jeudi 31 octobre 2019

اليساريون التونسيون المنبتّون؟ مواطن العالَم، متعدّد الهُويات



في الفيسبوك، اليساريون المنبتّون يكتبون "لِروحه (ها) السلام" عوض لغة شعبهم "الله يرحمه (ها)". هل يجرؤ واحد منهم على قولها مباشرة في عزاء؟
لْواهْ شَرْيان الشْبوكْ والعداوات المجانية، إذن؟ ويقولون: الناس تكرهنا؟ الأصح، أنتم اللكَرَّهْتُم الناس فيكم وفي اليسار عمومًا ومشينا نحن في الساقين. جهلٌ مُطبقٌ بالأنتروبولوجيا (علم الأنسنة): عقدة نقص حيال المركزية الأوروبية، احتقارٌ غير مبرّرٍ للذات، ألا يعرفون أن لا حضارة تفوق حضارة ولا شعب أفضل من شعب ولا هوية خير من هوية... الله يهديكم، رفاقي.
Je parle surtout des militants (gauche en général veut dire militant), ceux-là n'ont pas le choix, ils sont obligés par leur engagement envers un peuple musulman. Les autres, ils devraient être au moins conséquents avec eux mêmes. Dans l'absolu, ils sont totalement libres طولهم وطول عصاتهم

إمضائي (مواطن العالَم، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 1 نوفمبر 2019.


dimanche 27 octobre 2019

مناجاة الذات الحائرة! مواطن العالَم، متعدّد الهُويات



التجذر والانبتات، الشك واليقين، العلم والدين، الماركسية والحرية، اللائكية الفرنسية أو الستالينية المعاديتان للدين والعلمانية البروتستنتية الأنـﭬلو-سكسونية المتصالحة مع الدين، المقاربة التحليلية والمقاربة الشاملة، الوطنية والمواطنة العالمية، الموروث الجيني والمكتسب الثقافي، نظرية المؤامرة ونظرية التفاعلِ بين الدول، التفاعلِ المرغوبِ كَرهًا أو المفروضِ غصبًا، المكتوب ومسئولية الفرد، المركزية الأوروبية والإسلام صوت الجنوب، الحضارة المسيحية العجوز والحضارة الإسلامية الشابة، التقوى والفجور، أخلاق المجتمع وأخلاق الفرد، الأنانية والتطوع، الرأسمالية والاقتصاد التضامني، جمنة وحمام الشط، تعليم أول الاستقلال وتعليم اليوم، المحافظة والحداثة، القديم والجديد، فهم المجتمع أو تغييره، الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية، الحتمية والانبثاق، المقاومة المسلحة والمقاومة السلمية، اللغة العربية واللغة الفرنسية، الثورة والدولة، الشهوات والجهاد ضد النفس، قيس سعيّد أو الفساد، إلخ.

سَطَعَ النورُ فجأة ومعه انطفأت الحقيقة الجاهزة، ضَعُفَ النظرُ وزال معه وضوحُ الرؤيا، قَرُبَ الأجلُ وتبدّد معه آخر أملٍ لي في التفاهم مع نفسي والتصالح معها، نفسٌ أمّارةٌ بالسوء متمردةٌ عنيدةٌ وعَصِيّةٌ على الترويض. نفسٌ عاشت ثلاثة عقودٍ في قفصٍ، قضبانُه متعاركةٌ، ثم خرجت منه إلى الحرية زحفًا على يديها ورجليها، كسيحةٌ فاتتها مرحلة تعلم المشي مستقيمةً، وكان ماضيها يزحف خلفها بلجاجة كأنه يخشى أن تتلكّأ عن الزحف نحو الحرية لحظة واحدة أو تحنّ للرجوع إليه.. ما أمرّ الرجوع إليه. وعندما هممتُ بالانتصاب وجدتني في وحدةٍ قاسية إلى حد أني شعرتُ بقسوتها تُثقل رُكَبِي وتُغلق أهدابي، وحدةٍ حاصرني في ظلمتها بعِصِيّهم أصحابي.

سياطهم آلمتني، لم تحبطني، زحفتُ، زحفتُ، وعند الثالثة شعرتُ كأن الألم زال والزحفُ تسارعَ ونَبَتَ لي جناحان وشعرتُ أيضًا أني في الجوّ حرًّا طليقًا أطير، أغرّد بعيدًا عن حِقدِ ذوي الصداقة القديمة الذي كاد أن يكتم أنفاسي في صدري ويجذبني بعنف إلى الوراء، إلى قفص الإيديولوجيا الماركسية .. كانت المغدورةُ حريةً عند بداية تَشَكُّلِها، فأصبحت جورًا وطغيانًا عند اكتمال تَشَكُّلِها، أفضل أفيونٍ للمثقفين.

المصدر: النص من تأليفي والوحي جاء من ورقةٍ مقطوعةٍ من كتابٍ، ورقةٍ يتيمةٍ وصلتني اليومَ من صديقي المحترم محمد بوسريرة.

إمضائي (مواطن العالَم، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 27 أكتوبر 2019.

jeudi 24 octobre 2019

تاريخ معاصر: الحزب الشيوعي الفرنسي والجزائر من 1920 إلى الاستقلال؟ لوموند ديبلوماتيك، ترجمة دون إضافة ولا تعليق مواطن العالَم، متعدّد الهُويات




-         بين 1920 (مؤتمر تور) و1954 (انطلاق حرب التحرير الجزائرية)، سادت، لدى شريحة من العمال الفرنسيين، حالة من اللامبالاة تحولت فيما بعد إلى عداء بل إلى كره للسكان الجزائريين الأصليين (عرب وأمازيغ). أما الحزب الشيوعي الفرنسي فقد سادت داخله حالة من الاهتمام المصحوب بالذهول، حالة تميزت بمعارضة كل حركات التحرر قبل 1920 ثم تحولت إلى حالة تَجَذُّرٍ ضد الاحتلال بداية من سنة 1930.
-         أكتوبرسنة 1936، تأسس الحزب الشيوعي الجزائري (PCA). ولادتُه كانت نتيجةً لنضال ضد جمود القيادة الباريسية (PCF). يطمح الحزب الجديد إلى كسر العداء السائد لدى أغلبية الشيوعيين الأوروبيين المقيمين في الجزائر. أصدر جريدة سرية من 1955 إلى 1957 (La Voix des soldats).
-         8 ماي 1945، وقعت مجزة سطيف (45 ألف شهيد): ردة فعل الشيوعيين في فرنسا كانت غامضة.
-         12 ماي 1956، سار الحزب الشيوعي الفرنسي على خطى أغلبية البرلمان التي منحت للحكومة الفرنسية الاشتراكية سلطات استثنائية  حتى تواصل الحرب ضد جبهة التحرير الجزائرية (FLN). هذا الموقف لم يمنع الشيوعيين الجزائريين من أصل فرنسي من المشاركة في المقاومة وانخرط الحزب الشيوعي الجزائري في حرب التحرير محتفظًا بشيء من الاستقلالية حيال جبهة التحرير.
-         سنة 1955، كان الشيوعيون الفرنسيون أول من خرج في شوارع باريس للتنديد بالحرب الجزائرية. في النهاية وبالرغم من عثراته ومواقفه المتذبذبة فقد لعب الحزب الشيوعي الفرنسي دورًا، نستطيع أن نقول عنه أنه موقفٌ إجماليًّا إيجابيٌّ.

Référence : Le Monde diplomatique, octobre 2019, extraits de l`article «Histoire Les communistes et l’Algérie», par Arezki Metref, , p. 26

إمضائي (مواطن العالَم، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 24 أكتوبر 2019.


mercredi 23 octobre 2019

تعليقٌ مُرٌّ، مرارة نهب الرأسمالية المعولَمة للمال العام، تعليقٌ حول اقتراح الرئيس الجديد بالتبرّع الشعبي لخلاص القروض الخارجية الكريهة . مواطن العالَم، متعدّد الهُويات



ملاحظة منهجية:
اقتراحٌ شعبيٌّ، نقلَه قيس سعيد، أو يتبنّاه قيس سعيد، تدقيقٌ شكلي لن يغيرَ في مضمونِ تحليلي شيئًا يُذكَرُ. 

مقدمة تجنبًا للمزايدة الفارغة:
لو.. لو كان التبرّع سينقذنا من التداين الخارجي والتبعية الاقتصادية المزمنة للدول المُقرِضة لَتبرّعتُ مدى الحياة بثلث مرتبي كأستاذ ثانوي متقاعد (500/1500). لم يبق في العمر إلا القليل! لماذا الثلث بالضبط؟ لأنه يساوي المبلغ الذي أدّخرُه شهريًّا للطوارئ (دفتر ادخار مدرسي لابني الصغير، أمراض فجائية تكثر في الشيخوخة، تبييض الدار، عرس ابني الكبير، إلخ.). لو...

لُبُّ الموضوع:
المستفيد الوحيد في تونس من القروض الخارجية القذرة (Les dettes odieuses)، هم رجال الأعمال وخاصة المعفيين من دفع الضرائب أو تخفيضها مثل أصحاب النزُل (خاصة عند الأزمات وما أكثرها)، شركات التصدير، الشركات الاستثمارية الأجنبية (قانون أفريل 1972)، المصحات الخاصة، الكوادر العليا العمومية المرتشية من تسهيل الصفقات، إلخ. (تمنيت على الأقل لو استُثمِرت القروض في بعث مشاريع كبرى تشغل المليون شاب عاطل). والحكومة تُصرّ على إيهامنا بأنها تقترض لخلاص رواتبنا. نحن، العمال بالفكر والساعد، نحن لا ننتظر صدقة من أحد، نحن نعمل وننتج، ورواتبنا من عرقنا ولسنا عبيدًا أو أقنانًا عند صندوق النقد الدولي (FMI).
نحن نعرف أن البنوك لا تقرض إلا المواطنين القادرين على سداد ديونهم (الموظفين أو الأغنياء) أي لا تقرض الفقير أو البطال دون ضمان.
فلماذا يقرضنا صندوق النقد الدولي لو كانت تونس حقًّا دولة فقيرة وبلا ضمان؟ (مَفمّاش قطّوس يصطاد لربي!).
ضمان تونس - حسب رأيي المتواضع - هو عرقنا وثرواتنا الباطنية والفلاحية ومليون عامل بالخارج، فيهم على أقل تقدير مائة ألف دماغ مهاجر (أساتذة، أطباء، مهندسين، تقنيين سامين، إلخ.). أدمغة صرفنا على تكوينها أضعاف أضعاف قيمة القروض. فمن يا تُرى يُقرضُ الآخر؟ ومن يا تُرى عليه سداد الدين؟ FMI أم نحن؟

مثال للشرح والعِبرة:
أمريكا هي أغنى دولة في العالم وفي نفس الوقت هي أكبر دولة متداينة في العالَم (le pays le plus endetté dans le monde)، كذلك فرنسا (دَينٌ يُقدّرُ بألفَيْ مليار أورو، تُخصِّص الدولة سنويا لخلاص فوائده ميزانية أكبر من الميزانية التي تخصصها سنويا لوزارة التربية ووزارة الشغل الفرنسيتين مجتمعتين).
السؤال: كيف نفسر دولة غنية وتقترض؟ هل هي محتاجة؟ طبعًا لا. فلماذا إذن تقترض؟
لنأخذ مديونية فرنسا مثالا، أخذته من جريدتي المفضلة لوموند ديبلوماتيك الناطقة بالفرنسية ("وشهد شاهدٌ من أهلها"): دافعو الضرائب الفرنسيون هم من يموّلون البنك المركزي الفرنسي (مؤسسة حكومية في بعض الدول أو خاصة في البعض الآخر كفرنسا مثلاً وحديثًا تونس).  البنك المركزي يُقرض البنوك الخاصة بفائض زهيد (وهي صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والبنك المركزي الأوروبي أو ما يُسمى عادة بالسوق المالية بجميع بنوكها الخاصة، الفرنسية أو متعددة الجنسية). وفي المقابل تقوم هذه البنوك الخاصة بإقراض جميع الدول دون أفضلية لأحد بما فيها فرنسا نفسها، تُقرضهم بفائض مُشِط (والدليل المديونية التي أفقرت وركّعت وذلّت اليونان مهدَ حضارتهم).
الاستنتاج من المثال: الدول كلها تقترض، لكنها لا تقترض لأنها فقيرة أو محتاجة (لقد قلنا سابقًا أن أمريكا هي أغنى دولة في العالم وفي نفس الوقت هي أكبر دولة متداينة في العالَم، وأنا أومن أن لا وجود لدول فقيرة بل يوجد حكّامٌ سُرّاقٌ ورأسماليون جشعون وأنظمة حكم فاسدة ومرتشية ).
أكرر السؤال  أعلاه: كيف نفسر دولة غنية وتقترض؟ هل هي محتاجة؟ طبعًا لا. فلماذا إذن تقترض؟
الجواب: حيلة جهنمية من حيل الرأسمالية العالمية لإضعاف وإنهاك الدولة لمصلحة الأغنياء والقطاع الخاص، تكتيكٌ شيطانيٌّ لنهب المال العام (عرقي وعرقك، ثرواتنا الباطنية والفلاحية)، نهبه بطرق تبدو للغافل شرعية وقانونية ويضيفون لها لقب علمية ويدرّسونها في أرقى الجامعات، أما أنا وأنت فلي ولك ربي ولن ينقذنا من شر الرأسمالية وحيلها، لا سعيّد ولا التبرّع ولو لمائة سنة.
أملي الوحيد والضئيل جدًّا يكمن في تغيير المنوال الاقتصادي تدريجيًّا حتى يتحول من منوال اقتصادي رأسمالي فردي حالي مبني على الربح المشط والمصلحة الخاصة الأنانية الضيقة أولاً إلى منوال اقتصادي اجتماعي مستقبلي مبني على التضامن والمصلحة العامة أولا، ولكم في تجربة جمنة الناجحة في الاقتصاد الاجتماعي التضامني حلاَّ جذريًّا وبديلا نموذجيًّا لو كنتم تعقلون والأوهام لا تصدقون.

خاتمة:

رجال الأعمال الجشعون ينهبون القروض والمال العام، والشعب بأكمله يدفعُ فاتورة ما أكله غيرُه!

إمضائي (مواطن العالَم، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 23 أكتوبر 2019.



mardi 22 octobre 2019

"وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ": دعاءٌ صباحيٌّ صادرٌ عن يساريٍّ مسلمٍ عَلمانيٍّ، متشبثٍ بعلمانيتِه وهو نفسه لا يعرفُ لماذا! مواطن العالَم، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable



مقدمة:
"وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" (سورة الأعراف، آية 34).
Michel Onfray (philosophe français athée-chrétien) a dit en substance: Les civilisations, comme les individus, naissent et meurent. Exemples de civilisations mortes : la pharaonique, la babylonienne, la sumérienne, la grecque,  l’araméenne, la roumaine, la byzantine, l’inca, etc. La civilisation judéo-chrétienne, aujourd’hui elle est en décadence et elle est en voie de disparition et vous, les occidentaux,  vous ne pouvez rien faire pour aller contre et éviter son naufrage comme vous n’avez pas pu éviter en 1912 celui du Titanic. La civilisation musulmane est une civilisation encore jeune car elle a encore des adeptes qui sont prêts à se sacrifier pour la sauver (eh bien, c’est M. O. qui a dit ça et non Mohamed Kochkar, vous pouvez vérifier  à votre guise). Amin Maalouf (un libanais-français, penseur libre, excellent romancier et membre de l’académie française depuis 2011) a écrit récemment, avril 2019, un livre intitulé : Le naufrage des civilisations 

الدعاء:
يا رب.. أهدنا وامهلنا، نحن أمة العرب، ولا تآخذنا بما فعل السياسيون الفاسدون منا، "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ"، وامنحنا فرصة أخيرة حتى نغيّر بأيدينا ما بأنفسنا، وإذا لم نكن في المستوى، فاحصدنا حصادًا لا يتلوه زرعٌ.
للأسف الشديد، إنها حقيقة وَاقعِنا المرّ، لقد بدأ نجمُنا بالأفول (حَصَلَ منذ عشرةِ قرونٍ)، ابتعدنا عن جوهر ديننا (الجوهر عندي أنا، هو "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي"، وليس الصوم والصلاة المفرغَين من التقوى)، تمسّكنا بالقشور (التدين المزيف: أقِمْ الصلاة في مِيقاتِها وغِش في البيع، احتكر السلع، طفّف في الميزان، قرّي ليتيد بِـجَشَعٍ، رفّع في الأسعار، إلخ.)، دَبّ الخلاف بيننا، حرّفْنا كلماتك، شوّهْنا رسالتك، فأخذَنا التمزقُ والشتاتُ شرّ مأخذٍ، وفي قلوبنا تضاءلتِ التقوى وإلى عقر دارنا تسلّلَ الفجور، كرهْنا بعضنا بعضًا، كرهْنا أنفسنا، وباسمك كبّرْنا وبسلاح أعدائنا  قتلْنا بعضنا بعضًا. "قتلتْنا الردة.. قتلتْنا الردة.. قتلتْنا إن الواحدَ منا يحمل في الداخل، ضدّه!" (مظفّر النوّاب).
يا رب.. أغِثْ أهل الخير منا وادْحَرْ أهلَ الشر عنا ثم أقِمْ للفضيلة عرشًا في بلدانِنا كما أقمته في البلدان الأسكندنافية واهدِمْ عرشَ الفسادِ عندنا كما هدمتَه عندهم.

خاتمة:
إنه التلميحُ والتلويحُ وهو، لَعَمْرِي، عند أولِي الألباب أبلغُ من البَوحِ والتصريحِ!

المصدر:
مقالٌ من تأليفي لكن فكرته وبعض بلاغته مستوحاتان من كتاب "آفاق في فهم الهداية الإلهية"، بقلم عبد الحسين فكري، الطبعة الأولى، ديسمبر 2016.

إمضائي (مواطن العالَم، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في مقهى الشيحي التعيسة التي لم تعد تعيسة، السادسة صباحًا، يوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2019.


dimanche 20 octobre 2019

مساهمة بيداغوجية في ظاهرة حملات النظافة والتزيين المنتشرة هذه الأيام في مدن وقرى تونس. مواطن العالَم، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable



عملٌ تطوّعيٌّ أباركه لكنني أودّ مَأسَسَتَه (Institutionnalisation: le transformer en une institution) أو بالأحرَى تحويلَه إلى مفهومٍ ( conceptualisation : Élever au niveau du concept des pratiques empiriques ; organiser en concepts : Une théorie qui conceptualise des pratiques diverses).
كيف؟ لماذا لا نستلهم من التجربة البيداغوجية الكندية الراقية؟
في كندا، يُطالَبُ تلميذ الثانوي بـ40 ساعة تطوّع خلال فترة دراسته بالمعهد، ولا يتسلم الناجح في الباكلوريا شهادته إذا لم ينجز ساعاته كاملة حتى ولو حصل على 19\20 معدل. مثلا: يقوم التلامذة الكنديون (مسلمون وغير مسلمين) بخدمة المواطنين الكنديين المسلمين في حفلاتهم العامة بمناسبة الأعياد الدينية، وفي النهاية يمنح منظمو هذه الحفلات شهادة مشاركة للتلميذ المتطوع، شهادة وَرَقِية يستظهر بها في معهده وتُحفظُ في ملفه المدرسي (Les élèves du lycée doivent effectuer 40 heures de service communautaire durant leurs études secondaires).

لماذا لا نفعل مثلهم في وزارة التربية التونسية وقد انتشرت المعاهد عندنا في جميع مدننا الكبيرة والصغيرة، إجراءٌ بيداغوجيٌّ غير معقّدٍ ولا يتطلب تمويلاً باهظا ولا انتدابًا إضافيًّا، إجراءٌ يتماشى مع ديننا وتقاليدنا ولنا فيه قديمًا باع وذراع (أمثلة عشتُها أنا شخصيًّا في جمنة السبعينيات: كانت لنا عادة الاستنجاد  بالأقارب والأصدقاء والجيران، تطوّعًا ودون مقابل، رجالاً ونساءً، شيبًا وشبابًا وأطفالاً، نستنجد بهم للمساهمة في العمل في مناسبات عديدة، مثل الطبخ في الأفراح والأتراح وزردة سيدي حامد بوﭬبرين، أو عند تحضير منسج الصوف، أو عند جني التمور أو تسقيف الدار بالجريد، إلخ.).

لنأخذ مثالاً تطبيقيًّا من الواقع اليومي المَعِيش، وكل أمثلتي أستمدّها من بيئتي الأصلية ومسقط رأسي جمنة، لا لأنني جهوي بل لأنني أعرف مدينة جمنة أكثر من غيرها من المدن التونسية الأخرى بما فيها حمام الشط محل إقامتي منذ ثلاثين سنة. تصوروا لو طَبَّقَ معهد جمنة ما يقع في كندا، معهدُنا فيه على أقل تقدير 10 أقسام ثانوي، كل قسم يضم على أقل تقدير 20 تلميذًا. أذكّر بالتجربة الكندية، كل تلميذ مطالَب رسميًّا بإنجاز 10 ساعات عمل تطوعي في العام، فماذا ستكون الحصيلة يا تُرى خلال عقدٍ من الزمن: 10 أقسام × 20 تلميذ × 10 ساعات في العام × 10 سنوات = 20 ألف ساعة عمل تطوّعي مجاني (إنشالله انكون ما اغلطّش في الحساب، لا لومَ على أستاذ علوم اهْرِمْ). والله العظيم طاقة عملاقة قد تُزحزِح كثبان الرمال جميعًا في كشّادَة وشِطيانْ وبوروزينْ (ثلاثُ واحاتِ نَخِيل دلة نور بجمنة، تُهدّدُها الرّمالُ الصحراويةُ الزاحفةُ)، وتجعل من مدينة جمنة أنظف من مدن سويسرا، ومن واحاتها أجمل واحات العالم، ومن فقرائها أسعد فقراء الدنيا، ومن قلوب أهلها أطهر من قلب حاتم الطائي، وقد تفتح لمتساكنيها، إن شاء الله، أبوابَ الجنة السبعةَ على مِصراعَيها!

إمضائي (مواطن العالَم، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 20 أكتوبر 2019.



mardi 15 octobre 2019

شَرْحٌ بيولوجيٌّ باللغة الفرنسية للمقولة السابقة المنشورة باللغة العربية، والتي في تبدو ظاهرها مقولةً دينيةً "إلى المؤلّهين الإنسان: عليكم أن تنتبهوا أنه كائنٌ جُبِلَ على الفجور والتقوى ولن يتغير. صفتان متلازمتان والأخطر، تُورَّثان جينيًّا". مواطن العالَم



Nos 25 mille gènes ont été sélectionnés, il y a 30 mille ans (date d’apparition d’homo sapiens) pour nous dicter un comportement paradoxal et invariable (sauf par une batterie de mutations génétiques improbables). Un comportement actuellement bizarroïde qui nous façonne à être solidaires dans notre groupe humain (religion, nation, ethnie, idéologie, parti, classe sociale, statut intellectuel, syndicat, secteur professionnel, tribu, secte, famille, etc.), et en même temps à être hostiles envers les autres groupes humains. (Livre-référence : Génétique du péché originel. Le poids du passé sur l`avenir de la vie. Christian de Duve, Prix Nobel de médecine  en  1974, biologiste moraliste, Editions Poches Odile Jacob, Paris, 2017, 240 pages)

Commentaire du citoyen du monde : aujourd’hui, heureusement par l’effet  culturel positif de la mondialisation, les autres ne sont plus des autres (exemple : les français ne doivent plus être considérés comme des autres, car il y a des centaines de milliers de tunisiens franco-tunisiens). Malheureusement, notre ADN est resté tel qu’il est, un logiciel performant mais anachronique, et pour lui rien n’a changé, les autres sont toujours des autres. Le dilemme : L’ADN est héréditaire, par contre l’acculturation n’est pas héréditaire mais acquise par l’éducation

Ma signature
Pour le critique, « il ne s’agit pas de convaincre par des arguments ou des faits, mais, plus modestement, d’inviter à essayer autre chose » Michel Fabre & Christian Orange, 1997
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique

Date de la première publication sur mon compte FB : Hammam-Chatt,  mardi 15 octobre 2019



lundi 14 octobre 2019

ماذا جنيتُ من مسيرة طويلة من التأقلم الواعي مع مجتمعي التونسي الأمازيغي-الإسلامي-العربي؟ مواطن العالَم



(Un long et sinueux processus de changement conceptuel progressif)
مقدمة ديونتولوجية:
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى مقاربةٍ أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي. لم أنصِّبْ نفسي يومًا ناصحًا أو مرشدًا أو داعيةَ أو aiguilleur de conscience. ومَن أكون أنا حتى أعلِّمَ الآخرين.. والمجالات الثقافية التي أجهلها تُعدّ بالعشرات ولا أعرف إلا مجالاً واحدًا أحدًا وهو علوم التربية، وداخل هذه العلوم لا أعرف إلا علمًا واحدًا أحدًا هو علم الديداكتيك، وداخل هذا العلم لا أعرف إلا فرعًا واحدًا أحدًا هو ديداكتيك البيولوجيا.

ماذا جنيتُ؟
-         جنيتُ أصدقاءَ جدد غير يساريين، مباشرين وأغلبهم فيسبوكيين، نهضاويين، سلفيين غير جهاديين ومتدينين عاديين ملتزمين أو مثلي نصف-ملتزمين: شطبتُ من قاموسي مفردات الإقصاء والاستئصال، ونزعتُ من قلبي أحاسيس الكره والبغضاء لمن يخالفني الرأيَ مع احتفاظي برأيي كاملاً غير منقوصٍ. أحببتهم فأحبّوني، قرأتهم فقرأوني، أنصَتُّ إليهم باحترامٍ فسمعوني، رأيتهم فرأوني. استفدت من قراءة اليساري المغربي الفيلسوف عبد الله العروي: "لا أحد مُجبرٌ على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه".
-         جنيتُ تَحَسُّنًا طفيفًا في لغتي العربية نتيجة قراءة أدبيات نقد التراث الإسلامي (عبد المجيد الشرفي، أركون، هاشم صالح، الطالبي، الصدّيق، أبو يعرب، إلخ. وأفضلهم عندي على الإطلاق وبلا منازع حتى الساعة، المفكر المبدع علي شريعتي)، وأيضًا جرّاء تكرّر الاستشهاد في مقالاتي بالقرآن والأحاديث ومن كثرة الرجوع إلى معجم المعاني الجامع ومن تعدّد الاتصال الهاتفي بثلاثة زملاء عربية للاستشارة اللغوية عند التعرّض لصعوبات نحوية أو صرفية (لسعد ورفيق وعفيف).
-         جنيتُ تصالُحًا نقديًّا مع حضارتي الأمازيغية-الإسلامية-العربية وتخلصتُ نهائيًّا من عقدة النقص حيال الحضارة المسيحية الغربية و حيال المركزية الأوروبية العنصرية. استفدتُ كثيرًا من الإنصات اليومي لفيلسوف حمام الشط كل مساء بمقهى البلميرا وسماع محاضرات على اليوتوب للفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفري والأنتروبولوﭬ الفرنسية جاكلين الشابي، واستفدتُ أكثرَ من قراءة عضو الأكاديمية الفرنسية، الروائي والمفكر الفرنسي-اللبناني أمين معلوف وخاصة في كتبه الثلاثة (Les croisades, les identités meurtrières et le naufrage des civilisations)

إمضائي (مواطن العالَم متعدّد الهُويات، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 14 أكتوبر 2019.