lundi 17 novembre 2014

أطالب بالكف عن تنميط الخصوم الفكريين و السياسيين! مواطن العالم د. محمد كشكار

أطالب بالكف عن تنميط الخصوم الفكريين و السياسيين! مواطن  العالم د. محمد كشكار

1.     أطالب بالكف عن اعتبار كل الإسلاميين التونسيين رجعيين إلا الذين لم ينبذوا التكفير، و الولاء للخارج على حساب مصلحة الوطن، و الجهاد المسلح ضد إخوانهم أو ضد غير المعتدين من غير المسلمين، و تقديس الماضي المؤسِّس إلى درجة تفضيله على المستقبل. و لا تنسوا أن فيهم مَن قُتِل أو عُذِّب أو نُفِي أو طُرِد من عمله أو حُرِم من مصدر رزقه أو أُرهِبت عائلته المضيقة و الموسعة.

2.     أطالب بالكف عن اعتبار كل القوميين التونسيين منغلقين و متعصبين إلا الذين يتمسكون بعلوية و أفضلية العرب على البربر و الكرد و الفرس و الأتراك و الهنود و غيرهم من الأمم الأخرى. و لا تنسوا أن فيهم مَن قُتِل أو عُذِّب أو نُفِي أو طُرِد من عمله أو حُرِم من مصدر رزقه أو أُرهِبت عائلته المضيقة و الموسعة.

3.     أطالب بالكف عن اعتبار كل اليساريين التونسيين منبَتِّين إلا الذين يصرّون على التكلم بغير لسان المجتمع التونسي والنطق بغير منطقه. و لا تنسوا أن فيهم مَن قُتِل أو عُذِّب أو نُفِي أو طُرِد من عمله أو حُرِم من مصدر رزقه أو أُرهِبت عائلته المضيقة و الموسعة.

4.     أطالب بعدم الكف عن اعتبار كل رموز الدساترة و التجمعيين التونسيين (أعني بهم مسؤولي الحكومة المنفذين ابتداء من خطة وال فما فوق، و ليس الخبراء و الكفاءات العلمية التي بنت تونس الحديثة) متهمين حتى يبرِّئهم القضاء. و حتى إن برّأهم القضاء فلن أبرِّئهم أنا من المسؤولية القانونية و الأخلاقية على الجرائم السياسية (الفساد و تدليس الانتخابات و التعذيب و الترهيب، إلخ) التي وقعت في عهد بورقيبة و بن علي و أدينهم على صمتهم حفاظا على مكاسبهم حتى و لو لم يشاركوا في هذه الجرائم بصفة مباشرة و لم يستفيدوا منها ماديا، فإن كانوا على علم بها فهم بصمتهم متواطئون مع المجرمين و إن كانوا على غير علم بها فهم متقاعسون عن تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقهم. و لا تنسوا أنهم هم المسؤولون  قانونيا و أخلاقيا عن قتل شهداء الحرية الإسلاميين و القوميين و اليساريين و هم ليس لهم شهيدا واحدا للحرية منذ الاستقلال، و لا تنسوا أنهم هم مَن عَذِّب و نَفَى و طَرَد المناضلين السياسيين المعارضين من أعمالهم و حَرَمهم من مصدر رزقهم و أرهَب عائلاتهم المضيقة و الموسعة. سامحهم الله الذي تبدو الكبائر عنده كاللَّمَمِ أما أنا العبد الضعيف فذنبهم قد فاق طاقتي للعفو.

إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 18  نوفمبر 2014.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire