أطالب بالكف عن تنميط الخصوم
الفكريين و السياسيين!
مواطن العالم د. محمد كشكار
1.
أطالب بالكف عن اعتبار كل الإسلاميين التونسيين رجعيين إلا الذين لم
ينبذوا التكفير، و الولاء للخارج على حساب مصلحة الوطن، و الجهاد المسلح ضد
إخوانهم أو ضد غير المعتدين من غير المسلمين، و تقديس الماضي المؤسِّس إلى درجة
تفضيله على المستقبل. و لا تنسوا أن فيهم مَن قُتِل أو عُذِّب أو نُفِي أو طُرِد
من عمله أو حُرِم من مصدر رزقه أو أُرهِبت عائلته المضيقة و الموسعة.
2.
أطالب بالكف عن اعتبار كل القوميين التونسيين منغلقين و متعصبين إلا
الذين يتمسكون
بعلوية و أفضلية العرب على البربر و الكرد و الفرس و الأتراك و الهنود و غيرهم
من الأمم الأخرى. و لا تنسوا
أن فيهم مَن قُتِل أو عُذِّب أو نُفِي أو طُرِد من عمله أو حُرِم من مصدر رزقه أو
أُرهِبت عائلته المضيقة و الموسعة.
3.
أطالب بالكف عن اعتبار كل اليساريين التونسيين منبَتِّين إلا الذين
يصرّون على التكلم بغير لسان المجتمع التونسي والنطق بغير منطقه. و لا تنسوا أن فيهم مَن قُتِل أو عُذِّب أو نُفِي أو
طُرِد من عمله أو حُرِم من مصدر رزقه أو أُرهِبت عائلته المضيقة و الموسعة.
4.
أطالب بعدم الكف عن اعتبار كل رموز الدساترة و التجمعيين التونسيين (أعني
بهم مسؤولي الحكومة المنفذين ابتداء من خطة وال فما فوق، و ليس الخبراء و الكفاءات
العلمية التي بنت تونس الحديثة) متهمين حتى يبرِّئهم القضاء. و حتى إن برّأهم
القضاء فلن أبرِّئهم أنا من المسؤولية القانونية و الأخلاقية على الجرائم السياسية
(الفساد و تدليس الانتخابات و التعذيب و الترهيب، إلخ) التي وقعت في عهد بورقيبة و
بن علي و أدينهم على صمتهم حفاظا على مكاسبهم حتى و لو لم يشاركوا في هذه الجرائم
بصفة مباشرة و لم يستفيدوا منها ماديا، فإن كانوا على علم بها فهم بصمتهم متواطئون
مع المجرمين و إن كانوا على غير علم بها فهم متقاعسون عن تحمّل المسؤولية الملقاة
على عاتقهم. و لا تنسوا أنهم هم المسؤولون
قانونيا و أخلاقيا عن قتل شهداء الحرية الإسلاميين و القوميين و اليساريين و
هم ليس لهم شهيدا واحدا للحرية منذ الاستقلال، و لا تنسوا أنهم هم مَن عَذِّب و نَفَى
و طَرَد المناضلين السياسيين المعارضين من أعمالهم و حَرَمهم من مصدر رزقهم و أرهَب
عائلاتهم المضيقة و الموسعة. سامحهم الله الذي تبدو الكبائر عنده كاللَّمَمِ أما
أنا العبد الضعيف فذنبهم قد فاق طاقتي للعفو.
إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري
المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن
إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن
ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم أو لا يكون مع
احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية.
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 18 نوفمبر 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire