mardi 30 mai 2017

أسطورةُ الخيانةِ، رَواها ميشال سارّ. تعريب مواطن العالَم

 جميلٌ كان في القديمِ يخونُ بثينةَ. زرعت وراءه عينًا (Un veillant) فكشفتهُ. انتصارٌ ساحقٌ لبثينةَ على جميلٍ.
تفطّن جميلٌ للعين التي تراقبُه ولمراوغتها كان في الليلِ يغيّر جلدَه وجلدَ عشيقاتِه (Il se métamorphose la nuit) عندما يرومُ ممارسة الحبِّ مع إحداهنَّ. حمامٌ مع حمامةٍ، ثورٌ مع بقرةٍ أو نارٌ تأكل شجرةً. انتصارٌ ساحقٌ لجميلٍ على بثينةَ.
لعنت بثينةُ العينَ التي انتدبتها لمهمة لا تكفيها عينٌ واحدةٌ. عاقبتها وطردتها شرّ طردةٍ. فكرت مليًّا ثم قررت تكليفَ عَونٍ سِرّيٍّ ذي عُيونٍ متعددةٍ، هو ينام والعيونُ لا تنام (Un sur-veillant)، عينانِ أماميتانِ وعينانِ خلفيّتانِ في الرأس والصدر والأطرافِ الأربعةِ. عُرِفَ السرُّ وفُضِح الأمرُ.  انتصارٌ ساحقٌ لبثينةَ على جميلٍ. "إن كيدكنَّ عظيمٌ".
اغتاظَ جميلٌ، استلّ سيفَه من غِمدِه وبضربةٍ واحدةٍ قطعَ رأسَ الواشِي انتقامًا من بثينةَ. رَقّتْ بثينةُ للعيونِ المتناثرةِ وبلمسةٍ مرّرَتْ يدَها على الجسمِ المسَجَّى، وفي راحتِها كلَّها جمعتها، ثم في الهواء رَمتْها. وفي تلك اللحظة مرّ طائرٌ فلصقتْ بجناحيه. هو الطاووسُ الجميلُ لا غيره. "وخْرافَتْنا هابَة هابَة وكل عام اتْجينا صابَة".

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 30 ماي 2017.
Haut du formulaire





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire