الثوار
المحترفون المنتصرون، هم أول مَن يخون مبادئ و قيم الثورة! مواطن العالم
د. محمد كشكار
يؤسس و يُنظِّر للثورة
المثقفون الكبار و يقوم بها "الشعب الكريم" بقيادة أنصاف المثقفين
الانتهازيين. يرفع هؤلاء الأخيرين شعارات ثورية مستحيلة التحقيق يخدِّرون بها عقول
مريديهم من أمثالهم و مؤيديهم صادقي النية.
قال د. أحمد صبحي منصور:
"العادة السيئة أن يرفع الثوار شعارات لخداع المثقفين و العوام، حتى إذا
وصلوا للحكم سكنوا في مساكن الذين ظلموا، أنفسهم، و تشبهوا بالظالمين السابقين، و
ربما فاقوهم في الجور. حدث نفس الشيء في الدولة الفاطمية الشيعية و الثورات و
الانقلابات الشيوعية و الثورة المصرية 1952، و سيظل الأمر يتكرر طالما ظل الوعي في
إجازة، و طالما ظلت الأغلبية صامتة و غائبة و ظلت الثقافة السمعية غالبة تسرِع
لتصديق الدجالين."
حدث نفس الشيء أيضا يا دكتور:
-
بعد انتصار الثورة المسيحية، باسمها احتل الثوار الرومان
المسيحيون كل العالم ثم انقرضت الإمبراطورية الرومانية بسبب خيانتها لمبادئ و قيم
التسامح للديانة المسيحية.
-
بعد انتصار الثورة الإسلامية، باسمها فتح الثوار العرب
المسلمون بالسيف نصف العالم ثم انهارت الإمبراطورية الإسلامية (الأموية ثم
العباسية ثم الأندلسية و في سنة 1924 تفككت الأخيرة، أي الخلافة العثمانية) بسبب
خيانتها لمبادئ و قيم العدل و المساواة المنصوص عليها حرفيا في دستورها المؤسس
القرآن الكريم.
-
بعد انتصار الثورة الفرنسية بعشر سنوات احتل بونابارت
مصر المحروسة و خان مبادئ و قيم حقوق الإنسان التي من أجلها قامت الثورة الفرنسية
و التي بشّر بها قرن الأنوار.
-
بعد انتصار الثورة الشيوعية الروسية احتل الثوار
البلاشفة بقية دول الاتحاد السوفياتي و دول شرق أوروبا و أفغانستان ثم سقطت بسبب
خيانتها لمبادئ و قيم النظرية الماركسية.
-
بعد انتصار الثورة الشيوعية الصينية احتل الثوار
الماويون دولة التيبت ثم استرجعوا مقاطعة هونغ كونغ الرأسمالية فأصبحت الصين دولة
برأسين متناقضين و في هذه الأيام يبدو أن عملية زرع الأعضاء لم تنجح و الغريب أن
العضو الضيف هو الذي لم يقبل التعايش مع الجسم المضيف .
-
بعد انتصار الثورة الشيوعية الفيتنامية احتل الثوار الفيتناميون
دولة كمبوديا ثم رأينا فقراء فيتنام يفرّون هربا من "الجنة البروليتارية الوهمية
الموعودة" في قوارب الموت قاصدين الدول الرأسمالية المجاورة.
-
بعد انتصار الثورة الشيوعية الكوبية غزا الثوار الكوبيون
دولة أنغولا ثم رأينا فقراء كوبا يهاجرون
بالآلاف هربا من "الجنة البروليتارية الوهمية الموعودة" طلبا للعيش
الكريم في أكبر دولة رأسمالية في العالم.
-
بعد انتصار الثورة القومية العربية الناصرية المصرية غزا
الثوار المصريون دولة اليمن العربية ثم رأينا جيش مصر ينهزم شر هزيمة دون أن يحارب
في 1967 أمام عدو قومي.
-
بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية دخل الثوار
الإيرانيون في حرب ضد العراقيين أبناء دينهم و ملتهم فــ"أبلوا البلاء الحسن" دون قضية و
أبادوا مليون مسلم من الجانبين.
إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري
المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن
إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن
ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم، شاء اليسار
التونسي اللائكي - على المنوال الفرنسي - أم أبَى!
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 2
أكتوبر 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire