعض الجمل المتناثرة في المقال، علّها ترغِّب القارئ الفيسبوكي وتجذبه لقراءة المقال في الجريدة كاملا:
-         تصادُم جبهوي أو أمامي بين تصورين للاقتصاد (la collision frontale entre deux conceptions de l`économie): المقاربة الأولى، التي تجسمها  حكومة اليونان اليسارية الجديدة، تعكسُ نمطا سياسيا خالصا للحكم حيث الاستفتاء الشعبي يعلو على القواعد الاقتصادية التي في استطاعة السلطة المنتخبة تغييرها. الثانية التي تجسمها  حكومة ألمانيا، على العكس تسخِّرُ مجهود الحكومة  للتقيّد الصارم من أجل خدمة نظام اقتصادي مبرمج ومسطر مسبقا  حيث يستطيع السياسي أن يفعل ما يراه مناسبا على شرط أن لا يخرج على قواعد الأردوليبرالية الصارمة التي تخرِق بحكم الأمر الواقع سلطة صندوق الانتخابات وقد تكتسب هذه القواعد طابعا إلهيا في ذهن وزير المالية الألماني.
-         لا يولد التنافس الحر في السوق بصفة عفوية (le marché) بل يجب على الدولة تنظيمه أي توفير القواعد الضرورية لهذا التنافس  مثل الإطار القضائي والتقني والاجتماعي والأخلاقي والثقافي وعليها ضمان احترام هذه القواعد. هذه هي الأردوسياسة (l`Ordnungspolitik). يجب على الدولة أيضا تكوين العمال وتوفير البنى التحتية وتشجيع الادخار وحماية الملكية والعقود و براءة الإختراع، إلخ.
-         المدنية الليبرالية قد تولّد بروليتاريا فاقدة لإنسانيتها ودولة مفرطة اجتماعيا (un Etat social obèse) وحماس تعاوني (une ferveur collectiviste). روبك يتمنى "ثورة النخب". حتى يسترد العمال كرامتهم المفقودة، يجب القضاء على وهم المساواة وإعادة إدماجهم في تجمعاتهم ما قبل الديمقراطية المسماة طبيعية مثل العائلة والموطن والقبيلة والطائفة والمذهب.
-         تندرج الأردوليبرالية في حركة عالمية واسعة لتجديد الفكر الليبرالي، حركة ظهرت في الثلاثينات تحت مسمى الليبرالية الجديدة (Le néolibéralisme) لكنها تختلف عنها.  
-         إرنارد يستعير تشبيها يلخص فكرته: " مثلَ الحَكَمِ الذي لا يشارك في اللعبة، تجد الدولة نفسها مقصية من الحلبة لكن كل مباراة جيدة تتطلب قواعد دقيقة لإدارتها. ما تصبو إليه الأردوليبرالية هو بالضبط تصميم قواعد اللعبة قبل اللعب لإنجاح اللعب".

-         بعض آراء اليساريين الألمان في الأردوليبرالية: نائب أخضر: "أنا أردوليبرالي يساري". مسؤول أخضر سابق: " الأردوليبرالية هي طريق ثالث بين "دَعه يفعل" وتدخل الدولة في السوق (l`étatisme). بالنسبة للخضر تمثل الأردوليبرالية موقفا مثيرا للاهتمام بشكل خاص لأنها تسمح بالتموقع خارج الدائرة الضيقة للأفكار التقليدية اليسارية والليبرالية الجديدة في آن. نائب يساري راديكالي: "خُلِقت الأردوليبرالية بعد الحرب العالمية الثانية بهدف إبعاد الشعوب عن الاشتراكية والخلطة تبدو ناجحة وناجعة إلى درجة انشغل بها بعض اليساريين". الكنفدرالية الألمانية للنقابات (DGB) تبنتها سنة 1996: "الاقتصاد الاجتماعي للسوق (الأردوليبرالية) أنتج مستوى عال من الرفاهة المادية" ويمثل "تطورا تاريخيا كبيرا مقابل الرأسمالية المتوحشة" لكنه "لم يمنع وجود البطالة المكثفة وتبذير الثروات ولم ينتج مساواة اجتماعية".
-         تتمتع الأردوليبرالية بمكانة في صلب الكنيسة الألمانية.
-         الأردوليبرالية هي التي أهانت أخيرا شعب اليونان (شعب مسيحي وعضو في الاتحاد الأوروبي ومؤسس الفلسفة الإغريقية، القاعدة التي انبنت عليها الحضارة الغربية السائدة) وركّعت حكومته اليسارية الجديدة المنتخبة ديمقراطيا والمسنَدة شعبيا باستفتاء لصالحها. نتاائج الصندوق لم تشفع للوفد اليوناني المفاوض لأن قواعد اللعبة الاقتصادية-السياسية للاتحاد الأوروبي سبق وأن سطرتها ألمانيا منذ نصف قرن.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 25  أوت 2015.



lundi 24 août 2015

المعارضون يقولون: "رئاسة الجمهورية دورتان لا ثالثة لهما". مواطن العالَم د. محمد كشكار

المعارضون يقولون: "رئاسة الجمهورية دورتان لا ثالثة لهما".
مواطن العالَم د. محمد كشكار يرد عليهم ويقول: جميل لكن هل طبقتم هذا المبدأ على أنفسكم في أحزاب المعارضة (حمّة رئيسا لحزب العمال = أربعون عامًا، راشد  رئيسا لحزب النهضة = نصفُ قرنٍ، مصطفى رئيسا لحزب التكتل = ربعُ قرنٍ) وفي اتحادات العمال (أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، وزراء النظام الذين لم يتغيروا طيلة عشرين عامًا من 1990 إلى 2011)؟


lundi 17 août 2015

دفاعا عن حُلمِي السياسي. مواطن العالَم د. محمد كشكار

دفاعا عن حُلمِي السياسي. مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
أبني مقالي التالي فوق (والبناء فوقَ لا يعني البناء أسوأ أو أفضل) ما ورد في مقال أعجبني، فيه استحضار للماضي القريب وتقييم لنتائج الثورة التونسية واستشراف لآفاقها، نشره صديقي اليساري مصطفى علوي (المختص في علم الاجتماع والأستاذ الجامعي في كَنَدا) على صفحته الفيسبوكية، يوم الأحد 16 أوت 2015 على الساعة 07:11، بعنوان "تقييم و آفاق الثورة التونسية: مسوّدة خربشة ضدّ التيّار. مَن نجح في السلطة و مَن نجح في الثورة التونسية؟" وهذا رابطه: Mustapha Alaoui.

دفاعا عن حُلمِي السياسي:
قبل التحليل والتقييم واستشراف المستقبل (Futurologie)، أبدأ بالتوصيف والتذكير ببعض أبرز شعارات الثورة التونسية: "التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق"، "الشعب يريد إسقاط النظام"، "شغل حرية كرامة وطنية"،"خبز وماء وبن علي لا"، "تونس حرة حرة والتجمع على برَّ". على حد مشاركتي في ثورة العاصمة لم أسمع حينها شعارات ماركسية أو إسلامية أو قومية أو ليبرالية. يبدو لي أن الاشتراكية الديمقراطية على المنوال الأسكندنافي المُتونَس هي أفضل نظام سياسي قادر عل تحقيق أهم شعار من شعارات الثورة التونسية ألا وهو شعار "شغل حرية كرامة وطنية".

عكسَ ما يحلم به الإقصائيون من كل حزب، ليست الاشتراكية الماركسية هي الحل ولا الإسلام ولا القومية ولا الليبرالية. الحل يكمن في اعتماد أفضل ما فيهم جميعا ومن كل مرجعية نأخذ نقاط قوتها ولكل مواطن حسب كدّه وجدّه وصدقه وليس حسب انتمائه الحزبي.

قال صديقي: "يجب أن يولد شيء جديد في تونس يكون حزبا (أو جبهة ) يكون قادرا على جمع إسلاميين ديمقراطيين تقدميين ويساريين ديمقراطيين تقدميين وقوميين ديمقراطيين تقدميين وليبراليين ديمقراطيين تقدميين يتوحدون أو يأتلفون في مشروع جديد يجمع بين نضالية اليسار الاحتجاجية ونضالية الوسط الإقتراحية... وإلا... فسيأكل البلاد اليمين". يبدو لي أن هذا الحزب المستقبلي الواعد لا يمكن أن يكون إلا حزبا اشتراكيا ديمقراطيا على المنوال الأسكندنافي المُتونَس. حزب كبير يكون مجمِّعا ومهدِّئا، لا مفرِّقا ومفتِّنا كباقي الأحزاب التونسية الحالية التي تغلب عليها الزعاماتية والأنانية والتكلس والتعصب الإيديولوجي. حزبٌ يسبق تكوّن حزب يساري كبير أو حزب إسلامي كبير.

الطريف في هذا الحزب أن كل مَن ينضم إليه قد يحقق ذاته ويطبق مبادئه دون أن يشعر بأي حرج أو تناقض أو خيانة حيال مرجعيته، إسلامية كانت أو يسارية أو قومية أو ليبرالية. هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى مجانية الترسيم والأدوات والنقل والوجبة اليومية الغذائية الساخنة في التعليم مثل ما هو الحال اليوم في فنلندا، يتحرج مثلما يخجل في تونس اليوم حزب العمّال من شيوعيته والنهضة من تطبيق الشريعة والقوميين من الوحدة مع ليبيا والليبراليين من ساركوزي وهنري برنار ليفي والعَلمانيين من عَلمانية الثورة الفرنسية المعادية للدين؟ أما أنا وكمفكر مستقل غير منبتّ ومتماهٍ مع مجتمعه فلا ولن أتحرج من اشتراكيتي الديمقراطية على المنوال الأسكندنافي المُتونَس ولا ولن أخجل من يساريتي غير الماركسية ولا ولن أخفِي عَلمانيتي المؤمنة بحرية المعتقد. هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى ادخار عُشرِ رَيْعِ البترول للأجيال القادمة مثل ما هو الحال اليوم في النرويج؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى حرمان الوزير من سيارة خاصة وسكن وظيفي مثل ما هو الحال اليوم في السويد؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى التداول السنوي على رئاسة الجمهورية (La présidence collégiale) مثل ما هو الحال اليوم في السويد؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى تجريم التعامل مع الشركات الصهيونية الاستيطانية أو الشركات التي تصنّع الألغام ضد الأشخاص (Les mines antipersonnel) أو التي تشغّل الأطفال مثل ما تجرمه اليوم دولة النورفاج؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى منع استعمال سيارة العمل وهاتف المكتب لقضاء شؤون خاصة مثل ما تمنعه اليوم حكومة السويد؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من دعوة كبار مسؤولينا إلى تقليد عمر بن الخطاب النرويج ورئيس وزرائها عندما تنكّر في يوم جمعة في زِيّ سائق تاكسي وقضى يومه في نقل المواطنين النرويجيين كُفارًا ومسلمين دون تمييز كي يستمع إلى همومهم ومشاكلهم، وفي آخر اليوم قال: "ما تبقى من هذا اليوم سيكون بالنسبة لي مختلفا عن باقي أيام الجمعة"؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى مثل هذه الإجراءات السليمة النافعة في اجتماع شعبي وعلني سواء في العاصمة أو القصرين أو في قرية جمنة، مسقط رأسي في الجنوب المحافِظ؟ أنا متفائل أن حزبًا بهذه المبادئ سوف يفوز بأغلبية مريحة متفوقا على النداء والنهضة والجبهة في آن في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة وذلك على الأمد المتوسط.

ملاحضة: كنت أقول أنني لستُ داعية حزبي ولا زلت، وما أنشره اليوم هو دعوى إلى حُلمٍ جميلٍ وليس إلى حزبٍ.

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 18 أوت 2015.
Haut du formulaire


samedi 15 août 2015

دفاعا عن منهجيتي! مواطن العالَم د. محمد كشكار

دفاعا عن منهجيتي! مواطن العالَم د. محمد كشكار
للمرة الألف أدافع عن منهجيتي التي تعتمد التماهي مع الواقع (Faire avec) وسيلة لمحاورة كل مَن يختلف عني في تناول القضايا المجتمعية العامة بهدف تجسير الخلافات بيني وبينهم من أجل إيجاد أرضية مشتركة للفعل -كل من موقعه- ومن أجل خلق تقاطع دائري (Rond-point) قد يسهل عليَّ وعليهم المرور دون اصطدام والعيش بسلام.
أنا أعترف أنني فشلت فشلا ذريعا في إقناع أقرب وأعز أصدقائي اليساريين بعلمية منهجيتي. أنا أراها تماهيا مع الواقع المجتمعي يهدف إلى الفعل التفاعلي الإيجابي (Action interactive positive) وهم يرونها نفاقا ومجاملة ناتجة عن انتهازية وجُبن. والله لو أجبِرتُ على الاختيار بين المواجهة و الجُبن لاخترتُ المواجهة دون تردد وهي لا تتطلب علما وهي أسهل بكثير من التماهي لكن نتائجها عادة ما تكون عكسية وسيئة. أما عن الانتهازية، فماذا عساه أن ينتظر فقيرٌ من فقيرٍ؟
بحكم اختصاصي العلمي في علوم التربية، أنا أعي جيدا أن التصورات غير العلمية تقاوم ولا تنهزم بسهولة ولا تنفع معها عادة كثرة وتعدد البراهين والحجج (Les connaissances ne changent pas automatiquement les valeurs) لكنني لا أملك غيرها مع فيض من حب واحترام الناس، كل الناس.
للمرة الألف سأحاول وأكرر المحاولة أسوة بـ"سيزيف" لكنني لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تتلخص منهجيتي في النقاط التالية:
- التّماهي الذي أمارسه ليس نفاقا اجتماعيا أو مجاملة. أنا أطبق قيمة (Valeur) علمية نبيلة والعلم لا يجامل ولا ينافق والديداكتيك تدعو لتجنب الخطاب الصادم. تتلخص منهجيتي في جملة واحدة: "سايِرْ التصورات غير العلمية ولا تصدم حاملَها حتى يعوضها بنفسه وبمساعدة العلم إلى تصورات علمية". المسايَرة لا تعني الكذب أو التحيّل أو المغالطة بل تعني تفهم العوائق التي تمنع المتلقي من تقبل التفسير العلمي. تُمثل التصورات غير العلمية (مثلا: الرجل أذكى من المرأة) لصاحبها ملاذًا مُريحا أو عكازين يتكئ عليهما، والشاطر هو مَن يسحب هذين العكازين ويعوضهما بآخرين دون أن يسقِط المتلقي بل يساعده على اكتساب تصورات علمية بإرادة هذا الأخير ومشاركته (مثلا: لا يرتبط ذكاء الفرد بجنسه أو حجم جمجمته). المسايرة لا تعني التنازل عن الصرامة العلمية فالعلم لا ينافق ولا يجامل لكنه لا يناقش المعتقدات بل يجلها ويحترمها ما لم تتعدى على مجاله والعلم لا يفرق بين نهضاوي ويساري.
- لم أدّعِ يوما أنني مثقف عضوي و لا أطمح أن أصبح يوما مثقف السلطة، أنا رئيس جمهوريتي وسيّد نفسي، وبكل شفافية أعتبر نفسي ذاتًا حرةً مستقلّة مفكرة وبالأساس مُنتقِدة، أمارس قناعاتي الفكرية بصورة مركبة، مرنة، منفتحة، متسامحة، عابرة لحواجز الحضارات والدين والعرق والجنس والجنسية والوطنية والقومية والحدود الجغرافية والأحزاب والأيديولوجيات. باختصار، أنا مواطن العالَم.
- قال عبد الله العروي: "لا أحد مُجبرٌ على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". أما أنا فأضيف: للوصول إلى التماهي يجب استعمال خطاب غير جبهوي وغير صادم (Discours non frontal et non traumatisant) لأن هذا النوع من الخطاب ينفّر و لا يبشّر، فعلينا إذن استحضار التصورات غير العلمية وعدم إهمالها ثم استعمالها وتوظيفها بهدف تفنيدها علميا و تعويضها بتصورات علمية دون المساس بحامليها ماركسيين كانوا أو إسلاميين. هناك أفراد اختاروا المواجهة وعدم التماهي فهجروا مجتمعاتهم الأصلية والتحقوا بجبهات القتال وقد فعلها الشيوعيون الفرنسيون في إسبانيا فرانكو قبل أن يفعلها الإسلاميون التونسيون في سوريا الأسد وأنا لا أتعاطف مع الفئتين لكنني أحترم فيهم تماهيهم مع عقيدتهم. أما إذا فضّل أحدكم الراحة على القتال فيبدو لي أنه قد تماهَى فعلا مع مجتمعه دون أن يشعر حتى ولو أنكر ذلك ولا يحق لِمتماهٍ رغم أنفه وغير راضٍ عن تماهيه وغير واعٍ به أن يزايد على متماهٍ إراديٍّ مثلي وواعٍ بتماهيه يعني باللهجة العامية التونسية "جزار إعظِّم على مراڤزي".
- يلومونني على عدم جرأتي على المعتقدات ويعيبون عليَّ احترامي للمقدسات ويستغربون من تعاطفي مع المتدينين. لا يعرفون أنني أؤمن صدقا بحرّية الضمير والمعتقد ولا يتصورون وجود بشر يحب كل البشر ولا يقصي أحدا ولا يصدقون أيضا أنني لا أريد ولا أرغب فعلا ولا يجوز منطقيا وصف النهضاويين بالجرذان أو الماركسيين بالاستئصاليين لأن لي لدى الخصمين أقارب وأصدقاء ولأن الاثنين لا ينطبق عليهما الوصفان. كيف تنتظرون مني أن لا أحب أصدقائي وأقاربي وأبناء وبنات أختي المتدينين وأن لا أحترم أخي الأكبر اليساري حتى ولو اختلفت يساريته عن يساريتي؟ كيف تطلبون مني أن أعادي أصدقائي النهضاويين الذين تقبلوا يساريتي وقدَّروني حق قدري واعترفوا بمجهودي الذهني وأعلوا من شأني ووفروا لي منابر حرة لنشر علمي وفي المقابل تطلبون مني أن أحترم مَن تجاهلني وأقصاني واستنقص من شأني وجرّدني من عنواني ولم يفوّت فرصة إلا ونهشني في حضوري وطبعا في غيابي إلا قلة قليلة مِن اليساريين الذين آمنوا فعلا بأن الاختلاف في الرأي لا يُفسِدُ للوِدِّ قضية؟
خلاصة القول:
قال عبد الله العروي: "لكي نحافظ على أسباب التقدم لا بد من الإبقاء على حقوق المخالفين في الرأي، لأن الاختلاف هو أصل الجدال و الجدال هو أصل التقدم الفكري و الابتكار".
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 15 أوت 2015.

vendredi 14 août 2015

"النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان". تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

"النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان": قولة شهيرة تداولتها جل نصوص التراث الإسلامي، حفظها عن ظهر قلب جل المسلمين وردّدوها كالببغاوات. يبدو لي أن كل مَن قبل بسُلَّمِ هذا التقييم السليم ثم دعا غيرَه إليه ولم يطبقه-مسلِمًا كان أو غيرَ مسلِمٍ- فقد تبوأ درجةً هي من الشيطان أقرب وعن الإيمان أبعد. مواطن العالَم د. محمد كشكار

jeudi 13 août 2015

حضرتُ اليوم محاضرة بعنوان "الإرهاب ونزعة التكفير". مواطن العالَم د. محمد كشكار

حضرتُ اليوم محاضرة بعنوان "الإرهاب ونزعة التكفير". مواطن العالَم د. محمد كشكار

المكان: الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس.
زمن المحاضرة : من الساعة 18 إلى الساعة 19، يوم الخميس 13 أوت 2015.
الحضور: من 400 إلى 500.
المحاضر: ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية (الحزب السوري القومي الاجتماعي بلبنان).

أكتفي من المحاضرة بعرض فقرتين قصيرتين لكن معبِّرتين وأضيف لهما تعليقان مقتضبان:
الفقرة الأولى: قال بطلُنا الأحفوري الدونكِشوتي: " بن غوريون، مؤسس إسرائيل، قال في وصيته ما يلي: [تقف إسرائيل على ساقين اثنتين. تتمثل الأولى في أن إسرائيل إذا احتلت أرضا عربية فلن تخرج منها إلى الأبد. أما الثانية فتؤكد أن إسرائيل هي دولة قادرة على شن حرب على العرب متى شاءت]. كسرنا لها الأولى عندما طردناها من لبنان وحررنا الجنوب سنة 2000 ثم كسرنا لها الثانية عندما هزمها حزب الله اللبناني في حرب 2006 فأصبحت إسرائيل بإرادتنا كسيحة".
تعليق 1: وهي كسيحة كما قلتَ، فعلتْ بنا إسرائيل بعد 2006 في غزة ما فعلت فلو لم تكن كسيحة فما عساها أن تفعل بنا يا تُرى؟

الفقرة الثانية: قال قنديل مخاطِبًا الحضور  المتعاطف معه والمشجع له بالوقوف والتصفيق: "هل تعرفون لماذا حاربوا سنة 2011 بشار الأسد بالذات ؟ وأجاب على سؤاله  بنفسه: لأنه كان يعدُّ بالتنسيق مع حزب الله اللبناني آخر حرب كانت ستدمّر إسرائيل لو وقعت وكان حزب الله حاضرا لإمطار إسرائيل بمعدل ألف صاروخ في اليوم".
تعليق 2: لماذا لم يطلِق نظام الأسد الأب والابن كرطوشة واحدة على إسرائيل طيلة قرابة نصف قرن (من 1967 إلى 2011) ومقاطعة الجولان السوري محتلة من قِبل إسرائيل؟ ولماذا لم يطلِق نظام الأسد الأب والابن كلمة واحدة -ليس كرطوشة واحدة- على تركيا طيلة قرابة قرن (من 1930 إلى 2015) ومقاطعة لواء الأسكندرون السوري محتلة من قِبل تركيا؟

خلاصة القول:
لم أتوسع في الكتابة عن هذه المحاضرة أو بالأحرى البيان الخطابي التحريضي المتشنج والمتعصب والمدافع عن إرهاب دولة بشار الأسد ضد إرهاب النصرة وداعش، لم أتوسع لأنني وبوضوح تام أدين بنفس الشدة النوعين من الإرهاب. ضقتُ ذرعا بهذا النوع من العنتريات الجوفاء، أحسست بضيق شديد تطوّر بسرعة إلى اختناق فغادرتُ القاعة تجنبًا للغثيان. أنهي هذا الهذيان وأقول: "أحاول بكل جهدي أن أتجنب التعليق حتى لا أفقد في المقهى آخر رفيق".

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 14 أوت 2015.Haut du formulaire

mercredi 12 août 2015

حضرتُ اليوم مؤتمر المثقفين التونسيين ضد الإرهاب. مواطن العالَم د. محمد كشكار

حضرتُ اليوم مؤتمر المثقفين التونسيين ضد الإرهاب. مواطن العالَم د. محمد كشكار
المكان: قصر المؤتمرات بالعاصمة.
الزمان: الأربعاء 12 أوت 2015 من الساعة 18 إلى الساعة 20.
الحضور: من 500 إلى ألف، نصفهم داخل القاعة والنصف الآخر خارجها، كهول وكهلات (رأيت محجبة واحدة داخل قاعة المؤتمرات مع الإشارة أنني لستُ من دعاة ارتداء الحجاب وفي الوقت نفسه لستُ من الداعين لمنعه بالقانون). لم أجد لي فيهم إلا خمسة أصدقاء.
منشطة المؤتمر: مريم بالقاضي، نجمة قناة نسمة لباعثها نبيل القروي.
لن أتوسع في الكتابة عن هذا المؤتمر لأن منظميه اليساريين (جلهم -حسب الظاهر- أصيلي المدن من ذوي الفكر اليساري والعيشة البورجوازية والتجارة بالعلم كالتجارة بالدين وكلاهما رأسمال رمزي ومادي لا ينمو إلا باستغلال الإنسان العارِف لأخيه الإنسان غير العارِف) لا يعترفون باليساريين أمثالي (الوافدين من الريف إلى العاصمة من ذوي الفكر اليساري غير الماركسي وعيشة أقل من عيشة عمال السكك الحديدية). خَطَبوا فينا، أساتذة جامعيون، تونسيون وأجانب، رجال ونساء. يبدو لي أن جلهم من سجناء براديڤم (نسق تفكير) "المثقف اليساري المتكلس السائد في العالم العربي"، البرجوازي الصغير الذي قال فيه ماركس ما لم يقله مالك في تارِك الصلاة. مثقفون جهابذة في إقصاء واحتقار المختلف عنهم حتى لو كان يساريا مثلي وليس مثلهم فما بالك لو كان جمهوريا أو مرزوقيا أو نهضاويا! أنا أظن أنهم ليسوا مُجبرين ولا يرغبون ويقدرون ماديا ومعنويا على الانفصال وعدم التماهي مع مجتمعهم المسلم، أما أنا فقد قرّرت أن أفعل في مجتمعي المسلم، فلزام عليَّ إذن أن أتكلم بلسانه (المجتمع)، أن أنطق بمنطقه، أن أخضع لقانونه.
بكل محبة وصدق ولطف، أعيب على رفاقي الماركسيين ميلهم المفرط لتوجيه الخطاب النقدي الجبهوي (Discours Frontal) المباشر الصادم الجارح لخصومهم في الفكر والسياسة وفي الوقت نفسه يهملون القيام بواجبهم الماركسي المتمثل في النقد الذاتي لتاريخ الإيديولوجية الماركسية و التجربة الاشتراكية الفاشلة في الاتحاد السوفياتي وكمبوديا وألبانيا وكوريا الشمالية.
الإرهابيون العرب الإسلاميون، فكرا وذبحا، ورثوا الفكر الإسلامي المتطرف المتكلس عن الفقهاء من أجدادهم وغذوه في السبعينات بالسلاح الغربي والبترودولار الخليجي بهدف القضاء على فكرة العدالة الاجتماعية اليسارية خدمة للرأسمالية العالمية المتوحشة، أما الماركسيون العرب فقد استوردوا الفكر الماركسي المتطرف المتكلس واكتسبوه دون أن يطوّروه ويكيّفوه ويؤقلموه مع تراثهم، وإن كرهوا، تراثهم العربي الإسلامي.
لا أشك لحضة في دموية الإرهابيين العرب الداعشيين الإسلاميين ولن أقارنها بالعنف الثوري الذي يؤمن به اليساريون العرب ويبدو لي أنه لم ولن تتسنى لهم فرصة ممارسته، لا لأن هؤلاء الأخيرين ملائكة بل لأنهم لم ولن يصلوا يوما إلى السلطة في العالم العربي الإسلامي، على الأقل على المدى القصير والمتوسط. تملكني هذا الإحباط المُعدي بعد قراءة مقالين في جريدة "لومند ديبلوماتيك"، عدد أوت 2015، حول وأد التجربة اليسارية اليونانية في المهد من قِبل الرأسمالية العالمية.
خلاصة القول
ما جالستُ يومًا في حياتي غير الماركسية ماركسيا تونسيا أو سمعته أو قرأته إلا ونَبَزَنِي وتبادلنا الاحتقار الصامت إلا لِمَامًا، ولم تشفع لي عندهم يساريتي المختلفة عن يساريتهم ولا عَلمانيتي المختلفة أيضا عن عَلمانيتهم.
إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 12 أوت 2015.

lundi 10 août 2015

تقييم انطباعي مقتضب لحركة "الإخوان المسلمين" في العالم العربي. مواطن العالَم د. محمد كشكار

تقييم انطباعي مقتضب لحركة "الإخوان المسلمين" في العالم العربي. مواطن العالَم د. محمد كشكار

ملاحظة منهجية موجهة إلى أعضاء الحركة ومحبيها والمتعاطفين معها في تونس (أكد مورو والغنوشي أن "النهضة" ليست فرعا تونسيا للحركة):
لي بينكم أهلٌ وأصدقاء كُثرُ. أعارضكم ولا أعاديكم. أحترمكم وأخالف رأيكم. أصارحكم ولا أصدمكم. على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا ردوا بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي. أرجوكم إذا وجدتم خطأ أصلحوه أو نقصا أضيفوه أو نقدا ردوه، وإذا لم أمدحكم امدحوا أنفسكم إن شئتم، وإذا نسيتُ ذكروني "فإن الذكرى تنفع المؤمنين".

لأسباب منهجية، يقتصر التقييم على العالم العربي فقط:
-         أكبَر حركة سياسية في العدد والمال والتجهيز والجهوزية والانضباط والتضحية والطاعة العمياء.
-         أسرَع حركة سياسية في الانتشار خاصة بين الشباب رجالا ونساءً.
-         أنجَع حركة في الاستقطاب والتأطير الإيديولوجي الذي فات وقته ولم يعد سياسيا مُجدِيا.
-         أفشَل حركة في الوصول إلى السلطة (1928-2015) وإن وصلت إليها لا تحافظ عليها مثل ما حدث في مصر وتونس والسودان وإن تشبثت بها قسمت البلد إلى نصفين، نصف لها ونصف لخصمها مثل ما وقع لحماس في فلسطين وفجر ليبيا في ليبيا. جل الحركات السياسية نجحت في افتكاك السلطة  عسكريا أو سلميا وتربعت على السلطة بعد نضال دام نصف أو ربع قرن مثل ما فعل لينين وماو وكاسترو وغاندي ومانديلا وبورقيبة وناصر وصدام والأسد والقذافي وبن بلة وعرفات وغيرهم كثير.
-         مر عليها تقريبا مائة عام وهي تستعد لمواجهة السلطة القائمة في البلدان العربية ولم تواجِههم عسكريا يوما واحدا إلا في الجزائر لكنها انهزمت واستسلمت للأمر الواقع وقتيا على الأقل.
-         حظها سيئ مع الديمقراطية: فازت في الانتخابات الجزائرية سنة 1988 وانقلب عليها الجيش، فازت في تونس 2011 وتصدرت السلطة ثلاث سنين ولم تحكم دقيقة واحدة وكذلك فعلت خلال عام واحد في مصر 2012، مثلها إذن كمثل ملكة النحل، ملكة بالاسم فقط، ملكة لا تملك ولا تحكم (النظام القديم لم يتخلّ عن السلطة يوما واحدا في تونس ومصر)، لذلك سَهُلت إزاحتها انقلابيا في مصر وديمقراطيا في تونس.
-         أقَل الحركات الإسلامية عنفا وأكثرهم انفتاحا على الغرب مقارنة بالحركات الإسلامية الأخرى مثل القاعدة (المشرق والمغرب) وأنصار الشريعة (تونس وليبيا) والنصرة وداعش (سوريا والعراق وسيناء مصر وليبيا) وحزب الله (لبنان) والجماعة الإسلامية (مصر مبارك) وشيعة وسنّة العراق واليمن وأقل عنفا وديكتاتورية من الأحزاب الشيوعية بكثير (الاتحاد السفياتي والصين وكمبوديا وكوريا الشمالية).
-         علاقتها غير مستقرة مع أمريكا (مد وجزر) فهي إذن غير مستقرة مع دول الخليج الغنية لذلك لم تحصل على مناب الأسد من زكاة البتردولار ولم تستأسد بسلاح الغرب إلا في الصراعات الضيقة جغرافيا مثل ما حصل لِحماس ضد فتح وفجر ليبيا  ضد حفتر بمساندة قطر وتركيا.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 10  أوت 2015.