dimanche 26 octobre 2014

نقد كيفية تطبيق مقولة "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" في السعودية. مواطن العالم د. محمد كشكار

نقد كيفية تطبيق مقولة "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" في السعودية. مواطن العالم د. محمد كشكار

قال تعالى:
"أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ"1 ، وقوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ"2.
قال الشاعر التونسي منور صمادح:
"شيئان في بلدي قد خيّبا أملي.......الصدق في القول و الإخلاص في العمل".

و أنا بعد قراءاتي، أقول:
كلمتان أو مبدآن أو قِيمتان إسلاميتان ساميتان، قد طُبِّقتا في السعودية في غير موضعهما: "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر". طُبِّقتا على الضعفاء من المواطنين في السعودية، و كان أولى بمن وراءهم أن يُطَبِّقهم على الأمراء و  الأغنياء و المسؤولين المتنفذين المتحكمين في مصائر و رقاب المواطنين السعوديين البسطاء العاديين، لأن الضعيف، حتى و إن ارتكب منكرا عن سهو أو جهل، فهو في غالب الأحيان لا يضر بمنكره هذا إلا نفسه أو عائلته و إن أنجز معروفا، فلا ينتفع من معروفه إلا محيطه الضيق، أما الحاكم فمنكره مصيبة على القريب و البعيد و معروفه قد ينقذ الآلاف أو الملايين من البشر من الفقر و المرض و الجهل. في السعودية يوجد عشرات الآلاف من الأمراء، أمراء يعبثون و يفسقون و يفسدون في الأرض و يسرقون و ينهبون أموال الشعب السعودي و يخونون البلد و يشوّهون العرب و المسلمين، و لا من رقيب و لا من حسيب، و لا من ناه عن المنكر، و لا آمر بالمعروف! أما شرطة "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" السعودية التعيسة و السخيفة، فهي طوال اليوم تجري و تهرول في الطرقات العامة و تنهى عن المنكر و كأن كل المواطنين السعوديين و الأجانب الوافدين أو المقيمين متهمون بارتكاب المنكر حتى تثبت براءتهم، شرطة - بأوامر أميرية فاسدة - تلاحق السافرات المسلمات المسالمات العفيفات المحصنات الرقيقات الجميلات الضعيفات أو تنهر مراهقا ارتدى "شورتا" قصيرا اتقاءً لموجة حَرّ.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 7 جويلية 2012.


samedi 25 octobre 2014

وجهة نظر سمعتها حول اعتماد الشريعة مصدرا من مصادر الدستور. مواطن العالم د. محمد كشكار

وجهة نظر سمعتها حول اعتماد الشريعة مصدرا من مصادر الدستور. مواطن العالم د. محمد كشكار

سأصوغ بعجالة فقرة قصيرة تحتوي على القليل القليل مما فهمته و استوعبته من سماعي لحصتين تلفزيتين حول هذا الموضوع الشائك و المعقّد. الحصة الأولى تتمثل في نقاش دار بين جوهر بن مبارك الناطق الرسمي باسم قائمة "دستورنا"، أستاذ الدستور بالجامعة التونسية و بين نائبة نهضاوية من المجلس التأسيسي، أما الثانية فقد شارك فيها بن خضر، نائب عن النهضة في المجلس التأسيسي مع زميله إياد عن الحزب الديمقراطي التقدمي و الجورشي من اليسار الإسلامي: تُعتبر الشريعة مصدرا من المصادر المادية و ليست الشكلية للتشريع. عندما نقول مصدرا ماديا للتشريع، نعني بذلك أن الرجوع إلى الشريعة ينتهي العمل به بمجرد الانتهاء من صياغة الدستور و المصادقة عليه. بعد كتابته يصبح الدستور المصدر الوحيد و الأخير و الأوّل و الأساسي للمصادقة على الاتفاقيات الدولية و لسنّ القوانين و الأوامر و اللوائح و المناشير الداخلية. لكن إذا قلنا أن الشريعة تُعتبر مصدرا شكليا فهذا يعني أنها تبقى مصدرا منافسا للدستور حتى بعد كتابته و قد تُعتمد في سن القوانين و الأوامر و اللوائح و المناشير الداخلية و تُأخذ بعين الاعتبار قبل الموافقة و الإمضاء على الاتفاقيات الدولية. لا يكمن المشكل في الشريعة في حد ذاتها لأن نصوص القرآن و السنة و المذهب المالكي هي محل إجماع من جميع الحساسيات السياسية في البلاد التونسية لكن المشكل يكمن في الاختلاف المشروع و الصحّي الذي يتمثل في الاختيار - الحر بين عديد التأويلات و التفسيرات و القراءات البشرية المتحركة و المتغيرة و المتطورة عبر التاريخ - لهذه النصوص الثابتة في التاريخ الإنساني، نصا و ليس تأويلا، مثلما قال أبو يعرب المرزوقي في مقال  الجارح الراجحي  بعنوان "الرد السليم على فظاظة الشيخ غنيم"، المنشور في الحساب الفيسبوكي لنزار يعرب المرزوقي بتاريخ 19 فيفري 2012 : "أن تكون الحقيقة العقلية والنقلية في ذاتها مطلقة وموجودة في العلم الإلهي ليس موضوع كلامنا بل دعوى أن علمنا الإنساني بهما مطلق فذلك هو المشكل".

الخلاصة
لكتابة الدستور، مطلوب التوافق بين كل الأحزاب المنتخبة في المجلس التأسيسي و للوصول إلى هذا النوع من التوافق، يجب على كل المشاركين أن يتزحزحوا قليلا عن مواقعهم الأيديولوجية دون المساس بثوابتهم و عليهم أن يتركوا خارج الدستور المسائل الخلافية التي لا يتم حولها وفاق.

تاريخ أوّل نشر على النات: حمام الشط في 24 فيفري 2012.


vendredi 24 octobre 2014

لا فضل لـ"ـمثقف" على "أميِّ" إلا بالعمل و الوعي. مواطن العالم د. محمد كشكار

لا فضل لـ"ـمثقف" على "أميِّ" إلا بالعمل و الوعي. مواطن  العالم د. محمد كشكار

قال الكاتب الفيلسوف التونسي العفيف الأخضر: "حجم دماغ الإنسان لم يتغير خلال عشرات  آلاف السنين لكن العقل، منتوج هذا الدماغ، قطع خلال هذه الحقب تطورا مدوخا. لقد عجز ابن عمنا الشامبانزي، الذي انحدرنا و إياه من جد مشترك منذ 8 ملايين سنة عن الانخراط في مسار الإبداع التكنولوجي أو على الأقل عن تطويره فظل قردا، فما الذي جعل ذلك الحيوان الفِقري المشابه له شكلا و شفرة وراثية يواصل مسار تطوره إلى الإنسان المعاصر؟ لا شيء يقول فرديريك انجلز غير العمل الذي حوله إلى إنسان. أو "العمل أولا و الوعي ثانيا" لقد استطاع العقل البشري، بالعمل و التفكير، أن ينقل الإنسان من الكهوف إلى ناطحات السحاب، من الفكر السحري إلى الفكر العقلاني و من الاهتداء بالعرافة إلى الاهتداء بالمعرفة" (الحداثة  و انتقاداتها. 2 نقد الحداثة من منظور عربي-إسلامي، إعداد و ترجمة محمد سبيلا و عبد السلام بنعبد العالي، دار توبڤال للنشر، الطبعة الأولى، 2006، الدار البيضاء، 102 صفحة، مقال الحداثة و العقل، صفحة 79).

قال الأستاذ جوهر امبارك ساخطا في القناة التونسية الخاصة "المتوسط" يوم الاثنين مساءً، 20 أكتوبر 2014: "يقول آخر إحصاء تونسي للسكان أن عدد الأميّين التونسيين بلغ خمسة ملايين فرد من جملة 11 مليون تونسي سنة 2014".

تعليق م. ع. د. م. ك.
أظن أن القائمين على الإحصاء يصنفون أميّا "كل مواطن تونسي لم يتعلم القراءة و الكتابة و كل من تعلمهما و نسيهما" (مثلا انقطع عن التعليم منذ المرحلة الابتدائية). و أنا أصنف المثقف "كل مواطن تونسي يقرأ و يكتب و ينتج معرفة و ينشر" و هم للأسف نخبة و قلة قليلة جدا في تونس مقارنة بالبلدان الغربية.
يبدو لي أن صفة "أمي" تُعدُّ في تونس استنقاصا من قيمة المواطنة، أما أنا فلا أفضلية عندي و لا فرق بين المثقف و الأميِّ إلا بالعمل و الوعي. و على سبيل الذكر لا الحصر، سأسوق لكم المقارنة التالية بين "مثقف تحت التمرين" (م. ع. د. م. ك.) و بعض "الأميين" من أبناء موطني و مسقط رأسي جمنة (لا أحبذ ذكر أسمائهم حتى لا أخدش شعورهم لو فهموا كلمة أمي بالمعنى العام و ليس بالمعنى الموضوعي الذي سأعطيه لها أنا):
-         ماذا حقق الأمي رغم أميته؟
هؤلاء الأميون خضّروا الصحراء و زرعوا آلافا من أجود أشجار النخيل "دڤلة النور" و شغّلوا على كامل السنة أو موسميا المئات من العمال الفلاحيّين المحليّين و الوافدين من جهات أخرى و صدّروا آلاف الأطنان من التمور إلى الخارج و جلبوا ملايين الدولارات من العملة الصعبة، ومنهم مَن تاجر و سوّق الإنتاج المحلي. كدّوا و اجتهدوا فخلقوا ثروة و طنية و نهضة فلاحية و كسبوا من عرقهم و حققوا في جمنة "الحلم الأمريكي بالثروة" بعد ما كانوا فقراء فأصبح منهم الملياردير و المليونير و أصبحت جمنة، بفضل حرصهم و مثابرتهم، أول قرية بلدية منتجة للدڤلة في الجمهورية التونسية.

-         ماذا فعل "المثقف تحت التمرين" بثقافته؟
قضيت قرابة نصف عمري أتعلم (7 ابتدائي + 3 إعدادي + 4 ثانوي + 13 عال) و أكثر من نصف عمري أعلّم و أتعلم في نفس الوقت (38 عام أستاذ). لم أخلق ثروة وطنية و لا نهضة علمية. دخلت للمدرسة الابتدائية بجمنة فقيرا و تخرجت دكتورًا من جامعة كلود برنار بليون بفرنسا فقيرا أيضا. لم أخلق في حياتي و لو موطن شغل واحد. أيُّ عجز هذا؟ أيهما أفضل للوطن إذن؟ ثقافتي أم أميتهم؟ من حسن حظ تونس أن جل مثقفيها ليسوا من أمثالي! فيهم بن عاشور و الحداد و الشابي و جعيط و العياري و "المرزوقي قبل الثورة" و غيرهم كثيرون و الحمد لله. و من سوء حظ تونس أن جل أمييها ليسوا جمنين!

ملاحظات انطباعية عابرة حول الثقافة و الأمية:
في عهد وسائل الاتصال الحديثة السمعية و البصرية (إذاعات، فضائيات، أنترنات، التعليم السمعي المرئي بالمراسلة) و في عهد عولمة الاتصال الافتراضي (الفيسبوك و تويتر) لم تعد الأمية حكرا على مَن لم يتعلم فكثير من الأميين اكتسبوا بفضل ذكائهم (الذكاء موزع بالفطرة بين المتعلمين و غير المتعلمين) ثقافة شعرية شعبية أو مسرحية أو موسيقية أو سياسة، و في المقابل لم تعد الثقافة حكرا على المتعلمين الذين يحذقون الكتابة و القراءة فهنالك متعلمين أصحاب شهائد عليا لكنهم غير مثقفين يعني سجيني اختصاصهم العلمي لذلك نستطيع أن نقول عنهم أنهم "اكتسبوا" صفة الأمية "بفضل" كسلهم الفكري لأنهم اكتفوا بمعارف اختصاصهم مثلما يكتفي الفلاح الأمي بإتقان فلاحته. و في أوائل القرن الماضي، نال طه حسين شهادة الدكتورا من جامعة السوربون بواسطة التعلم السمعي و الإنصات و الرغبة و الانتباه دون أن يقرأ أو يكتب حرفا واحدا بيده و أصبح من أكبر مثقفي مصر و هو أعمى البصر لكنه نيّر البصيرة، و قديما كان الرسول محمد صلى الله عليه و سلم أميا.


خلاصة القول
المواطن الصالح هو مَن يستفيد و يفيد، مَن يستنفع و ينفع، مَن يوظف العلم و التكنولوجيا أحسن توظيف لفائدة نفسه و عائلته أولا و موطنه و وطنه ثانيا، لا يهم إن كان مثقفاً أو أمياً. أما المثقف الذي يكتفي بالكتابة و النشر على الفيسبوك فهو كَــ"الزِّيرْ المِتَّكِّي لا اِفَرَّحْ لا اِبَكِّي".

إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 21  أكتوبر 2014.


لا فضل لـ"ـمثقف" على "أميِّ" إلا بالعمل و الوعي. مواطن العالم د. محمد كشكار

لا فضل لـ"ـمثقف" على "أميِّ" إلا بالعمل و الوعي. مواطن  العالم د. محمد كشكار

قال الكاتب الفيلسوف التونسي العفيف الأخضر: "حجم دماغ الإنسان لم يتغير خلال عشرات  آلاف السنين لكن العقل، منتوج هذا الدماغ، قطع خلال هذه الحقب تطورا مدوخا. لقد عجز ابن عمنا الشامبانزي، الذي انحدرنا و إياه من جد مشترك منذ 8 ملايين سنة عن الانخراط في مسار الإبداع التكنولوجي أو على الأقل عن تطويره فظل قردا، فما الذي جعل ذلك الحيوان الفِقري المشابه له شكلا و شفرة وراثية يواصل مسار تطوره إلى الإنسان المعاصر؟ لا شيء يقول فرديريك انجلز غير العمل الذي حوله إلى إنسان. أو "العمل أولا و الوعي ثانيا" لقد استطاع العقل البشري، بالعمل و التفكير، أن ينقل الإنسان من الكهوف إلى ناطحات السحاب، من الفكر السحري إلى الفكر العقلاني و من الاهتداء بالعرافة إلى الاهتداء بالمعرفة" (الحداثة  و انتقاداتها. 2 نقد الحداثة من منظور عربي-إسلامي، إعداد و ترجمة محمد سبيلا و عبد السلام بنعبد العالي، دار توبڤال للنشر، الطبعة الأولى، 2006، الدار البيضاء، 102 صفحة، مقال الحداثة و العقل، صفحة 79).

قال الأستاذ جوهر امبارك ساخطا في القناة التونسية الخاصة "المتوسط" يوم الاثنين مساءً، 20 أكتوبر 2014: "يقول آخر إحصاء تونسي للسكان أن عدد الأميّين التونسيين بلغ خمسة ملايين فرد من جملة 11 مليون تونسي سنة 2014".

تعليق م. ع. د. م. ك.
أظن أن القائمين على الإحصاء يصنفون أميّا "كل مواطن تونسي لم يتعلم القراءة و الكتابة و كل من تعلمهما و نسيهما" (مثلا انقطع عن التعليم منذ المرحلة الابتدائية). و أنا أصنف المثقف "كل مواطن تونسي يقرأ و يكتب و ينتج معرفة و ينشر" و هم للأسف نخبة و قلة قليلة جدا في تونس مقارنة بالبلدان الغربية.
يبدو لي أن صفة "أمي" تُعدُّ في تونس استنقاصا من قيمة المواطنة، أما أنا فلا أفضلية عندي و لا فرق بين المثقف و الأميِّ إلا بالعمل و الوعي. و على سبيل الذكر لا الحصر، سأسوق لكم المقارنة التالية بين "مثقف تحت التمرين" (م. ع. د. م. ك.) و بعض "الأميين" من أبناء موطني و مسقط رأسي جمنة (لا أحبذ ذكر أسمائهم حتى لا أخدش شعورهم لو فهموا كلمة أمي بالمعنى العام و ليس بالمعنى الموضوعي الذي سأعطيه لها أنا):
-         ماذا حقق الأمي رغم أميته؟
هؤلاء الأميون خضّروا الصحراء و زرعوا آلافا من أجود أشجار النخيل "دڤلة النور" و شغّلوا على كامل السنة أو موسميا المئات من العمال الفلاحيّين المحليّين و الوافدين من جهات أخرى و صدّروا آلاف الأطنان من التمور إلى الخارج و جلبوا ملايين الدولارات من العملة الصعبة، ومنهم مَن تاجر و سوّق الإنتاج المحلي. كدّوا و اجتهدوا فخلقوا ثروة و طنية و نهضة فلاحية و كسبوا من عرقهم و حققوا في جمنة "الحلم الأمريكي بالثروة" بعد ما كانوا فقراء فأصبح منهم الملياردير و المليونير و أصبحت جمنة، بفضل حرصهم و مثابرتهم، أول قرية بلدية منتجة للدڤلة في الجمهورية التونسية.

-         ماذا فعل "المثقف تحت التمرين" بثقافته؟
قضيت قرابة نصف عمري أتعلم (7 ابتدائي + 3 إعدادي + 4 ثانوي + 13 عال) و أكثر من نصف عمري أعلّم و أتعلم في نفس الوقت (38 عام أستاذ). لم أخلق ثروة وطنية و لا نهضة علمية. دخلت للمدرسة الابتدائية بجمنة فقيرا و تخرجت دكتورًا من جامعة كلود برنار بليون بفرنسا فقيرا أيضا. لم أخلق في حياتي و لو موطن شغل واحد. أيُّ عجز هذا؟ أيهما أفضل للوطن إذن؟ ثقافتي أم أميتهم؟ من حسن حظ تونس أن جل مثقفيها ليسوا من أمثالي! فيهم بن عاشور و الحداد و الشابي و جعيط و العياري و "المرزوقي قبل الثورة" و غيرهم كثيرون و الحمد لله. و من سوء حظ تونس أن جل أمييها ليسوا جمنين!

ملاحظات انطباعية عابرة حول الثقافة و الأمية:
في عهد وسائل الاتصال الحديثة السمعية و البصرية (إذاعات، فضائيات، أنترنات، التعليم السمعي المرئي بالمراسلة) و في عهد عولمة الاتصال الافتراضي (الفيسبوك و تويتر) لم تعد الأمية حكرا على مَن لم يتعلم فكثير من الأميين اكتسبوا بفضل ذكائهم (الذكاء موزع بالفطرة بين المتعلمين و غير المتعلمين) ثقافة شعرية شعبية أو مسرحية أو موسيقية أو سياسة، و في المقابل لم تعد الثقافة حكرا على المتعلمين الذين يحذقون الكتابة و القراءة فهنالك متعلمين أصحاب شهائد عليا لكنهم غير مثقفين يعني سجيني اختصاصهم العلمي لذلك نستطيع أن نقول عنهم أنهم "اكتسبوا" صفة الأمية "بفضل" كسلهم الفكري لأنهم اكتفوا بمعارف اختصاصهم مثلما يكتفي الفلاح الأمي بإتقان فلاحته. و في أوائل القرن الماضي، نال طه حسين شهادة الدكتورا من جامعة السوربون بواسطة التعلم السمعي و الإنصات و الرغبة و الانتباه دون أن يقرأ أو يكتب حرفا واحدا بيده و أصبح من أكبر مثقفي مصر و هو أعمى البصر لكنه نيّر البصيرة، و قديما كان الرسول محمد صلى الله عليه و سلم أميا.


خلاصة القول
المواطن الصالح هو مَن يستفيد و يفيد، مَن يستنفع و ينفع، مَن يوظف العلم و التكنولوجيا أحسن توظيف لفائدة نفسه و عائلته أولا و موطنه و وطنه ثانيا، لا يهم إن كان مثقفاً أو أمياً. أما المثقف الذي يكتفي بالكتابة و النشر على الفيسبوك فهو كَــ"الزِّيرْ المِتَّكِّي لا اِفَرَّحْ لا اِبَكِّي".

إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 21  أكتوبر 2014.


الحداثة في الحضارة العربية ليست "مستوردة" و ليست "فطرا". نقلا عن أدونيس. مواطن العالَم د. محمد كشكار

الحداثة في الحضارة العربية ليست "مستوردة" و ليست "فطرا". نقلا عن أدونيس. مواطن العالَم د. محمد كشكار

(...) الحديث لا يمكن أن ينشأ إلا بنوع من التعارض مع القديم من جهة، و بنوع من التفاعل مع روافد من تراث شعب آخر. و هذا ما تنطق به الحضارة العربية، ككل، فهذا الذي نسميه الحضارة أو الثقافة العربية التي نضجت في العصر العباسي، إنما هي، في أعمق أبعادها، جسد مغاير للجسد الثقافي الجاهلي. إنه مزيج تأليفي من الجاهلية و الإسلام، تراثيا، و من الآخر، الهند و فارس و اليونان، تفاعليا - أي مما كان يشكل النتاج البشري الأكثر حضورا و فاعلية، بالإضافة إلى العناصر الأكثر قدما مما ترسب في الذاكرة التاريخية: سومر، بابل، و آشور في صورها الآرامية-السريالية.

و في هذا أعطت الفاعلية الإبداعية العربية المثل النموذجي الأول: لا يمكن أن تقوم لشعب ما، ثقافة بذاتها، في معزل عن ثقافات الشعوب الأخرى، فثقافة كل شعب حضاري إنما هي تأثر و تأثير، أخذ و عطاء، حركة من التفاعل. كذلك أعطت الفاعلية الإبداعية العربية المثل الآخر و هو أن شرط هذا التفاعل أن يتسم بالإبداعية و الخصوصية في آن. و قد نقل العرب هذا المزيج التأليفي الإبداعي الخصوصي، في ذروته العليا، إلى الآخر - و هو هنا الغرب - عبر الأندلس.

ما الحداثة في المستوى الذي عرضناه؟ إنها التغاير: الخروج من النمطية، و الرغبة الدائمة في خلق المغاير. و الحداثة، في هذا المستوى، ليست ابتكارا غريبا. (...) "القديم" و "المحدث" (و هذان مصطلحان عربيان "قديمان").

المصدر
الحداثة  و انتقاداتها. 2 نقد الحداثة من منظور عربي-إسلامي، إعداد و ترجمة محمد سبيلا و عبد السلام بنعبد العالي، دار توبڤال للنشر، الطبعة الأولى، 2006، الدار البيضاء، 102 صفحة، مقال في الحداثة الشعرية، أدونيس، صفحة 87.

تاريخ أول نشر على الفيسبوك: حمام الشط، 24 أكتوبر 2014.


قال الكاتب الفيلسوف التونسي العفيف الأخضر

قال الكاتب الفيلسوف التونسي العفيف الأخضر: "حجم دماغ الإنسان لم يتغير خلال عشرات  آلاف السنين لكن العقل، منتوج هذا الدماغ، قطع خلال هذه الحقب تطورا مدوخا لقد عجز ابن عمنا الشامبانزي، الذي انحدرنا و إياه من جد مشترك منذ 8 ملايين سنة عن الانخراط في مسار الإبداع التكنولوجي أو على الأقل عن تطويره فظل قردا فما الذي جعل ذلك الحيوان الفِقري المشابه له شكلا و شفرة وراثية يواصل مسار تطوره إلى الإنسان المعاصر؟ لا شيء يقول فرديريك انجلز غير العمل الذي حوله إلى إنسان. أو "العمل أولا و الوعي ثانيا" لقد استطاع العقل البشري، بالعمل و التفكير، أن ينقل الإنسان من الكهوف إلى ناطحات السحاب، من الفكر السحري إلى الفكر العقلاني و من الاهتداء بالعرافة إلى الاهتداء بالمعرفة" (الحداثة  و انتقاداتها. 2 نقد الحداثة من منظور عربي-إسلامي، إعداد و ترجمة محمد سبيلا و عبد السلام بنعبد العالي، دار توبڤال للنشر، الطبعة الأولى، 2006، الدار البيضاء، 102 صفحة، مقال الحداثة و العقل، صفحة 79).



dimanche 19 octobre 2014

باسم الإسلام و باسم الوطنية، لم نخدم الإسلام و فقدنا بعض الوطن! مواطن العالَم د. محمد كشكار

باسم الإسلام و باسم الوطنية، لم نخدم الإسلام و فقدنا بعض الوطن! مواطن العالَم د. محمد كشكار

ملاحظة منهجية:
لن أتعرض لنقد المفهومين الواردين بعنوان المقال و ذلك لسببين اثنين: أولا لأنني لست مختصا في المجالين المشحونين إيمانا و عاطفة. ثانيا لأنهما مفهومان ساميان لو صدّق بهما المؤمنون. آمن بالإسلام كل مسلمي اليوم دون إكراه أو عنف، وانتشر الإسلام المعاصر في الغرب دون سيف أو جزية. و باسم الوطنية تحررت كل مستعمرات القرن التاسع عشر و نهضت الشعوب المستقلة و تأسست الدول الحديثة.
سأرصد و أصف - دون خلفيات إيديولوجية أو حكم مسبق - المصائب التي أحدثها بعض الوطنيين العرب باسم الوطنية العربية، و بعض الإسلاميين العرب باسم الإسلام، و الواقع أن الوطنية العربية و الإسلام براء من أخطاء الإسلاميين و الوطنيين.
و تجنبا للمزايدة المجانية و سوء فهم بعض النقاد، أذكّر أنه باسم المسيحية مرت أوروبا بحروب أهلية مدمِّرة، و باسمها أيضا أُبِيد ملايين السكان الأصليين في أمريكا الشمالية و أمريكا الجنوبية، و باسم اليهودية اغتُصِبت فلسطين، و باسم الشيوعية قام ستالين و ماو و بول بوت بمجازر فظيعة ضد الإنسانية، و باسم الوطنية الغربية أقاما هتلر و موسولوني نظاميهما العنصريين الفاشيّين النازيّين، و الواقع أن المسيحية و اليهودية و الشيوعية و الوطنية الغربية براء من أخطاء بعض المنتسبين إليهم.

باسم الوطنية العربية:
-         باسم الوطنية العربية، نَوّمَنا عبد الناصر عقدين من الزمن فأفقنا على هزيمة 1967.
-         باسم الوطنية العربية، جاءنا عبد الناصر و سيناء جزء من الوطن، و فارقنا عبد الناصر و سيناء خارج الوطن.
-         باسم الوطنية العربية، جاءنا حزب البعث العربي السوري و الجولان جزء من الوطن، و ها هو الآن يفارقنا بتلكؤ و الجولان خارج الوطن.
-         باسم الوطنية العربية، خاض صدّام حربا ضد إيران من أجل استرجاع شط العرب، ففقدنا نصف مليون عراقي و لم نسترجع الشط و لا العرب.
-         باسم الوطنية العربية، احتل صدّام الكويت (الولاية 19) فخسرنا بعدها ثمانية عشرة ولاية عراقية بعد هزيمة مدوية و احتلال مقيت.
-         باسم الوطنية العربية، اختطف حزب الله جنودا إسرائيليين من أجل تحرير أرض "شبعا" اللبنانية، انتصرنا انتصارا معنويا باهظ الثمن (Une victoire à la Pyrrhus)، و فقدنا ألف شهيد و لم نربح سوى بنية تحتية مدمَّرة بالكامل و لم نحرر"شبعا".
-          باسم الوطنية العربية، حارب السودان الشمالي السودان الجنوبي فخرج من العروبة نصف الوطن.
-         باسم الوطنية العربية، قامت حرب بين الشقيقين المغرب و الجزائر، لم تتكون دولة الصحراء الغربية و ورث الجزائريون و المغاربة عداوة دائمة أضرّت بمصلحة الاثنين.

باسم الإسلام:
-         باسم الإسلام، تأسست منظمة "القاعدة" بقيادة بن لادن، فكانت أكبر مصيبة على الإسلام و المسلمين و الناس أجمعين.
-         باسم الإسلام، تدور الآن حرب أهلية ضروس بين السنّة و الشيعة في العراق.
-         باسم الإسلام، قُتِل 200 ألف مواطن جزائري في الحرب الأهلية بين الإسلاميين و الجيش.
-         باسم الإسلام، قُتِل مائة و أربعون ألف مواطن سوري و شُرِّد خمسة ملايين.
-         باسم الإسلام، انفصلت غزة على الضفة الغربية و تجزّأ المجزأ.
-         باسم الإسلام، تتناحر اليوم الميليشيات في ليبيا الشقيقة.
-         باسم الإسلام، كُفِّرُوا ثم قُتِلُوا عشرات المثقفين المسلمين في لبنان و مصر و العراق و السودان و الجزائر.
-         باسم الإسلام، كُفِّرَ ثم قُتِلَ السياسي التونسي شكري بلعيد.
-         باسم الإسلام تُحارب جماعة "بوكو حرام" النيجيرية التعليم الغربي و تختطف 230 تلميذة ليلا من مبيتهن و تزوّجهن قسرا لــ"المجاهدين".

إمضاء م. ع. د. م. ك.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 4 ماي 2014.

jeudi 16 octobre 2014

لم يكن المواطن التونسي، في أي عصر من العصور، سفيها في تبديد قواه، كما هو اليوم بعد الثورة! مواطن العالَم د. محمد كشكار

لم يكن المواطن التونسي، في أي عصر من العصور، سفيها في تبديد قواه، كما هو اليوم بعد الثورة! مواطن العالَم د. محمد كشكار

لم يكن الإنسان، في أي عصر من العصور، سفيها في تبديد قواه، كما هو اليوم في هذه المنطقة من العالم. سعد الله ونّوس.
 قياسا على ما سبق أقول: لم يكن المواطن التونسي، في أي عصر من العصور، سفيها في تبديد قواه، كما هو اليوم بعد الثورة!

و الدليل القاطع:
-         يبلغ عدد البلديات في تونس 264 قصر بلدية، و رغم هذا الكم المهول من الميزانيات الضخمة المرصودة لها و رغم توظيف الآلاف من عمال النظافة و ترسيمهم بعد الثورة و الترفيع في أجورهم و مِنحهم، لا زالت شوارعنا و ساحاتنا في مدننا و قرانا تغص بالقمامة المقرفة.

-         يشتغل في التعليم التونسي العمومي قرابة 120 ألف مدرس، و رغم هذا الجيش العرمرم من المربين لا زال رب العائلة التونسي يلتجئ مكرها إلى الدروس الخصوصية لضمان نجاح أبنائه في الأساسي و الثانوي.

-         كل سنة تُناقش في جامعاتنا الآلاف من شهائد الدكتورا و الماجستير، و رغم هذا الوقت الثمين و الجهد الكبير المهدور في البحث العلمي لم ننتج معرفة و لم نشارك و لو بالقليل في النهضة العلمية العالمية، و بقيت بحوثنا مخزّنة على رفوف المكتبات الجامعية  لأنها نسخ باهتة من المعرفة الغربية المستهلكة.

-         نصرف على التعليم أكبر ميزانية، نسبيا في العالم، و رغم هذه التضحية الكبيرة تلفظ مدارسنا و معاهدنا سنويا مائة ألف منقطع مبكر عن التعليم، جلهم يرجع إلى الأمية.

-         رغم غلاء أسعار اللحوم الحمراء عندنا و رغم النقص الواضح في ثروتنا الحيوانية (نستورد أضحيتنا من بلاد "الكفّار" بالعملة الصعبة، صعبة فعلا بسبب تخفيض الدينار)، نضحّي سنويا بمئات الآلاف من الخرفان و العجول و الماعز، ما ضرّ لو اقتصرنا ظرفيا على التضحية الروحانية على الأقل لأجل مسمى حتى يرتفع مستوى معيشتنا و نقدر على التضحية المادية.

-         رغم ضعف أجورنا و رغم إيماننا بأن شهر رمضان هو شهر التقوى، نصرف فيه من المال ما يكفينا ثلاثة أشهر أو أكثر.

-         رغم أننا نخصص جوامع و مساجد مكيفة كالقصور للتقوى و نصلي خمس مرات في اليوم، لم تنهنا صلاتنا عن الفحشاء و المنكر.

-         يتخرج من جامعاتنا سنويا عشرات الآلاف من حاملي الشهائد بعد أن أنفقنا عليهم  من الخزينة العامة عشرات الملايين من الدينارات، و رغم هذا المجهود العظيم، يبقى جلهم غير منتج و معطل عن العمل و عالة على والديه و على المجتمع.

-         يذهب الموظف التونسي إلى العمل تحمله وحده سيارة من أربعة إلى 7 خيول، و آخر إحصاء يقول أن 5 في المائة فقط من الموظفين التونسيين يقومون بواجبهم في العمل على أحسن ما يرام. أليس الحصان ينتج أكثر من الإنسان في تونس؟ يرقص في مهرجاناتنا و يحرث أرضنا و يسابق في مسابقاتنا و ينقلنا في السهول و الجبال و يباع لحمه بأرخص الأثمان دواءً لفقر الدم.

-         رغم أن ثرواتنا الطبيعية من الفسفاط تضمن لنا - لو استخرجناها و بعناها - دخلا سنويا يقدر بألفي مليون دينار تونسي، ما زلنا نتسول قروضا مشروطة ومجحفة من البنك العالمي و صندوق النهب الدولي والاتحاد الأوروبي  واليابان و قطر.

-         دستور فرنسا كتبه شخصان فقط، ريجيس دوبريه و شارل ديقول، ثم عرض على الاستفتاء. دستور اليابان كتبه المستعمر الأمريكي من ألفه إلى يائه ولم يمنع هذا الدستور المستورد اليابان من التفوق على جميع الأمم في جميع المجالات. بريطانيا العظمى لا تملك دستورا بالمعنى الشكلي للكلمة لكنها تمتلك فقه قضاء مكتوب ضمن لها تحقيق الديمقراطية و الحرية على أفضل وجه موجود في العالم الحر. أما نحن فقد انتخبنا مجلسا تأسيسيا لكتابة الدستور، مجلسا يتكون من 217 عضو، مجلسا كلفنا عشرات الملايين من الدنانير التونسية.

الإمضاء
"لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه"، عبد الله العروي.
"المثقف لا يجيد فعل شيء على الإطلاق، اللهم، إلا الإنتاج الرمزي، وإنتاج الأفكار و الكلمات. غبر أن هذه الأفكار تحتاج لما يجسدها لكي تصبح موجودة، لكي تصبح قادرة على تغيير الواقع، أي أنها تحتاج لحركات اجتماعية"، جان زيغلر.
"يخون المثقف وظيفته، إذا كانت هذه الأخيرة تتقوّم بالرغبة في التأثير على النفوس"، ريجيس دوبريه.
"ما أسهل أن نرتدي عباءة أجدادنا  و ما أصعب أن تكون لنا رؤوسهم"، مطاع الصفدي.

م. ع. د. م. ك:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداءً بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد رغم أن الشكر يفرحني كأي بشر، لذلك لا يضيرني إن قرأني واحد أو ألف لكن يبقى الكاتب منعزلا إذا لم يكن له قارئ ناقد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 9 ديسمبر 2013.


mercredi 15 octobre 2014

« Les professeurs ne comprennent pas que leurs élèves ne comprennent pas » (G. Bachelard). Citoyen du Monde Dr Mohamed Kochkar

« Les professeurs ne comprennent pas que leurs élèves ne comprennent pas » (G. Bachelard).  Citoyen du Monde Dr Mohamed Kochkar

RTCI, moi et mon amie et collègue Mamia Fezzani, nous avons participé à une émission sur l`éducation en Tunisie. Elle a été animée par Karim Ben Said, enregistrée le 1. 10. 2014 et diffusée le 8.10.2014.

Chers lectrices, chers lecteurs, permettez-moi de vous présenter le compte-rendu transcrit de mon discours oral lors de cette émission :
Les réformes dans un système éducatif, en général elles sont faites pour aider les élèves en difficulté et non pour favoriser les meilleurs. Paradoxalement, notre dernière reforme (restaurer l`examen « la sixième » et supprimer progressivement les 25% de rachat au bac) a ajouté des difficultés aux élèves en difficulté.
On peut embellir un bâtiment en voie de démolition par des retouches  mais on ne peut pas l`empêcher de tomber et gare à ceux qui leur tombera sur la tête!
Le système éducatif n`est pas une piste de course ou il suffit de hausser la barre et que le meilleur gagne. Nous, les enseignants, nous voudrions que tous nos élèves gagnent, les faibles avant les excellents.
A mon avis, il vaut mieux ne pas construire sur du sable mouvant, au contraire il faut construire sur une base fondamentale solide, c`est pourquoi d`ailleurs qu`on a change l`appellation « école primaire » en « école de base ou fondamentale ».

Dans Le système éducatif, les élèves ne sont que des passagers, 6 ans en primaire, 3 au collège, 4 au lycée et 3 au supérieur, tandis que les enseignants passent 40 ans de leur vie dans le même poste donc ce sont des résidents presque à vie.
Ma proposition est la suivante : un réformateur scientifique averti et sérieux devrait commencer par former le formateur lui-même (l`instit, le prof du lycée et le prof universitaire) comment ?
Un formateur (l`enseignant) doit être obligatoirement forme avant de lui livrer un permis d`enseignement valable a vie.
Est-ce que nos enseignants sont formés pour enseigner ? Malheureusement ma réponse est négative. Pourquoi ? bien sur, ils ont obtenu les diplômes nécessaires chacun dans sa spécialité.
Est-ce que c`est suffisant pour enseigner ?
Non il faudrait savoir maitriser d`autres compétences scientifiques et technologiques pour pouvoir réussir son cours.
Quels sont ces compétences nécessaires pour que l`enseignant puisse transférer son savoir à ses élèves ?
A mon avis chaque enseignant devrait passe par un institut universitaire de formation ou il bénéficiera de formation académique en pédagogie, didactique, épistémologie, psychologie de l`enfant, sciences de l`évaluation et TICE (technologies de l`information et de la communication pour l`enseignement).

Les différences préconisées en moyens didactiques entre les régions de la Tunisie : à mon avis, c`est un faux problème car un enseignant à kebili et un autre à Tunis n`ont tous les deux qu`un tableau et de la craie comme moyen didactique.
Un autre faux problème, la focalisation sur l`amélioration de l`infrastructure, qu`est qu`elle a donne la super infrastructure aux pays du Golfe ? Rien. Donc le mal réside dans la supra ou superstructure, c. à. d. la formation des formateurs suivie de la formation « constructiviste » (Piaget & Vygotsky) de l`élève (selon le célèbre proverbe chinois : « ne me donne pas gratuitement un poisson mais apprends-moi à le pécher tout seul »

Je finis mon discours par dire que l`élève n`est pas un rat dans un labyrinthe et l`enseignant n`est pas un chercheur qui lui définit à l`avance une porte d`entrée et un issue de sortie, l`élève n`est pas aussi un vase vide qu`il suffit de remplir non plus une page blanche qu`il suffit de noircir.

Chers collègues Didacticiens, n`oubliez jamais que la Didactique a failli s`appeler «Épistémologie de l`enseignement » et j`aurais bien aimé qu`elle garderait ce premier nom clair et honorifique.
Conclusion : J`aime bien mes collègues enseignants mais j`aime plus ma spécialité la Didactique.

Ma Signature : « à un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence verbale ».

Date de la première publication sur le net : Hammam-Chatt, jeudi 16 octobre 2014.