كذب المترشحون للانتخابات و
لو صدقوا!؟ مواطن العالم د. محمد كشكار
وجهة نظر ضد السائد حول
الحملة الانتخابية التشريعية و الرئاسية الدائرة رحاها "الدونكيشوتية"
الآن في تونس.
يبدو لي أنه لا يوجد موجب
منطقي لحملة انتخابية موسمية قصيرة، يقوم بها مترشح للانتخابات التشريعية أو
الرئاسية و ذلك للأسباب التالية:
1.
إن كانت لشغل منصب رئيس الجمهورية، فمِن المنطق أن يكون
المترشح قبل ترشحه شخصا مشِعًّا و معروفًا على الصعيد الوطني و مشهودٌ له بالصدق في
القول و الإخلاص في العمل و الأمانة في المواقف و الكفاءة في السياسية و حسن
السيرة و الأخلاق.
2.
إن كانت لتبوءِ مقعد في البرلمان القادم، فمِن المنطق أن
يكون المترشح قبل ترشحه شخصا مشِعًّا و معروفًا على الصعيد المحلِّي و مشهودٌ له
بالصدق في القول و الإخلاص في العمل و الأمانة في المواقف و الكفاءة في السياسية و
حسن السيرة و الأخلاق.
3.
إن كان المترشح رئيسا سابقا أو نائبا سابقا، فاسألوه أولا
لماذا لم يحاول تنفيذ برنامجه في فترة رئاسته أو نيابته السابقة.
4.
أضف إلى كل ما سبق من الحجج أن جميع التجارب الديمقراطية
في العالم أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن أغلب الوعود الانتخابية و همية بغض
النظر عن نزاهة المترشح الواعد أو انتهازيتة و ذلك للسبب البديهي التالي: عادة لا
يرتبط تنفيد الوعود الانتخابية بقائلها، مستقلا كان أو حزبا، صادقا كان أو منافقا،
بل يتجاوزه و يتجاوز إمكانياته و يخرج عن نطاقه. قد تتداخل في التنفيذ عدة معطيات،
منها المعروف و منها غير المعروف عن جهل أو يدخل في علم الغيب، مثل الكوارث
الطبيعية الداخلية أو ردة فعل المجتمع التونسي أو المجتمع الدولي أو توازن القوى
بين السلطة و المعارضة أو الضغوطات الخارجية السياسية و المالية أو التحولات الثورية
الفجائية في البلدان المجاورة أو الشقيقة
أو الصديقة. لا يمكن لأي مترشح أن يوجه أو يسيطر على هذا الكم المعقّد من
المتغيرات.
5.
أليس الناشط السياسي مُطالب كامل العام بتبليغ آرائه
للشعب؟ فلماذا الحملة الفولكلورية إذن؟ ألا يكفينا تبذيرا للمال العام؟ و هو مال
دافعي الضرائب و أكثرهم من المفقرين في تونس!
6.
آخر حجة ضد الحملة الانتخابية و الوعود الكاذبة و لو صدق
قائلوها المترشحون: من المهازل الكبرى أن يترشح على قرية في الجنوب مثلا مرشح يقيم
في العاصمة قبل و بعد الحملة!
إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري
المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن
إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن
ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم أو لا يكون مع
احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية.
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 11
أكتوبر 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire