jeudi 11 mai 2017

حوار افتراضي بين عَلماني تونسي وإسلامي تونسي؟ مواطن العالَم، يساري غير ماركسي وغير منتمٍ

 -         الإسلامي: أهلاً وسهلاً.
-         العَلماني: أهلاً وسهلاً.. تعرفني؟
-         الإسلامي: "رِيتَك ما نعرف وين؟"
-         العَلماني: هل أقمت في سجن 9 أفريل؟
-         الإسلامي: ولا زلنا، أنا وأنت، سَجِينَيْ بَراديڤم مشترَك!
-         العَلماني: كيف؟ لقد أصبح أثرًا بعد عين!
-         الإسلامي: فلماذا لم نلتقِ إذن وقد مرّ على إطلاق سراحنا ست سنوات أو أكثر قليلاً.
-         العَلماني: أنتَ تُغلق بابك على نفسك ولا تفتحه إلا لأقربائك.
-         الإسلامي: أوَ لستَ من جملة أقارِبي؟
-         العَلماني: كنتُ أظن ذلك!
-         الإسلامي: أنتَ لا تعرفُ طريقَ داري.
-         العَلماني: وأنتَ لا تعرفُ أننا جيرانٌ.
-         الإسلامي: الجارُ أوصى عليه الرسول صلى الله عليه وسلّم.
-         العَلماني: الرسول أوصى وأنت نسيتَ وصيتَه.
-         الإسلامي: داري كبيرة وقديمة وطريقها معروف، ودارك صغيرة وجديدة وطريقها معقدٌ.
-         العَلماني: صحيح ولذلك أنتَ مطالبٌ بِبذلِ مجهودٍ أكبرَ.
-         الإسلامي: وأنتَ طريقكَ إلى داري مُمهدٌ فلماذا لم تسلكه؟
-         العَلماني: بَسَطَهُ محمد وأنتَ ملأته مطبّات.
-         الإسلامي: اتقاءً لِسرعتِك المفرطة في التنقُّلِ.
-         العَلماني: وسائلي غير وسائلكَ.
-         الإسلامي: وهل هي أفضلُ من وسائلي؟
-         العَلماني: وسائلكَ جرّبناها وخبرناها وعرفنا قصورها وعدم نجاعتها وانعدام جدواها.
-         الإسلامي: وهل تريد تدميرَ قاربِي لأركب كرهًا قاربَكَ وكلاهما لا يوصل إلى شاطئ السلامة؟
-         العَلماني: قوارِب الحماية المدنية أفضلُ.
-         الإسلامي: أوَ لم نُجرّبها الاثنانِ؟
-         العَلماني: جربناها فُرادَى.
-         الإسلامي: ولا أحد مِنّا وصل.
-         العَلماني: لماذا لا نستقلّ القاربَ معًا؟
-          الإسلامي: قارِبي أم قاربُك؟

تدخل طرفٌ ثالثٌ وقال لهما: أجسامكم تونسيةٌ وعقولكم منبتّةٌ عن الواقع التونسي، لا تعنيني إيديولوجياتكم، الماركسية والإسلامية بتفرعاتها، وأضحك مِن تصنيفاتكم لبعضكم البعض: المنعوتُ "ظلاميٌّ" وكأن الناعِتَ هو البَدرُالتمام، والثاني "كافِرٌ" وكأن الأوّلَ أحد العُمَرَيْنِ! أنتم أحرارٌ في اختياراتِكم وأحرارٌ أيضًا في تعميقِ اختلافاتكم كما تشاؤون، لكن ما دمتم قد نصّبتم أنفسكم في القيادة وقرّرتم أن تكونوا فاعلين في مجتمعنا، فاعلموا أنه ليس ملككم، وعُوا أنه وَجَبَ عليكم أن تتكلموا بلسانه (مجتمعنا)، أن تنطقوا بمنطقه وتتصالحوا مع هويته التونسية. كفاكم جدلاً عقيمًا، اجمعوا نقاط القوة في تجاربكم، واركبوا قاربًا مِن صنعٍ تونسي، واحرقوا مراكبكم المهترئة المستوردة، وانطلقوا معًا اليد في اليد ولا تتلكؤوا وتوحدوا قبل أن يدفنكم الطوفان في قبرٍ جماعي موحد رغم أنوفكم، وسابقوا الريح فالأمواجُ عاتيةٌ والبحرُ لا يرحمُ الإخوةَ الأعداءَ، خاصةً إذا تجمّعوا في مركبٍ واحِدٍ صغيرٍ.

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 12 ماي 2017.
Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire