من هم المثقفون التونسيون المهمّشون ؟
مواطن العالم محمد كشكار
المثقفون
المهمّشون هم المثقفون الأغنياء فكرا-المفلسون مالا و هم الذين ينتمون بثقافتهم إلى
الشرائح الثورية في المجتمع و قد سبق و أثبتوا جرأة و شجاعة في ثورة 14 جانفي 2011
و أبلوا البلاء الحسن قبلها و بعدها. هم مثقفون "معارضون دائمون" للنظام،
مهما كانت إيديولوجية هذا النظام و مهما كانت مرجعيته! هم الذين خرجوا إلى الشوارع
في الثورة و رفعوا الشعارات المناهضة للنظام و عرّوا صدورهم أمام بنادق البوليس!
هم الذين لا يملكون من "وسخ دار الدنيا" شيئا يخافون عليه أو ينحنون من أجله.
مهمّشون لأنهم
رفضوا النظام فرفضهم. رفضوه عن اقتناع أو عن عدم قدرة على الانبطاح. رفضهم النظام خشية
منهم أو لاكتفائه بالمثقفين الانتهازيين المتملقين. بقوا على هامش المجتمع،
يتلذذون بالعجز المادي و مرارة فشل مشروعهم الثقافي، يصطلون على نار التجاهل و الاحتقار
من قبل السلطة و المجتمع، غير معترف بقدراتهم الفكرية من الاثنين معا.
أما عن المثقفين
الانتهازيين المتملقين، فحدّث و لا حرج:
-
هل يجرؤ
الأستاذ الجامعي الغني المبجل المكرم على الخروج إلى الشارع و تعريض نفسه للخطر؟
-
هل يجرؤ
الطبيب الغني الناجح على الخروج إلى الشارع و تعريض نفسه للخطر؟
-
هل يجرؤ
المحامي الغني المشهور على الخروج إلى الشارع و تعريض نفسه للخطر؟
-
هل يجرؤ
الكاتب الغني المعروف على الخروج إلى الشارع و تعريض نفسه للخطر؟
-
هل يجرؤ مثقفو
السلطة على معارضة ولي نعمتهم؟
قال فولتير: "أعوّل على دور المثقف المهمّش المفلس
الذي يطمح في الحصول على اعتراف كبير من المجتمع أكثر من تعويلي على مثقف السلطة
الذي حصل على هذا الاعتراف بالفعل".
عرّف جان بول سارتر المثقف على أنه معارض دائم يعيش أبد
الدهر على هامش المجتمع، و من فرط إيمانه بالعدالة الاجتماعية، لا يعجبه العجب و
لا الصيام في رجب.
أما أبو يعرب المرزوقي، فقد ربط انحطاط الدول بتهميش المثقف
و قال: "من بين أسباب انحطاط الدول هو دور النخب، النخب المبدعة تبتعد عن
الحكم وتصبح مهمّشة والنخب الطفيلية تقترب
من الحكم
وتصبح بيدها مقاليد الأمر فينتج عن ذلك أن الدولة لا تستفيد من المبدعين ويضرّ بها
من يخدمها من الطفيليين".
إمضاء م. ع. د. م. ك:
"الكاتب
منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد".
"الذهن
غير المتقلّب غير حرّ".
قال عبد الله
العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن
يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن
يخضع لقانونه".
قال م. ع. د.
م. ك: "يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا
في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من
إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد و لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين
بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا
بالعنف اللفظي أو المادي. عزيزي القارئ, عزيزتي القارئة، أنا لست داعية فكري و لا داعية سياسي,
أنا مواطن عادي مثلك، أعرض عليك وجهة نظري
المتواضعة و المختلفة عن السائد, إن تبنيتها, أكون سعيدا جدا, و إن نقدتها, أكون
أسعد لأنك ستثريها بإضافة ما عجزت أنا عن إدراكه, و إن عارضتها فيشرّفني أن يصبح لأفكاري معارضون".
تاريخ أول
نشر على النت: حمام الشط في 25 نوفمبر 2011.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire