mercredi 29 juillet 2015

أنا أصرخ... أنا موجود! مواطن العالَم د. محمد كشكار

أنا أصرخ... أنا موجود! مواطن العالَم د. محمد كشكار

صرخَ في الإنسانية ولم تسمعه، صرخ ضد الفساد والاستبداد:
-    صرخ الفيلسوف اليوناني سقراط في الإنسانية منذ خمسة وعشرين قرن ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف الهندي بوذا في الإنسانية منذ خمسة وعشرين قرن ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف الصيني كونفشيوس في الإنسانية منذ خمسة وعشرين قرن ولم يُسمع!
- صرخ النبي المصري موسى عليه السلام في الإنسانية منذ عهد الفراعنة ولم يُسمع!
- صرخ النبي الفلسطيني عيسى عليه السلام في الإنسانية منذ عهد الرومان ولم يُسمع!
- صرخ النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم في الإنسانية منذ عهد هرقل عظيم الروم وكسرى عظيم فارس ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف الهندي غاندي في الإنسانية منذ نصف قرن ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف الإسلامي جمال الدين الأفغاني في الإنسانية منذ نصف قرن ولم يُسمع!
-صرخ الفيلسوف الفرنسي اليساري سارتر في الإنسانية منذ نصف قرن ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف الإسلامي الإيراني علي شريعتي في الإنسانية منذ ربع قرن ولم يُسمع!
- صرخ الفيلسوف المغربي اليساري عبد الله العروي في الإنسانية منذ ربع قرن ولم يُسمع!
- فهل سيسمعون اليوم صرخة المواطن الضعيف النكرة المفكر التونسي الحر مواطن العالَم د. محمد كشكار؟ طبعا لا! أنا واعٍ بهذا ولستُ واهمًا.
- مسؤولينا يعرفون مضار الفساد حق المعرفة ولا يجتنبوه بل يهرولون نحوه مشمِّرين ما داموا يجنون من ورائه امتيازات عينية ومعنوية وما دام لا وجود لمحاسبة بل العكس فحكومتنا الحالية تسعى لمصالحة الفاسدين وترضيتهم عوض عقابهم ولو عقابا خفيفا قد يوقظ ضمائرهم ويشعرهم بالندم على ما اقترفوه في حق إخوانهم التونسيين.

والله العظيم ثم والله العظيم، حل جل مشاكلنا لا يتطلب إمكانيات ولا علم ولا تكنولوجيا ولا كفاءات، فقط يتطلب صدقا في القول وإخلاصا في العمل:
- هل وضعُ علبة إسعاف (boîte de pharmacie) في القطار، يتطلب إمكانيات وعلم وتكنولوجيا وكفاءات؟
- هل جمعُ القُمامة من الشوارع، يتطلب إمكانيات وعلم وتكنولوجيا وكفاءات؟
- هل ترميم سقف قاعة دراسة في قرية نائية، يتطلب إمكانيات وعلم وتكنولوجيا وكفاءات؟
- هل توفير الماء الصالح للشراب في مدرسة ابتدائية، يتطلب إمكانيات وعلم وتكنولوجيا وكفاءات؟
- هل توفير مَمْشى لكرسي مواطن مُقعد في المحكمة الابتدائية بالعاصمة أو في محطة القطار برادس، يتطلب إمكانيات وعلم وتكنولوجيا وكفاءات؟
- هل وهل وهل...

أنا أؤمن بصدق وجد بالعَلمانية كحل سياسي للحروب الأهلية العربية، والعَلمانية عندي ليست فصل الدين عن الدولة كما يعتقد الكثيرون من المتأثرين بالعلمانية الفرنسية المعادية للدين، وإنما هي الإيمان بصدق وجد بحرية المعتقد وحرية الاختلاف داخل المعتقد الواحد. المواطن الآخر الفرد، هو حر في أن لا يؤمن بما أؤمن، لكن إذا أراد أي مواطن تقديم نفسه لتحمل مسؤولية سياسية فعليه أن يكيل بنفس  المكيال ويتخذ نفس المسافة من جميع المعتقدات وجميع المذاهب.

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"لا تصبح مثقفا واعيا بكثرة الاطلاع والتخزين بل بكثرة السؤال والشك والبحث .... حتى في مسألة الايمان بالله واصل الوجود وغايته" موفق زريق، كاتب ومحلل سياسي


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 29  جويلية 2015.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire