vendredi 17 avril 2020

الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 10



ما هي الدوافع المشتركة بين المحاربين المتطوعين من اليسار أومن اليمين المتطرف وبين الجهاديين الإسلاميين؟ ترجمة مواطن العالَم
1.     الإيديولوجيا أو التعصب لوهم الفاشية والنازية أو وهم الشيوعية أو وهم الحرية أو وهم "الإسلام هو الحل".
2.     حُلُم تكوين دولة من عدم: دولة الشيوعية (الاتحاد السوفياتي سابقًا) أو دولة اليهودية (إسرائيل) أو دولة الإسلام (داعش) أو دولة الأكراد (بين إيران والعراق وسوريا وتركيا) أو دولة الفلسطينيين (غزة والضفة الغربية) أو دولة الأرمن (أذريبجان).
3.     الاعتماد في استقطاب المحاربين المتطوعين على الوسطاء المقيمين في البلدان الأصلية مثل أعضاء الأحزاب السياسية والمنظمات العمالية الصهيونية والجمعيات الخيرية والثقافية الإسلامية أو اليهودية أو اليسارية أو اليمينية (تأهيل إيديولوجي وعسكري ولوجستي مثل تهريب المتطوعين والسلاح والتجهيزات التكنولوجية والأموال عبر الحدود) أما وكالة الاستعلامات الأمريكية (CIA) فقد سهلت سنة 1980 نشاط بعض المساجد الأمريكية لانتداب وتمويل المتطوعين للجهاد في أفغانستان لكنها في المقابل تستنكر نشاطهم في معظم الأوقات.
4.     الاستغلال الحديث لمزايا الأنترنات من قِبل المجاهدين الإسلاميين أو تكثيف الاتصال المباشر عند الإمكان أو توظيف علاقات المحاكاة والتنافس بين رفاق الدراسة أو العمل أو الحزب أو الجامع أو البلد أو المدينة أو الحي وحتى العلاقات العائلية.
5.     يمثل العمال والشباب (15-30) أكثرية من بين المتطوعين من كل الاتجاهات.
6.     من شروط التطوع: غياب العمل القار عند المتطوع أو غياب الاستقرار العائلي وخاصة غياب الأبناء وهذا ما يفسر التواجد المكثف للشباب والطلبة.
7.     التطوع من أجل قضية إيديولوجية أو دينية أو قومية أو عرقية يمنح الشاب فرصة للقطع مع تفاهة المعيش اليومي ويعطيه هدفا وولادة من جديد ويرفع من شأنه أمام نفسه وأمام محيطه ويثمّن كفاءاته إن كانت له كفاءات وفي بعض الأحيان يدرّ عليه أجرا مرتفعا وفي أحسن الحالات يردّ له كرامة مفقودة في بلده الأصلي خاصة بالنسبة لقدامى المنحرين منهم.
8.     قد يغيّر المتطوع اتجاهه الفكري من شيوعي إلى فوضوي أو من النصرة إلى داعش.
9.     حُسن النية وقوة الإرادة والقليل من التدريب لا تكفي لتشكيل مقاتل ناجع وقد يمثل المتطوعون الأجانب عبئا ثقيلا على المحاربين المحترفين في ضوء ندرة المئونة والسلاح والذخيرة التي يفضِّل التنظيم تخصيصها لمن يحسِن استغلالها واستعمالها. يترك المتطوعين الجدد للأشغال الثانوية والروتينية أو يجندهم كمتاريس بشرية (chair de canon) حيث يزداد عدد القتلى والجرحى أو يدفعونهم دفعا للقيام بعمليات انتحارية مما ينجر عنه عادة إحباط لدى البعض منهم أو فرار من ساحة المعركة (داعش أنشأت شرطة خاصة في مدينة الرِّقة لتعقّب الفارّين وقد قتلت مائة منهم. رجع 27% من 1210 متطوع انطلقوا من فرنسا). يتميز أصحاب الكفاءات النادرة منهم بمعاملة أفضل كالمهندس والطبيب والطيار والميكانيكي، إلخ. وحتى في حالة الانتصار النهائي فعادة لا يبقى الأجانب في البلد المضيف وفي حال تعذرت عودتهم، يحترف عدد كبير منهم القتال ويتنقل من صراع إلى صراع آخر لعرض خبرتهم مما يقلل من شأن نظرية صراع الحضارات.
10.            عائق اللغة والثقافة المختلفة بين المتطوعين الأجانب يضطر التنظيم عادة إلى تجميعهم حسب لغتهم الأم وهذا ما يزيد من عزلة الكتائب عن بعضها البعض وخاصة عزلتهم عن أهل البلد. هؤلاء الأخيرين يدافعون عن عائلاتهم ومدنهم وقُراهم أكثر من دفاعهم على القضية الجامعة. يمتاز المجاهدون الأجانب براديكالية أكثر من أبناء البلد وقد يعارِضون الهدنة والاتفاقيات الإستراتيجية التي تراها القيادة المحلية ضرورية مع المجموعات المسلحة ذات الطابع السياسي أو الديني أو الطائفي وقد يحاولون فرض وجهة نظرهم على المدنيين على حساب تاريخ هؤلاء الأخيرين المحلي أو الجهوي أو الوطني.
Référence : Le Monde diplomatique, août 2015

jeudi 16 avril 2020

الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 9


ما هي نقاط التشابه بين مناضل يميني أو يساري التحق بإسبانيا سنة 1936 للدفاع عن الجمهورية ومجاهد مسلم ذهب اليوم ليحارب في صفوف داعش والنصرة؟ ترجمة مواطن العالَم
-         لا يوجد أي تشابه في الأهداف لكن يوجد شبه تطابق في المسار لكن المجاهدين يتفردون بتعرضهم إلى سوء الاستقبال عند عودتهم إلى بلدانهم الأصلية عكس اليساريين الذين يُستَقبلون عند عودتهم كأبطال الملاحم.
-         يوجد ما يقارب 3000 مجاهد إسلامي من جنسيات أوروبية بين أصيل ومجنَّس. لو فرضنا أن نصفهم رجع بعد الحرب وأن عُشرُ الذين رجعوا لم يتوبوا عن الإرهاب تحريضا أو ممارسة فسينتشر 150 شخص يحذِقون فنون القتال ويحسِنون استعمال المتفجرات وقد يكوِّنون في العالم  شبكات من رفاق السلاح وقد ينفذون عمليات إرهابية نوعية في أوروبا. لذلك اتخذ الاتحاد الأوروبي جملة من التدابير الردعية لمجابهة العائدين من المجاهدين، نذكر منها: سحب الجنسية و\أو حجز وثائق الهوية والاستحقاقات الاجتماعية والإيقاف التحفظي ومنع الإشهار خاصة على الأنترنات وتشديد المراقبة على الحدود. لقد أنشأت دولة "الدنمارك" مراكزَ لعلاج داء التطرف الإسلامي وفي كل الدول تقريبا جُنِّدت الموارد البشرية الاجتماعية والصحية والتربوية والعائلات أيضا لإبلاغ السلط بأي نية للإلتحاق بداعش أو بالنصرة.
-         طِوال القرن العشرين تعددت أمثلة اليمينيين واليساريين المحاربين رغم معارضة بلدانهم الأوروبية: من الكتائب العالمية في إسبانيا (1936-1939) إلى الكتائب التي ساندت الثورة الساندينية في نيكارڤوا (1979) إلى المتطوعين الفرنسيين ضد البلشفية (1941-1944) إلى محارِبي "ماشال" في الحرب التي أدت إلى إنشاء دولة إسرائيل (1948). شارك هؤلاء المحاربون المتطوعون في أكثر من خُمُسِ الحروب المسجلة بين سنة 1816 وسنة 2005 ويتراوح عددهم بين بعض المئات وعشرات الآلاف.
Référence : Le Monde diplomatique, août 2015

mercredi 15 avril 2020

أفضل تعريف لمفهوم "الأخلاق" سمعته في حياتي! مواطن العالَم



"الأخلاق هي مجموعة أنشطة نقوم بها يوميا لمقاومة الألم الذي لا يمكن تجنبه". تَقْوَى عند الفقراء، تَقِلُّ عند الأغنياء، تَنْتَعِشُ في الأزمات، تَخْبُو في الرخاء.

La phrase entre guillemets est à Michel Serres : « La morale est un ensemble d’exercices pour lutter contre la douleur inévitable et quotidienne ».

الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 8



الرجل الإرهابي الداعشي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع بحريته الطبيعية! فكرة فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة، نقل مواطن العالَم
الرجل الإرهابي الداعشي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع بحريته الطبيعية، حرية حيوانية تتجسم في ممارسة القتل والتنكيل في جهاد الكفار وممارسة الجنس دون حدود في جهاد الـ... !
قبل ظهور الحضارات وبعدها وقبل ظهور الديانات الأرضية والسماوية وبعدها، كان الإنسان ولا يزال بعضه حرًّا كالحيوان "حوت يأكل حوت وقليل الجهد يموت"، أي حسب نظرية الانتقاء الطبيعي لداروين. قال الفيلسوف الأنڤليزي هوبز: "الإنسان ذئبٌ لأخيه الإنسان"، وأنا أقول عن  الرجل الإرهابي الداعشي أنه آلة مدربة على القتل تفوق بكثير شراسة الذئاب يا هوبز!
كانت حرب الكل ضد الكل (Le chaos) تسود العالم حتى الثورة الفرنسية سنة 1789م، خاف الفردُ أن يفقد حياته فيفقد حريته الطبيعية في المتعة الجنسية ومتعة القتل، فانبثق فيه حب الحياة (L`instinct de vie) وحكّم عقله خوفًا من الموت  وقال: حتى لا أفقد حياتي سأتخلى عن حريتي 
(Je t`obéis et tu me protèges
لفائدة سلطة تمثلني (Le contrat social de Rousseau, 1762). أما الدواعش الوهابيون فهم لا يخافون من الموت بل يمجّدون ثقافة الموت وينشرونها ولا يعترفون حتى اليوم بالديمقراطية ولا بالعقد الاجتماعي.
هذه المسألة لا علاقة لها بالدين ولا بالتقدم لأن هذه النزعة الشهوانية والتدميرية نجدها قديمًا عند الملوك المستبدين وحديثًا عند الديكتاتوريين 
(سلبوا حرية مواطنيهم دون عقد اجتماعي Les citoyens ont obéi, les dictateurs ne les ont pas protégés)، 
ونجدها أيضًا عند الرأسماليين الجشعين والدول الاستعمارية: كان جل الملوك (دواعش عصرهم) هم الوحيدون الذين  يتمتعون بحريتهم الطبيعية في ممارسة الجنس مع أي امرأة في مملكاتهم ولهم حق قتل أي مواطن دون أن يُسألوا عما فعلوا من فواحش أو جرائم. وكان الديكتاتوريون كذلك أيضًا ولا يزالون: هتلر وبول بوت فعلا أشنع مما فعله الدواعش، الأول في ألمانيا  أحرق اليهود وقتل الملايين من الروس وغير الروس وأخصَى المعوقين ذهنيًّا واستعمر نصف العالم، والثاني في كمبوديا أباد رُبع شعبه في أربع سنوات. أما الرأسماليون الجشعون والدول الاستعمارية فلا شيء يردعهم أمام الربح، دمروا دولاً بأكملها، أفغانستان، الصومال، العراق، ليبيا، سوريا والقادم أظلم وأهانوا وأذلّوا حديثًا اليونانيين أبناء دينهم وعِرقهم وبُناة حضارتهم ومؤسسي ديمقراطيتهم في عهد الحكومة اليسارية المنتخبة ديمقراطيًّا، حكومة سيريزا.

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 27 ديسمبر 2016.

mardi 14 avril 2020

الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 7



أسبابُ الإرهاب الإسلامي في العالمِ؟ مواطن العالَم
يبدو لي أنها ليست مربوطةً بعامل واحد فقط كالفقرِ وحده أو الجهلِ أو التخلّفِ.
هي قد تكون مربوطةٌ بتورُّمِ عائداتِ النفطِ الخليجي، وتحديدًا بتسلّطِ ملوكِ وأمراءِ السعوديةِ والإماراتِ وقَطرْ. ظَهَرَ الإرهابُ الإسلامي في العالمِ في بداية الثمانينيات متزامنًا مع ارتفاع سعر النفط الخليجي بعد الحظر سنة 1973، سنة حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل.
اغتنَى الخليجُ دون جهدٍ (ثروة أحفورية) فبدأت الحروبُ الأهلية، وفي رحمها نشأ الإرهابُ، ولن يتوقفَ الشرُّ إلا عند نزول سعرِ البترول وإفقارِ أمراءِ الخليجِ.

ماذا فعل أمراءُ الخليج حتى نحمّلهم كل هذه المسؤولية؟
أجرموا في حق العالم العربي وسأكتفي بذكر جريمتين نقلاً عن مجلة "لوموند ديبلوماتيك" (عدد نوفمبر 2017):
-         "ما زال أثرُ التشوّهِ الذي أحدثته عائدات البترول يلعب دورَهُ السامّ بالتمام، وذلك بتوظيفِ مبالغَ مالية خيالية (دولة قطر لوحدها صرفت 137 مليار دولار لتمويل الحرب الأهلية في سوريا، مبلغٌ يساوي تقريبًا 9 أضعاف ميزانية تونس السنوية المقدّرة حاليًّا بحوالي 30 ألف مليون دينار)، وظفتْها لخدمة مصالح أنانية حقيرة خاصة (البذخ والفسق) وتطبيق سياسات قمعية في الداخل وتمويل حروب أهلية في الخارج. (...) ولن يكبح جِماحَ حِدة تدخلاتهم إلا انهيار أسعار البترول مما سيحرمهم أيضًا من الموارد الضرورية للمحافظة على السلم الاجتماعي الداخلي. (...) أو يكبحها تطوُّرُ إنتاج الطاقة البديلة المتجددة (ريح، شمس) الذي سيسمح بتعميم استعمال السيارات الكهربائية في سياق الحد من الاحتباس الحراري المتزايد أكثر فأكثر. نُظيفُ إلى ما سبق ظهور غاز الشيست في الأسواق العالمية والذي سوف يساهم في منافسة النفط وتحطيم أسعاره."
-         "في العشريتين الأخيرتين، استثمرت دول الخليج المصدرة للبترول جانبًا مهمًّا من رساميلها السيادية التي تُقَدّر بآلاف ملايير الدولارات مما أجبر الحكومات الخليجية على تكريس جهودها في إدارة هذه المبالغ الضخمة الموظفة عادة في الخارج عوض توظيفها في تنمية اقتصاديات بلدانها. يلح علينا السؤال الأساسي التالي: مَن هو المالِك الشرعي لهذه الثروة؟ السلطان، عائلته، الشركات  العمومية (أرامكو مثلاً)، البنوك الأجنبية أين أودِعَت هذه المبالغ المالية الهائلة، أو بالأحرَى أودِعَ البلدُ كله."

خاتمة: يبدو لي (ليس اجتهادًا ولا تأويلاً بل هو قِياسٌ مجازيٌّ) أن الآية الكريمة "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا". أمر الله مترفيها بالطاعة، ففسقوا فيها بمعصيتهم (الطبري)،  يبدو لي أن هذه الآية تنطبق على وضعنا الحالي: مُتْرَفِيهَا هم ملوك وأمراء الخليج والقرية هي سوريا واليمن والصومال.
قال فرنسوا بورڤا، عالِم السياسة الفرنسي والمختص في دراسة ما يُسمَّى خطأ بالإرهابِ الإسلامي: "حلُّ مسألة الإرهاب الإسلامي يكمن في إحلالِ العدلِ في العالَم، خاصة بين العربِ والغربِ أو بين الجنوبِ والشمالِ، والإسلامُ هو صوتُ العربِ خاصة والجنوبِ عامة".

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 30 ديسمبر 2017.

Source: Le Monde diplomatique, novembre 2017, « Urgence économique, Impasse idéologique », par Hicham Alaoui, chercheur à l`Université Harvard, p.  22

قصة حب رائعة سمعتها للتو من أنيسي في وحدتي الفيلسوف الرائع ميشيل سار. ترجمة مواطن العالَم




يُحكَى أن شيخين متجولين منهكين وفدا على قرية فلم يُكرِم وفادتهما أحد من السكان. وعند خروجها من القرية اللئيمة لمحا بِبَصَريْهِما زريبة مهجورة في أطرافها فقصداها، استقبلهما بحفاوة عجوز وزوجته، نزعا لهما حذاءَيهما، غسلا لهما ساقيهما وأحضرا لهما طعامًا شهيًّا وفاكهة نَضِرة. بعد العشاء، قام العجوز وبدأ يصب لهما النبيذ من الجرة فلاحظ أنه كلما صب أكثر امتلأت الجرة أكثر. رفع عينيه حائرًا وسأل ضيفيه: مَن أنتما؟ أجاب أكبرهما: أنا جوبيتير ورفيقي هيرميس، من آلهة اليونان، وما دمتما قد أكرمتمانا فقد جاء دورنا لنكرمكما، لن تفترقا أبدا، أنتَ عند قدوم ساعتك ستتحول إل شجرة زيزفون وأنتِ سنديان وستظل أغصانكما تتعانق مع كل هبة نسيم عليل.


lundi 13 avril 2020

الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 6


إرهابُنا وإرهابُهم والكَيلُ بمكيالَينِ حتى في الإرهاب؟ مواطن العالَم

- إرهابُنا، صرخة المهزومين المظلومين المستعمَرين المقهورين.
- إرهابُهم، سوط المنتصرين الظالمين المستعمِرين القاهرين.
- إرهابُنا، صوت الجنوب.
- إرهابُهم، صدى الشمال.
- إرهابُنا، "محلي سلفي رجعي".
- إرهابُهم، "دولي علماني حداثي".
- إرهابُنا، تتناوله وسائل الإعلام بالتقييم والتحليل وتنشر له ألف صورة وصورة وكأنه "ماتش كورة".
- إرهابُهم يمرّ دون صورة ولو واحدة للذكرى.
- إرهابُنا، يُنفذه متطرفون منبوذون في دينهم ومجتمعهم وفي العالم أجمع.
- إرهابُهم، ينفذه مهندسون طيارون بأمرٍ من رؤساء دولهم الديمقراطية وفيهم من حاز على جائزة نوبل      للسلام (أوباما، صاحب الـ2300 اغتيال سياسي خارج أمريكا بواسطة طيارات دون طيار)
- إرهابُنا، بالسكين والدهس والذبح. بِجِدٍّ، ما أوسخه وما أبشعه!
- إرهابُهم، بالطائرات والصواريخ والقنابل. بسخريةٍ، ما أنظفه!
- إرهابُنا، سببه الظلم وأداته الجهل.
- إرهابُهم، سببه الجشع وأداته العلم.
- إرهابُنا، نحن أكبر ضحاياه عددًا.
- إرهابُهم، نحن ضحاياه الوحيدون (4 مليون قتيل مسلم منذ سنة 1991حسب تصريح متكرر لأشهر فيلسوف فرنسي معاصر معارض يساري غير ماركسي أناركي تحرري ملحد-مسيحي، اسمه ميشيل أونفري، نشر 100 كتابٍ).
- إرهابُنا، حصيلته ثقيلة ومُضِرّة لكنها أقل ضررًا بالإنسانية من حصيلة إرهابهم: عشرات أو مئات الضحايا من المواطنين الغربيين الأبرياء.
- إرهابُهم، حصيلته أثقل بكثير من حصيلة إرهابنا وأكثر ضررًا بالإنسانية: مدنٌ دُمِّرَتْ بأكملها وملايين الضحايا من المواطنين العرب الأبرياء.
- إرهابُنا، مُدانٌ بالإجماع من أهله قبل غير أهله.
- إرهابُهم، مُدانٌ من قلة من أهله وكثرة من غير أهله.
- إرهابُنا ناطقٌ باللغة العربية (الله أكبر).
- إرهابُهم ناطقٌ باللغات الأجنبية (أنڤليزية، فرنسية، روسية، عبرية).
- إرهابُنا قِزمٌ واسمه بن لادن، الزرقاوي، البغدادي.
- إرهابُهم عِملاقٌ واسمه بوش، ساركوزي، بوتين.


إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران


تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 14 ماي 2018.




dimanche 12 avril 2020

الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 5



محاضرةً حول التطرف الإسلامي العنيف. تقديم عالِم السياسة أوليفيي رْوَا. ترجمة مواطن العالَم

العنوان: Conférence-débat avec Olivier Roy “Comprendre l`extrémisme violent” Culture, politique et globalisation
الجهة المنظمة: Middle East Directions & Nations Unies Tunisie
المكان والزمان: دار الثقافة ابن رشيق، الاثنين 27 مارس 2017، من الساعة 10:20 إلى 12 (المحاضرة دامت 50د بالضبط).
الحضور: 80 مشارك، تونسيون وأجانب جلهم شباب، نساء ورجال، صحفيون ومثقفون.
 
سبب ذهابي: سمعتُ عن المحاضر أنه يدافع عن وجهة نظر حول التطرف الإسلامي العنيف، وجهة نظر مغايرة لِـوجهة نظر فرانسوا بورڤا الذي دافعتُ عن فكرته أخيرًا في محاضرتي الأخيرة بحمام الشط وهذا رابطها https://www.youtube.com/watch?v=1P4wsebwoqA

إليكم تلخيص أهم ما ورد في محاضرة الباحث "رْوَا" من أفكار:
 أبدأ بخلافه مع "بورڤا": "بورڤا" يرى أنه ما دام للتطرف الإسلامي أسباب سياسية ليست دينية فإعادة تأهيل المتطرفين تكون من نفس جنس الأسباب أي سياسية وليست دينية أيضًا. يتفق "رْوَا" مع "بورڤا" في الحل الذي يتمثل في إعادة التأهيل السياسي ومعاملة الجهاديين العائدين وخاصة غير الإرهابيين منهم، معاملتهم كمجاهدين مسلمين وليس كمرضَى أو إرهابيين. يختلف معه في أسباب التطرف العنيف: قبل التسعينيات، مارس المجاهدون العرب الجهاد ضد المستعمِر في أفغانستان ولم يمارسوا الإرهاب خارج أفغانستان. وُلِد الجهاد الإرهابي بعد التسعينيات مع "القاعدة" وبن لادن وتطور مع داعش سنة 2014. يتفق "رْوَا" و"بورڤا" مع باحثَين أمريكيين يقولان بأن الدول الفرنكوفونية اللائكية (فرنسا، بلجيكا، كوزوفو وتونس) أنتجت أكبر عدد من الإرهابيين الإسلاميين بسبب اللائكية الفرنسية التي أخرجت الدين الإسلامي من الفضاء العمومي في هذه الدول الأربع.

يرى "رْواى" أن:
 - الإرهابيين الإسلاميين في العالَم الغربي كلهم سلفيون جهاديون، أما السلفيون الجهاديون في العالَم الإسلامي فليسوا كلهم إرهابيين.
-  للتطرف الإسلامي العنيف أسباب روحانية ليست سياسية وليست دينية وليست صوفية (Des causes mystiques spirituelles non politiques, non théologiques et non soufies) .والدليل أن الإرهابي عادة ما يمر مباشرة لـ"الانتحار الحلال" قبل أن يقرأ القرآن أو يتعمق فيه وذلك لأنه يعشق الموت التي تقرّبه من لقاء ربه في الجنة دون المرور بكثرة الصلاة وتعدد الصيام وطول قيام الليل. الإرهابي الإسلامي لا يخطط لنجاته بعد تنفيذ العملية ولا يملك مخططا احتياطيا بديلا (Plan B) ويُمسرِح عنفه واستشهاده مثل ما يفعل مهرّبو المخدرات في أمريكا اللاتينية، فوقْعُ فعلِه إذن غير مُجدِي سياسيا وعسكريا وينحصر تأثيره في الرعب الصادم المشهدي والفرجوي الدعائي، مما جلب إعجاب المافيا الإيطالية بشجاعة منفذي العمليات الإرهابية الإسلامية. رُبع الإرهابيين الإسلاميين البلجيكيين اعتنقوا الإسلام حديثا ونصفهم اعتنق الفكر الجهادي في السجون ولذلك نجد جلهم يفتقر إلى نضوج ديني وثقافة إسلامية. كان الإرهابيان البلجيكيان الأخوان عبد السلام يديران حانة بالفعل وليس للتمويه ولكن قبل ثلاثة أسابيع من تنفيذ عمليتهما، وضعا العَلم الأسود شعارا على صفحتيهما الفيسبوكيتين. جل الإرهابيين الإسلاميين المقيمين في فرنسا وبلجيكا ينحدرون من الجيل الثاني  (deuxième génération) ولم يرثوا ثقافة آبائهم، ربما لاختلاف اللغة وصعوبة ترجمة التراث الديني أو لعدم حاجة الأبناء لثقافة الآباء للتواصل مع وسَطهم الاجتماعي غير المسلم.
 - ليس لـداعش مشروعٌ اجتماعيٌّ لبناء دولة قادرة على الاستقرار والدوام. ينحصر مشروعُها في الجهاد وكأنه غاية وليس وسيلة.
 - انتشرت رسالة السلفية بسرعة في العالم وتعولمت لفقرِ محتواها وسهولة ترجمتها لكل اللغات ووضوح مبادئها البسيطة. القادة الدعاة السلفيون يعتقدون اعتقادا جازما وراسخا أنهم وحدهم يمتلكون الحقيقة وما على المنخرطين الجدد إلا السمع والطاعة والتنفيذ والإنجاب قبل الاستشهاد من أجل خلق جيل بُناة المستقبل، جيلٌ يتربى تحت جناح الأوائل ويتشبع بثقافة الجهاد والموت في سبيل تحقيق حُلُمٍ غير قابل للتحقيق.



vendredi 10 avril 2020

أعيدُ نشرَ المقال الذي أثار ضدي سخط كل رفاقي اليساريين وجعلهم ييئسون نهائيا من توبتي والرجوع إلى ماركس. مواطن العالَم



إضافة بتاريخ 11 أفريل 2020: أيها المتابع لمقالاتي، صباح النور، لو لبستَ نظارات علميّة سوف ترى مقالي هذا مقالاً تربويًّا تقدميًّا، ولو لبستَ نظارات ماركسية فسوف تراه مقالاً دينيًّا غارقًا في الرجعية "للعنكوش"! والخِيارُ لك أيها القارئ (mon article le plus partagé depuis 2008, au moins 540 partages)

إليكم النص الأصلي دون تعديلٍ أو إضافةٍ تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 8 فيفري 2019):
انتصارًا للعِلمِ اختصاصِي وليس انتصارًا للإسلامِ دينِي، ولكلّ مقامٍ مقالٌ؟ مواطن العالَم
يخافون على الصغار من التعليم الديني في بلاد مسلمة بنسبة 99%.
مَن هُمْ؟
هم رفاقي اليساريون الستالينيون والأقربون إليهم الحداثيون ولائكيّو فرنسا المناوئون للدين عمومًا الذين، كُرهُهم الإيديولوجي للنهضاويين القاعديين (لم أقل للإسلام) أعماهم عن المنطقِ (لا تعنيني قيادة النهضة).
أقول لهم ما يلي:
1.     المدرسة السلوكية (Le béhaviorisme de Pavlov, Watson et Skinner) ترى أن الطفلَ إناءٌ فارغٌ يملؤه المعلم بما يشاء، صفحةٌ بيضاءُ يَكتب عليها ما يريد، صلصالٌ يشكّله حسب هواه.
2.     الطفلُ يا سادتي، يا مؤمنون بحرية الضمير والمعتقد، الطفلُ ذاتٌ حرةٌ مستقلةٌ تَملأ نفسَها بما تشاء، صفحةٌ بيضاءُ تَكتب على نفسها ما تريد، مخٌّ صلصالٌ غير مكتمل الوصلات العصبية المجهرية الوظيفية (La plasticité cérébrale) يتشكل حسب هوى صاحبه متفاعلاً مع محيطه، أقرانِه ومعلّمِه 
(L`épigenèse cérébrale).
هكذا قال زارادُشتْ أو تهيّأ لي أنه قالَ (عِلم الديداكتيك أو فلسفة التعلم أو إبسمولوجيا التعليم بكل أنواعه، فروعه وتفرّعاته) وهكذا قالت المدرسة البنائية (Le constructivisme de Montessori et Piaget) على عكس ما قالت زميلتها البافلوفية، قالت: يبني التلميذ معرفته بنفسه متفاعلاً مع محيطه، أقرانه ومعلمه (Le socioconstructivisme de Vygotsky).
3.     على سبيل الذكر لا الحصر أذكّركم ببعض الاستثناءات ولا أهدف البتّة إلى إقناعكم بل أطمح فقط إلى التخفيف من تعصبكم ضد أبناء وطنكم. ستقولون لي "الشاذ يُحفظ ولا يقاس عليه" وأنا لا أطالبكم إلا بحفظ ما سأقول، أي تصونوه مِنَ الضَّيَاعِ وَالتَّلَفِ، أن لا تُدخِلوا أبناءَكم مدارسَ دينية وتُعلموهم في مدارسَ عَلمانية فلن يضمن لكم صنيعكم هذا أن أبناءَكم سيتخرّجون عَلمانيين:
-         مئات الدواعش الفرنسيين  في سوريا المولودين في باريس وليونْ من الجيل الثاني دَرَسوا في المدارس الفرنسية العلمانية ولا يَحفَظونَ من القرآن إلا الفاتحةَ وقُلْ هو الله أحد الله الصمد.
-         مئات آلاف الدواعش السوريين دَرَسوا في المدارسَ السوريةَ الحديثةَ الشبه علمانية.
-         آلاف الدواعش التونسيينَ في سوريا دَرَسوا في المدارسَ التونسيةَ الحديثةَ الشبه علمانية.
-         أكبر مَن أجرموا في حق الإنسانية في الحرب العالمية الثانية (60 مليون قتيل) دَرَسوا في مدارسَ علمانية: سياسيو وعسكريو المحور (هتلر، موسولوني، هيروهيتو، إلخ.) وخصومهم الحلفاء (ستالين، إيزنهاور، شرشل، ديڤول) وعلماء الجهتين مصمِّمو القنبلة الذرية والأسلحة الكيميائية والألغام الشخصية وتسميم الغابات والبحر والتربة والجو. دول الحلفاء كانت تحارب دول المحور، والاثنان يتسابقان في احتلال دول العالم الثالث.
4.     في المقابل، إن الذين لم يُدخِلوا أبناءَهم مدارسَ علمانية وعلّموهم في مدارسَ دينية لم يضمن لهم صنيعهم ذلك أن أبناءهم تخرّجوا متدينين:
-         العالِم الشهير داروين صاحب نظرية التطور المناقضة لنظرية الخلق في الإنجيل دَرَسَ في مدرسة دينية.
-         الفيلسوف هيڤل دَرَسَ العالي في مدرسة دينية، كانوا يُعِدّونه ليصبح قِسًّا فأصبح أكبر فيلسوف لتاريخ الفلسفة وخاتم الفلاسفة وقد صدق في ادّعائه. لم أقرأ هيڤل، كلمتين حفظتهم أمس مساءً في مقهى الأمازونيا من صديقي فيلسوف حمام الشط لكي لا أقول على هيڤل خطأً!
-         مندال، مؤسس علم الوراثة هو قس مسيحي.
-         حسين مروة أكبر مُنظِّر في الحزب الشيوعي اللبناني وكاتب كتاب "النزعات المادية في الإسلام" دَرَسَ  14 عامًا في الحزوة الشيعية في النجف في العراق.
-         طه حسين والطهطاوي، رموز النهضة العربية العقلانية، دَرَسا في جامع الأزهر.
-         الطاهر الحداد محرر المرأة التونسية دَرَسَ في جامع الزيتونة.

خلاصة القول: مقولةُ "غسل الدماغ" مقولةٌ فيها مبالغة: المخ ليس صحنًا نغسل بالصابون ما علق به من دهون، المخ عشرة مليارات خلية عصبية. كل خلية قادرة على أن تُقيم مع جاراتها عشرة آلاف وصلة عصبية أي ما يُقدّر مجموعه بمليون مليار علاقة عصبية في المخ بين خلية وأخرى. علاقات تتشكل طيلة العمر كله حسب التجربة التي يمر بها كل شخصٍ على حِده 
(L`épigenèse cérébrale)
وصلات عصبية غير قارّة (La plasticité cérébrale) ولا أحد يستطيع التنبّؤ بكيفية تشكلها في كل ثانية من جديد، تتشكل بالتفاعل مع ثلاثين ألف جينة داخل نواة كل خلية (ADN) ومع المحيط الخلوي الداخلي ومع المحيط الخارجي بكل مكوّناته المتعددة والمتحركة وهذه الأخيرة غير معروف اتجاه حركتها مسبقًا. المخ البشري عالَمٌ معقدٌ جدًّا، عجز العلم عن كشف جل ميكانيزماته وأعمق أسراره 
(ses mécanismes et ses mystères)، 
ولا أعْتَى  حاسوب في "سيليكون فالِي" أمريكا أو الصين يَقدر على مراقبة تفاعلاته الفيزيائية-الكيميائية أو قيس ذبذباته الكهرو-مغناطيسية، لا يَقدر عليه إلا الخالق الذي أبدعه و"ما أوتيتم من العلم إلا قليلا"!

خاتمة: أنا أدينُ وبشدة كل تجاوزٍ يقع على الأطفال وفي أي مكان في تونس أو في العالَم، الرڤاب أو غيرها، وإذا ثبتت التهمة على المتهمين في قضية المدرسة القرآنية بالرڤاب فأنا أطالب بتسليط أشد العقاب عليهم هم وعلى مسؤولي الطفولة المحليين والجهويين والوطنيين ولا تنسوا أمثالهم السياسيين والإداريين.
لي طلبٌ آخرَ ولو أنني أثقلتُ عليكم زملائي البيداغوجيين ورفاقي اليساريين والحداثيين ولائكيِّ فرنسا: لا تنسوا أن تتفقدوا ما يحدث من تجاوزات مماثلة أو أفظعَ  في مهرجانات الأولياء الصالحين (الله ينفعنا ببركاتهم) والروضات ونوادي الأطفال والمبيتات التلمذية والرحلات المدرسية بأكثر من يوم وإقامات المصائف والجولات المطوّلة وغرف ملابس الصغار في ملاعب الكرة والمخيمات الكشفية والمراكز المندمجة (قُرَى أطفال بورڤيبة سابقًا)، إلخ. هذا لا يعني تمييعًا لجريمة الرڤاب وليس تبريرًا لها ولا تخفيفًا بأي شكلٍ من الأشكالِ.

لماذا كتبتُ هذا المقال؟: هو مواصلة لنقاش في مقهى الشيحي وليس ردّا أو استفزازًا لأحد. لقد تناولتُ الموضوع من جانب علمي ديداكتيكي (فلسفة التعلّم، تعلّم القرآن أو غيره من المواد) وليس من جانب عاطفي ديني وإن لم تصدّقوني فـ"اجعلكم لا صدّقتم"! لكي أكتبَ يكفي أن أصدّقَ نفسي وأرضِي ضميري وبَسْ. ولو سألوني أين ستُعلِّم ابنك؟ سأجيبُ كالآتي، مع العلم أنني لستُ نهضاويًّا ولن أكون ولا جبهاويًّا ولن أكون أيضًا. أنا مسلم يساري، يسار ما قبل ماركس، علماني على الطريقة الأنڤلوساكسونية غير المناوئة للدين عمومًا والحمد لله على ما أعطاني:
-         قبل المدرسة أدخِله كُتّاباً (3-6) لا يُحفَّظ فيه إلا القرآن ودون تفسيرٍ، درسٌ أعتبره علميًّا حمّامًا لغويًّا (Un bain linguistique) يتعلم فيه الفصحى والنطق السليم للحروف مثلما تعلمتهما أنا في "خَلوة" جمنة في الخمسينيات عند "المِدِّبْ" محمود، الله يرحمه.
-         في التعليم العمومي الأساسي (6-15) يتعلم المواد الأخرى ويتعلم القرآنَ والتفسيرَ والحديثَ والشرحَ في التربية الإسلامية.
-         في التعليم العمومي الثانوي (15-19)، علمي أو أدبي،  يتعلم الفقهَ والتفكيرَ الإسلامي.
-         في التعليم العمومي العالي (19-22) ، علمي أو أدبي،  يتعلم الدينَ المقارنَ اختصاص علي شريعتي (قال عنه سارتر الفيلسوف الوجودي الملحد: لو قررتُ يومًا أن أختارَ دينًا لاخترتُ دينَ صديقي علي شريعتي، أي الإسلام) ويتعلم أنتروبولوجيا الأديان اختصاص جاكلين الشابي.
-         يحق لكل مواطن تونسي مسلم غير يساري وغير علماني أن يُدخِلَ ابنه مدرسة علمانية أو يُدخِلَه مدرسة دينية من الكتّاب إلى الجامعة وليس ضروريًّا أن يعلّمه غير علوم الدين وهذا النوع الأخير من التعليم الديني موجود وبكثرة في الدول العلمانية المسيحية والدولة العلمانية اليهودية مغتصبة فلسطين.

جائزة مالية لمَن يرغبُ: من سوء حظي أنّ لي في حمام الشط صديقٌ بْرُونهضاويٌّ واحدٌ لا غير، فقيرٌ أكثر من حالتي، قال لي أنه ليس منخرطًا وبصدقٍ صدّقته. لكن من حسن حظي أن للنهضة جواسيسٌ في كل مكان، اتصل بي شخصيًّا واحدٌ منهم ودفع لي في هذا المقال 1184 دينار (1184 كلمة، دينار على كل كلمة).
عزيزي الانتهازي، إذا كان لك قلمٌ مرتزقٌ أفضلَ من قلمي فالسعرُ قابلٌ للمضاعفة وقد يصلُ ثمن الكلمة الواحدة إلى 1 أورو أو عُمرة إلى مكة مدينة الملائكة أو سفرة إلى باريس مدينة الشياطين!

إمضاء مواطن العالَم
أنا اليومَ لا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ كما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران