نقد كيفية تطبيق مقولة
"الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" في السعودية. مواطن العالم د. محمد
كشكار
قال
تعالى:
"أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ
وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ"1 ، وقوله: "يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا
عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ"2.
قال الشاعر التونسي منور
صمادح:
"شيئان في بلدي قد خيّبا
أملي.......الصدق في القول و الإخلاص في العمل".
و أنا بعد قراءاتي، أقول:
كلمتان أو مبدآن أو قِيمتان
إسلاميتان ساميتان، قد طُبِّقتا في السعودية في غير موضعهما: "الأمر بالمعروف
و النهي عن المنكر". طُبِّقتا على الضعفاء من المواطنين في السعودية، و كان
أولى بمن وراءهم أن يُطَبِّقهم على الأمراء و
الأغنياء و المسؤولين المتنفذين المتحكمين في مصائر و رقاب المواطنين
السعوديين البسطاء العاديين، لأن الضعيف، حتى و إن ارتكب منكرا عن سهو أو جهل، فهو
في غالب الأحيان لا يضر بمنكره هذا إلا نفسه أو عائلته و إن أنجز معروفا، فلا
ينتفع من معروفه إلا محيطه الضيق، أما الحاكم فمنكره مصيبة على القريب و البعيد و
معروفه قد ينقذ الآلاف أو الملايين من البشر من الفقر و المرض و الجهل. في
السعودية يوجد عشرات الآلاف من الأمراء، أمراء يعبثون و يفسقون و يفسدون في الأرض و
يسرقون و ينهبون أموال الشعب السعودي و يخونون البلد و يشوّهون العرب و المسلمين،
و لا من رقيب و لا من حسيب، و لا من ناه عن المنكر، و لا آمر بالمعروف! أما شرطة "الأمر
بالمعروف و النهي عن المنكر" السعودية التعيسة و السخيفة، فهي طوال اليوم تجري
و تهرول في الطرقات العامة و تنهى عن المنكر و كأن كل المواطنين السعوديين و
الأجانب الوافدين أو المقيمين متهمون بارتكاب المنكر حتى تثبت براءتهم، شرطة - بأوامر
أميرية فاسدة - تلاحق السافرات المسلمات المسالمات العفيفات المحصنات الرقيقات
الجميلات الضعيفات أو تنهر مراهقا ارتدى "شورتا" قصيرا اتقاءً لموجة حَرّ.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 7 جويلية 2012.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire