lundi 14 octobre 2019

ماذا جنيتُ من مسيرة طويلة من التأقلم الواعي مع مجتمعي التونسي الأمازيغي-الإسلامي-العربي؟ مواطن العالَم



(Un long et sinueux processus de changement conceptuel progressif)
مقدمة ديونتولوجية:
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى مقاربةٍ أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي. لم أنصِّبْ نفسي يومًا ناصحًا أو مرشدًا أو داعيةَ أو aiguilleur de conscience. ومَن أكون أنا حتى أعلِّمَ الآخرين.. والمجالات الثقافية التي أجهلها تُعدّ بالعشرات ولا أعرف إلا مجالاً واحدًا أحدًا وهو علوم التربية، وداخل هذه العلوم لا أعرف إلا علمًا واحدًا أحدًا هو علم الديداكتيك، وداخل هذا العلم لا أعرف إلا فرعًا واحدًا أحدًا هو ديداكتيك البيولوجيا.

ماذا جنيتُ؟
-         جنيتُ أصدقاءَ جدد غير يساريين، مباشرين وأغلبهم فيسبوكيين، نهضاويين، سلفيين غير جهاديين ومتدينين عاديين ملتزمين أو مثلي نصف-ملتزمين: شطبتُ من قاموسي مفردات الإقصاء والاستئصال، ونزعتُ من قلبي أحاسيس الكره والبغضاء لمن يخالفني الرأيَ مع احتفاظي برأيي كاملاً غير منقوصٍ. أحببتهم فأحبّوني، قرأتهم فقرأوني، أنصَتُّ إليهم باحترامٍ فسمعوني، رأيتهم فرأوني. استفدت من قراءة اليساري المغربي الفيلسوف عبد الله العروي: "لا أحد مُجبرٌ على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه".
-         جنيتُ تَحَسُّنًا طفيفًا في لغتي العربية نتيجة قراءة أدبيات نقد التراث الإسلامي (عبد المجيد الشرفي، أركون، هاشم صالح، الطالبي، الصدّيق، أبو يعرب، إلخ. وأفضلهم عندي على الإطلاق وبلا منازع حتى الساعة، المفكر المبدع علي شريعتي)، وأيضًا جرّاء تكرّر الاستشهاد في مقالاتي بالقرآن والأحاديث ومن كثرة الرجوع إلى معجم المعاني الجامع ومن تعدّد الاتصال الهاتفي بثلاثة زملاء عربية للاستشارة اللغوية عند التعرّض لصعوبات نحوية أو صرفية (لسعد ورفيق وعفيف).
-         جنيتُ تصالُحًا نقديًّا مع حضارتي الأمازيغية-الإسلامية-العربية وتخلصتُ نهائيًّا من عقدة النقص حيال الحضارة المسيحية الغربية و حيال المركزية الأوروبية العنصرية. استفدتُ كثيرًا من الإنصات اليومي لفيلسوف حمام الشط كل مساء بمقهى البلميرا وسماع محاضرات على اليوتوب للفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفري والأنتروبولوﭬ الفرنسية جاكلين الشابي، واستفدتُ أكثرَ من قراءة عضو الأكاديمية الفرنسية، الروائي والمفكر الفرنسي-اللبناني أمين معلوف وخاصة في كتبه الثلاثة (Les croisades, les identités meurtrières et le naufrage des civilisations)

إمضائي (مواطن العالَم متعدّد الهُويات، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 14 أكتوبر 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire