Affichage des articles dont le libellé est نقد الثورة التونسية.. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est نقد الثورة التونسية.. Afficher tous les articles

lundi 17 août 2015

دفاعا عن حُلمِي السياسي. مواطن العالَم د. محمد كشكار

دفاعا عن حُلمِي السياسي. مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
أبني مقالي التالي فوق (والبناء فوقَ لا يعني البناء أسوأ أو أفضل) ما ورد في مقال أعجبني، فيه استحضار للماضي القريب وتقييم لنتائج الثورة التونسية واستشراف لآفاقها، نشره صديقي اليساري مصطفى علوي (المختص في علم الاجتماع والأستاذ الجامعي في كَنَدا) على صفحته الفيسبوكية، يوم الأحد 16 أوت 2015 على الساعة 07:11، بعنوان "تقييم و آفاق الثورة التونسية: مسوّدة خربشة ضدّ التيّار. مَن نجح في السلطة و مَن نجح في الثورة التونسية؟" وهذا رابطه: Mustapha Alaoui.

دفاعا عن حُلمِي السياسي:
قبل التحليل والتقييم واستشراف المستقبل (Futurologie)، أبدأ بالتوصيف والتذكير ببعض أبرز شعارات الثورة التونسية: "التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق"، "الشعب يريد إسقاط النظام"، "شغل حرية كرامة وطنية"،"خبز وماء وبن علي لا"، "تونس حرة حرة والتجمع على برَّ". على حد مشاركتي في ثورة العاصمة لم أسمع حينها شعارات ماركسية أو إسلامية أو قومية أو ليبرالية. يبدو لي أن الاشتراكية الديمقراطية على المنوال الأسكندنافي المُتونَس هي أفضل نظام سياسي قادر عل تحقيق أهم شعار من شعارات الثورة التونسية ألا وهو شعار "شغل حرية كرامة وطنية".

عكسَ ما يحلم به الإقصائيون من كل حزب، ليست الاشتراكية الماركسية هي الحل ولا الإسلام ولا القومية ولا الليبرالية. الحل يكمن في اعتماد أفضل ما فيهم جميعا ومن كل مرجعية نأخذ نقاط قوتها ولكل مواطن حسب كدّه وجدّه وصدقه وليس حسب انتمائه الحزبي.

قال صديقي: "يجب أن يولد شيء جديد في تونس يكون حزبا (أو جبهة ) يكون قادرا على جمع إسلاميين ديمقراطيين تقدميين ويساريين ديمقراطيين تقدميين وقوميين ديمقراطيين تقدميين وليبراليين ديمقراطيين تقدميين يتوحدون أو يأتلفون في مشروع جديد يجمع بين نضالية اليسار الاحتجاجية ونضالية الوسط الإقتراحية... وإلا... فسيأكل البلاد اليمين". يبدو لي أن هذا الحزب المستقبلي الواعد لا يمكن أن يكون إلا حزبا اشتراكيا ديمقراطيا على المنوال الأسكندنافي المُتونَس. حزب كبير يكون مجمِّعا ومهدِّئا، لا مفرِّقا ومفتِّنا كباقي الأحزاب التونسية الحالية التي تغلب عليها الزعاماتية والأنانية والتكلس والتعصب الإيديولوجي. حزبٌ يسبق تكوّن حزب يساري كبير أو حزب إسلامي كبير.

الطريف في هذا الحزب أن كل مَن ينضم إليه قد يحقق ذاته ويطبق مبادئه دون أن يشعر بأي حرج أو تناقض أو خيانة حيال مرجعيته، إسلامية كانت أو يسارية أو قومية أو ليبرالية. هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى مجانية الترسيم والأدوات والنقل والوجبة اليومية الغذائية الساخنة في التعليم مثل ما هو الحال اليوم في فنلندا، يتحرج مثلما يخجل في تونس اليوم حزب العمّال من شيوعيته والنهضة من تطبيق الشريعة والقوميين من الوحدة مع ليبيا والليبراليين من ساركوزي وهنري برنار ليفي والعَلمانيين من عَلمانية الثورة الفرنسية المعادية للدين؟ أما أنا وكمفكر مستقل غير منبتّ ومتماهٍ مع مجتمعه فلا ولن أتحرج من اشتراكيتي الديمقراطية على المنوال الأسكندنافي المُتونَس ولا ولن أخجل من يساريتي غير الماركسية ولا ولن أخفِي عَلمانيتي المؤمنة بحرية المعتقد. هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى ادخار عُشرِ رَيْعِ البترول للأجيال القادمة مثل ما هو الحال اليوم في النرويج؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى حرمان الوزير من سيارة خاصة وسكن وظيفي مثل ما هو الحال اليوم في السويد؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى التداول السنوي على رئاسة الجمهورية (La présidence collégiale) مثل ما هو الحال اليوم في السويد؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى تجريم التعامل مع الشركات الصهيونية الاستيطانية أو الشركات التي تصنّع الألغام ضد الأشخاص (Les mines antipersonnel) أو التي تشغّل الأطفال مثل ما تجرمه اليوم دولة النورفاج؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى منع استعمال سيارة العمل وهاتف المكتب لقضاء شؤون خاصة مثل ما تمنعه اليوم حكومة السويد؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من دعوة كبار مسؤولينا إلى تقليد عمر بن الخطاب النرويج ورئيس وزرائها عندما تنكّر في يوم جمعة في زِيّ سائق تاكسي وقضى يومه في نقل المواطنين النرويجيين كُفارًا ومسلمين دون تمييز كي يستمع إلى همومهم ومشاكلهم، وفي آخر اليوم قال: "ما تبقى من هذا اليوم سيكون بالنسبة لي مختلفا عن باقي أيام الجمعة"؟ هل يمكن أن يتحرج أحد من هؤلاء من الدعوى إلى مثل هذه الإجراءات السليمة النافعة في اجتماع شعبي وعلني سواء في العاصمة أو القصرين أو في قرية جمنة، مسقط رأسي في الجنوب المحافِظ؟ أنا متفائل أن حزبًا بهذه المبادئ سوف يفوز بأغلبية مريحة متفوقا على النداء والنهضة والجبهة في آن في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة وذلك على الأمد المتوسط.

ملاحضة: كنت أقول أنني لستُ داعية حزبي ولا زلت، وما أنشره اليوم هو دعوى إلى حُلمٍ جميلٍ وليس إلى حزبٍ.

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 18 أوت 2015.
Haut du formulaire


mardi 27 janvier 2015

الثورة التونسية؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

الثورة التونسية؟ مواطن  العالم د. محمد كشكار

همّت و لم تُكمِلْ! عُلِّقَ أمرُها بين احتمال واحتمال! مَنحتنا حرية الاختيار. احترنا ثم اخترنا فلم نُوفَّقْ أو أسأنا الاختيار. نخشى إن آثرنا الأمن والآمان أن نكون من أصحاب الأوهام. لا سيما إن انتظرنا عدالة اجتماعية قد تخرج من عباءة وزارة الداخلية. هي نفسها سبب محنتنا فكيف نطلب من سَجَّانِنا أن ينجينا؟ ومِن جزعِنا اتفقنا دون تفكير أن نذر مستقبلنا بين أيديها بلا حل جذري، مفتوحا على المجهول. فودّعنا أملا في الخلاص طالما ناضلنا و قدمنا مئات القرابين الآدمية من أجل بلوغه. سُباتٌ، لو دام، مُهين. أم يأس سريع و موت بطئ في بلد تحكمنا فيه حتى الآن طُفيلِيّات، بالإرهاب و التعذيب أنهكتنا و لم تُمِتنا. لا نعلم يقينا أين نذهب. إلى مصير كالسجن الفسيح بلا قُضبان؟ أم إلى "المرناڤية" مدفن الثوار السائبين، أم إلى التشرد حتى الموت... كالكلاب السـ...؟

الثورة تُحمِّلنا مسؤولية القرار. و إن رفضنا منطقها و عجزنا أن نختار، وجب علينا أن نستنبط، بالفعل لا بالقول، منطِقا غير منطق الثوار. و في كل الأحوال نخرج من الحياد و نقحم أنفسنا في المعركة. نجعل أنفسنا طرفا فيها، معنيين بإيجاد حل لمأساتنا بعقولنا و أيدينا و لا نتوهم و نتركها للجرذان بأسنانها تُدمينا. فلا مهرب لنا من موقف نتخذه و لو كان لا يرتقي إلى ما تصبو إليه طموحاتنا و أمانينا.


"لا تقل - أرجوك - هذا طبيعي لكل ما يمر بك من الأمور". فإيّاك و التخاذلِ! تخاذُلٌ ليس من شيم الثوار في شيء. فقد يكون - واقعك لا مستقبلك - هو الشذوذ و تحسبه القاعدة. 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 27  جانفي 2015.


mercredi 31 décembre 2014

بــشهيد واحد (لطفي نقض)، أطاحت الثروة بالثورة! مواطن العالم د. محمد كشكار



بــشهيد واحد (لطفي نقض)، أطاحت الثروة بالثورة! مواطن العالم د. محمد كشكار
و لا زال الثوّار "يبكون مثل النساء سلطة لم يستولوا عليها مثل الرجال"!
ألا يخجَل، مَن يدّعون الثورية، مِن أنفسهم؟ ما أعجزهم!
ضحّى الشعب التونسي بقوميّيه و يساريّيه و إسلاميّيه و نقابيّيه بالمئات من الشهداء و الآلاف من السجناء و المئات من المعَذبين و المنفيين و لم يحقق نصرا سلميا واحدا على الليبراليين، الحاكمين المتحكمين منذ نصف قرن في أرزاقنا و ألسنتنا و رقابنا، الذين ضحوا بالشعب كله و وأدوا في المهدِ ثورته.
و إذا الثورةُ سُئِلَتْ بأي نوعِ من الثوّارِ غُدِرَتْ؟
ملاحظة: الدولة هي الإله الوحيد الذي تستطيع أن تتصارع معه سلميا و تكسبه لجانبك.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 31 ديسمبر 2014.

jeudi 1 mai 2014

سؤال غبي لأن الكل يعرف الجواب، و رغم ذلك سأنشره، أليس من حق الأغبياء نشر غبائهم؟: مَن استفاد من الثورة التونسية حتى الآن؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

سؤال غبي لأن الكل يعرف الجواب، و رغم ذلك سأنشره، أليس من حق الأغبياء نشر غبائهم؟: مَن استفاد من الثورة التونسية حتى الآن؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

يقولون أن "المال السايب، إعلّم السرقة".
و أنا أقول: "الثورة السايبة تعلّم الإرهاب و التهريب و التجارة الموازية و الكسل و التواكل و الربح السهل و المافيا عموما".
يبدو لي أن ثورتنا وُلِدت لقيطة من دار بلا حضارة و لا تاريخ، لا أم و لا أب ، لا أخ ولا أخت، لا قريب و لا قريبة، لا صديق و لا صديقة. ظهرت في صورة طفلة صغيرة طيبة ريفية جميلة عارية هاملة في الشارع - لا تاريخ  يشرّف وراءها و لا مستقبل مرسوما أمامها- بريئة قد ترتمي و تحتمي في أول حضن يقيها من برد و جوع جانفي 2011.

و هي تسير في أول الطريق، اعترضتها عصابة تتمثل من الإخوان الآتية أسماؤهم: الإرهابيون المتاجرون بالدين الإسلامي و الكسالى و المهربون و رموز التجمع و رموز الدولة العميقة و التجارة الموازية و حكومة بن جمعة. بدأ التسابق بين المختطفين مَن سيفوز بهذه الجميلة الواعدة الولاّدة:
-         قال لها الإرهابيون: نحن مطمحُنا الجنة، مطمح يفوق مطامح  كل الآخرين، و من شدة حبنا لك و عطفنا عليك، سوف نبعثك عروسة في أول رحلة إلى الجنة و كأنهم يعرفون مكانها و عنوانها (الجنة).

-         قال لها المهربون أصحاب التجارة الموازية: كانت تسيطر على هذا "المجال الإقتصادي الحيوي الخارج على القانون" جماعة محدودة العدد، عائلة واحدة تدعى عائلة الطرابلسية أصهار الرئيس بن علي، كانت تمثل الحيتان المركزية الكبيرة المسيطرة على سوق التجارة الموازية، أما اليوم يا ابنتي لقد هربت الحيتان الكبيرة الشبعانة إلى بحار أوسع و فسحت لنا مجال التهريب  فأصبحنا دلافين صغيرة غير أليفة بعد ما كنا أسماكا محلّية صغيرة، كبُرنا و الحمد لله بسرعة و أصبحنا نتجول في الأسواق دون أن نجلب انتباه البوليس، و حتى إن اعترضنا بوليس فلن يرفع رأسه أكثر من طربوشه، و إن طمع و رفعه فنحن نعرف بالتجربة أنه مرتش رخيص، مرتش يرنو فقط إلى "خمّوس" (رشوة قدرها خمس دنانير تونسية) أو "عاشور" و بعد أن يضع "السم" في جيبه، يُظهر استعدادا لمزيد من الارتشاء، استعداد قد يشمل حتى بيع بلاده إن زودت له في "السم"، و دون أن نطلب منه ذلك يدلنا على مكامن الدوريات الأخرى حتى نتجنبها بسلام فيوفر علينا عناء دفع رشوة ثانية لمرتش ثان و ما أكثرهم في بوليسنا و في إدارتنا عموما.
المهربون يستعملون المرافق العامة و لا يدفعون الضرائب (يسرقوننا مرتين) يوردون السلاح للإرهابيين و السلع الرخيصة المغشوشة للمواطنين الفقراء، و يصدّرون السلع المدعومة الحياتية كالأدوية و الأغذية الأساسية، مما يتسبب في فقدان بعض السلع أو الزيادة في أسعارها .
-         قال لها رموز التجمع: ها قد رجعنا يا لقيطة، رجعنا دون محاسبة أو حتى دون اعتذار، لأننا نعرف جيدا أنك لقيطة، نحن متأكدون أن ليس لك أب و أم يحميانك من غدرنا، و ليس لك أخ و عم يذودان عن شرفك المسلوب. لو كان في مخ أهلك ذرة ذكاء معجونة بذرة كرامة، و حتى لو لم يفقدوا أهلك شهيدا واحدا في شهر الثورة، لَحَاسبتمونا على حكمنا فيكم على مدى ثلاثة و عشرون سنة من الظلم و القهر و النفي و التشريد و التجويع و التعذيب و الترويع و السجن و الإقصاء، و لما احتجتم لمحام واحد يترافع عن شهدائكم لأن الثورة هي الشعب، و الشعب كله خرج مترافعا عن قضيتكم من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي 20111، و مَن كان الشعب محاميه و قاضيه فهل يحتاج لمحام فاشل أو قاض باع ذمته للشيطان؟

-         قال لها أعضاء حكومة مهدي بن جمعة (الوزير الأول الحالي): نحن لم نعش و لن نعيش "الثورة و لا قبلها و لا بعدها" في تونس، لا نعرفك يا بنت الناس، قالوا لنا أن بُنيّة فقدت بكارتها من كثرة المغتصبين، فجئنا "متطوعين" لنحاول إصلاح ما أفسده الدهر، نحن مبعوثون من عزرائيل الدول الفقيرة الساكن عند الدول الغنية، لكننا لسنا كعزرائيل المعروف الذي يقبض الأرواح مرة واحدة، نحن يا عزيزتي عزرائيل من نوع آخر، عزرائيل يُميت ثم يُحي ليُميت من جديد، و هكذا يفعل لغاية في نفس العم سام، غاية نتجاهلها كلنا يا بنيتي و لا يدعي معرفتها أو القرب منها إلا الأغبياء من أمثال كاتب هذا المقال، و حتى و لو عرفها هو و من لف لفه فلن يقدروا على نظامنا و لن يبدّولوا فيه أي تبديل إلى يوم يخلق مواطنو العالَم شروط الثورة العالمية فتتحقق لأول مرة الحرية و العدالة معا و عندها لن نحتاج للقيام بثورة أصلا .


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، عيد العمال، الخميس غرة ماي 2014.

samedi 1 février 2014

فكرة مخالفة تماما للمنطق السياسي السائد: يبدو لي أن قمع الحريات الذي سلطه بورقيبة و بن علِي على الأحزاب السياسية طيلة نصف قرن، قد يكون سببا غير مباشر في قيام ثورة شعبية ديمقراطية خالية من الإيديولوجيات المهيمنة و القيادات الحزبية الضيقة! مواطن العالم د. محمد كشكار

فكرة مخالفة تماما للمنطق السياسي السائد: يبدو لي أن قمع الحريات الذي سلطه بورقيبة و بن علِي على الأحزاب السياسية طيلة نصف قرن، قد يكون سببا غير مباشر في قيام ثورة شعبية ديمقراطية خالية من الإيديولوجيات المهيمنة و القيادات الحزبية الضيقة! مواطن العالم د. محمد كشكار

مقدمة توضيحية تجنبا لسوء الفهم أو المزايدات الإيديولوجية التي لا تسمن و لا تغني من جوع في هذا الموضوع الذي يتناول بالنقد الأحزاب السياسية و إيديولوجياتها الضيقة المنغلقة على نفسها:
أقدّر دور الأحزاب السياسية الديمقراطية حق قدره، بل أقول أن لا سياسة دون أحزاب منظمة و مهيكلة و علنية، لكنني في الوقت نفسه أحافظ على استقلاليتي و حقي في النقد من خارج المنظومة الحزبية و ككل المستقلين غير المنتمين، لا أرى تعارضا بين النشاط الفكري النقدي للمستقلين و النشاط الحزبي للمنتمين بل بالعكس أرى تكاملا لو تشاوروا فيما بينهم جميعا و استفادوا و تعلموا من بعضهم البعض.

لا أتمنى البتة أن يتبادر إلى ذهن القارئ - و لو للحظة واحدة - الشك في أنني أمجّد غياب الديمقراطية أيام القمع البورقيبي أو القمع البنعلي للحريات بل أدينها بكل ما أوتيت من قوة ولا أحنّ إلى عهديهما و أطالب بمحاسبة المتسببين فيها و أطمح إلى إطلاق حرية التفكير والضمير و الإبداع دون قيد أو شرط إلا ما يضعه المبدعون لأنفسهم تماهيا مع مجتمعهم العربي الإسلامي، أو الشك في أنني أؤسس لنظرية قائمة على قمع الحريات حتى و لو جنبتنا عرَضا الدعاية الإيديولوجية المعطِّلة للتفكير والضمير و الإبداع.

موضوع النقد: غياب الديمقراطية خلال نصف قرن من عهد بورقيبة وعهد بن علي غير المأسوف عليهما قد يكون سببا غير مباشر في عدم انتشار مضارّ التكوين الحزبي الإيديولوجي و مضار تعميمه على عقول المواطنين التونسيين:
يبدو لي أن قمع الحريات الذي سلطه بورقيبة و بن علِي علَى الأحزاب السياسية طيلة نصف قرن، قد نجح دون قصد في الحد  من انتشار مضارّ التكوين الحزبي الإيديولوجي و مضار تعميمه على عقول المواطنين التونسيين، و قد يكون سببا غير مباشر في قيام ثورة شعبية ديمقراطية خالية من الإيديولوجيات المهيمنة و القيادات الحزبية الضيقة!

من المفارقات الكبرى أن يرى مثقف فائدة غير مقصودة ناتجة عن  غياب الديمقراطية و قمع الحريات، لكن الواقع - الذي لم نشارك في صنعه و لكننا رضخنا رغم أنفنا إلى قانونه - يفرض علينا نتائجه المنبثقة من شروطه الظرفية. لقد جنّبنا قمع الحريات - دون وعي منا - انتشار مضارّ التكوين الحزبي الإيديولوجي على عقول عموم المواطنين، فكان من حسن حظنا - نحن غير المنتمين - أن نجونا من التأثيرات السلبية التي تنجر عادة عن انغلاق العقل على إيديولوجية واحدة و رأي واحد و حزب واحد و زعيم واحد و حقيقة واحدة.

غاب التكوين الحزبي الإيديولوجي العلني المعمم طيلة نصف قرن، فانجرّ عنه صدفة صفاء ذهننا - نحن غير المنتمين و غير المؤدلجين - و خلا مخنا من الإيديولوجيات المعطِّلة لحرية التفكير و الضمير و الإبداع. صفاءٌ ذهنيٌّ  جرّنا إلى القيام بثورة شعبية ديمقراطية. ثورة فريدة من نوعها في التاريخ البشري، ليس لها قيادة "رشيدة"، ولا إيديولوجيا منغلقة مهيمنة، و لا حزب طلائعي طاغ، و لا قيادة فئوية ضيقة، و لا منشورات سرية. ثورة علنية شفافة نقية. ثورة عفوية أو هبّة شعبية غير مبيتة و غير مبرمجة. ثورة لم يُرفع فيها أي شعار حزبي أو إيديولوجي، قوميا كان أو اشتراكيا أو إسلاميا أو ليبراليا أو سلفيا. ثورة رُفعت فيها شعارات الحرية و الكرامة و التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق (جمع سارق) و الشعب يريد إسقاط النظام و أفضل شعاراتها، كان بلا منازع و لا منافس، شعار ديقاج (ارحل)، صيحة شعبية مدوية في وجه الطاغية بن علي، أمرناه "بكل حزم"، فنفذ أمرنا بسرعة البرق و بعد سويعات فرّ مهانا هاربا مذعورا إلى السعودية هو و عائلته المضيقة.

ثورة طلبت العُلَى (الحرية و الكرامة والديمقراطية)، و لم ترض بالفُتات (التخفيض في أسعار بعض المواد الغذائية الضرورية) فنالت المستحيلَ. قال الغبي بن علي - مرددا قولة الزعيم الفرنسي الجنرال ديقول في غير عصرها و في غير موضعها -  أنه فهمنا ومَن ليس له ذكاء شعبنا لا يفهمنا. ظن الغبي بن علي - مرددا قولة الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة في غير عصرها و في غير موضعها - أننا سنرضى بتخفيض أسعار بعض المواد الغذائية الضرورية كما حصل في انتفاضة الخبز سنة 1984. لم يفهم أننا طُلاّبُ ديمقراطية و حرية وكرامة و لسنا جياعا متسولين. انفضّ من حوله جيشه و شرطته و تجمعييه (الحزب الحاكم آنذاك، "التجمع الدستوري الديمقراطي"، الذي يتجاوز تعداد  أعضائه المليون عضو)، فبقي وحيدا عاريا ضعيفا لا حول و لا قوة له. ثورة سلمية انتصر فيها شعب أعزل على أعتى نظام بوليسي في شمال إفريقيا و العالم العربي.

ملاحظة هامة للأمانة العلمية:
لقد سمعت هذه الفكرة في الطاولة الثقافية بمقهى الويفي بحمام الشط الغربية يوم أول أمس صباحا، الجمعة 31 جانفي 2014، من صديقي و جليسي اليومي، الحبيب بن حميدة، أستاذ الفلسفة القدير المتقاعد، أما التأليف و التوسع و التأثيث  و الكتابة و النشر فهو من إنتاجي الشخصي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 2 فيفري 2014.




lundi 16 décembre 2013

حضرت اليوم منبرا حرا مفتوحا بعنوان: "الثورة كما يراها الشباب". مواطن العالَم د. محمد كشكار

حضرت اليوم منبرا حرا مفتوحا بعنوان: "الثورة كما يراها الشباب". مواطن العالَم د. محمد كشكار

المكان: دار الثقافة المغاربية ابن خلدون.
الزمان: يوم السبت 14 ديسمبر 2013 على الساعة الثانية مساء.
الحضور: حوالي ثلاثين نفر، شباب وكهول و شيخ واحد، رجال و نساء سافرات و محجبات. ترأس الجلسة عبدكم الفقير بعد دعوة هاتفية من زميلي و صديقي، الكاتب العام للمنتدى، أستاذ الفلسفة القدير، الهادي بن خليفة. جلس بجانبي على المنصة: الهادي بن خليفة، و صديقي و زميلي الكاتب العام السابق للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالزهراء أستاذ الرياضيات القدير سامي زواري، ، و عضوة بمنتدى مقابسات، و تلميذة باكلوريا قامت بتوزيع الكلمة على المتدخلين.

1.     برنامج المنبر:
منتدى مقابسات للفكر و التواصل. ضمن محور الثورة و ثقافة الثورة المستدامة، ينظم المنتدى منبرا حرا مفتوحا بعنوان: "الثورة كما يراها الشباب". و ذلك لمناقشة المسائل التالية:
-         تقييم مراحل الثورة و ما آلت إليه.
-         أثر المطلبية على آفاق الثورة. (مسألة لم تأخذ حقها من النقاش من قبل الحضور).
-         استدامة الروح الثورية، كيف تكون؟ (مسألة لم يتطرق لها أحد من الحضور).

2.     التدخلات: اعذروني أيها المتدخلون في المنبر فقد أخلط في نسبة تدخل إلى متدخل  و ليس على المتقاعد حرج، و اعذروني أيضا إن لاحظتم في هذا التقرير شبه الصحفي تقصيرا في نقل تدخلات المتدخلين الآخرين و تركيزا على نقل تدخلاتي الشخصية، و هذا والله ناتج عن انشغالي برئاسة الجلسة مما منعني من تسجيل كل التدخلات كعادتي في جل تقاريري شبه الصحفية للملتقيات و الاجتماعات و الندوات السياسية و الفكرية التي حضرتها قبل و بعد الثورة، وليس ناتجا عن تعصب لأفكاري:

-         افتتح المؤتمر باقتضاب شديد، الأستاذ الهادي بن خليفة مقدما برنامج المنبر ثم أحال الكلمة إليَّ بعد أن قدمني قائلا: لن أقول لكم على اختصاص الدكتور محمد كشكار و سأترك لكم اكتشافه بأنفسكم، هل هو مختص في البيولوجيا أو في الاقتصاد أو في الفلسفة؟

-         قلت: لأول مرة أعتلي المنصة، لا لأحاضر بل لأسمع منكم و أستفيد. لكنني لم أقدر على مسك نفسي من الوقوع في خطأ احتكار الكلمة و لم أوفّق في لجم حماسي المفرط لأفكاري، حماس يتناقض مع التفكير العلمي الموضوعي الرصين و يبدو لي أنني احتكرت جل التعليقات على ما جاد به المتدخلون.

-         أول متدخلة تكلمت بفرنسية سليمة، تلميذة باكلوريا، أنيقة في لباسها و متحررة جدا في أفكارها و لا ترى فيما حدث في تونس في 14 جانفي 2011 ثورة و تحلم بمواصلة دراستها في الخارج بعد الباكلوريا و تلوم على المحاورين في النقاشات العامة طلبهم للبديل من كل مَن انتقد الوضع الراهن و قالت: من أين سآتي بالبديل؟

-         أخذت الكلمة و علقت كالآتي: أوافقها تماما على رفضها لأسلوب التخويف و التخجيل و التعجيز الذي ينتهجه جل المحاورين في النقاش عندما يطلبون من الناقد تقديم بديل لما ينقد. البديل ليس ملكا لأحد و ليس جاهزا حتى يقدمه فرد حتى و لو أراد. البديل يبنى بالحوار و ينبثق من رأيي و رأيك، و لا توجد إيديولوجية أو دين قادر على الإتيان ببديل جاهز إلا الديكتاتورية.

-         خرج شاب متحمس و أكد اختلافه مع المتدخلة الأولى و قال: لو خرج كل مواطن تونسي من بلده للدراسة في الخارج فلمن نبني جامعات تونسية؟ و طالب التونسيين وخاصة الشباب منهم بتحمل مسؤوليتهم و بناء وطنهم عوض الحل الأناني و السهل الذي يتمثل في الهجرة للدراسة أو للعمل. و التحق به جنب المنصة متدخل ثالث يعارضه في الرأي و دار حوار ثانوي بينهما.

-         متدخلة رابعة استنكرت على السياسيين صراعهم على الكراسي.

-         قلت: لماذا تستغربين و الأحزاب بطبيعتها تسعى إلى السلطة و إلا لما سميت أحزابا، و هذا ليس عيبا في حد ذاته بل العيب كل العيب في الوسيلة التي يصلون بها إلى السلطة، الديمقراطية أو الانقلاب.

-         متدخل خامس كرر رأيا مستهلكا: ألوم على المثقفين الاكتفاء بالنقد و التنظير و الجلوس على الربوة.  

-         لم أتمالك نفسي على الرد مباشرة مدافعا بحماس علمي و عاطفي في آن عن النقد و التنظير و الجلوس على الربوة و قلت: النقد مؤسسة قائمة بذاتها و ليست في حاجة للمشاركة في الفعل حتى تؤدي دورها، و أقوى حجة على وجاهة ما أقول و أدعي هو الدور الذي يؤديه علماء الإبستمولوجيا (نقد المعرفة) في تطور العلم دون المشاركة في إجراء التجارب في المخبر مباشرة، و قد قال الفيسلسوف الفرنسي العالِم ثالثي، جان زيغلر: "المثقف لا يجيد فعل شيء على الإطلاق، اللهم، إلا الإنتاج الرمزي، وإنتاج الأفكار و الكلمات. غبر أن هذه الأفكار تحتاج لما يجسدها لكي تصبح موجودة، لكي تصبح قادرة على تغيير الواقع، أي أنها تحتاج لحركات اجتماعية". أما عن ضرورة التنظير في العلوم فحدث و لا حرج فلا وجود لفعل جيد دون نظرية جيدة، و أذكر بالخير منظّري الثورة الفرنسية و مصممي الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، فلاسفة الأنوار، جلهم عاش في بحبوحة في البلاطات الملكية و الإقطاعية وكانوا في عصرهم يصفون الشعب الكريم بالعامة والغوغاء. بقيت التهمة الجاهزة "الجلوس على الربوة" التي يلوكها عادة اليساريون المنتمون و كأنهم هم ثوريون يحملون السلاح ضد النظام، فقد عانيت كثيرا من هذه التهمة الجاهزة المتكلسة التي يوجهها الناشطون السياسيون المنتمون كلما وجهت نقدا لاذعا لسياسة أحزابهم أو انتقدت تصرفا من تصرفات قياداتهم و مرجعياتهم الحية و الميتة، و "الجالس على الربوة" لعلمكم - إن كنتم لا تعلمون - يرى أحسن من الواقف على السفح، و الجلوس على الربوة عند الناقد ليس أمرا هينا و ليس ركونا إلى الحل السهل و إنما هو جهد و تعب ومثابرة على البحث و أنا شخصيا لم أبدأ الكتابة والنقد في الفيسبوك إلا بعد بلوغي الستين من العمر و بعد 37 سنة تدريس متواصل دون انقطاع منهم 8 سنوات تعاون في الجزائر، و بعد أن قضيت 13 عام في التعليم العالي منهم 7 في البحث العلمي متنقلا بين الجامعات الفرنسية و الجامعات التونسية، و 30 عام نشاط نقابي و فكري معارض في عهد بورقيبة وعهد بن علي و مطالعة مئات الكتب في جل الاختصاصات.

-         متدخل سادس قال: إنها مؤامرة حيكت من الخارج، و كلما حاولنا النهوض إلا و منعنا العدو.

-         قلت: يبدو لي أن نظرية المؤامرة بالمعنى الكلاسيكي للكلمة قد سقطت و بادت و تلاشت من القاموس السياسي، لأننا لم نعد نستطيع أن نميز ميكانيكيا بين العوامل الداخلية و العوامل الخارجية لكثرة تشابك متغيراتها و تنوعها. و الدليل ما حصل في الجزائر و ما يحصل اليوم في الصومال و العراق و سوريا حيث المسلم العربي يقتل أخاه المسلم العربي و أخاه المسيحي العربي و لا زلنا نبرر فشلنا وخيبتنا بالقول إنها مؤامرة مبيتة من الخارج و كأن الداخل سليم مائة بالمائة.

-         متدخلة سابعة استنجدت بما حدث أثناء و بعد قيام الثورة الفرنسية من قتل وتشريد و تأخر في تحقيق أهداف الثورة، حتى تخفف من النقد الموجه للثورة التونسية.

-         قلت: و هل قدَرُنا أن نمر بما مرت به الثورة الفرنسية من دم و محن و خاصة أن ثورتنا فريدة من نوعها في التاريخ، و لنا في العصر الحديث أمثلة على أمم نهضت في عشريتين مثل كوريا الجنوبية بعدما استثمرت كل طاقاتها في التعليم والتكوين.

-         متدخل ثامن اشتكى من عدم تحقيق العدالة الاجتماعية بعد الثورة و قال أن الثورة لم تأت بأي نتيجة تذكر.

-         قلت: أتت بأعظم ما يشتهيه الإنسان المعاصر ألا وهي الحرية، الحرية التي افتقدناها تحت تسلط الأنظمة الشيوعية و الأنظمة الإسلامية. أريد أن ألفت نظركم إلى صعوبة الاختيار  بين نموذجين من النمو و سأطرح عليكم أمثلة مقارنة للتفكير فيها بين مَن اختار البدء بتحقيق الديمقراطية السياسية و الحرية، كالزعيم نهرو في الهند و الزعيم مانديلا في جنوب إفريقيا، و مَن اختار الشروع في تحقيق العدالة الاجتماعية و الإصلاح الزراعي مثل عبد الناصر في مصر و موجابي في زنبابوي (روديسيا الجنوبية سابقا). أين مصر الآن من الهند و أين زنبابوي من جنوب إفريقيا في الديمقراطية و التقدم العلمي و الاكتفاء الذاتي و الحريات الفردية؟   طبعا انتصر نسبيا نهرو و مانديلا و فشل نسبيا عبد الناصر و موجابي. أريد أن ألفت نظركم أيضا إلى صعوبة الاختيار  بين نموذجين من الديمقراطية و سأطرح عليكم أمثلة مقارنة للتفكير فيها بين الديمقراطية التمثيلية لمونتسكيو و هوبس (انتخاب برلمان تمثيلي) و الديمقراطية المباشرة لروسو (حملة "ديقاج"، ارحل و الإعتصامات و إضرابات الجوع و القصبة 1 و 2 و مظاهرة 14 جانفي 2011 أمام وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة) و نحن اليوم و بعد مرور ثلاث سنوات على الثورة ما زلنا نراوح بين النموذجين و لم نحسم أمرنا رغم وجود مجلس تأسيسي منتخب.

-         و قلت: لم أر أسفه من المواطن التونسي في تبديد قواه بعد الثورة و الأمثلة متعددة و على سبيل الذكر لا الحصر: تعطيل استغلال الفسفاط بغض النظر عن المسؤول عن تعطله، 5 في المائة فقط من موظفينا يقومون بواجبهم على أحسن ما يرام رغم أن الدولة تصرف ثلث ميزانيتها لدفع أجور الكسالى عديمي الضمير، تخريج 80 ألف جامعي مجاز سنويا و الرمي بهم في العطالة لمدة سنوات و انقطاع 100 ألف تلميذ مبكرا عن التعليم و رجوع جلهم إلى الأمية الكاملة رغم أن الدولة تصرف أكبر ميزانية في التعليم.

-         أنهيت تدخلاتي بطرح موضوع لم يتطرق إليه أي متدخل و هو موضوع المنظمات العالمية الأجنبية الناشطة في الحقل الثقافي و السياسي التونسي و حاولت أن أطرح الإشكالية دون تقديم الإجابة. منظمات و جمعيات يمولها الاتحاد الأوروبي و الخليج، هل تخدم لوجه الله؟ لا طبعا! إذن ما هو هدفها البعيد من صرف ملايين الدنانير على الملتقيات و الندوات و الورشات التدريبية؟ و الغريب أن جل المحاضرين في هذه الندوات في تونس هم مثقفون تونسيون يحاضرون في غير اختصاصهم. و قد صادف و أن عَرض عليّ صديق القيام بمحاضرة حول المواطنة بأجر يساوي ألف دينار للمحاضرة الواحدة، و رغم احتياجي للمال لضعف الأجر، رفضت قائلا أنني لا و لن أحاضر إلا في اختصاصي الضيق جدا و هو علوم التربية فرع تعلمية البيولوجيا.

إمضاء م. ع. د. م. ك:
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.

تاريخ أول نشر على النت: الأحد 15 ديسمبر 2013.


dimanche 1 décembre 2013

توجد ثلاث تأويلات حول واقعة الثورة التونسية؟ نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

توجد ثلاث تأويلات حول واقعة الثورة التونسية؟ نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:                                   
صفحة 144 من كتاب "الثورة العربية و إرادة الحياة (مقاربة فلسفية)، زهير الخويلدي، المغاربية للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، 2011، تونس، 257 صفحة.

نص الكاتب:
"توجد ثلاث تأويلات حول واقعة الثورة العربية:
-         ثورة بورجوازية ساهم فيها شباب الفايسبوك و حولت السخرية و النقد و التمرد في العالم الافتراضي إلى الواقع العيني و سميت بثورة الياسمين و كانت مطالبها ليبرالية متمثلة في الحريات و الحقوق.

-         ثورة اجتماعية قادها العمال و الناشطون و النقابيون و فجرت تطاحنا طبقيا و أظهرت تصميم الفئات الشعبية على التخلص من الحكم المركزي و فرض إرادة الشعب (و يضيف نفس الكاتب في نفس الكتاب صفحة 168: إن وقود الثورة هم المهمشون و المبعدون و المنفيون - خارج  تونس و داخلها، م. ع. د. م. ك. - و الضحايا و هم الذين نهضوا و طالبوا بالحقوق و المساواة و إن عصيانهم للنظام القائم ونهوضهم ضد السلطة و تمردهم على الحكم المركزي كان مشروعا).

-         ثورة أخلاقية ثقافية ذات أرضية دينية صلبة وظفت الرموز الإيمانية ضد الفساد و الاستبداد و واجهت العولمة المتوحشة بقيم روحية و تقاليد نيرة."

تعليق م. ع. د. م. ك.:
كشاهد عيان و مشارك يومي في الثورة في شوارع و ساحات تونس العاصمة قبل و بعد 14 جانفي 2011، أميل إلى التأويل الثاني و دون تعصب أرفض الأول و الثالث، استنادا إلى تجربة شخصية محدودة و ليس إلى دراسة علمية مستفيضة.

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحتي الفيسبوكيتين: حمام الشط، الأحد 1 ديسمبر 2013.



mardi 5 novembre 2013

بعد قراءة كتاب "ماي 68"، رصدت بعض نقاط التقاطعات بينه و بين "17 ديسمبر 2010-14 جانفي 2011". مواطن العالَم د. محمد كشكار

بعد قراءة كتاب "ماي 68"، رصدت بعض نقاط التقاطعات  بينه و بين "17 ديسمبر 2010-14 جانفي 2011". مواطن العالَم د. محمد كشكار

1.     دامت الثورتان تقريبا شهرا و كانتا عفويتين و لم يتنبأ بقدومهما الصحافيون و المثقفون و السياسيون و المحللون و علماء الاجتماع و الأحزاب الصغيرة و الكبيرة، اليسارية منها و الدينية و الليبرالية و القومية.

2.     - قامت الأولى في فرنسا و خاصة في باريس ثم عمت كامل أوروبا و أمريكا.
-         قامت الثانية بتونس و خاصة بالوسط الغربي (سيدي بوزيد، القصرين، منزل بوزيان و تالة) ثم عمت العالَم العربي و العالَم الإسلامي.

3.      - ثارت الأولى ضد نظام ديقول الصارم و لم تنجح في تغييره.
-         ثارت الثانية ضد نظام بن علي الديكتاتوري و لم تنجح  إلا في تهريب المخلوع بن علي و زبانيته الطرابلسية.

4.     - كان سببها الأول المطالبة بالاختلاط بين الجنسين في مبيتات الفتيات و مبيتات الأولاد الجامعية و حرية التنقل بينهما، مما أجبر ديقول بالقول: "أعطوهم مسكّن قوي" أما الثاني و لا يقل أهمية عن الأول فهو المطالبة بحرية الرأي.

5.     - كانت الأولى غير مبرمجة و دون قيادة حزبية معينة، لكن كان لها قائدا يهوديا ألمانيا ناطقا باسمها، اسمه "دانيال كوهن بنديت"، و هو الذي تفاوض مع السلطة لفك اعتصام 10 ماي. أشعلتها و أججتها و نفذتها و أطرتها  و قادتها الاتحادات اليسارية للطلبة انطلاقا من الجامعات دون النجاح - بعد المحاولة - في الاختلاط مع عمال المصانع.
-         كانت الثانية غير مبرمجة أيضا و دون قيادة حزبية معينة أيضا، لكن أشعلها و أججها و نفذها المهمشون المثقفون وغير المثقفين من شيوخ و شباب و نساء و أطفال و عاطلون عن العمل، و أطرها شيوخ (بين 50 و 60 سنة) اليسار النقابي القاعدي في الاتحادت الجهوية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، و لم نلاحظ أي حضور بكثافة لممثلي أو منتمي الاتحادات الطلابية التونسية في العاصمة أو في الجهات.

6.     - خاف من فوزها بالسلطة الحزب الشيوعي الفرنسي - على حد قول سارتر - و كل الأحزاب اليمينية.
-         خاف من فوزها بالسلطة المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، و حزب التجمع الدستوري الديمقراطي، و جل المثقفين اليساريين المستقلين الانتهازيين.

7 - بعد ماي 68، فاز اليمين البورجوازي الفرنسي في الانتخابات التشريعية فوزا حاسما.
-         بعد 14 جانفي 2011، فاز اليمين التونسي الديني و الليبرالي في الانتخابات التأسيسية فوزا حاسما.

7.     - أثناء ماي 68، فقد الشعب الفرنسي خمس شهداء فقط.
-         أثناء "17 ديسمبر 2010-14 جانفي2011 جانفي"، فقدنا حوالي 300 شهيد.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين، رأس العام الهجري، يوم عُلِّق الحوار الوطني إلى أجل غير مسمى، 5 نوفمبر 2013.