jeudi 31 janvier 2013

كل إنسان، رجلا كان أو امرأة، نصفه أنثوي و نصفه ذكري! مواطن العالَم د. محمد كشكار



كل إنسان، رجلا كان أو امرأة، نصفه أنثوي و نصفه ذكري! مواطن العالَم د. محمد كشكار

1.     وصف بيولوجي لعملية خلق الإنسان
تلتقي خلية البويضة الأنثوية بخلية الحيوان المنوي الذكرية في قناة فالوب (القناة التي تربط بين مبيض المرأة و رحمها) أو في أنبوب زجاجي خارج جسم المرأة بمساعدة طبية، فيلتحمان ببعضهما البعض و يكوّنان خلية واحدة تسمى الخلية - البيضة و هي التي تنقسم ثم تنقسم حتى تولّد كل خلايا الجسم بجميع أنواعها و اختلافاتها بعد استقرار يدوم 9 أشهر داخل رحم الأم.

تحتوي كل خلية بشرية على 46 صبغية (أو الكروموزومات أو حاملات الجينات المورثات) مرتبين على شكل 23 زوج. تشترك خلايا المرأة و خلايا الرجل في 22 زوج من الصبغيات و يختلفان في زوج واحد من الصبغيات، زوج الصبغيات الجنسية. و هذه الأخيرة هي التي تحدد جنس المولود، إن التقت صبغية "إيكس" الأنثوية مع صبغية "إيغراك" الذكرية يأتي المولود ذكرا، إن التقت صبغية "إيكس" الأنثوية مع صبغية "إيكس" الذكرية يأتي المولود أنثى. هذا الالتقاء يقع صدفة في الطبيعة و يتولّد عن هذه الصدفة تساويا في عدد الرجال و النساء في العالَم، و يسمونه العلماء "نسبة الجنس" (sexe ratio).

تحتوي الخلية البيضة على 23 زوج أو46  صبغية. 23 منهم أنثوية أتوا من نواة البويضة الأنثوية و 23 ذكرية أتوا من نواة الحيوان المنوي الذكري. تمثل الـ46 صبغية (الحاملة لثلاثين ألف جينة) "البرنامج الوراثي" المشفّر أو المرمَّز (Code génétique) الذي يحتوي على تصميم لجسم الإنسان و يحدّد نهائيا صفاته البيولوجية الوراثية الجينية مائة بالمائة (كالجنس و لون البشرة و لون العينين و نوع فصيلة الدم و شكل الأنف و بعض الأمراض الوراثية و بعض الإعاقات الذهنية و غيرها من الصفات البدنية التي تميز فردا عن فرد و تعطيه بطاقة تعريفه البيولوجية الأساسية). أما الصفات الذهنية (كالذكاء و سرعة البديهة و الإبداع الفني و العبقرية و الغباء و البلاهة و العنف و الإدمان و الشذوذ و الطِّيبَة و المكر و الخبث و الكرم و البخل و اللؤم و غيرها من الصفات البيولوجية و المكتسبة في آن) فهي تنبثق من تفاعل هذا "البرنامج الوراثي الجيني" مع المحيط الخلوي و المحيط ما بين الخلوي المحيط الخارجي و مع البيئة العائلية و المدرسية و الشارعية (من الشارع) و الفضائيات الإعلامية، فهي إذن صفات وراثية مائة بالمائة و مكتسبة مائة بالمائة لأن علماء البيولوجيا لا يستطيعون تجريبيا أن يفصلوا بين ما هو وراثي أو مكتسب في تكوّنها و ذلك لكثرة العناصر  الوراثية و غير الوراثية المتنوعة و المتشابكة و المعقدة، المتدخّلة في نحت هذه الصفات الذهنية و صقلها من الولادة إلى الوفاة و لكل تجربته الخاصة في الحياة حتى و لو كانا أخوين توأمين حقيقيين فكل فرد يتمتع ببطاقة تعريف خاصة بيولوجية ذهنية وراثية جينية و مكتسبة في الوقت نفسه.

2.     إمكانية استنساخ الإنسان
عملية استنساخ الإنسان عملية ممكنة علميا لكنها محرّمة أخلاقيا و عالميا حتى الآن. المهم هنا أن هذه العملية تقع انطلاقا من نواة خلية مختصة أو متطورة لأنثى - أم (خلية حلمة الثدي مثلا) توضع داخل سيتزبلازم بويضة دون نواة لنفس الأنثى - الأم من الثدييات و لا تقع من الحيوان المنوي الذكري. أنثى تلد أنثى دون تدخل الذكر مما يهمش دور هذا الأخير في عملية الخلق.

3.     هل يولد الرجل رجلا و هل تولد المرأة امرأة؟ كما تساءلت و أجابت المناضلة النسائية الفرنسية و الفيلسوفة اليسارية "سيمون دي بوفوار"، سنة 1949 في كتابها المشهور "الجنس الثاني"؟
نستطيع أن نستنتج من حديثنا السابق أن الرجل نصفه ذكري و نصفه أنثوي و كذلك المرأة نصفها أنثوي و نصفها ذكري. أما النعجة الابنة "دولي" المستنسخة، فكل صبغياتها أنثوية المصدر، ورثتهم عن أمها و لم ترث شيئا عن أبيها فهي أنثى مائة بالمائة و ستجد البنت نسخة مطابقة للأصل من أمها في جميع صفاتها البيولوجية و الفيزيولوجية. 

كيف تصبح المرأة امرأة و كيف يصبح الرجل رجلا؟ ما دام الرجل لا يولد رجلا بالمعنى الاجتماعي السائد للكلمة و المرأة لا تولد امرأة بالمعنى الاجتماعي السائد للكلمة.

في المجتمعات الذكورية السائدة في العالم منذ بداية التاريخ البشري المعروف إلى اليوم (باستثناء بعض القبائل الأمومية المندثرة أو المعاصرة النادرة في أدغال أمريكا اللاتينية أو غابات إفريقيا الاستوائية) تم تقسيم العمل بين الرجل و المرأة، الرجل للصيد و التنقل و المرأة للاستقرار و الأشغال المنزلية  مما ينتج تجربتين مختلفتين في الحياة و ما دمنا قد قلنا في الفقرة الثانية من هذا المقال أن الصفات الذهنية وراثية و مكتسبة في آن، فإن الرجل سوف يكتسب صفاتا ذهنية مغايرة للصفات الذهنية التي تكتسبها المرأة في حياتها و بمرور الزمن تتوسع تجربة الرجل في الحروب و الحكم و التجارة و الدراسة، تجربة يمررها و يورثها حضاريا و ليس جينيا لأولاده الذكور و يحرّمها على بناته. بعد آلاف السنين تتقلص تجربة المرأة و تقتصر على البيت و الطبخ و الكنس أو الغزل و النسيج، تجربة تمررها و تورثها حضاريا و ليس جينيا لبناتها دون أولادها الذكور.

من حسن حظ البشرية أن تقسيم العمل بين الرجل و المرأة و الأثر السيئ الذي صاحبه و تركه على وضعية المرأة الدونية في العالم ليس حتميا و ليس وراثيا جينيا و لم يترك أي بصمة بيولوجية على جيناتنا البشرية. إذن يمكن أن نصلح هذا الأثر السيئ بالتربية و التعليم و العمل المتساوي بين المرأة و الرجل. و دليلي على صحة طرحي هذا أن وضعية المرأة بدأت تتغير منذ أن انخرطت هذه الأخيرة في العمل خارج المنزل و خرجت من سجنها الاختياري ظاهريا و هذا ما لاحظناه ليس في المجتمعات الغربية المتقدمة فقط و إنما في ريفنا التونسي: أنا أصيل قرية جمنة بالجنوب الغربي التونسي أين تعمل المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل في الواحة و تتحمل مسؤولية عائلتها في غياب زوجها. كانت جل نساء حينا أرامل في الأربعينات من عمرهن و لم يمنعهن ترملهن الإرادي من الخروج و العمل في أملاكهن و التعامل مع الرجال معاملة الند للند و الذود عن أبنائهن في الشارع و المدرسة و الحقل. كنا مجتمعا متساويا محافظا، مضمونا لا شكلا.

4.     التذكير بمكانة الأنثى في عالم النباتات و الحيوانات الأليفة
لو خرجنا قليلا من عالم الإنسان إلى عالم الحيوان فسنجد أن الأنثى هي الأصل و هي الأنجع و الأجدر و الأنفع للإنسان، خاصة في الحيوانات الأهلية:
-         في خلية النحل، العاملات النشطات كلهن إناث أما الذكور فدورهم يقتصر على جماع الملكة لتلقيح و إخصاب بويضاتها.
-         في المدجنة، نجد عشرات الدجاجات الإناث و لا نجد إلا ديكا واحدا للتلقيح و الإخصاب. الدجاجات ينتجن البيض و اللحم للفقراء غير القادرين ماديا على شراء لحم الخروف أو لحم البقر.
-         في الإسطبل، نجد عشرات البقرات الإناث و لا نجد إلا ثورا واحدا للتلقيح و الإخصاب (و في أكثر الحالات نستغني عن الثور بالتلقيح الصناعي). البقرات ينتجن العجول و الحليب و اللحم.
-         في الواحة، نجد آلاف النخيل الإناث من نوع "دڤلة النور" و لا نجد إلا بعض النخيل الذكر للتلقيح و الإخصاب. النخلة الأنثى هي التي تنتج التمور الذهبية الثمينة و تصنع الثروات و توفر فرص العمل في صحراء جمنة و قبلي و دوز و توزر و نفطة و دڤاش في الجنوب الغربي التونسي  و واد سوف و توڤرط و جامعة في الجنوب الشرقي الجزائري.

5.     الخاتمة
أنهي مقالي بحكمة ربانية سمعتها يوما من شيخ جريدي قاض زيتوني متقاعد، قال: لو كان الولد أفضل من البنت لرزق الله رسولنا الأكرم صلى الله عليه و سلم بنينا ذكورا عددا دون بنات!

إمضاء م. ع. د. م. ك
على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.

تاريخ أول نشر على النت
حمام الشط 24 أوت 2012


تعتقد العرقية العنجهية العنصرية الشوفينية العربية؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

تعتقد العرقية العنجهية العنصرية الشوفينية العربية - مخطئة جملة و تفصيلا -  و تعتبر أن الإسلام، دينًا و حضارةً، ملكها الخاص، ورثته عن الوالد، و تنسى أو تتناسى و تتجاهل أن الدين الإسلامي جاء رسالة إلى العالَمين و محمد صلى الله عليه و سلم، رغم عرقه العربي،  اصطفاه الله من بين البشر و بعثه رسولا للناس أجمعين، عربا و عجما، أما الحضارة الإسلامية فهي نتاج تفاعل و تلاقح جميع الحضارات التي سبقتها من هندية و فارسية و بيزنطية و يونانية و تركية و أمازيغية  و مصرية و غيرها، أخذت منها الكثير و أضافت لها القليل. فلا تغترّوا أيها العرب و لا تنسبوا لأنفسكم ما ليس لكم ظلما و بهتانا و تواضعوا قليلا حتى لا ينكر عليكم العالَم مشاركتكم في بناء الإسلام دينا و حضارة.
مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت
حمام الشط في 31 جانفي 2013.

mercredi 30 janvier 2013

Evolution des connaissances sur le cerveau. Citoyen du Monde Dr Mohamed Kochkar



Evolution des connaissances sur le cerveau. Citoyen du Monde Dr Mohamed Kochkar 

Les végétaux n’ont ni système nerveux ni cerveau. La plupart des animaux que nous connaissons ont un cerveau (concentration de groupes de neurones dans la partie antérieure du corps, la tête), mais il y a des animaux qui ont un système nerveux sans cerveau comme les coraux, les méduses et les anémones de mer, d’autres n’ont ni système nerveux ni cerveau comme les éponges et les unicellulaires. 
Ce qui distingue le cerveau de l’homme de ceux des animaux, c’est le grand développement des circonvolutions de la région frontale siège des facultés cérébrales les plus élevées, jugement, réflexion, abstraction, etc. (Broca). 
Paléontologie du cerveau 
Comme toutes les parties molles des animaux, le cerveau n’est pratiquement jamais fossilisé mais la cavité crânienne fossilisée reflète assez précisément l’anatomie de la surface du cerveau. L’apparition d’un « cerveau » remonte à près de 700 millions d’années. 
Matérialisme contre spiritualisme et modèles du cerveau 
Spiritualisme, dualisme et modèle hydraulique 
De Platon à Descartes et même à nos jours, certains philosophes récusaient l’idée selon laquelle il existerait un support biologique de l’âme. 
Dans l’Antiquité, en Grèce comme en Egypte, on se posait la grande question : « où siège l’âme, dans le cœur ou dans le cerveau ? ». 
Thèse cardiocentrique 
Malgré leur papyrus, il semble que les anciens égyptiens comme les mésopotamiens ou les hébreux et mêmes Homère (poète de l’Iliade) et Lucrèce croyaient que c’est le cœur et non le cerveau qui est responsable de nos comportements. 
Aristote (3 siècles avant J.-C.) réactualise Homère en affirmant que le cœur est le siège des sensations, des passions et de l’intelligence. Le cerveau pour lui « composé d’eau et de terre » ne joue que le rôle de réfrigérateur de l’organisme car il ignore l’existence des nerfs, mais a observé les vaisseaux sanguins ainsi que leur convergence vers le cœur. 
Thèse céphalocentrique 
En 1930 J. Breasted déchiffre un papyrus égyptien qui contient un traité de chirurgie où, pour la première fois dans l’histoire, le cerveau apparaît sous un nom qui lui est propre. Ce manuscrit, daté du XVIIème siècle avant J.-C., est vraisemblablement une copie d’un texte antérieur rédigé vers les années 3000 avant notre ère. On y trouve une liste de 48 cas de blessures à la tête et au cou […] Le cas 8 est capital : le scribe note qu’ « une blessure qui est dans le crâne » s’accompagne d’une « déviation des globes oculaires » et que le malade « marche en traînant le pied ». 
5 siècles avant J.-C., Démocrite qualifie le cerveau de « citadelle du corps », de « gardien de la pensée et de l’intelligence ». 
5 siècles avant. J.-C., Hippocrate, le plus grand médecin de l’antiquité, précise que « si l’encéphale est irrité l’intelligence se dérange ». Lui et ses collègues consolident et enrichissent la thèse de Démocrite par l’observation clinique : Croton et Hippocrate indiquaient que le cerveau est l’organe de la « raison » ou d’un « esprit dirigeant» et considéraient le cœur comme un organe des sens. 
3 siècles avant J.-C., Hérophile rectifia l’erreur d’Aristote en considérant le cerveau comme le siège de la pensée. 
2 siècle après. J.-C., Galien, médecin romain, (130-200), porte le coup fatal à la thèse cardiocentrique en montrant par des expériences que le cerveau joue bien le rôle central dans la commande du corps et de l’activité mentale. Mais l’opinion erronée d’Aristote survivra jusqu’à nos jours, on la rencontre chez nos élèves de 3ème à l’occasion de la leçon sur le cœur. Heureusement qu’on peut la réfuter facilement aujourd’hui en invoquant un argument scientifique solide : la transplantation cardiaque ne change pas le comportement du patient. 
Selon Galien, le « pneuma psychique » ou « organe de l’âme », que les ventricules produisent et stockent, circule dans les nerfs et met ainsi en relation cerveau, organes des sens et organes moteurs. Il subdivise l’âme en trois fonctions : motrice, sensible et raisonnable puis poursuit la décomposition de l’âme raisonnable en trois facultés qu’il nomme imagination, raison et mémoire. 
4 siècles après. J.-C., Les pères de l’église, Némesius et Saint-Augustin logent les trois facultés de Galien dans trois ventricules cérébraux où s’écoulent les esprits animaux (anima = âme). 
15 siècles après. J.-C., avec la renaissance, les dissections des animaux et surtout des cadavres reprennent, ce qui ouvre la voie à l’anatomie. Léonard de Vinci donne un dessin précis des circonvolutions cérébrales. Les ventricules sont remplacées par des parties solides de la substance même du cerveau mais il conserva la notion de la localisation des facultés psychiques dans les trois ventricules comme en témoigne un de ses dessins (cf. frontispice, p.5). 
17 siècles après. J.-C., avec Descartes, philosophe français (1596-1650), le pneuma de Galien deviendra « les esprits animaux » (anima = âme), qui véhiculés dans les nerfs, gonflent les muscles. Il logeait l’âme dans la glande pinéale (l’épiphyse) et croyait que cette glande fait l’union de l’âme et du corps. Descartes, le physiologiste a chassé l’âme du corps pour pouvoir l’analyser mais en tant que métaphysicien, il a sauvé l’âme du scalpel du physiologiste en l’immatérialisant. Pour lui le corps est une machine mais il continue de croire que l’âme est immortelle. Le « dualisme cartésien », ou séparation entre l’âme immatérielle et le corps machine, ménage la chèvre et le chou. Ce dualisme affiché pourrait ne pas être l’authentique pensée de l‘auteur d’après J. P. Changeux car l’immatérialité de l’âme était la doctrine officielle à son époque. Dans la civilisation arabomusulmane au moyen âge, ce dualisme est courant chez les savants qui hésitaient à s’opposer ouvertement à la doctrine officielle par flagornerie ou par peur vis-à-vis du pouvoir établi. 
17 siècles après. J.-C., Willis (1664) met un point final à la doctrine ventriculaire et attribue avec raison, la primauté au cortex cérébral. Toutefois comme Descartes, il accepte encore l’idée d’une âme immatérielle. La recherche d’un support anatomique pour l’âme reste une préoccupation des anatomistes, Willis la logeait dans le corps strié, Vieussens (1685) dans la substance blanche des hémisphères, et Lancisi (1739) dans le corps calleux. 
Les dualistes contemporains tentent de perpétuer une certaine tradition cartésienne avec des termes actualisés. Ce courant minoritaire a la chance de compter dans ses rangs des noms aussi illustres que ceux du Karl Popper, Sir John Eccles (neurobiologiste et prix Nobel de médecine 1963) et Roger Penrose (mathématicien et physicien). Eccles, pour qui l’âme serait en fait réunie par Dieu au fœtus trois semaines environ après la conception, a dit « … nous devons reconnaître que nous sommes des êtres spirituels vivants dans un monde spirituel, tout comme il existe des êtres matériels dotés d’un corps et d’un cerveau évoluant dans un monde matériel ». Mais il se démarque de Descartes en affirmant que sans le cerveau, il n’y a plus de conscience et que la conscience émerge et acquiert une nature différente de la matière cérébrale. Elle utilise le cerveau, plutôt que de se fondre avec lui. (Frei 1999). Penrose pense que nous ne vivons pas dans un monde unifié mais qu’il existe un monde mental distinct qui se « fonde » sur le monde physique. Selon lui, nous vivons dans trois mondes distincts : un monde physique, un monde mental et un monde d’objets abstraits comme les nombres et d’autres entités mathématiques. (Searle, 1996). Je termine ce paragraphe par les propos très éloquents de D.C.Dennett dans une interview (Dennet, 1999). 
La Recherche : Pendant des siècles, les gens ont cru que leur esprit et leur corps étaient deux choses de nature différente. Descartes lui-même, considérait cette distinction comme évidente. Qu’en pensez-vous ? 
Daniel Dennett : Ce « dualisme », cette croyance irréfléchie en la dualité du corps et de l’esprit, peut paraître naturelle : elle n’en est pas moins radicalement fausse. Nous savons aujourd’hui que chacune de nos idées, chacune de nos rêves, chacun de nos états d’esprit n’est rien d’autre qu’un événement qui se produit dans notre cerveau. Cette vue matérialiste est, désormais, communément acceptée. Si complexe et intéressante soit-elle, la conscience n’est donc qu’un phénomène physique de plus, au même titre que le magnétisme ou la photosynthèse. 

NB : Cette partie a été écrite essentiellement à partir des 5 livres suivants : L’homme neuronal de J.-P. Changeux (1983), Mille cerveaux mille mondes (1999), l’article de P. Clément « Conceptions sur le cerveau santé et normalisation », Voyage au centre du cerveau d’E. Fottorino (1998), La construction du cerveau d’A. Prochiantz (1989 révisé en 1993). 

Auteur : Mohamed Kochkar, Extrait de mon DEA, 2000, Université Claude Bernard Lyon 1 & Université de Tunis. 

Date de la première publication sur le net
Hammam-Chatt, le 16 octobre 2010.

جدل حول المخ البشري، مخ امرأة أو مخ رجل. مواطن العالم د. محمد كشكار


جدل حول المخ البشري، مخ امرأة أو مخ رجل. مواطن العالم د. محمد كشكار

في هذا المقال المطوّل نسبيا، سأحاول طرح الإطار النظري العلمي لأطروحتي و عرضه للنقاش و المجادلة. أبدأ بما قاله الأستاذ الفرنسي بجامعة كلود برنار بليون 1 بفرنسا و مدير أطروحتي "بيار كليمان" (1998b): يرتكز كل بحث في تعلمية البيولوجيا أو فلسفة تعليم البيولوجيا
la Didactique  de la biologie
على تمشيات و مضمون بيولوجي
des contenus et démarches biologiques précis 
 يجب على الباحث إذا البدء بتدقيق هذه المفاهيم و التمشيات و توضيحها و تحديدها في أكثر الأحيان بمقاربة قبلية تاريخية و ابستومولوجية

1. الثنائية الديكارتية

سنتعرض في الفقرة الموالية إلى البحث عن تاريخ تصورات التلميذ حول المخ و مصادرها
كان الفيلسوف الفرنسي المشهور ديكارت (1596-1650) يعتقد أن الروح التي تسكن داخل الغدة الصنوبرية
 (la glande pinéale, l’épiphyse
 تنتقل عبر الأعصاب و تنفخ العضلات. و كان يعتقد أيضا أن هذه الغدة هي التي تجمع و توحّد الروح مع الجسد
 le dualisme cartésien
بصفته عالما في وظائف الجسم الفيزيولوجية، أخرج ديكارت الروح من الجسد حتى يستطيع دراستها لكن في الوقت نفسه و كضليع في علم ما وراء الطبيعة فقد أنقذها من مبضع المشرّح و جرّدها عن المادة. يتصور هذا العالم أن الجسم هو عبارة عن آلة لكن ما زال يعتقد في الوقت نفسه أن الروح خالدة. ما زالت نظرية الثنائية الديكارتية، أو الفصل بين الروح المجردة عن المادة و "الجسم – الآلة
le corps machine
تحافظ في الوقت نفسه على العشب و المعزة
ménage la chèvre et le chou
حسب رأي جان بول شنجو
J. P. Changeux, 1983
 قد لا تدل هذه الثنائية المعلنة على حقيقة تفكير ديكارت لأن تجريد الروح عن المادة كان المذهب الرسمي السائد في عصره فلم يكن يستطيع الخروج عنه حتى و لو أضمر عكس ذلك. كان البعض من العلماء في الحضارة العربية الإسلامية، الذين يؤمنون بالرأي المعاكس لهذا المذهب السائد عندهم أيضا، يترددون كثيرا قبل التصدي المعلن له تملقا و تزلفا للسلطة الفكرية المتحالفة مع السلطة السياسية أو خوفا من بطشها.  باستعمال عبارات عصرية، يحاول الثنائيون الجدد تخليد نوع من التقليد الثنائي الديكارتي. من حسن حظ هذا التيار الأقلّي أنه يضم بين ظهرانيه أسماء في مثل شهرة كارل بوبار
Karl Popper
و سير جون إكلس
Sir John Eccles, neurobiologiste et prix Nobel de médecine 1963
 و روجيه بنروز
Roger Penrose, mathématicien et physicien
 قال "إكلس" الذي يعتقد أن الله ينفخ الروح في الجنين بعد ثلاثة أسابيع من الحمل: "...علينا أن نعترف أننا كائنات روحانية عائشة في عالم روحي، كما توجد كائنات مادية، حبتها الطبيعة بجسم و مخ، تتحرك داخل عالم مادي". لكنه يجهد نفسه في التميّز عن ديكارت عندما يؤكد أنه لا وجود لوعي
conscience
 دون مخ و أن هذا الوعي ينبثق من المادة المخية ثم يكتسب ماهية مختلفة عنها. تستعمل هذه الماهية المخ بدلا من أن تمتزج به (Frei, 1999). يرى العالم "بنروز" أننا لا نعيش في عالم موحّد بل يوجد عالم ذهني مستقل يستند إلى عالم مادي. حسب وجهة نظره، يرى أننا نعيش وسط ثلاثة عوالم مختلفة: عالم مادي و عالم ذهني و عالم الأشياء المجردة مثل الأعداد و الكيانات الرياضية الأخرى
Searle,  1996
ننهي هذه الفقرة بالأقوال البليغة التي أدلى بها العالم "دانيال دينات" للمجلة العلمية الفرنسية
La Recherche, Dennet, 1999
-       المجلة: " عبر مئات السنين، كان الناس يعتقدون أن الجسد و الروح شيئان من طبيعة مختلفة. ديكارت نفسه يرى أن هذا الفصل بديهي و جلي. ما هو تعليقك
-       العالم: "قد يبدو هذا الاعتقاد الأحمق في ثنائية الجسم و الروح طبيعيا، هذا لا يمنع عدم صحته. نحن نعرف اليوم أن كل فكرة من أفكارنا، كل حلم من أحلامنا، كل حالة من حالاتنا النفسية، ليست إلا حدثا بيولوجيا يحدث داخل مخنا. من الآن فصاعدا أصبحت هذه النظرة المادية مقبولة عموما. فمهما بلغ الوعي من أهمية و تعقيد، فهو لا يعدو أن يكون ظاهرة مادية شبيهة بالتركيب الضوئي عند النباتات الخضراء

2. نقد حديث لنموذج "المخ – الحاسوب

لقد أبهر الحاسوب الكبار قبل الصغار. ليس من فراغ أن يدهش الحاسوب العالم بأسره و يذهله  إذا كان قادرا على القيام بمليار عملية حسابية في الثانية. لكن هل يوجد حاسوب واحد يقدر أن يفرّق بين زهرة و فراشة أو يغير رأيه أو يبرمج نفسه أو يقول ما قاله  "محمود درويش" و "نزار قباني"؟
Fottorino, 1998
 قد ينسينا الانبهار أمام الحاسوب الحقيقة القائلة أن كل مهاراته قد برمجتها عقول بشرية. يطور العلم الآن وحدات جزئية لمعالجة المعلومة
Unité élémentaire de traitement parallèle de  l’information dans un ordinateur
 بواسطة حواسيب تحاكي الخلايا العصبية. و المماثلة بين المخ و الحاسوب تقف عند هذا الحد خاصة عندما نعلم أن عدد الوصلات العصبية في القشرة المخية (  les synapses) يفوق مليون مليار و أن كل خلية مخية
neurone
 تقيم عشرة آلاف وصلة مع جارتها في حين أن عدد الروابط المتوفرة في كل وحدة جزئية للمعالجة الموازية للمعلومة في الحاسوب لا يصل إلى عشرة.  تمتاز ذاكرة الإنسان عن ذاكرة الحاسوب في نقطتين: أولا، سعتها مهولة، تساوي تقريبا  bits1016   
Dix millions de milliards de bits
 في حين أن الذاكرة المركزية لـ Cray C98أحد أقوى الحواسيب في العالم، تستطيع أن تخزّن على أقصى تقدير
 Milliards de bits 64
 فقط. ما زال العلم حتى الآن غير قادر على تفسير آليات هذه القدرة الهائلة على تخزين هذه الكمية العظيمة من المعلومات و حفظها و خاصة القدرة على استحضارها بسرعة. ثانيا، يحتوي المخ البشري على نوعين مختلفين من الذاكرة، الذاكرة المعرفية
La mémoire déclarative ou cognitive, savoir
و الذاكرة الإجرائية
la mémoire procédurale, savoir-faire) (  Masao, 1994
أنهي هذه الفقرة بالنقد الموجّه لنموذج "المخ - الحاسوب" من قبل فاريلا
Varela, 1998
 و إيدلمان
Edelman
  في مقال، عنوانه "المخ ليس حاسوبا" يقول فاريلا: "تبدو فكرة الحاسوب الذي يحاكي الخلايا العصبية المخية، فكرة غير واضحة لأن الحاسوب ، بالمعنى الحصري، هو نظام رقمي فقط" (  La Recherche, 1998). يقول "جيرالد إيدلمان
Edelman, 1989
 أن المخ لا يستطيع أن يشتغل مثل الحاسوب لأنه غير مبرمج.  لا يمتثل المخ لجملة من التعليمات المشفرة مسبقا. عندما يبدأ الطفل، مثلا، في التعرّف على اللعب من السيارات المصغرة، لم يكن هذا النوع من السيارات مسجلا مسبقا في مخه. يضيف "إيدلمان": "لا يقدم العالَم نفسه للمخ على شكل مقطع من تسجيل رقمي يحمل سلسلة من العلامات غير المبهمة مثل ما نفعل عند برمجة الحاسوب. يمكّن المخ الحيوان من الإحساس بمحيطه و تصنيف الإشارات المتنوعة و إحداث الحركات البدنية...يتمتع الجهاز العصبي بقدرة إدراك و تصنيف علامات النظر و الصوت إلخ و ترتيبها في مجموعات متماسكة دون برمجة مسبقة أما الحواسيب فهي ليست قادرة على الإتيان بمثل هذا الفعل المعقد
Le nouvel Observateur, 2000
.

3. جدل بين الموحدين
Les unitaristes
 و العازلين
Les localisationnistes

v    يقترح العالم لارميت
  F. Lhermite
 مقارنة المخ بمدينة باريس: "لو أن قنبلة سقطت على قنطرة كونكورد
le pont de la Concorde
 فستتأثر بلا شك حركة المرور في المدينة. فهل معنى هذا أن حركة المرور في باريس ستتعطل إثر سقوط قنطرة كونكورد؟ تشتغل قشرتنا المخية ككل و ليس كجزر منعزلة بعضها عن بعض. تختص بعض المراكز العصبية بالنظر أو السمع لكن إذا أخذتها منفردة فهي لا تؤدي أية وظيفة
 Fottorino, 1998
v    أثبت التصوير الطبي الحديث
 L’imagerie médicale
 مع فارق بسيط، أطروحات العازلين (مركز عصبي للنظر، مركز عصبي للسمع، إلخ) لكن في الوقت نفسه أثبت أيضا أن العلم ما زال لم يكتشف بعد بوضوح دور المناطق المخية التي تربط بين المراكز العصبية و التي تحتل أكثر من 80 في المائة من مساحة القشرة المخية. يبين لنا التصوير الطبي لخلايا المخ أننا عندما نتكلم، تشتغل و تنشط الخلايا العصبية في مركز "بروكا" للسمع لكن يبيّن لنا في الوقت نفسه أن القشرة المخية تشتغل كشبكة لا كمناطق منعزلة بعضها عن بعض

v    لقد ساهمت كلا النظريتان، العزل
Le localisationnisme
 و التوحيد
  L’unitarisme
 في تطور المعارف حول المخ و نشاطه. لقد قام العازلون باكتشافات طبية مهمة في مجال القدرات الذهنية و ركائزها من المادة التشريحية البيولوجية
les aptitudes psychiques et leurs supports anatomiques
أما الموحدون فقد أكدوا على الأداء العام للمخ و مهّدوا لاكتشاف نظرية "ما بعد الوراثي المخي
L’épigenèse cérébrale
 و نظرية المرونة المخية
la plasticité cérébrale.
تكمّل النظريتان، العزل و التوحيد، بعضهما البعض رغم اختلافهما الظاهر. لا نستطيع أن ننكر إضافتهما للعلم الحديث  في فيزيولوجية المخ
 (la neurophysiologie
 يتقبل العلم اليوم وجود مراكز عصبية لكن يرفض أن يربط كل وظيفة ذهنية بمركز عصبي واحد في المخ. يؤكد مونيي و جانرود
 (M. Meunier et M. Jannerod, 1999
 ما يلي: "تتطلب وظيفة النظر عند القرد، لوحدها، تشريك ثلاثين منطقة مختلفة من القشرة المخية

4. مخ المرأة/مخ الرجل

سنعرض في الفقرة الموالية نتائج البحوث العالمية في هذا المجال

v    كانت العالمة الكندية ساندرا ويتلسون
Sandra Witelson, en 1975
 أول من اكتشف أن الجسم الصلب في المخ
  le corps calleux
عند مستعملي اليد اليسرى أكبر حجما من مثيله عند مستعملي اليد اليمنى. لكن النقطة المهمة في هذا الاكتشاف هي التأكيد على تأثير عامل الجنس: يبدو أن عاملا مرتبطا بالجنس هو الذي يحدد العلاقات بين الشكل الخارجي لهذا الجزء من المخ و جانبية السلوكيات الإيمائية
La latéralisation du comportement gestuel, Habib, 1995
لقد تعرض هذا الاكتشاف إلى نقد شديد، قال فيه "كليمان" في 1980: لم تحدد الباحثة نسبة مستعملي اليد اليسرى و نسبة مستعملي اليد اليمنى في عينة البحث
Clément et al, 1980
v    لقد لاحظ العالم الأمريكي سيمون لوفاي
Simon Le Vay, en 1991
 أن حجم النواة
INAH3
الموجودة بين خلايا المخ داخل غدّة "تحت المهاد البصري
Noyau interstitiel de l’hypothalamus antérieur
 متساو عند المثليين جنسيا من الرجال و عند النساء بينما يكبر هذا الحجم مرتين عند الرجال غير المثليين (لا تزيد الفروقات الظاهرة للعيان بينهما عن عشر المليمتر مكعب). يستنتج هذا العالم أن للتوجه الجنسي ركيزة أو تخزين هذه الكمية العظيمة من المعلومات و حفظهاأساسا بيولوجيا. لم يقبل مجمع العلماء هذا الاستنتاج. إلى جانب آثاره الإيديولوجية، يركز النقاد على مدى صحة نشر هذه النتائج. يتمحور النقد الأقوى لهذا البحث حول الحالة الصحية للرجال المثليين الذين درست أمخاخهم فكلهم مصابون بالسيدا أما الرجال غير المثليين فهنالك عدد منهم من مدمني الكحول و المخدرات. و الحال أن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة و تعاطي المخدرات يعطل الأنظمة الهرمونية بما فيها الهرمونات الجنسية. أضف إلى هذا، فإنّ فيروس السيدا و المخدرات تدخل إلى المخ و تحدث فيه خللا وظيفيا و جروحا. أما الاعتراض الثاني فيقول أن هوية الرجال غير المثليين لم تثبت تماما في الدراسة. رغم التحفظات التي تم تقديمها و رغم التشكيك في صرامة الدراسة التي قام بها لوفاي، نشرت هذه الدراسة في  المجلة العلمية الأمريكية المرموقة "علوم
( Science », Vidal, 1996

v    لقد خطونا خطوة أخرى عام 1995 عندما نشر في مجلة "علوم" الأمريكية مقال يقارن بين أمخاخ المتخنثين و المثليين و غير المثليين. ينتمي مؤلفو هذا العمل إلى مجموعة الباحثين الهولنديين الذين أثبتوا منذ عشر سنوات خلت أن حجم النواة
INAH1
الموجودة بين خلايا المخ داخل غدّة "تحت المهاد البصري
Noyau interstitiel de l’hypothalamus antérieur 
  أكبر عند الرجل منه عند المرأة. لم يقدر أي فريق بحث آخر على إعادة و إثبات نتيجة هذا البحث. في مقالهم الجديد، وصف الباحثون نواة أخرى، اسمها
BST (noyau basal de la strie terminale
 الكائنة بقرب غدّة "تحت المهاد البصري"  و قالوا أن حجمها عند المخنثين و النساء أقل إذا قارناه بحجمها عند الرجال المثليين و غير المثليين. توصل هؤلاء العلماء إلى الاستنتاج التالي: قد يكون للتخنث ركيزة و أساس بيولوجي ممكن، و قد يكون ناتجا عن تأنيث المخ تحت تأثير الهرمونات الجنسية خلال نموّه. و الحال أن المتخنثين المنتمين إلى العينة الدراسية قد تناولوا هرمونات أنثوية على مدى أعوام. هذا العلاج بالهرمونات الجنسية الأنثوية المسلط على مخ المتخنثين متهم بتغيير حجم
 BST (noyau basal de la strie terminale
 زد على ذلك، فإننا نرى كما في الدراسات السابقة أن وظيفة هذه النواة ما زالت غير معروفة عند الإنسان.
Vidal, l996

v    عام 1995، نشر العالم شوايتز
Schaywitz et al.
 في مجلة "علوم" الأمريكية
(Nature 
 مقالا يبين فيه بواسطة التصوير الطبي بالرنين المغناطيسي
 IRM fonctionnelle
 أنه من الممكن اكتشاف إيقاع القوافي بين الكلمات
les rimes entre les mots
 باستعمال نصف الكرة المخية الأيسر
  L’hémisphère cérébral gauche
 عند الذكور التسعة عشر في العينة في حين أن الإحدى عشرة امرأة المكملة للعينة استعملن للغرض نفسه نصفي الكرة المخية معا

v    لقد نقد هذا المقال بشدة من قبل العالم "فيدال
  Vidal, La Recherche, 1996
 " هنالك هوة تفصل بين الأداء الذهني خلال امتحان لغة دقيق و بين العمليات عالية التعقيد التي تؤسس لتنمية التفكير. يقع ردم هذه الهوة، كالمعتاد، دون مبالاة عندما يتعلق الأمر بنشر نتيجة علمية ذات شحنة إعلامية مرتفعة. في بعض الأحيان، يتواطأ الصحافيون و الباحثون في مثل هذا التمشي". يضيف العالم "بيار كليمان"، مدير أطروحتي
Clément 
 "يحتوي البحث إذن على نتائج حول عدم الاختلاف بين اشتغال أمخاخ الرجال و النساء في ما يخص المهام التي يسميها الباحثون إملائية و دلالية الألفاظ
Les tâches « orthographiques » et « sémantiques 
 أكثر مرتين من العكس ( اختلاف في المهمة الصوتية                  
       Phonologique                                                                                 نتساءل: كيف استنتج الباحثون و قدموا و عنونوا نتائجهم؟ ... بلاغة العنوان التالي بالأنقليزية تعبر عن مضمونه
  Sex differences in the functional organization of the brain for language
لا يتكلم إلا على الفروقات. يشير نصهم إلى أن ما يقصدونه هو فقط التركيز على الفرق بين الرجال و النساء و يتمسكون بهذه النتيجة و يؤكدونها. في حين أن نقاط التشابه التي يظهرها البحث لا تهمهم بتاتا: لا يعلقون عليها بالمرة... كل فرق في المخ عند البشر قد يكون على حد سواء نتيجة أو سببا لسلوكيات مختلفة و هو أثر بيولوجي محسوس قد خطته تجارب تاريخنا الشخصي في القشرة المخية. لماذا كل هذا التحمّس، في البحث و النشر العلمي، للفروقات الممكنة بين أمخاخ الرجال و أمخاخ النساء، إن لم يكن لاستغلالها و توظيفها لتبرير عدم المساواة بين المرأة و الرجل في الحقوق و تأبيد التحيز الجنسي ضد المرأة أو الانسياق و التأييد لما هو موجود في الغرب بكل مساوئه و ظلمه للمرأة؟ تنمّي هذه الأبعاد الإيديولوجية سوق مشاريع البحث العلمي و تزيد في نشر المجلات العلمية و بيعها. إن أخلاقيات البحث و نشر العلوم لا يحكمها حب المعرفة فقط بل يحكمها أيضا حب الكسب و غريزة الربح بشتى السبل الشرعية منها و غير الشرعية

v    لقد انضم "حبيب
  Habib, 1999
إلى نقد "فيدال" و "كليمان
  Clément et Vidal
عندما قال: "مكنتنا دراسة جديدة تستعمل تقنية الاستماع الثنائي
  L’écoute dichotomique
 من القول أن الفارق في الجانبية
  La différence de latéralisation
 بين الرجال و النساء لا يهم في الواقع إلا بعض جوانب اللغة
  aspects du langage
نذكر منها الجوانب التي تسمى "عروضية"
  Prosodiques 
 و التي تسمح بإضافة نغمة عاطفية
  Une tonalité émotionnelle
 للكلام. هكذا نرى أنه من المحتمل أن الفوارق في تركيز الهرمونات الجنسية في الدم خلال نمو الفرد قد تؤثر في توزيع وظائف المخ بين نصفيه الكرويين و هذا الاستنتاج قد يفسر بعض المؤهلات المنسوبة تقليديا للرجال أو للنساء. لكن حذار أن نستنتج من كل ما سبق من بحوث "علمية" أي تفوق اجتماعي للرجل على المرأة يكون مرتبطا بخاصية في المخ

5. نقد نموذج "المخ - قائد أوركسترا

قد يذهب في ظن العديد من المشتغلين بالعلم و غير المشتغلين به أن المخ يقوم في الجسم مقام قائد فرقة موسيقية يسيّر العازفين فيها و يأمرهم و يوجّههم و يتحكّم في حركاتهم و سكناتهم. صحيح أن المخ يمتاز على باقي الأعضاء بدور مهم و معقّد في الجسم و صحيح أنه دليل على تطور الإنسان البيولوجي و الحضاري و صحيح أنه المنسق الأساسي بين الأعضاء و صحيح أنه مركز القدرات الذهنية العالية  لكن كل هذه الخاصيات لا تمنحه القدرة على تسيير الجسم و التحكم فيه. المخ هو عبارة عن عضو ينتمي إلى جسم، لا يقدر على العيش مستقلا عن باقي الأعضاء التي توفر له الغذاء و الأكسجين و تطرح فضلاته الخلوية كالجهاز الدموي و الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي و جهاز الطرح و غيرهم من الأجهزة الأخرى. يبعث إشارات إلى كامل أعضاء الجسم و يتلقى منهم معلومات مفيدة للقيام بدوره فبدون عين لا يرى و بدون أذن لا يسمع و بدون قلب و رئتين لا يتنفس و بدون أمعاء لا يتغذى فهو يعمل لصالحهم و هم يعملون لصالحه. قال العالم "جانرود":" لا يفكر الأكتع
 le manchot  
مثل ما يفكر السليم" لأن مخ الأكتع يختلف عن مخ السليم، ليس في الحجم و الوزن، بل في شبكات الوصلات العصبية. عندما تقطع اليد، قد تزول تدريجيا الشبكات العصبية
 Les réseaux neuronaux
الخاصة بها لعدم استعمالها أو لغياب الحاجة لها. عند الأعمى منذ الولادة، قد توظف خلايا المركز العصبي البصرية و تحوّل وجهتها إلى حاسة اللمس لما لهذه الأخيرة من أهمية عند الضرير. و الأمثلة متعددة في هذا المضمار و كلها تدلل على مرونة المخ نتيجة الإصابات في داخله أو في أحد الأعضاء الأخرى في الجسم. المخ، إذن، ليس قائد أوركسترا بل عازف ماهر يتأثر و يحس بعزف زملائه و يؤثر فيهم سلبا و إيجابا. المخ منسق و ليس مسيطرا، المخ ديمقراطي يؤمن بالشورى على الطريقة الإسكندنافية، المخ ليس مستبدا، المخ لا يعيش في برجه العاجي فقد ربط مصيره بمصير رفاق دربه، عندما تقرب الساعة لا يغادر السفينة هربا أو يهرع إلى مصر مثل ما فعل شاه إيران عند بداية العصيان المدني بل يفارق بشجاعة نادرة سفينة الحياة آخر واحد، يغادرها عندما يطمئن أن كل الأعضاء قد ناموا النومة الأخيرة، المخ فارس لا ككل الفرسان، فارس نبيل قلّ وجوده في هذا الزمن الردئ، المخ مواطن عالمى ممتاز لا يستغل نفوذه و لا يؤمن بالعنصرية أو القومية الضيقة و لا يبتز شركاءه في الجسم، المخ يطبق على الأعضاء الحديث الرائع "يحب المؤمن لغيره ما يحب لنفسه " و يطبق المبدأ الشيوعي الإنساني العظيم "من كل حسب جهده و لكل حسب حاجته

خلاصة

 يلخص هذا المثال الأخير في المقال "مخ المرأة/ مخ الرجل" بوضوح التفاعلات بين المعارف
 Knowledge
 و القيم
 Values
 عند الباحثين و نضيف إليهم أيضا التفاعلات مع ممارسات الناشر في مجلة "علوم" الأمريكية
 Nature
 و المجلات الأخرى. لقد اعتمدنا في هذا التحليل على نموذج "كليمان
  Clément, 1998, 2004
الذي يسمى "م ق م" معارف، قيم، ممارسات اجتماعية مرجعية
 le modèle KVP
بنشرها معلومات مشكوك علميا في صحتها، تحاول هذه المجلات العلمية الترويج لغياب المساواة الاجتماعية بين الرجل و المرأة و للتحيز الجنسي و ذلك باستعمال حجج علمية واهية ذاتية و منحازة سلفا
ملاحظة: لمن يرغب في قراءة هذا النص بالفرنسية عليه الرجوع إلى أطروحتي صفحة 51 الموجودة على رابط مدونتي التالي
و عنوانها
Citoyen du Monde, Dr Mohamed Kochkar.


إمضاء م. ع. د. م. ك
الذهن غير المتقلّب غير حرّ
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه. عبد الله العروي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي
الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد
عزيزي القارئ, عزيزتي القارئة، أنا لست داعية، لا فكري و لا سياسي, أنا مواطن عادي مثلك، أعرض عليك  وجهة نظري المتواضعة و المختلفة عن السائد, إن تبنيتها, أكون سعيدا جدا, و إن نقدتها, أكون أسعد لأنك ستثريها بإضافة ما عجزت أنا عن إدراكه, و إن عارضتها  فيشرّفني أن يصبح لفكرتي معارضين
البديل يُصنع بيني و بينك، لا يُهدى و لا يُستورد و لا ينزل من السماء (قال تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و واهم أو ديكتاتور من يتصور أنه يملك البديل جاهزا


تاريخ أول نشر في مدونتي و صفحاتي الفيسبوكية و في مواقع أخرى على النت
حمام الشط في 14 جويلية 2010