vendredi 31 juillet 2015

يبدو لي أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان أول وآخر مجتهد جريء من داخل المنظومة الإسلامية الاجتهادية الأرتدوكسية. نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

يبدو لي أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان أول وآخر مجتهد جريء من داخل المنظومة الإسلامية الاجتهادية الأرتدوكسية. نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
سلسلة موافقات يشرف عليها كمال عمران، كتاب "العععامل الديني والهوية التونسية"، تأليف سعد غراب، الدار التونسية للنشر، الطبعة الثانية، 1990، 186 صفحة.

نص الكاتب، صفحة 78:
واشتهر عمر بن الخطاب بصورة باجتهاداته الجزئية مثل إبطال متعتي الحج والنساء وزيادة "الصلاة خير من النوم" في آذان الفجر وإسقاط "حي على خير العمل" من الأذان والإقامة وإمضاء طلاق الثلاث وإحداث صلاة التراويح وقطع العطاء عن المؤلفة قلوبهم وإبطال قطع يد السارق عام المجاعة ومنع التزوج بالكتابيات... إلى غير ذلك من المسائل التي أثارت في بعض الأحيان شيئا من الجدل كما سنرى.

1.     نصوص مختارة متفرقة ومستعارة من النت ومخيطة من قبل خياط غير مختص لكنه أمين في النقل ولم يضف حرفا واحدا من عنده:
متعة الحج: ويسمى هذا الحج بحج التمتع وعمرته بعمرة التمتع لقوله تعالى : " فمن تمتع بالعمرة إلى الحج " ولان الحاج يتمتع بالحل بين إحرامي العمرة والحج ومدة الحل بين الإحرامين (فإذا أحل من إحرامه حلّ له كلّ شيء من النساء والطيب) هي متعة الحج التي حرمها الخليفة عمر ومن تبعه على ذلك ويأتي بها جل المسلمين في هذا اليوم .
2.     متعة النساء:  نِكَاحِ الْمُتْعَةِ ومُتْعَةِ النِّسَاءِ فِي الحَجّ.
3.     إمضاء طلاق الثلاث: قال ابن عباس: بلى كان الرجل إذا طلق امرأته ثلاثًا قبل أن يدخل جعلوها واحدة على عهد رسول الله وأبي بكر وصدرًا من إمارة عمر، فلما رأى الناسَ، يعني عمر، قد تتابعوا فيها قال: أجيزوهن عليهم. بعض العلماء ينكرون الطلاق بالثلاث كشيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيّم وغيرهما. أن المطلقة ثلاثاً لا تحل للمطلق حتى تنكح زوجاً غيره.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 31  جويلية 2015.



mercredi 29 juillet 2015

أنا أصرخ... أنا موجود! مواطن العالَم د. محمد كشكار

أنا أصرخ... أنا موجود! مواطن العالَم د. محمد كشكار

صرخَ في الإنسانية ولم تسمعه، صرخ ضد الفساد والاستبداد:
-    صرخ الفيلسوف اليوناني سقراط في الإنسانية منذ خمسة وعشرين قرن ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف الهندي بوذا في الإنسانية منذ خمسة وعشرين قرن ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف الصيني كونفشيوس في الإنسانية منذ خمسة وعشرين قرن ولم يُسمع!
- صرخ النبي المصري موسى عليه السلام في الإنسانية منذ عهد الفراعنة ولم يُسمع!
- صرخ النبي الفلسطيني عيسى عليه السلام في الإنسانية منذ عهد الرومان ولم يُسمع!
- صرخ النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم في الإنسانية منذ عهد هرقل عظيم الروم وكسرى عظيم فارس ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف الهندي غاندي في الإنسانية منذ نصف قرن ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف الإسلامي جمال الدين الأفغاني في الإنسانية منذ نصف قرن ولم يُسمع!
-صرخ الفيلسوف الفرنسي اليساري سارتر في الإنسانية منذ نصف قرن ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف الإسلامي الإيراني علي شريعتي في الإنسانية منذ ربع قرن ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف المغربي اليساري عبد الله العروي في الإنسانية منذ ربع قرن ولم يُسمع!
- فهل سيسمعون اليوم صرخة المواطن الضعيف النكرة المفكر التونسي الحر مواطن العالَم د. محمد كشكار؟ طبعا لا! أنا واعٍ بهذا ولستُ واهمًا.
- مسؤولينا يعرفون مضار الفساد حق المعرفة ولا يجتنبوه بل يهرولون نحوه مشمِّرين ما داموا يجنون من ورائه امتيازات عينية ومعنوية وما دام لا وجود لمحاسبة بل العكس فحكومتنا الحالية تسعى لمصالحة الفاسدين وترضيتهم عوض عقابهم ولو عقابا خفيفا قد يوقظ ضمائرهم ويشعرهم بالندم على ما اقترفوه في حق إخوانهم التونسيين.

والله العظيم ثم والله العظيم، حل جل مشاكلنا لا يتطلب إمكانيات ولا علم ولا تكنولوجيا ولا كفاءات، فقط يتطلب صدقا في القول وإخلاصا في العمل:
- هل وضعُ علبة إسعاف (boîte de pharmacie) في القطار، يتطلب إمكانيات وعلم وتكنولوجيا وكفاءات؟
- هل جمعُ القُمامة من الشوارع، يتطلب إمكانيات وعلم وتكنولوجيا وكفاءات؟
- هل ترميم سقف قاعة دراسة في قرية نائية، يتطلب إمكانيات وعلم وتكنولوجيا وكفاءات؟
- هل توفير الماء الصالح للشراب في مدرسة ابتدائية، يتطلب إمكانيات وعلم وتكنولوجيا وكفاءات؟
- هل توفير مَمْشى لكرسي مواطن مُقعد في المحكمة الابتدائية بالعاصمة أو في محطة القطار برادس، يتطلب إمكانيات وعلم وتكنولوجيا وكفاءات؟
- هل وهل وهل...

أنا أؤمن بصدق وجد بالعَلمانية كحل سياسي للحروب الأهلية العربية، والعَلمانية عندي ليست فصل الدين عن الدولة كما يعتقد الكثيرون من المتأثرين بالعلمانية الفرنسية المعادية للدين، وإنما هي الإيمان بصدق وجد بحرية المعتقد وحرية الاختلاف داخل المعتقد الواحد. المواطن الآخر الفرد، هو حر في أن لا يؤمن بما أؤمن، لكن إذا أراد أي مواطن تقديم نفسه لتحمل مسؤولية سياسية فعليه أن يكيل بنفس  المكيال ويتخذ نفس المسافة من جميع المعتقدات وجميع المذاهب.

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"لا تصبح مثقفا واعيا بكثرة الاطلاع والتخزين بل بكثرة السؤال والشك والبحث .... حتى في مسألة الايمان بالله واصل الوجود وغايته" موفق زريق، كاتب ومحلل سياسي


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 29  جويلية 2015.

mardi 28 juillet 2015

بعض أسباب نشأة داعش. نقل بتصرف مواطن العالَم د. محمد كشكار

بعض أسباب نشأة داعش. نقل بتصرف مواطن العالَم د. محمد كشكار

قال سارتر عن حرب الجزائر: "إن الحرب مثل سهم البومارانج (jeu boomerang) يرتد إليك بنفس القوة التي ترميه بها دون أن تشعر".
وقال شاعرنا العظيم أبو الطيب المتنبي: "ومَنْ يَجعَلِ الضِّرْغامَ للصّيْدِ بازَهُ...تَصَيّدَهُ الضّرْغامُ فيما تَصَيّدَا".
وحديثنا قياس اليوم عن إرهاب الحكومات الغربية الاستعماري وتسبُّبِه الجزئي في نشأة الحركات الإرهابية الإسلامية المعاصرة مثل القاعدة وداعش والنصرة وغيرها.
وواهِم مَن يعتقد أن صانعَ الإرهاب سوف يخلصنا من الإرهاب!
تجفيف ينابيع الإرهاب يجب أن يبدأ من عندهم لا من عندنا.
الغربُ ليس جادّا في محاربة الإرهاب الإسلامي وإنما هو جادٌّ فقط في تجنّب ضرباته على أرضه.
واسترسل الكاتب والسياسي الالماني يورجن تودنهوفر الذي أقام مدة في داعش وقال: لن نقضي على داعش بالقنابل والصواريخ بل يجب رد الحقوق لأصحابها. انصفوا السنة في العراق وسوريا ولا تساعدوا خصمهم الشيعي على ظلمهم وقهرهم و لا تعاملوا مسلمي الغرب بعنصرية وبس. وقال أيضا أن الداعشيون لا يطبقون المبادئ السمحة الموجودة في القرآن وأنهم مرتدون عن الإسلام.

تعليق د. محمد كشكار:
يا حكّام الغرب، يا تجّار السلاح، إذا لم تستحوا فافعلوا ما شئتم. تنحّوا جانبا ولا تنتحلوا صفة الدفاع عن حقوق الإنسان، يا قتلة الإنسان بالملايين في الجزائر واليابان وفيتنام وفلسطين والعراق وأفغانستان وليبيا. هل قتلتْ داعش مثلما قتلتم؟  هل حاصرتْ داعش وجوّعتْ شعوبًا كاملة بأطفالها وشيوخها  مثلما جوّعتُم أنتم شعوب كوبا وغزة والعراق؟ هل استعمرتْ داعش واستوطنت مثلما استعمرتُم أنتم واستوطنتم في فلسطين وجنوب إفريقيا وأمريكا الجنوبية والشمالية نفسها بعد ما أبَدْتم الملايين من السكان الأصليين واستعبدتم الباقي وجلبتم لخدمتكم ملايين السود من إفريقا؟ هل نهبتْ داعش ثروات المستعمرات مثلما نهبتم أنتم؟ هل سرقتْ داعش آثار مصرَ والعراق والصين وأمريكا اللاتينية مثلما سرقتم أنتم؟ هل احتكرتْ داعش تكنولوجيا صناعة الأدوية مثلما احتكرتم أنتم؟ هذا لا يعني أن داعش بريئة من دم يوسف، هي أيضا قتلتْ ونهبتْ وهدمتْ الآثار، لكنها فعلتْ كل الجرائم هذه في بلاد المسلمين ولم تغزوكم في عُقر داركم كما فعلتم أنتم ولم تُيتم أبناءكم ولم تثكل نساءكم ولم تلوّث تربتكم وبحركم وجوّكم. ما أبعد جرائم داعش عن جرائمكم! أنتم الإرهاب العلمي المحترف أما داعش فأنتم المسؤولون الأولون عن جرائمها فسلاحها من مصانعكم وبترولنا تبيعه لكم بأبخس الأثمان. خَنَقتونا بأيدي دواعشنا وشوّهتوا إسلامنا بمسلمينا. اللعنة عليكم، لا يحق لكم وصف داعش بالإرهاب يا مولِّدي وراعيي الإرهاب. أنا العربي المسلم والمسيحي واليزيدي واليهودي والملحد، أنا المكتوي بناركم ونارها، أنا فقط مَن يحق لي وصفكم أنتم وداعش بالإرهاب.

تاريخ أول إعادة نشر على صفحتي: حمام الشط، الثلاثاء 28  جويلية 2015.




lundi 27 juillet 2015

ما العمل؟ كعَلماني يساري غير ماركسي وغير ليبرالي، لم توفر لي الثورات العربية سوى نموذجين للحكم، أحلاهما مُرُّ! مواطن العالَم د. محمد كشكار

ما العمل؟ كعَلماني يساري غير ماركسي وغير ليبرالي، لم توفر لي الثورات العربية سوى نموذجين للحكم، أحلاهما مُرُّ! مواطن العالَم د. محمد كشكار

قبل الثورات العربية، كان الاختيار الفكري أو الاصطفاف الإيديولوجي سهلا وكنتُ:
-         كنتُ مع حرب التحرير الفيتنامية وضد أمريكا الغازية.
-         كنتُ مع منظمة التحرير الفلسطينية وضد إسرائيل المستوطِنة.
-         كنتُ مع سلمية تحرير جنوب إفريقيا وضد الفصل العنصري الأبيض.
-         كنتُ مع المعسكر الاشتراكي وضد المعسكر الرأسمالي.
-         كنتُ مع التقدمية  الناصرية النسبية وضد الرجعية السعودية المطلقة.
-         كنتُ مع ثورة ظُفار وضد سلطان عُمان.
-         كنتُ مع الحزب الشيوعي المتحالف مع الأكراد وضد ديكتاتورية صدام.
-         كنتُ مع المعارضة اليسارية  وضد ديكتاتورية بورقيبة.
-         كنتُ مع المعارضة اليسارية  وضد مافيوزية بن علي.
-         كنتُ مع كوبا  وضد أمريكا.
-         كنتُ مع المعارضة في كل البلدان وضد السلطة في كل البلدان.

بعد الثورات العربية، أعارض فكريا النموذجين المعروضين أمامي للحكم:
-         أعارض نموذج الديمقراطية الغربية المزيفة (أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلخ) ونموذج الاشتراكية الديكتاتورية (الصين وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا) لكنني أميل إلى نموذج الاشتراكية الديمقراطية في البلدان الأسكندنافية.
-         أعارض نموذج الرأسمالية الليبرالية العَلمانية (الثورة المضادة في تونس ومصر وسوريا وليبيا وفلسطين فتح ولبنان المستقبل) ونموذج الرأسمالية المحافظة الإسلامية (الإسلام السياسي في تركيا وإيران والسودان والسعودية والخليج وتونس ومصر وسوريا وليبيا وفلسطين حماس ولبنان حزب الله).
-         أعارض النموذج الطائفيين السني والشيعي في العراق والبحرين واليمن.
-         لم أعد مع المعارضة في كل البلدان، لكنني لا زلت ضد السلطة في كل البلدان باستثناء سلطة البلدان الأسكندنافية الاشتراكية الديمقراطية التي أساندها عن بُعد وأدعو الله صباحا مساءً أن يشدّ أزرها ويقوي شوكتها ويلهمها الصبر والتوفيق من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية على الأرض، العدل الذي فشل في تحقيقه المسلمون، وربي يُثبّت خطاهم على الصراط المستقيم ويجنّبهم طريق الضلال الذي مشت فيه جل الدول الإسلامية.

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 26  جويلية 2015.



samedi 25 juillet 2015

أعجب لِمعلّم نقابي أضرَب، كيف يكتب مطلبا إلى الإدارة الجهوية يُنكِر فيه أنه أضرب طمعا في استرجاع خصم قانوني من مرتبه! مواطن العالَم د. محمد كشكار

أعجب لِمعلّم نقابي أضرَب، كيف يكتب مطلبا إلى الإدارة الجهوية يُنكِر فيه أنه أضرب طمعا في استرجاع خصم قانوني من مرتبه! مواطن العالَم د. محمد كشكار

أعتذر من زملائي المعلمين النقابيين الصادقين مع أنفسهم ومع منظوريهم من منخرِطِي الاتحاد العام التونسي للشغل، وأرى أن الشهادة المنقولة التالية لن تعيبهم بل على العكس سوف تُنقِّي صفوفهم من أشباه النقابيين الانتهازيين والطماعين والخوافين وضعيفي الحس النقابي التطوعي.

أنقل بكل أمانة علمية شهادةً سمعتها اليوم من مسؤول تربوي سامٍ جدير بثقتي، استأذنته في النقل عنه ووعدته بعدم ذكر اسمه. قال: "تصلني يوميا عشرات المطالب التي ينكر فيها أصحابها (بعض معلمي الابتدائي وبعض مديري مدارسه) مشاركتهم في الإضراب الأخير، والمُلفِت للنظر في هذه المطالب هو صيغة الانبطاح والتملق الغالبة على نصوصهم، يستوي في ذلك النقابي وغير النقابي". أنا أربأ بنفسي عن نقل ما ورد حرفيا في نصوصهم تجنبا للتشفي أو التشهير واحتراما لشرف المهنة وحفاظا على نبل ونقاوة العمل النقابي التطوعي ولكن في الوقت نفسه يحزنني جدا جدا أن يصدر مثل هذا التصرف المهين والمشين عن بعض المعلمين من الكوادر النقابية الجهوية المعروفة على المستوى الوطني والمتفرغة للنشاط النقابي لمدة ثلاثة أشهر زمن تنفيذ الإضراب وهم أنفسهم الذين حرّضوا وأطّروا الإضراب الأخير للمعلمين، كذبوا على زملائهم وخانوهم وباعوا ذممهم النقابية وخسروا إلى الأبد ماضيهم النقابي النقي وشوهوا سمعتهم النقابية الشفافة التي بنوها ونحتوها بأظافرهم وعلى حساب مستقبلهم الوظيفي خلال سنوات الجمر في عهد الديكتاتور المافيوزي "بن علي"، تخلوا عن كل مكتسباتهم الثورية ونجاحاتهم الاجتماعية  مقابل مائتي دينار. باعوا كنزا ثمينا وقد يقبضون ثمنا زهيدا!

أنا لا أدين الصادق فيهم الذي لم يضرِب فعلا وخُصِم من أجره ظلما، بل أدين -بكل غضب وشدة وغيرة نقابية- المعلم النقابي الذي أضرب فعلا ومن بعدُ أنكر أنه أضرب طمعا في استرجاع خصم قانوني من مرتبه وأدين المدير النقابي مرتين، المرة الأولى لأنه أضرب فعلا والضمير المهني يحتّم عليه توفير ظروف العمل لمن لا يريد أن يضرب وضمان حق الإضراب لمن يريد أن يضرب وهو مسؤول عن سلامة وراحة وحراسة التلاميذ في حالة إضراب معلميهم وهو مسؤول أيضا على المحافظة على جدران المدرسة وتجهيزاتها وحديقتها والمفروض أن يضاعِف عمله ونشاطه يوم الإضراب ويبقى على نفس المسافة التربوية والأخلاقية حيال زملائه المضربين وغير المضربين ويرفع تقريره اليومي لرؤسائه ولا يعتبر الإضراب تهمة ينفيها أو عيب يتستر عن إبلاغه، والمرة الثانية لأنه أضرب طمعا في رضاء زملائه ثم أنكر طمعا في رضاء رؤسائه.

مع الإشارة الخاطفة دون الخوض في التفاصيل أنني أصبحت بعد التقاعد أؤمن إيمانا جازما بتحييد التلميذ عن الصراع النقابي الدائر بين المدرّسين والوزارة والذي لا ذنب له فيه ولا مصلحة، لا من قريب ولا من بعيد، وأحث زملائي على استنباط أشكال نضالية جديدة لا تضرّ بمصلحة التلميذ. وفي انتظار ابتكاراتكم أقترح عليكم أن ترفقوا كل برقية تنبيه بالإضراب ترسلونها إلى وزارة التربية قبل عشرة أيام من موعد تنفيذ الإضراب، ترفقونها بروزنامة تعويض الدروس التي لن تنجزوها يوم الإضراب. دون عاطفة مُضرّة بي وبكم وبالتلاميذ، أتمنى أن يأتي يوم تُنتزعُ فيه منكم (تكوين وتعليم، عمومي وخاص، روضة وابتدائي وإعدادي وثانوي وجامعي) مهمة التقييم الجزائي والإشهادي (Evaluation sommative et certificative) وتُسند هذه المهمة إلى مؤسسة تقييم مستقلة بوزارة التربية وتُترك لكم فقط مهمة التقييم التشخيصي والتكويني (Evaluation diagnostique et formative) لأن هذين النوعين الأخيرين من التقييم يضمنان جودة التعليم، وذلك لسببين موضوعيين اثنين: أولا لأنكم لستم مؤهلين علميا للقيام بعملية التقييم ولم تدرسوا أكاديميا علم التقييم ولا أستثني نفسي وفي هذه الحالة قد تظلمون دون قصد مَن تقيِّمون. ثانيا وحتى نضمن أكبر قدر من الموضوعية والعدل في التقييم يجب أن لا يقيّم المدرِّس نجاعةَ عمله الظاهرة في نتائج تلامذته وأسماؤهم مكشوفة حتى لا يضعف المدرِّس عاطفيا فيخطئ أو يظلم في التقييم. حسب اجتهادي التربوي وخدمة لمصلحة التلميذ ومدرِّسِه أرى أنه من الأفضل أن يكون المقيِّمُ خارجيا ومختصا في علم التقييم، بارعا بأصول إلقاء الأسئلة، وعالما بضبط معايير الإصلاح وإسناد الأعداد حتى يستفيد من تقييم العين الموضوعية الخارجية التلميذُ المقيَّمُ ومدرِّسُه الذي علّمه.

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 25  جويلية 2015.



jeudi 16 juillet 2015

أقترِحُ سَنّ قانون جديد يتم بمقتضاه انتداب المسؤولين السياسيين التونسيين. مواطن العالَم د. محمد كشكار

أقترِحُ سَنّ قانون جديد يتم بمقتضاه انتداب المسؤولين السياسيين التونسيين. مواطن العالَم د. محمد كشكار

مَن هم المسؤولون السياسيون التونسيون المقصودين؟
هم العمدة ورئيس مركز الأمن (شرطة وحرس وديوانة) ورئيس البلدية والمعتمد والوالي وكاتب الدولة والوزير وعضو البرلمان ورئيس الحكومة ورئيس الدولة والأمناء العامون للمنظمات والجمعيات الحكومية وغير الحكومية (اتحادات الشغل والأعراف والفلاحين والمرأة، إلخ).

التبريرات العَلمانية لهذا القانون:
يبدو لي أنه يجب أن تتوفر في المسؤول خَصلتان أساسيتان كافيتان وضروريتان: الصدق في القول (la sincérité, l`honnêteté,  la fidélité et la  loyauté) والجدية في العمل (Le sérieux). ولو توفرت فيه خصال أخرى كالعلم والكفاءة والخبرة يكون أفضل لكنها ليست ضرورية لممارسة مهمته السياسية القيادية. المسؤول ينسِّق بين مستشاريه ومرؤوسيه التكنوقراطيين أصحاب الشهائد العلمية العالية أو أصحاب الكفاءة والخبرة وفي الآخر يحكّم ضميره ويسبِّق المصلحة العامة عل الخاصة ويتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب. انظرْ ماذا فعل بنا وزراء "بن علي" المتعلمين أصحاب الشهائد العلمية العالية أو أصحاب الكفاءة والخبرة غير الصادقين وغير الجادَين وماذا فعل الوزراء المثقفون في الحكومات الستْ المتعاقبة على تونس بعد الثورة التي عجزت كلها حتى عن جمع القمامة المنزلية من شوارع العاصمة؟ أي عِلم وأي كفاءات يتطلبها تنظيف المدن؟ وهل حكومتنا الحالية صادقة وجادة في محاربة الإرهاب والتهريب والفساد والتهرّب من الضرائب؟ أم  هي صادقة وجادة في عكس هذا؟ أم هي ارتأت أن تفعل مثلما تفعل عادة الكريّات الحمراء (الهيموڤلوبين):  إن توفر لها في الدم الأكسجين وأحادي أكسيد الكربون في نفس الوقت (مثلا في حالة الزَّنزانَة بِكانون الفحم) لاختارت نقل الثاني إلى الخلايا دون وعي منها فيتسمّم الجسم و يموت عِوض أن يتنفس ويحيا وخوفي الكبير أن يتسمّم وطننا وفي هذه الحالة عن وعي ليبرالي رأسمالي عَولَمِي متوحِّش. 
في المقابل ماذا فعل الصادقون الجِدِّيون من أمثال مؤدّب الكُتّاب الليبي الشيخ الطاعن في السن البطل عمر المختار (قهرَ الجيش الإيطالي الفاشستي بواسطة عدد قليل من الفرسان شبه العُزَّل أمام أكبر جيوش العالم) وصاحب الشهادة الابتدائية الزعيم فرحات حشاد (أسّس الاتحاد العام التونسي للشغل في عهد الاستعمار) وعامل الخِراطة لِيشْ فاليزا (خلّص بلاده بولونيا من براثن الاتحاد السوفياتي سابقا) ولا ننسى المتعلمين منهم مثل المحاميَين المقاوِميْن سلميا النبي غاندي (انتزع استقلال الهند من بريطانيا العظمى) وأبو الأمة الإفريقية مانديلا (خلّص جنوب إفريقيا من سيطرة نظام الفصل العنصري الأبيض).

التبريرات الدينية الإسلامية لهذا القانون:
الله سبحانه وتعالى اختار رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضّله على جميع الخلق لصِدقه وأمانته. يبدو لي -والله أعلم- أنه لم يختره لماله فهنالك مَن أغنَى منه في عصره، ولا لعِلمه فهنالك مَن أعلَم منه بعلوم الدنيا، ولا لقوَته الجسدية فهنالك مَن أقوَى منه، ولا لنَسبِه فهنالك مَن ينتمي لنفس النسب مثل جدّه عبد المطلب وعمّه حمزة وابن عمّه علِي، ولا لعدد قبيلته قريش أو لوفرة عِرقه العربي فهنالك قبائل أكثر من قبيلته عزوة وهنالك في الصين والهند أعراق مليونية العدد أكثر من سكان الجزيرة العربية أجمعين، ولا لكثرة جيوشه فهنالك جيوش الروم والفرس أفضل سلاحا وتجهيزا من فرسان العرب مجمّعين. اختاره لصِدقه وبصِدقه وجِدِّيته وبِعَون الله أسّس دولة وأغنى المسلمين جميعًا مالًا وجاهًا ونسبًا من رَيع الفتوحات وقوّاهم على أعدائهم (قبل أن يتقاتلوا فيما بينهم بعده أكثر من قتالهم ضد أعدائهم وذلك طيلة أربعة عشر قرنا منذ الفتنة الكبرى إلى داعش) وأكثرَ عددَهم وزاد عزوتَهم وجعل جيوشَهم من أقوي الجيوش في العالم عددا وتسليحا وجُهوزية وتجهيزا.

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 17 جويلية 2015، يوم عيد الفطر المبارك جعله الله يوم يُمنٍ
 وبركة على المسلمين وغير المسلمين.



Lettre envoyée le 15\07\15 par Pierre Clément (directeur de thèse de Mohamed Kochkar et Alaya Nouri) aux amis français de Jemna

Lettre envoyée le 15\07\15 par Pierre Clément (directeur de thèse de Mohamed Kochkar et Alaya Nouri) aux amis français de Jemna

À JeanMarc, ernest.pignon, Geneviève, Maryline, rayer.martine, pv.grosjean, nicole, Jacques, louis.anjot, igor.babou, Héraud, paulbabou, Francette, CLEMENT, sy.grave, camille, Lucie, Kiki, Ramda, Jean, catherine, Fanny, moi, Tahri

Bonsoir,en juin 2011, j'avais envoyé au comité révolutionnaire de l'oasis de Jemna (dans le Sud tunisien) l'argent que vous m'aviez transmis pour permettre la pollinisation des palmiers de cette oasis.
En novembre 2012, après leur avoir rendu visite, je vous ai envoyé un bilan de leur première année de fonctionnement.

Je vous transmets à présent le bilan qu'ils viennent de rendre public (en particulier sur facebook). La vidéo de 28 minutes est sous-titrée en français et mérite d'être vue. Le texte ci-dessous en résume le contenu... En 2014, il y a eu des procès intentés par les deux anciens gestionnaires (benalistes) de la palmeraie, procès qui ont suscité une forte mobilisation des habitants de Jemna.

Grâce en particulier à vos dons, la palmeraie a pu produire la première année, et est depuis gérée collectivement, avec des bénéfices conséquents qui sont investis pour tous les habitants de l'oasis, et même pour des associations des oasis voisines. Le responsable de l'Association qui gère la palmeraie m'a envoyé le message et les documents qui suivent, à votre intention.
Les problèmes administratifs sont encore non résolus ... A suivre donc !

Encore un grand merci pour votre solidarité !
Amicalement
Pierre Clément

Lettre envoyée le 11\07\15 par Tahar Etahri (Président de l`association de sauvegarde des oasis de Jemna) à Pierre Clément (Le grand ami français de Jemna)

Signe de gratitude envers un très valeureux prof et à ses amis et collègues français qui nous ont fait preuve que les valeurs humaines de la compassion, de l'altruisme, de la solidarité... subsistent et demeurent intactes malgré tout. Merci Pierre. Merci Mesdames et Messieurs; nous apprécions toujours votre geste.

Date de la première publication sur facebook par Mohamed Kochkar : Hammam-Chatt, jeudi 16 juillet 2015.
Haut du formulaire


mercredi 15 juillet 2015

صحيح سبق العربُ الغربَ منذ القرن السابع ميلادي لكنهم لم يواصلوا السباق وحرنوا، تجاوزهم الغربُ عَدْوَا وأصبح لهم قُدْوَة! مواطن العالَم د. محمد كشكار

صحيح سبق العربُ الغربَ منذ القرن السابع ميلادي لكنهم لم يواصلوا السباق وحرنوا، تجاوزهم الغربُ عَدْوَا وأصبح لهم قُدْوَة! مواطن العالَم د. محمد كشكار

سبق العربُ الغربَ في تمكين الزوجة من حق التصرف في أموالها الخاصة، حق تحصلت عليه الزوجة الفرنسية بعد 14 قرن أي سنة 1965. قبل هذا التاريخ الحديث جدا كانت تحتاج لترخيص من زوجها لكي تشتغل خارج المنزل أو تفتح حسابا جاريا في البنك لكن اليوم "شوف الفرنسية فين والعربية فين". اقتصرت حرية المرأة عندنا على عدة شعارات معلقة في السماء (وهي في الحقيقة آيات مُحكمات وأحاديث صحيحة وبعض السلوكيات الاستثنائية لبعض المسلمات المشهورات) نلوكها ونجترّها دون أن نهضمها لأننا فقدنا أنزيماتها المناسِبة ونرددها متباهين بما يوجد في كتبنا المقدسة والفقهية متغاضين على وضعية المرأة المتردية في الدول العربية والإسلامية فأصبحنا كـ"الحمار يحمِل أسفارًا".
سبق العربُ الغربَ في تجريد التوحيد المطلق وها نحن نسبح اليوم في مستنقع المحسوس المطلق. عيدنا ذبحٌ ولحمٌ مشويٌّ في الكبير وحلويات في الصغير. رمضاننا تخمة في المعدة وخَواء في القشرة المُخِّيّة. حَجُّنا استعراضٌ للقدرة المادية وسوق مربِحة للغرب. صلاتُنا رياضة بطيئة في قاعة مغطاة. زكاة أغنيائنا في الخليج تموّل الإرهاب.
سبق العربُ الغربَ في إقامة علاقة عمودية مع الخالق، علاقة لا بابَا فيها و لا آباء ولا أخوات ولا أديرة ولا صكوك غفران، علاقة وصلت إلى تحقيق بعض جوانبها المسيحية البروتستانتية أخيرا في القرن الخامس عشر ميلادي. وعلى أساسها بَنَتِ البروتستانتية دولا ونهضة رأسمالية أما نحن فبعدما حرّرَنا الرسول صلى عليه وسلم استعبدتنا الخلافة الإسلامية طيلة 13 قرن.
سبق العربُ الغربَ في التشجيع على تحرير العبيد الذي ورد أحادي الدلالة في القرآن الكريم  لكننا تمسكنا بالعبودية لمدة 14 قرن وكأن الله أمرنا بالعكس حتى حرر الغربُ عبيدَه فتبعناه صاغرين.
سبق العربُ الغربَ في العلوم التجريبية والتشريح. واليوم نتعلمه من الغرب ولا نتقن من التجريب إلا الشعوذة وبول البعير ولا نتقن من التشريح إلا قطع رقاب المسلمين و غير المسلمين بغير حق.
سبق العربُ الغربَ في تحليل (من الحلال) التمتع بالملذات الحسية والجنسية وقد كفله الشرع لكل المسلمين بما فيهم علماء الدين أو رجاله. حللته المسيحية البروتستانتية في القرن الخامس عشر ميلادي. وصلوا إلى مجتمع الوفرة (Société d`abondance) حتى أصبح فقيرهم يعيش عندهم حياة الطبقة الوسطى عندنا.
سبق العربُ الغربَ في تيسير العبادة (يَسِّروا ولا تُعسِّروا) واليوم نحن عَسّرناها وصعّبناها فهجرناها ونفرناها وأسطَرْناها (حوّلناها إلى أوهام وأساطير)، فقّرناها فأفقرتنا، أغلقناها فأغلقتنا وكفّرَ بعضُنا بعضَا وهم يَسّروها فصاحبوها وكيّفوها وأقلموها مع بيئتهم الحديثة وأغنوها فأغنتهم.
سبق العربُ الغربَ في دسترة حرية الضمير والمعتقد في القرآن الكريم واليوم أصبحنا نستوردها مُكرهين من الغرب "الكافر".
سبق العربُ الغربَ في دسترة حرية الرأي والنشر في القرآن الكريم لمّا أورد الله فيه حُججَ مَن عصا أوامره ولم يسجد لآدم عليه السلام ولمّا أبلغَنا كلام خصوم الرسول صلى الله عليه وسلّم. تخيل جريدة "صوت الشعب" لحزب العمال تُفرِد صفحة أسبوعية لكلام النقاد اليساريين غير الماركسيين المستقلين من أمثالي وأخرى للنقاد الإسلاميين أو جريدة "الضمير" لحزب النهضة تُفرِد صفحة أسبوعية لكلام النقاد اليساريين غير الماركسيين المستقلين من أمثالي وأخرى للنقاد الماركسيين الستالينيين.
سبق العربُ الغربَ في دسترة الحفاظ على البيئة في الأحاديث والسِّيَر: "دخلت امرأة النار في هِرّة" أو "لا تحرقوا شجرة و لا تقلعوا زرعا" أو "في عهد الخليفة الراشد الخامس، نُشِر القمحُ على رؤوس الجبال حتى لا يُقال جاع الطير في دار الإسلام". هم طهّروا بيئتهم وبموافقة حُكامنا صدّروا لنا نفاياتهم تُلوث شطآننا وخلجاننا في ڤابس وصفاقس ونحن أتممنا الباقي و ملأنا مدننا بالفضلات المنزلية.
سبق العربُ الغربَ في الإعجاز العلمي البشري واليوم تجاوزنا الغربُ بسنين ضوئية في هذا المجال بفضل الجِد والجَد والبحث العلمي داخل المخابر وخارجها. أصبحنا اليوم نتباهى بما ليس فينا أي "الإعجاز العلمي في القرآن والحديث" مع الإشارة أنْ لا وجود لمعجزات في العلم وإلا لَما سُمِّي علما. ولو فرضنا جدلا أنه صحيح: هل لنا فيه نحن البشر دورٌ أو استحقاق؟ هل القرآن عند المسلم يحتاج إلى إعجاز علمي ليثبت صِدقه؟ يظن المسلم خطأ أن العلم هو شيء مستتر موجود في الطبيعة ينتظر فردا محضوضا يكشف عنه ويرفع عنه الغطاء. العلم ليس اكتشافا لشيء موجود. العلم بحثٌ واجتهادٌ بشري. العلم ينبثق من التراكم العلمي البشري المكتسب بعد بحث وتجارب أكثرها فاشل وبعضها ناجح، العلم بِناء بشري ناقص وسيبقى ناقصا ولو اكتمل لَمات. أما القرآن فهو كامل منذ ولادته ولا يحتاج للعلم ليكمّله أو يجمِّله، هو جميل بطبعه. أما ضعيف الإيمان فهو الذي يحتاج لتجميل إيمانه فيلتجئ إلى الافتراء على الله وعلى رسوله وعلى اللغة العربية لغة القرآن والحديث ويقوِّلهم ما لم يقولوا أبدا. أما العالِم وخاصة الطبيب فهو الذي يحتاج للإيمان خاصة في أوقات الفشل أو العجز حتى يعطيه شحنة من القوة والأمل لكي يواصل مشواره لا لكي يتركه ويركن للكسل والقضاء والقدر. ما ورد في القرآن هي آيات متشابهات ولو أراده كتاب علم لَفعل لكنه اكتفى بما أهم وحثّنا على البحث العلمي فإذا كان العلم كله موجود في القرآن فعَلى أي تحصيل علمي يحثنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يا ترى؟ أكتفِي بإعطاء مثال واحد معبّر على الغش والافتراء، مثال سمعته اليوم صباحا، الأربعاء 15  جويلية 2015، في قناة "الزيتونة" التونسية، وشهد شاهد من أهلها: "ذِكر شق القمر كمعجزة علمية وردت في الحديث وتداولتها في وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام الأنفس الضعيفة المعقدة من العلم مع أن العلم يحيِّر ولا يطمئن النفوس كالإيمان، تداولتها وضخّمتها بمناسبة رؤية شق في القمر من قِبل وكالة النازا الأمريكية رغم أن هذه الوكالة نفسها وضّحت الخبر وقالت أن ما رأته هو أخدود بِطول 70 كلم فقط مع العلم أن محيط القمر يبلغ 10921 كم". أي إثباتٍ هذا الذي يطلبه دينٌ من دنيا؟ أي مسلمٍ هذا الذي ينتظر تقوية إيمانه من عالِمٍ كافرٍ بالإسلام؟

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 15  جويلية 2015.