samedi 1 novembre 2014

لو تُرِكَ التونسيون لوحدهم لَحلّوا مشكلتهم مع أصوليتهم و تراثهم! نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

لو تُرِكَ التونسيون لوحدهم لَحلّوا مشكلتهم مع أصوليتهم و تراثهم! نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 30 مارس 2012.

كتاب "مخاضات الحداثة التنويرية. القطيعة الإبستمولوجية في الفكر و الحياة."، هاشم صالح، دار الطليعة للطباعة و النشر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2008، 391 صفحة. استعرته من المكتبة العمومية بحمام الشط.  كتاب من أفضل الكتب التي قرأتها في السنوات الأخيرة و أعتبر كاتبه من أعلم و أصوب الفلاسفة العرب التنويريين، و أعُدّه من أهم رواد النهضة العربية المعاصرة.

نص هاشم صالح
صفحة 187: و لكن المشكلة هي أن العرب يواجهون مشكلة الأصولية و تصفية الحسابات مع الذات التاريخية، في الوقت الذي يواجهون فيه عدوا شرسا مصمّما على الإيقاع بهم. و لو تُركوا لوحدهم لحلوا مشكلتهم مع أصوليتهم و تراثهم من خلال الصراع الجدلي، الحر و الطبيعي. و هكذا يجيء التهديد الخارجي لكي يعقّد الأمور و يقوّي من التيار الأصولي بطبيعة الحال و يضعف التيار النقدي التحرري و ربما كان الإسرائيليون (إضافة 1، م. ع. د. م. ك: أضيف إلى الإسرائيليين،  حلفائهم الإستراتيجيين، الحكّام الأمريكان و الأوروبيين) يريدون ذلك لكي يظل العرب يتخبطون في مشاكلهم الداخلية أطول فترة ممكنة، و لكي يتأخر تحررهم الفكري و السياسي، و ذلك لأنهم يعرفون أنه إذا ما انتصر العرب على أنفسهم و حلوا عقدتهم الداخلية، فسوف يتحولون إلى قوة جديدة يُحسب لها ألف حساب.

إضافة 2، م. ع. د. م. ك: قد حَصُل لي الشرف أنني نشرت نفس الرأي في النات في أحد مقالاتي قبل أن أقرأ هاشم صالح و هذا تطابق فكري أعتز به أيما اعتزاز. و قد قلت في تعليقي المنشور أن السعودية فعلت نفس الشيء في تونس ما بعد الثورة: ساندت  التيار السلفي التونسي الجهادوي (جهاد مزيف دون قضية تحريرية موجه ضد إخوانهم التونسيين  النهضاويين و العَلمانيين)  حتى تخلق فوضى خلاّقة - يعني هدامة - قد تفضي، الله لا يقدّر، إلى حرب أهلية محتملة بين التيارين الدينيين التونسيين.
السعودية، أكبر نظام رجعي متخلّف في العالم حيث لا يوجد مجتمع مدني و لا حرية معتقد و لا حرية إعلام و نشر و لا إبداع حر و لا انتخابات و لا برلمان و لا رابطة حقوق الإنسان و لا نقابات مستقلة و لا حقوق للمرأة و لا مواطنة و لا تعليم ديمقراطي و لا قضاء مستقل و لا فن و لا مسرح و لا سينما و لا نحت و لا تصوير و لا رقص و لا تعبير جسماني و لا... و بتدخلها السافر هذا، أضعفت السعودية من تأثير التقدميين و الديمقراطيين و الحداثيين و الوسطيين و اليساريين و همّشت مشاركتهم في الحياة السياسية الديمقراطية الحزبية العلنية.

و اليوم غرة أكتوبر 2014 و أنا أعيد نشر المقال، و بعد الانتخابات التشريعية يوم 26 أكتوبر 2014، أستطيع أن أقول أن السعودية قد ساهمت بصفة غير مباشرة في رجوع الدساترة للحكم.

إمضائي المختصر
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه من أجل بناء أفراده الذاتي لتصورات علمية مكان تصوراتهم غير العلمية و على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
و إذا فهمت نفسك فكأنك فهمت الناس جميعا. هاشم صالح.
الفلسفة هي القبض على الواقع من خلال الفكر. هيغل.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire