vendredi 18 janvier 2013


حضرت اليوم محاضرة حول الدستور في نادي جدل ببن عروس. مواطن العالَم د. محمد كشكار

المكان: الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس
الزمان: من الساعة الثالثة و عشرين دقيقة بعد الزوال إلى الساعة الخامسة و عشرين دقيقة بعد الزوال
الجهة المنظمة: نادي جدل بالاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس
التنظيم: حضرت قبل الموعد بساعة، أنا و اثنتين من عضوات نادي جدل فاطمة بن فضيلة و هدى الدغاري مصحوبتين برزمتين من الورود، و بمساعدة عامل في الاتحاد و منير، مهندس الصوت في الاتحاد الجهوي ببن عروس، وزعنا الورود و الحلويات العربي على الطاولات. ثم أثناء المحاضرة، وفّر لنا الاتحاد الجهوي مشكورا الماء المعدني و القهوة و المشروبات الغازية
رئيس الجلسة: محمد كشكار. أعتذر لقرّائي الأعزاء لأنني لن أستطيع - على غير عادتي - نقل  ما دار من حوار خلال الندوة بين المشاركين و المشاركات بسبب انشغالي بضبط مدة التدخلات و توزيع الكلمة
ملاحظة عابرة: رفض المحاضر قبض أجره بعد ما عُرض عليه من قبل الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس. بارك الله فيه و جازاه الله خيرا على نشر العلم و المعرفة مجانا. جاء متأخرا نصف ساعة بسبب الازدحام المروري. كرئيس جلسة، خصصت له نصف ساعة لإلقاء محاضرته، لكنه تمتع دون إذن مني بعشرين دقيقة زائدة و منعني حيائي من مقاطعته و لمّا تجاوز الخمسين دقيقة، نبهته بكل لطف و أدب، فامتثل مشكورا و وضع حدا لمحاضرته. فتحتُ باب النقاش فتتالت التدخلات و الأسئلة. غادر المحاضر القاعة قبل نهاية الندوة معتذرا و متعللا عن صدق بموعد سابق آخر

نص الافتتاح
بسم الله الرحمان الرحيم و السلام عليكم و عليكن جميعا، لن آخذ من وقتكم الثمين إلا عشر دقائق فقط و أبدأ بتقديم اسمي و نشاطي الثقافي و اختصاصي الأكاديمي، محمد كشكار، أحد مؤسسي نادي جدل ببن عروس، أستاذ علوم طبيعية و دكتور في علوم تعليم البيولوجية بالتحديد و الآن أمر إلى الترحيب باسم نادي جدل بالاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس بضيوفنا الكرام و أخص بالذكر منهم المناضل النقابي، الأستاذ محمد القاسمي، المختص في القانون الدستوري الذي سيلقي على مسامعنا محاضرة، يتلوها نقاش حر بين المحاضر و الجمهور و بين المشاركين أنفسهم

أحيطكم علما بأن نادي جدل يستأنف نشاطه اليوم بعد غياب دام عامين بسبب الربيع الخريفي العربي، هذا الربيع السريالي الذي لم تتفتح فيه زهور الشغل و الحرية و الكرامة الوطنية و لم يحقق و لو جزئيا أي هدف من أهداف ثورة 2008-2011، لكننا لم نفقد الأمل بعدُ و ثقتنا في شعبنا و في طاقاتنا و كفاءاتنا الوطنية كبيرة و المستقبل أفضل إن شاء الله و شاء الشعب التونسي

اسمحوا لي أن أعطيكم بسطة مختصرة حول طبيعة نادي جدل: هو نادي فلسفي ثقافي فكري حر و مستقل، مستقل عن جميع الإيديولوجيات المتكلّسة السائدة في العالَم الغربي و العربي و عن الحكومة و عن الأحزاب الموالية و المعارضة و عن الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس نفسه، رغم أننا ننشط داخل فظاءاته بكل حرية و استقلالية و نشكره بالمناسبة على كرم ضيافته و ترحيبه بنا  و بضيوفنا الكرام. لذلك لا تنتظروا منّا، أعزائي المشاركين، أن نبلّغ صوتكم لأي جهة كانت، سلطة أو معارضة، مهمتنا تنحصر فقط في تبليغ صوت المواطن إلى أخيه المواطن و كفى المؤمنين شر القتال و المعذرة إن لم نكن في مستوى انتظاراتكم  و "احْمُورِيَّ في الوجه و لا غُصَّ في القلب" كما يقول المثل الشعبي التونسي

و تماشيا مع منهجية النادي، فخير ما نستهل به ندوتنا - بعد الصلاة و السلام على آخر المرسلين - هو التذكير ببعض الأقوال المأثورة لأربعة فلاسفة مشهورين ممّن أناروا و لا يزالوا ينيرون لنا الطريق
1.     الفيلسوف المغربي عبد الله العروي
-         لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه
-         نعتقد أن أيسر مدخل إلى روح أي مجتمع هو مجموع شعارات ذلك المجتمع
-   إذا أردنا أن نعرف معنى الحرية في مجتمع ما، علينا أن نحلل فقه ذلك المجتمع إذا اعتبرنا أن الفقه يعطينا صورة شاملة على العلاقات الاجتماعية في المجتمع العربي التقليدي
-  لكي نحافظ على أسباب التقدم لا بد من الإبقاء على حقوق المخالفين في الرأي، لأن الاختلاف هو أصل الجدال و الجدال هو أصل التقدم الفكري و الابتكار

2. الكاتب و الفيلسوف و الموسيقي السويسري الفرنسي جان جاك روسو
 يقول متعرضا لحركة الإصلاح الديني في أوروبا أن منطق ذلك الإصلاح: "هو قبول كل تأويلات الكتاب المقدس سوى تأويل واحد، ذلك الذي يرفض حرية التأويل


3.     عالِم الاقتصاد و المنطق، الفيلسوف البريطاني جون ستيوارت ميل
يقول "عندما نقبل أن تكون المبادئ مسلمات لا تحتمل النقد و أن تكون المسائل الكبرى التي تهم البشر موضحة بدون نقاش مجدد، حينذاك يضمر النشاط الفكري الذي طبع الفترات الذهبية من تاريخ الإنسان


  1. الفيلسوف اللبناني علي حرب
-         الحوار لا يمكن أن يتم بالعقليات التقليدية، لا بد له من عقلانية مركبة ذات رؤية منفتحة لا مغلقة وصيغة مرنة لا جامدة وبنية مركبة لا بسيطة ومنهج تعددي لا أحادي ونظام متحرك لا ثابت، خصوصاً ونحن نلج في عصر تبدو فيه المعطيات في حركة متواصلة وسيلان دائم
-          يبدو لي أن المثقف العربي توغّل في نقد الإنتاج الثقافي العربي و نسي نقد آلة الإنتاج نفسها المتمثلة في المثقف العربي نفسه

أنهي تدخلي هذا بالجملتين التاليتين المعبرتين عن فلسفة نادي جدل حسب اجتهادي الشخصي
-         يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما نحن في نادي جدل و اقتداء بالمنهج العلمي،  نرجو من ضيوفنا الكرام الشك في كل ما نطرح من إشكاليات و نرحب بنقدهم الهدّام قبل البنّاء لأن الهدم يسبق و ينبئ عن البناء
-         لا نقصد فرض رأينا عليكم بالأمثلة و البراهين بل ندعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي
-         نحن نعرف و نعي حدودنا جيدا لأننا نؤمن أن المعارف و المعلومات - حتى العلمية منها - لا تغيّر بالضرورة القيم غير العلمية الراسخة في مجتمعنا العربي الإسلامي بل تزعزعها فقط و كما قال رسولنا الكريم: "من اجتهد و أصاب فله أجران و من اجتهد و لم يصب فله أجر واحد" و نحن في نادي جدل قنوعون بالأجر الواحد في انتظار الأجر الثاني إن فزنا به عن جدارة إن شاء الله

و تماهيا مع منهجية نادي جدل و تمسكا بشعاره، نعتذر من السيد المحاضر و نعلمه أننا  خصصنا لمحاضرته نصف ساعة فقط، نضيف لسيادته نصف ساعة أخرى في آخر الحصة للرد على تساؤلات المشاركين و استفساراتهم و سنخصص الساعتين المتبقيتين من الوقت لتدخلات المشاركين، و بعد إذنكم و رضاكم، سنمنح لكل متدخل من الجمهور الحاضر خمس دقائق فقط، حتى نفسح المجال لأكثر عدد ممكن منكم للتعبير عن آرائكم أو إلقاء أسئلتكم على الضيف المحاضر، حفظه الله و رعاه لأمه و أبيه و لتونس أيضا

تاريخ أول نشر على النت
حمام الشط في 18 جانفي 2013


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire