mercredi 31 mai 2017

اليومُ يومُ فَرَحِي يا ڤِدْعَانْ، يا أصدقاء الفيسبوك، افرَحولي، قلوبكم تكفي، لم أجد مَن يفرح معي في المدينة المقفرة خاصة لحظة وصول الخبر في سخونته


رزقني الله بابنٍ ثالثٍ.. ابنٌ من وَرَقٍ
تسلمتُه اليوم صباحًا من المطبعة الثقافية بحمام الأنف.
 اسمه مألوفٌ ومضمونه حاضرٌ في ذهني منذ أن نضجتْ مَلَكَةُ الذاكِرَةِ في دِماغِي، أي منذ سِنّ الأربعة أعوام وتحديدًا سنة 1956 بمسقطِ رأسي جمنة، أطلقتُ عليه خير الأسماء، هو كتابي الثالث وعنوانه "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي، سَفَرٌ في الديداكتيك وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956 - 2016)"، 488 صفحة في 500 نسخة، تكلفة الطباعة 4.000 دينار، ثمن النسخة الواحدة 25 دينار.
 لمستُه.. حضنتُه.. شممتُه.. نظرتُ إليه من بعيد ثم قرّبتُه وعلى ركبَتَيَّ بالراحة وضعتُه. تصفحتُه وأعدتُ الكرّة مرّاتٍ ومرّاتْ ولم أملّْ من مداعَبتِه. جميلٌ والله جميلٌ، سترَونَه بعقولكم وتعذروني إن بالغتُ في حُبِّهِ.
ملحوظة: قريبًا تجدون هذا الكتاب معروضًا بمكتبتَيْ "دار الكتاب" شارع بورقيبة و"ڤي سافوار" ساحة برشلونة، وفي جمنة عند أخي أحمد كشكار.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 31 ماي 2017.
نصُّ قَفَا غلاف الكتاب: سيرة ذاتيّة وغير ذاتية، موضوعية وغير موضوعية:
مواطن العالَم د. محمد كشكار، أستاذ تعليم ثانوي  متقاعد: قد يكون " التشاؤم هو شكل أقصى من النّقد" لكنني سأبقى دومًا متفائلاً، وذلك لسببينِ اثنينِ لا ثالث لهما الآن: الأول: يتجدّد الإنسان بيولوجيًّا عند كل وِلادةٍ ويأتي للحياةِ قابلاً للتشكّلِ من جديدٍ مع التأكيد - ورغم براءة الرضيع - أنه ليس صفحةً بيضاءَ، فله موروثٌ جينِي نسبيّا وجزئيّا محدّدٌ لشخصيته المستقبلية بالتفاعل مع محيطه ومكتسباته، وله اسمٌ ووالدانِ ودينٌ وثقافةٌ وبلدٌ ولونُ بشرةٍ وجنسٌ ومناخٌ ومستوى اجتماعِي، إلخ. الثاني: أومن بمفهوم الانبثاق (L`émergence) الذي علمني عدمَ الرضوخِ للواقع مهما كان هذا الواقعُ تعيسًا، وما أحلامُ اليومِ إلا حقائقُ الغدِ وانبثاقُ تجربةِ جمنة في تونس أحسن تبريرٍ وجيهٍ لتفاؤلِي بالمستقبلِ الواعدِ دومًا رغم ما يرافق ولادة هذه التجربة من آلامِ المَخاضِ و"ربي يخلص وحَلْها عن قريب". عندما يقدِّم المثقفُ نفسَه إلى الغيرِ، يحاول عادة تجميلَها وإن كان موضوعيًّا فقد يحاول إبرازَ التجارب الناجحة فيها، ويرنو في داخله إلى إبهارِ غيره وافتكاكِ إعجابِ هذا الأخير واعترافه به مثقفًا. أما أنا فلا أملِك في حياتي إلا التجاربَ الفاشلةَ أعرضها للتفكيرِ والعِبرةِ وعدم الوقوعِ في نفسِ الخطأ، فمن حسن حظي إذن أنني لن أبهرَ المتلقِّي ولا أرغبُ في ذلك وليست لي القدرةُ على ذلك حتى ولو طمعتُ في ذلك، ليس تواضعًا مجمِّلا لشخصيتي بل اقتناعًا ديداكتيكيًّا منِّي بتجنبِ خلقِ عائقٍ جديد لدي سامِعِي، وما خُلِقتْ الديداكتيكْ (فلسفة التعلّم) إلا لإزالةِ العوائقِ وليس لخلقَها. سيرةٌ ذاتيةٌ فاشلةٌ لا يُحتذَى بها على الإطلاق وعلى كل المستويات، الدراسي والعلمي والاجتماعي والسياسي والثقافي: مسارٌ دراسيٌّ متعثِّرٌ ومُمَطَّطٌ: في سن 22 تخرجتُ أستاذ إعدادي (ENPA, Tunis, 1974, CAPES sans Bac)، في سن 28 باكالوريا جزائرية (Annaba, 1980)، في سن 30 عام فلسفة في فرنسا بالمراسلة (Université de Reims, France, 1983) تُوِّجَ بالفشلِ جرّاءَ كُلفةِ التنقل المالية لإجراء الامتحانَيْنِ، الكتابي والشفاهي، المتباعدينِ زمنيًّا، والتي لم أقدر على مواجهتِها، في سن 41 الأستاذية في علوم الحياة والأرض (ISEFC, Tunis, 1993)، في سن 48 ديبلوم الدراسات المعمقة في ديداكتيك البيولوجيا (ISEFC, Tunis, 2000)، في سن 55 دكتورا في ديداكتيك البيولوجيا (UCBL1, France, 2007). مسارٌ علميٌّ مَبتورٌ: لِمَن لا يعلم، أقول أن شهادة الدكتورا لا تمثل قِمَّةَ العلمِ في الاختصاص بل هي تمثل بطاقة دخول إلى مجال البحث العلمي. أنا تحصلتُ على بطاقة دخول وكالتلميذ المتنطع خرجتُ من الجامعة ولم ألتحق بقاعة المخبر. مسارٌ اجتماعيٌّ بدأ بالفقر، أي موظف عمومي متوسط وانتهى بالفقر أستاذ تعليم ثانوي متقاعد. مسارٌ سياسيٌّ على هامش النضال السياسي، أعتبر نفسي معارضًا في عهد بورڤيبة وبن علي لكنني لم أنتمِ في حياتي لأي حزبٍ معارِضٍ، خوفٌ مُشرَّبٌ باستقلاليةٍ فكريةٍ صادقةٍ، وكما قال القِدّيسُ أو الروح العظيمة، المهاتما غاندي: "لو أجبِرتُ على الاختيارِ بين العُنفِ والجُبنِ، لَنصحتُ باختيارِ العُنفِ". مسارٌ ثقافيٌّ: المجالات الثقافية التي أجهلها تُعدّ بالعشرات ولا أعرف إلا مجالاً واحدًا أحدًا وهو علوم التربية، وداخل هذه العلوم لا أعرف إلا علمًا واحدًا أحدًا هو علم الديداكتيك، وداخل هذا العلم لا أعرف إلا فرعًا واحدًا أحدًا هو ديداكتيك البيولوجيا. أجهل اللغة الأنڤليزية وعدم إتقانها هو بمثابة فقر دم الثقافة. أجهل الفلسفة ما عدى فلسفة البيولوجيا. أجهل علوم الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ والفقه، إلخ. لم أربِّ أذنِي ولا عينِي، ولم أصقل ذوقي على سماع السمفونيات أو الشعر ولا على الاستمتاع باللوحات الفنية. أنا رجلُ فكرٍ ولستُ رجلَ سياسة ولا طموحَ لي ولا رغبة إلا في القراءة والكتابة والنشر بكل متعة وحريةٍ واستقلاليةٍ وأنانيةٍ وذاتيةٍ وفرديةٍ، ولا أقدر على غير ذلك. أنا صوفِي النزعة بمقياس القرن 21 ولا أرى لأفكاري أي تأثيرٍ على المجتمع إلا مَن رَحِمَ ربي. أنا أعشق الروتين الذي أعيش فيه وأسعد به في حمام الشط: صباحًا مطالعة في مقهى الشيحي، مساءً نقاشٌ فلسفي في مقهى أمازونيا مع أفضل أستاذ فلسفة صاحبته في حياتي، زميل التقاعد الجديد حبيب بن حميدة، وبين المقهَيَيْنِ كتابةٌ ونشرٌ وتمتعٌ واستمتاعٌ بأعز الناس، مثل الفلاسفة الثلاثة إدڤار موران وميشيل سارْ وميشيل أونفري والعالِمان السياسيان فرانسوا بورڤات وجورج قرم وعالِم الوراثة ألبير جاكار وغيرهم كثير في اليوتوب "الله يرحم والديه"، وفي الليل أرضخُ لذوق زوجتي المصون وألغِي عقلي وأستسلم لأتفه الناس في برامج "لباس" و"كلام الناس" و"أمور جدية" وما شابه. لقد تجنبتُ قصدًا تقمّصَ دورَ الضحية (Le syndrome de victimisation) واكتفيتُ بسردِ سيرتي الذاتية دون زيادةٍ أو نقصانٍ، لأن كل ضحية ليست عادة بريئة مائة في المائة كما تدعي هي، أو كما قد يتبادر إلى أذهانِ المتعاطفين معها، ولأن داخل كل ضحيةٍ كبيرةٍ يوجد جلادٌ صغيرٌ، أو بمعنى أوضح أنا أتحمل جزئيًّا ونسبيًّا المسؤولية في ما أحاق بي من فشلٍ طِوالَ مسيرتي في الحياة.
إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
قبل هذا الكتاب، نشرتُ ثلاثة كتب، اثنان باللغة الفرنسية والثالث باللغة العربية:
1.  Enseigner des valeurs ou des connaissances? L’épigenèse cérébrale ou le "tout génétique"? (PUE: Presses Universitaires Européennes, Edition électronique)
2.  Le système éducatif au banc des accusés ! «Les professeurs ne comprennent pas que leurs élèves ne comprennent pas» (Imprimerie Culturelle, Hammam-Lif)
3. جمنة وفخ العولمة  (المطبعة الثقافية بحمام الأنف)

mardi 30 mai 2017

حزب "النهضة" كما أراه أو أريدُ أن أراه أو أتمنى أن أراه؟ مواطن العالَم، عَلماني يساري غير منتمٍ ومعارضٌ فكريًّا وسياسيًّا لـ"النهضة" و"النداء"، الحزبان الفاشلان في ممارسة الحكم حاليًّا

 تخلّى عن بعض المفاهيم الإسلامية القديمة (Des concepts caduques) وتبنّى مكانها بعض المفاهيم الغربية الحديثة. تجاوزها تماهيًا مع شعبه ومع ما جاء من أجله القرآن دون أن يخالف الثوابت وما جاء به القرآن. إليكم بعض الأمثلة الحيّة:
-         تخلّى عن المطالبة بتطبيق الشريعة الإلهية لفائدة تطبيق الدستور الوضعي.
-         تخلّى عن المطالبة بحق الزواج الشرعي بأربعة لفائدة مجلة الأحوال الشخصية التي لا تبيح قانونيًّا الزواج بأكثر من واحدة.
-         تخلّى عن انتمائه الإيديولوجي إلى حركة الإخوان المسلمين المصريين دون أن ينكر مساندته لهم في الشدائد وإصراره المبدئي على رفع شعار "رابعة" هو أصدقُ مثالٍ.
-         تخلّى عن الشورى الضيقة لفائدة الانتخاب العام والسري والشفاف والحر.
-         تخلّى عن وضع الذمّية لغير المسلمين التونسيين (الجزية على اليهود والمسحيين) لفائدة المساواة التامة في المواطنة بين كل التونسيين.
-         تخلّى عن المطالبة بتطبيق الحدود والعقوبات البدنية لفائدة العقوبات السجنية.
-         تخلّى عن الجهاد المسلح من أجل نشر الإسلام وعوضه بالتبشير عن طريق الموعظة الحسنة.
-         تخلّى عن التكفير لصالح حرية المعتقد.
-         تخلّى عن شعار "الإسلام هو الحل" وعوضه بشعار "الإسلام هو جزء من الحل".
-         تخلّى عن المطالبة بإقامة الخلافة الإسلامية لفائدة إسناد وتقوية الدولة القطرية المستقلة.
-         تخلّى عن الدعوى الدينة لفائدة الدعاية الحزبية.
-         تخلّى عن التقوقع ومالَ إلى الانفتاح والتفتح على الآخر المغاير، يساريًّا كان أو قوميًّا.
-         تخلّى عن التعصب للحركة لفائدة التعصب للدولة ومؤسساتها.
-         أصبح متحمسًا للعقل أكثر من النقل.
-         أصبح مناصرًا للفلسفة العقلانية والجدل الفكري بعد ما كان مناهضًا لهما.
-         أصبح أقربُ إلى التوافق منه إلى الإقصاء.
-         ترك الوعظ والإرشاد الأخلاقي لفائدة تطبيق القانون.
-         نبذ وأدان العنف المسلح واختار النضال السلمي للوصول إلى السلطة.
-         نبذ الفكر الواحد لفائدة التعددية الفكرية والإيديولوجية.
-         نبذ مبدأ الحاكمية لله في الأرض وفضل عليه مبدأ التداول السلمي على السلطة.
-         في طريقه للإقرار إن شاء الله بإلغاء عقوبة الإعدام وتعويضها بعقوبة السجن المؤبّد.
-         في طريقه للاعتراف  إن شاء الله بجميع الفنون دون استثناء.
-         أقرّ بالمساواة التامة بين الجنسين وأصبح يشجع على تحرير المرأة من التمييز الجنسي.
-         خطوة شجاعة وسوف يقبل بتدريس علم اجتماع الدين المقارن في التعليم الثانوي والجامعي.

خاتمة: ترك شؤون الآخرة والحساب للمولَى عز وجل وانشغل بشؤون الدنيا. لقد أصبح عَلمانيًّا على الطريقة الأنڤلوسكسونية وليست الفرنسية دون أن يصرّح بذلك أو يعلنه فالمسألة أصبحت مسألة وقت وصبر لا أكثر ولا أقل. أنا عن نفسي أصدّق خطابه في انتظار تطبيقه وأشجعه على المُضْيِ قُدُمًا في هذا الاتجاه الواعد ومَن له رأيٌ مخالفٌ أو مناقضٌ فلينشره على صفحته دون تهجّم مجاني على شخصي المتواضع ولكم جزيل الشكر مسبقًا لو جنبتمونى ظلمًا لا أتحمله ولا أستحقه على مجرّد نشرِ رأيٍ حرٍّ مستقلٍّ، لا أرجو من ورائه، لا جزاءً ولا شكورَا من أحدٍ.

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء31 ماي 2017.Haut du formulaire



للجمالية وجهانِ؟ فكرة ميشال سارّ. ترجمة وإعادة صياغة مواطن العالَم

L`esthétique 
وجهُ طبيعيٌّ موروثٌ ووجهٌ ثقافيٌّ مكتسَبٌ. الوجه الأول وجهٌ يقع في متناول الجميع ويدركه المخ عن طريقِ أعضاء الحواس الخمس أو بعضها (من الأهم إلى الأقل أهمية في الحياة: السمعُ، النظر، اللمسُ، الذوقُ والشمُّ) وهو فطريٌّ ولا يحتاجُ عادةً إلى تدريبٍ. أما الوجه الثاني فيختص به مَصْقولو الذوقِ من أهلِ الحُظوةِ والحظِّ وهو حسيٌّ أيضًا ولا نبلغه إلا بتعلّمِ آليّاتِ الغوصِ في مدلولات الفنون، موسيقى، نحت، تصوير، رقص، مسرح، سينما، شعر، غناء، إلخ.
تعليقُ مواطن العالَم: بيئةُ تَنْشِئَتِي في الطفولة حرمتني من التمتع بالوجه الأول، ونظامنا التربوي قصّر في تعليمي الوجه الثاني. الله يسامح الاثنين.   

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 30 ماي 2017.
Haut du formulaire






أسطورةُ الخيانةِ، رَواها ميشال سارّ. تعريب مواطن العالَم

 جميلٌ كان في القديمِ يخونُ بثينةَ. زرعت وراءه عينًا (Un veillant) فكشفتهُ. انتصارٌ ساحقٌ لبثينةَ على جميلٍ.
تفطّن جميلٌ للعين التي تراقبُه ولمراوغتها كان في الليلِ يغيّر جلدَه وجلدَ عشيقاتِه (Il se métamorphose la nuit) عندما يرومُ ممارسة الحبِّ مع إحداهنَّ. حمامٌ مع حمامةٍ، ثورٌ مع بقرةٍ أو نارٌ تأكل شجرةً. انتصارٌ ساحقٌ لجميلٍ على بثينةَ.
لعنت بثينةُ العينَ التي انتدبتها لمهمة لا تكفيها عينٌ واحدةٌ. عاقبتها وطردتها شرّ طردةٍ. فكرت مليًّا ثم قررت تكليفَ عَونٍ سِرّيٍّ ذي عُيونٍ متعددةٍ، هو ينام والعيونُ لا تنام (Un sur-veillant)، عينانِ أماميتانِ وعينانِ خلفيّتانِ في الرأس والصدر والأطرافِ الأربعةِ. عُرِفَ السرُّ وفُضِح الأمرُ.  انتصارٌ ساحقٌ لبثينةَ على جميلٍ. "إن كيدكنَّ عظيمٌ".
اغتاظَ جميلٌ، استلّ سيفَه من غِمدِه وبضربةٍ واحدةٍ قطعَ رأسَ الواشِي انتقامًا من بثينةَ. رَقّتْ بثينةُ للعيونِ المتناثرةِ وبلمسةٍ مرّرَتْ يدَها على الجسمِ المسَجَّى، وفي راحتِها كلَّها جمعتها، ثم في الهواء رَمتْها. وفي تلك اللحظة مرّ طائرٌ فلصقتْ بجناحيه. هو الطاووسُ الجميلُ لا غيره. "وخْرافَتْنا هابَة هابَة وكل عام اتْجينا صابَة".

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 30 ماي 2017.
Haut du formulaire





lundi 29 mai 2017

لماذا لا يوجدُ تعريفٌ رسميٌّ موحّدٌ لمفهومِ الإرهابِ؟ محمد الشريف الفرجاني، أستاذ بجامعة الأنوار ليون 2، مناضلٌ يساريٌّ من جيل الستينيات ومقيمٌ سابقٌ بالسجونِ البورڤيبيةِ (75-80). ترجمة وصياغة مواطن العالم

 كل التعريفات المقترحة من القانونيين والحقوقيين وقع رفضها من قِبل الكونغرس الأمريكي لأن كل واحد منها ينطبق أول ما ينطبق على أمريكا قبل غيرها!
قتلُ المدنيين الأبرياء؟ لأمريكا نصيبُ الضبعِ.
إرهابُ الدولة؟ تحمل مشعله.
التآمرُ على الدولِ المجاورةِ والبعيدةِ؟ في تاريخها القصير (500 عام) شنت عليهم ظلمًا 200 حرب استباقية.

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 29 ماي 2017.
Haut du formulaire



هل العربُ أبناءُ جاهليةٍ أم أبناءُ إسلامٍ؟ مواطن العالَم

 الطوفانُ الأول قبل طوفانُ نُوح: هلك الحرثُ وعزّ الزرعُ وغمر العنفُ كل شيء ولم يطفو على الماء إلا اسم الرحمان وباسمه وحده بُعِث الكونُ من جديد.
 الطوفانُ الثاني أي طوفانُ نُوح: المهمة أصبحت أيسرَ، عمّ العنفُ-الماءُ من جديدٍ ولم ينجُ إلا نوح وفي سفينته من كل حيٍّ زوجين. حطّت الحمامة على المركبِ وفي منقارها غصن زيتون، هبط الماءُ ورست الحامل وأفرغت ما في بطنها فشَرَّبَ قصبُ الزرعِ وانتفخ الضرعُ ودبّت الحياةُ في الخلقِ من بقايا الخلقِ. انقرض أبناءُ آدم وحل محلهم أبناءُ نوح عليهما السلام.
الطوفانُ الثالث، طوفانُ اليوم، طوفانٌ جزئي، طوفانٌ عربي، حرب كل العرب ضد كل العرب مثل عهد الجاهلية، الفوضى الهدامة: شاهدتُ هذا الطوفان بأم عيني ويا ليتني كنتُ ترابًا وما حضرتُه، تابعتُه وبالكاميرا صوّرتُه. شريط أقدّمُه بالعرض البطيء: مليون عربي ضد مليون عربي، خرج البعض من المعركة والتحقوا بسفينة الغربِ فنجوا واندثرت حضارتهم، نتابع.. ألف عربي ضد ألف عربي، مات الألفان وجاءهم من أنفسِهم الطوفان ولم يبق من العرب فوق الماء إلا اسم الرحمان. فهل يا تُرى سيُبعَثون يومًا من جديد؟ إسلامٌ من الجاهلية أخرجهم وإسلامٌ إليها أرجعهم!

ملاحظة: نصٌّ مستوحَى من محاضرة للفيلسوف ميشال سارّ لم يتعرّض فيها، لا للعربِ ولا للإسلامِ.

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 29 ماي 2017.
Haut du formulaire



samedi 27 mai 2017

أفكارٌ طريفةٌ حول تغيّرِ الإنسان الناتج عن تطور العلم، سمعتها اليوم من الفيلسوف ميشال سارّ خلال محاضرة دامت ساعة حول مفهومٍ واحدٍ يتمثل في كلمة "إنسانيًّا"؟ مواطن العالَم

 اكتفى الفيلسوفُ بشرح معناها الأنتروبولوجي فقط دون أن يتوقف كثيرًا عند معناها الأخلاقي الفارغ الحري بأجوبة تلامذة الباكلوريا في امتحان الفلسفة. ففي حين تُعَلِّمُ كبارُ القروش صغارَ الذئاب كيف يكون لها أنيابٌ أطوَلُ، يُلهوننا نحن الفقراء بتأسيسِ روابط لحقوق الإنسان قد تجرنا إلى الفناءْ أو تجعل منّا أنبياءْ بُلَهاءْ لو لم ننتبه لسرابِ وخُدَعِ الأغنياءْ:
1.     حول تغيّر التعريف الشخصي: بطاقة التعريف اليوم تدل على انتماءات صاحبها (مهنة، قبيلة، مدينة) أما الشخص نفسه فلا يُعرّف بغيرADN ، وهذا لا يعرفه حتى صاحبه.
2.     حول تغيّر العنوان الشخصي: العنوان البريدي فضاءٌ ثابتٌ تصلك فيه الرسائل ويدل على محل سكناك الذي يصلك فيه البوليس كي يطبق عليك القانون لو أخطأتَ، أما العنوان الألكتروني ففضاءٌ متحركٌ، تصلك فيه الرسائل ولا يصله البوليس.
3.     حول تغيّر الجسم الشخصي: جسمك أفضل من جسم جدك البعيد: جسمك أجمل بفاهٍ غير أُدْرَدٍ بفضل مواد وعمليات التجميل. جسمك يعيش أكثر بفضل الطب. جسمك يتألم أقل أو لا يتألم البتة بفضل المسكنات والمضادات الحيوية ومضادات الالتهاب. مثلاً: ملك فرنسا لويس الرابع عشر (1638-1715) كان يوميًّا يصرخ ألمًا بسبب مرض الناسور الشرجي (Une fistule anale)، مرضٌ بسيطٌ يُعالج اليوم في يومٍ واحدٍ تحت التخديرِ ودون ألمٍ.
4.     حول تغيّر السكن الشخصي: تصحّرَ الريف وتعمّرتِ المدن. المواطن الريفي يتميّز بعلاقة مباشرة مع الطبيعة، أما ساكن المدينة فقد انقطعت علاقته تمامًا مع الطبيعة أي مع الجيران والفلاحة والتراب والحيوانات والنباتات والمناخ والسماء والنجوم، وفَقَدَ أو كادَ صلة الرحم إلى درجة أن الخال قد لا يعرف ابن أخته لو قاطعه صدفة في الطريق.
5.     حول تغيّر المهنة الشخصية: جدك البعيد كان فلاحًا أو نادرًا ما كان حِرفيًّا تقليديًّا وأنت اليوم سائق سيارة أو طيارة أو مهندسٌ أو تقنيٌّ أو ظابطٌ، إلخ.
6.     حول تغيّر المسافات والنقل: الطائرة قلصت المسافات والهاتف الجوال ألغاها تمامًا.
7.     حول تغيّر مفردات اللغة: اغتنى قاموس الشباب اليوم بمفردات غريبة عنّا نحن الشيوخ: مريڤل، نورمال، عاقِدْها، سَلّكتها، أمورك في الجْبِنْ، جوّك باهي، جوّك حفلات، هانية، إلخ.
8.     جدك البعيد ينتمي إلى العصر الحجري الذي بدأ منذ تسعة آلاف سنة أي منذ أن دجّن الإنسان النباتَ والحيوان لخدمته، أما أنت فتنتمي إلى العصر الصناعي الذي بدأ مع المكننة.
9.     التاريخ الذي تدرسونه اليوم هو تاريخ المدن (أثينا، أور، روما، قرطاج، القدس، مكة، المدينة، دمشق، بغداد، إلخ) حيث كان يقطن 3  % فقط من سكان العالم، أي لا تعرفون تاريخ 97  % من سكانه أي حُجِبَ عنكم واندثر تاريخ ريفكم ومطبخكم وتقاليدكم.
10.                        عند ولادة الفيلسوف (1930) كان العالَم يعُدّ مليار ونصف واليوم - وهو لا يزال حيًّا - يعدّ ستة مليارات أي ضُرِب العدد في أربعة.

إمضائي
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 27 ماي 2017.



Quel est le rôle du philosophe ? Et pourquoi la forme des sapins est toujours triangulaire (pyramidale ou conique)? Michel Serre

 Réponse 1: Aider à l`accouchement du nouveau monde et je ne veux pas mourir avant de devenir sage-femme!

Réponse 2: Seules les cellules sommitales de l`arbre secrètent une substance toxique (un poison) ; et à mesure que cette dernière  descend lentement le long du tronc, elle devient de moins en moins toxique et les branches se développent de mieux en mieux.


vendredi 26 mai 2017

في مقاومةِ "الفسادِ الصغيرِ": وصفٌ انطِباعِيٌّ، دون مبالغة ودون تعميم، للمواطن التونسي العادي؟ مواطن العالَم

La corruption dans le micro-pouvoir foucaldien 


ستون سنة من نظام الاستبداد في عهد بورقية وبن علي أنتجت لنا نَمَطًا مثاليًّا من التوانسة، والمفارقة الكبرى أن كثيرًا منّا يتفاخرُ بهذا "النمطْ" ويدعو  إلى تأبيده. إليكم بعض صفاته الذهنية الغالبة والسائدة (Caractères intellectuels):
-         في مكانِ عملِه لا يقومُ بواجبِه، وفي المقهى سليطُ اللسانِ وناقِدٌ شرِسٌ لانعدامِ الضميرِ المِهَنِيِّ وتَفَشِّي "الفسادِ الكبيرِ" في أجهِزةِ الدولةِ  (La corruption dans le macro-pouvoir de l`Etat).
-         أمِّيٌّ وغير مثقفٍ ودومًا يُمجِّدُ في النظام التربوي البورقيبي وهو أحد ضحاياه ويشكر في النظام التربوي البِنعلي الذي تخرّج منه دواعش اليوم بالآلافِ.
-         لا يُطالِعُ ولا يكتبُ ويُفتِي في كُبرَيات المسائل السياسية والفلسفية والفنية.
-         اليساريُّ المُتنوّرُ فيهم ينضم إلى الرابطة التونسية للدفاعِ عن حقوقِ الإنسان ظنًّا منه أنه يناضلُ ضد النظام الرأسمالي الاستبدادي وهو لا يَعِي أو يَعِي أنه بصنيعِه هذا يُجمّلُ الاستبدادَ ويؤبّدُ الاستغلالَ.
-         الإسلاميٌّ المُتنوّرُ فيهم ينضم إلى الجمعياتِ الخيريةِ ظنًّا منه أنه يُخففُ وقعَ الفقرِ على الفقراءِ وهو لا يَعِي أو يَعِي أنه بصنيعِه هذا، ومثل خصمه الإيديولوجي، يُجمّلُ الاستبدادَ أيضًا ويؤبّدُ الاستغلالَ.
-         طمّاعٌ ومحدودٌ وجِهويٌّ.
-         واثقٌ من نفسه إلى حد الغرورِ وفي نفس الوقت مُنصاعٌ وسهلُ الانقيادِ كالقطيعِ.
-         ضعيفٌ أمام الأقوى منه وشديدٌ على الأضعف منه.
-         بسيطٌ ومفضوحُ النوايا.
-         هاوٍ متعصِّبٌ للجمعيات الرياضية.
-         دينه المال والتقوى آخر اهتمامته.
-         متشيّعٌ للنقلِ وغير متحمّسٍ للعقلِ.
-         نبيٌّ مختص في التفاهةِ والزيفِ والابتذالِ والأفكارِ المَبتورَةِ والمُجَزَّءةِ والخارجةِ عن سياقِها.
-         أحمقٌ، أخرقٌ، نَرجَسِيٌّ، أنانِيٌّ، قَطيعِيٌّ، استهلاكِيٌّ ومستهلِكٌ للخرافاتِ القديمةِ والمعاصِرةِ.
-         غيرُ مَؤَدَّبٍ، عُنصِرِيٌّ، متشائمٌ، محافِظٌ رجعِيٌّ، الرجلُ متحيِّزٌ جنسيًّا ضد للمرأة محتقِرٌ لها، والمرأة ظاهريًّا متحيِّزَةٌ للرجلِ وداخليًّا حاقِدةٌ عليه.
-         انتهازِيٌّ بامتيازٍ، يدخلُ الأحزابَ والجمعيات مُسبِّقًا خدمة مصالحه الخاصة الضيقة السخيفة طمعًا في نَفْعٍ صغيرٍ ناسيًا أو متناسِيًا أن خدمة المصلحة العامة قد تعودُ عليه بالنفعِ الكبيرِ.

ملاحظة: للأمانة العلمية، نَصٌّ جلّه مُستوحَى من كتاب:
Michel Onfray, Politique du rebelle Traité de résistance et d`insoumission, Ed. Grasset, 1997

إمضائي
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 26 ماي 2017.
Haut du formulaire