samedi 28 avril 2018

Rencontre d`un abstentionniste avec une tête de liste? Citoyen du Monde



Ce matin, au café Chihi, j`ai rencontré Une tête de liste. Il m`a été présenté par un ami commun : Une tête bien pleine et bien formée. Il était rationnel, poli, élégant et relativement jeune. Invité par notre ami commun, je lui ai adressé tout gentiment  deux remarques critiques, une de forme et l`autre de fond. Il les a acceptées toutes les deux, avec bonhomie et ouverture.
Je ne vais pas donner son nom, je ne suis pas flagorneur. Il n`a pas besoin de mes flatteries. Je pense que ses qualités citées ci-dessus suffisent pour révéler son identité à ses électeurs potentiels.
Je n`ai pas eu encore la chance de rencontrer les cinq autres têtes de liste de Hammam-Chatt.

Conclusion : Ce monsieur a fait devant moi un  discours qui tient debout. J`espère que son discours tiendra jusqu`au bout.

Attention : Ce n`est qu`une première impression et il faut toujours se méfier de la première impression, car elle pourrait mener en erreur.

Ma signature
Pour le critique, « il ne s’agit pas de convaincre par des arguments ou des faits, mais, plus modestement, d’inviter à essayer autre chose » Michel Fabre & Christian Orange, 1997
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence, Le Monde Diplomatique

Date de la première publication sur mon compte FB : Hammam-Chatt, samedi 28 avril 2018.


vendredi 27 avril 2018

لماذا بالَغ أولياء التلامذة في شيطنة الأساتذة؟ مواطن العالَم


Pamphlet


بعد المساندة والفرحة وإشعال الشموع لزملائي الأساتذة المضرِبين، حان وقتُ العتاب والتحليل والحساب. بعد العاطفة يأتي العقل. بعد نقد الغير وجبَ نقد الذات. بعد تحميل المسؤولية للوزارة والإعلام والأولياء، علينا نحن الأساتذة مراجعة أخطائنا وتحمل مسؤولياتنا والمبادرة في إصلاحها.
لماذا بالَغ  أولياء التلامذة في شيطنة الأساتذة؟
لأن الأساتذة المقاولين، أساتذة الدروس الخاصة خارج المؤسسات التربوية، وما أكثرهم، جعلوا الأولياء ينزفون من جيوبهم، غنيّهم ومتوسّطهم وفقيرهم، وقايضوهم على مستقبل أولادهم بالغالي والنفيس. وهل في استطاعة أي ولي أن يبخل على مستقبل ابنه مهما كان دخله المادي، يقتطعُ من قُوتِه إن لزم الأمر، يدفع وهو فرحانٌ بابنه وفي نفس الوقت كاظمٌ غيظه وحانقٌ أشدّ الحنقِ على الأستاذ المقاول الأناني الجشع  الطمّاع. وهل يوجد وليٌّ واحدٌ لم يمرّ تحت مقصلة هؤلاء الروباسبياريين؟
جل مواد التدريس دخلت في مجال السلعنة والبيع والشراء والعرض والطلب، سوق الدروس الخاصة، سوق الربح السهل الحرام والمشط، سوق على شكل مدارس خاصة في الشقق والڤاراجات، مدارس تُدرِّس دون وسائل إيضاح ومدرّسون يدوسون على البيداغوجيا دوسًا ويحشون الأدمغة حشوًا، حشوٌ لا طائل معرفي من ورائه، مدارس دون ترخيص، سوق موازية معفية من الضرائب. سوقٌ تضم الأستاذ العادي واليساري والقومي والإسلامي، وحدة وطنية في الانتهازية. والمفارقة الكبرى أن هؤلاء الأساتذة المقاولون أنفسهم هم مَن يدّعون الدفاع عن التعليم العمومي وهم أولُ مَعاوِلِ هَدْمِه.
هل يستقيم أن يكون حاميها حراميها؟
جل المواد سُلعِنت ما عدى التربية المدنية والإسلامية والتصوير الفني والموسيقى، أي ما عدى القانون والقِيم والأخلاق والفنون. وهل نحتاجُ لفنونٍ أو قانونٍ أو قِيمٍ أو أخلاقٍ في عالَمٍ يُخرَقُ فيه القانون وتَنعدمُ داخله القِيم وتنتفي فيه الأخلاق؟ عالَمٌ خالٍ من الجمالِ. عالمٌ قبيحٌ على قدر قُبحِ المتورّطينَ فيه.
هؤلاء الأساتذة المقاولون، وما أكثرهم، لا يستحون، لا يشبعون، وإلى ربهم أو ماركِسِهم لا يرجعون. أفقرُ مقاولِ فيهم في أفقرِ حيٍّ يكسب ألف دينار في الشهر فوق مرتبه، أما ثعابينهم الكبار في الأحياء المتوسطة والراقية فيتراوح "المصوارُ" الشهري (خارج مرتبه) للواحدِ فيهم بين أربعة آلاف وثمانية آلاف دينار على أقل تقدير. لنفرض جدلاً أن متوسط مرتب الأستاذ يساوي ألف دينار، فهم يطالبون بالشهرية رقم 13، وهم في الواقع يحصلون  - وعلى حساب أبنائنا الأبرياء - على الشهرية رقم 24 (12من الدولة + 12 من الأولياء) للأستاذ السرجان، والشهرية رقم 60 (12+48) للأستاذ الكولونال والشهرية رقم 108 (12+96) للأستاذ الجنرال، رُتَبٌ عسكرية للأساتذة المرتزقة الذين يشنون حربًا ضروسًا ضد نشر المعرفة لكل التلامذة. أخص باللعنة منهم أباطرة الرياضيات والفيزياء، والله لا يستحقون صفة مربّي، فمربّي خيول أشرف منهم وأكثر رحمة بخيوله من رحمتهم هُمْ بتلامذتهم.
شططٌ، سرقةٌ، جشعٌ، نهبٌ، عبثٌ، كُفرٌ ما بعده كُفرُ!

خاتمة: أصبح المعلم تاجراً جشعًا ولم يعد رسولا... فكيف تطلبُ إذن من الولي أن يقومَ له ويوفّه التبجيلا؟

ملاحظة: أستثني طبعًا من هذا الغضبِ الكشكاري، الأساتذة الرسُلُ وهم كثرُ، الأساتذة الصامدون ضد الإغراءات المادية أو المكتفون بالقليل منها (12 تلميذ مقسّمين على ثلاث مجموعة، على شرط أن يكونوا ليسوا من تلامذتهم المباشرين وبترخيصِ من المندوبية الجهوية للتعليم).
وليس صدفةً أن من بين عديد الزملاء الأصدقاء والأحباب، لم أجد إلا أستاذًا متعفّفًا واحدًا أحدًا، مدرّسُ فيزياء كفءٌ بمعهد المنزه وقاطن بحمام الشط، اسمه لطفي الجلاصي، لا يعطي دروسًا خاصة خارج معهده، يستحق منّا جميعًا تحية إكبارٍ وتقديرٍ على صموده الأسطوري.

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 27 أفريل 2018.


jeudi 26 avril 2018

أبلَغُ ما قرأتُ حول نظام الأسد في سوريا! تقديم توفيق بكّار، أديبٌ عبقريٌّ، كريمٌ في المعنى بخيلٌ في الكلمات. نقل مواطن العالَم



[محنة شعب الشام منذ أحقاب بحكّام لا يجيدون من أساليب السياسة في هذا العصر إلا شدّة القهر والبطش الرهيب. عتاةٌ شداد سطوا عليه بالعنف غرّة واستبدّوا بالنفوذ فيه آماداً، وسلبوه حقوقه والحريات، ونهبوه واستأثروا وذويهم والموالي بالمنافع والخيرات. ودعواهم بعد "البعث" و"الاشتراكية" حرصهم على أمن الدولة والعدوّ الصهيوني مرابطٌ على الحدود يتربّص بها شرّا. وهم في الأصل عساكر دجّجوا بالسلاح وجيّشوا قوّة لصدّه عن أرض الوطن المفدّى، فأباحوها وما منعوه، وحموا نظامهم وما حَمَوْها. خسروا معه معاركهم في الساحات وتركوا له الجولان وانخذلوا. وعلى قدر هزائمهم ولا فخر استأسدوا (بالخط العريض في النص الأصلي) في البلاد يذلّون رقاب العباد، لا يرعون لواحد في ذاته حرمة. يأخذون البريء أخذ الجاني بلا أسباب، أو لشبهة أو دسيسة أو نميمة، فيضيع في غيب سراديبهم من الظلام، وبذوي النفوس الأبيّة ينكّلون، وبذوي الرؤوس العصيّة، فيفتكون بأجسادهم والأرواح فتك الوحوش الضواري، سادرين في غيّهم لا يبالون بحساب أو عقاب، كأنهم في السماء من الأرباب، يسألون ولا يُسألون، وليسوا، وإن طغوا، إلا على الأرض من ضعيف العباد. فلا في حربٍ أبلَوا ولا في سِلم أجْدُوا ولا أسْدُوا لأمتهم ما هي جديرة به من العيش الكريم. أهانوا شعب الشام وهو العزيز، فغنموا باذخاً، وأغرموه فاحشاً، ونعِموا، وأبطروا، وأشقَوْه شقاءً عظيماً.
بشنائعهم، قبل هبّة الثائرين عليهم، يدكّون من صرح سلطانهم في كلّ يوم صخرةً، يشهّر المعسعس (مؤلف الرواية) في قصّته هذه "حمّام زنوبيا"، في صحراء القطر.]

المصدر: قصة "حمّام زنوبيا"، رياض معسعس، تقديم توفيق بكّار، دار الجنوب، تونس  2012، في 357 ص، الثمن: 10,700 د. ت.

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 26 أفريل 2018.


mercredi 25 avril 2018

العَمالَة النقابية عِندْها "ارْجَالْهَا"! مواطن العالَم



كالعادة، القواعدُ تزرعُ والبيروقراطيةُ تحصدُ!

ماذا زرعت القواعد الأستاذية؟
زرعت أملاً في مناهضة الخوصصة حفاظًا على القطاع العام؟

ماذا حصدت بيروقرطية الاتحاد المركزية والجهوية (المكتب التنفيذي الوطني والهيئة الإدارية)؟
-         حصدت تعزيز موقفها داخل الاتحاد بفرض سيطرتها على أقوى نقابة في الاتحاد (نقابة الثانوي): سياسة "اضربْ الكبيرْ يستحي الصغيرْ".
-         عززته أيضًا في وثيقة قرطاج وكأنها تقول للسبسي:
·        أنا خادمٌ مطيعٌ، إذن أنا شريكٌ جيدٌ، ولن تستطيع تمريرَ سياسَتِك اللاشعبية دون دونِيّتي مسنودةً بِـ"بونِيَّتِي".
·        أنا المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد "أكبرُ عميلٍ في البلاد".
·        أنا جيشُك الاحتياطي.
·        أنا مدرسةٌ عريقةٌ في تخريج الإطارات الحكومية العليا من وزراء، قناصل ومديرين في شتى الميادين.
·         أنا اليدُ الحديديةُ الوحيدةُ القادرةُ على  إذلال وإخضاع القطاعات المتمردة وكسرِ إرادتها النضالية وكبحِ جماحِها الثوري (أعني بها القطاعات المناضلة المعارضة والمتضررة حقًّا من إملاءات الدوائر المالية العالمية كقطاعات الثانوي، الابتدائي، الصحة، المناجم، النقل، البريد، إلخ).
-         نفاقًا للأساتذة، قال لهم الطبوبي بعدما ألغَى إضرابهم: "لو لم تحصلوا على حقوقكم، أنا مستعد لإسنادكم بإضرابات قطاعية مسانِدة". أقول له مدلِّلاً على نفاقه: لو كنتً صادقًا فلماذا لم تفعلها وتسندهم خلال إضرابهم؟
-         يبدو اليوم واضحًا للعيان أن الطبوبي كان، خلال إضرابنا، يطوف الجهات هو وزبانيته، ليس لمساندة الأساتذة بل لذبحهم بسكينٍ كليلةٍ. كان في جولاته ينسّق مع المكاتب التنفيذية الجهوية، ويهيئها لتقبّلِ قرار الهيئة الإدارية الوطنية المتمثل في إلغاء إضراب الأساتذة. رَبَّتَ الخبيثُ على كتفِنا وصفعنا صفعةً أرجعتنا إلى نقطة الانطلاق أو قبلها قليلاً، ووَصَلَ به الصلفُ إلى تهديد أعضاء نقابتنا الوطنية بالتجميدِ لو لم يلغوا قرار حجب الأعداد. يا له من داهيةٍ انتهازيٍّ!

ماذا جَنَى الأساتذة من إضرابِهم؟
-         جَنَوْا خيبة الأمل ومرارة الخيانة المتكررة من المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد. لذلك أقول لهم: "لو لدغني الجحر مرة، فتبًّا له، ولو لدغني مرات فتبًّا لي وألف تبّ".
-         لم يُضِف الإضرابُ المفتوحُ إلى حركتِهم شيئًا، دخلوه حاجبين الأعداد وخرجوا منه مثلما دخلوه أول مرة أو أضعف والوزارة ثابتة على موقفها (لا تفاوض قبل إرجاع الأعداد).
-         أثبت الإضراب أن قرار نقابة الثانوي لا تملكه هياكلها القطاعية المنتخبة بل يملكه المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد، والدليل القاطع أن هذا الأخير هو الذي قرر استئناف الدروس وإرجاع الأعداد دون استشارة الجامعة العامة للتعليم الثانوي. فعلٌ مُهينٌ وجرمٌ مُشينٌ أتاه الميم تاء الوطني في حق 70 ألف أستاذ: خاننا، ذلّنا، حطّم كِبرياءَنا، كسر طموحَنا، صَغَّرَنا في عيون تلامذتنا وعيون الشعب، دفن آمالَنا في غدٍ أفضلَ، شَمَّتَ فينا "اللِّيَسْوَى واللِّمايَسْواشْ".

ملاحظة للتاريخ: موقفي المناهض لِبيروقراطية الاتحاد (أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وجميع أعضاء المكاتب التنفيذية الجهوية) ليس موقفًا وليد الأزمة الأخيرة، بل هو موقفٌ نضاليٌّ مبدئيٌّ ثابتٌ منذ انخراطي في النقابة سنة 1976 بغار الدماء، موقفٌ مارستُه علنًا، وإن لم تصدقوني اسألوا عني قاعة الأساتذة بمعهد برج السدرية وقاعة الاجتماعات بمقر الاتحاد الجهوي ببنعروس من عام 1990 إلى حدود إحالتي على التقاعد سنة 2012. موقفٌ لا أعممه على كل أعضاء الميم تاء الوطني الحالي، ولي فيه أربعةُ أصدقاء أستثنيهم من الخيانة والعمالة، أبادلهم الاحترام لأشخاصهم وليس لصفاتهم. موقفٌ لا يمس في شيء من نضالية النقابيين الصادقين في القواعد والنقابات الأساسية والجهوية والوطنية، وهم عماد الاتحاد وبهم أصبح وعن جدارة أكبرُ قوّةٍ في البلاد، وهم الأساس والأكثرية طبعًا.

خاتمة: قال أحدهم (والله لا أعرف اسمه ولو عرفته لأضفته): "ضحّوا بالجنين لإنقاذ الأم" (الجنين: نقابة الثانوي، الأم: الميم تاء الوطني. الطبيب، أجنبي: BCE).

طُرفةٌ وقعتْ، والله العظيم وقعتْ: حُلُمْتُ البارحةَ أنني واقفٌ أمام معهدي السابق وأنا مُجَرَّدٌ من ثيابي، ما عدى الداخلية منها. عشتُ كابوسًا فضيعًا.
الله يهلكك يا طبوبي حشمتني وفضحتني أمام تلامذتي وزملائي القُدامَى!

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 25 أفريل 2018.


mardi 24 avril 2018

المستفيد الوحيد من إضراب "اليعقوبي" هو "الطبوبي". م. ع.


المستفيد الوحيد من إضراب "اليعقوبي" هو "الطبوبي"،

والمعلّم يُعلّم وللأسف من أخطائه لا يتعلم،

 والمحافِظ لا يمكن أن يصبح ثوريًّا. 

L`occident islamophobe. M. Onfray


"L`occident islamophobe 

récolte localement 

ce qu`il a semé internationalement:

4 millions de morts musulmans depuis 1991" 


lundi 23 avril 2018

أشجّعُ وأرحّبُ بِعَلمانيةٍ بعض النهضاويين على هِنّاتها. م. ع.


أشجّعُ وأرحّبُ بِعَلمانيةٍ بعض النهضاويين على هِنّاتها.
 أنتظرُ من الماركسيينَ علمانيةً 
تقرّ بِإيجابيةِ دورِ الدينِ بين أهاليهم وفي مجتمعِهم. 

بعض الذكريات الطريفة مع أساتذتي الأجانب في الستينيات، لو لم تخنّي الذاكرة؟ مواطن العالَم



1.     عام 65، سنة ثالثة ثانوي (التاسعة اليوم)، إعدادية سيدي مرزوڤ بڤابس، أستاذ الأنڤليزية أمريكاني، مِيسْتَر...: كان لطيفًا معنا، كان يخالف القانون الداخلي ويُخرِجنا للراحة في التاسعة والعاشرة طبعًا. كان يستقبلنا في داره يوم الأحد لنتحدث بالأنڤليزية ويعوم معنا في الشط. سلوك ودّي حبّبنا في أستاذنا ورغّبنا في المعرفة، حركةٌ لم يفعلها معنا أي أستاذ تونسي خلال دراستنا الثانوية.
2.     عام 68، سنة رابعة ثانوي علوم فلاحية (الأولى ثانوي اليوم)، المعهد الفلاحي ببوغرارة صفاقس، أستاذ الرياضيات، مِيسِيو شاسّاني: كان رقيقًا معنا، زارني مرة في دارنا بجمنة، أكل معنا وأخذنا في فسحة بسيارته. زيارة وفسحة ودّيتان حبّبتاني في أستاذي، حركتان جميلتان لم يفعلهما معي أي أستاذ تونسي خلال دراستي الثانوية.
3.     عام 69، سنة خامسة  ثانوي علوم فلاحية (الثانية ثانوي اليوم)، المعهد الفلاحي ببوغرارة صفاقس، أستاذ الفرنسية، مِيسِيو برڤاسّولي: خلال كامل السنة الدراسية لم يشرح لنا إلا ثلاثة أو أربع نصوص. كان مهرّجًا في القسم، يقفز فوق طاولاتنا، يرمي سيجارة في الهواء، يتلقفها بفمه ويطلب منّا تقليده. سلوكٌ لم نَعِ عيوبَه آنذاك.
4.     عام 69، المعهد الفلاحي ببوغرارة صفاقس، أستاذ الفيزياء، مِيسِيو بونّيه: كان محبِطًا لطموحاتنا، ينتقي أنجب التلامذة ويدرّسهم ساعات زائدة. كان عليه أن يفعل هذا مع التلامذة الذين يُلاقون صعوبات في فهم أولِ وأهمِّ علمٍ في التاريخ، أنا كنتُ واحدًا منهم.
5.     استثناء: عام 59، السنة الثانية ابتدائي، مدرسة الجامع الابتدائية (قاعتان فقط) جنب "العين الڤديمة" (عين طبيعية)، معلّم تونسي، سِيدِي...: كنتُ أنامُ في القسم لأسبابٍ نسيتُها، لا يوقِظني، وعندما أستيقظُ، لا ينهرني بل كان يقولُ لي: "بَرَّ اغسِلْ وجهكْ وليدِي في العين وارجعْ اقرأ". كم أحببتُه حينذاك، كان أحنَّ عليَّ من أبي، الله يرحمهم الاثنين.

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 23 أفريل 2018.


بعض الذكريات الطريفة مع تلامذتي، لو لم تخنّي الذاكرة؟ مواطن العالَم



1.     عام 76، مع السنة الثانية ثانوي (الثامنة اليوم)، إعدادية غار الدماء: تلميذٌ أخذ عددًا ضعيفًا، قال لي: " اهْرَدْتْنِي في العدد ميسيو"، تعوذتُ من الشيطان، الكلمة قبيحة في جمنة.
2.     عام 77، مع السنة الثالثة ثانوي (التاسعة اليوم)، إعدادية غار الدماء، درّستهم علوم في السنة الثانية: كنتُ بصدَدِ تقديم معوّضتي في هذا القسم، وظنًّا مني أنهم يعشقونني ككل أستاذ شاب (25 عام)، جئتُ لأخفّفُ عنهم وطأة فقدان الدرّة النادرة. أنهيتُ تقديم زميلتي الجديدةَ، وعند مغادرتي القاعة وقبل أن أغلق الباب، سمعتُ تلميذًا من تلامذتي السابقين يقول: "ارْتِحْنا من رَبَّكْ". درسٌ قاسٍ، لن أنساه!
3.     عام 92، مع السنة السابعة، معهد بومهل في بدايته: تلميذٌ نحيفٌ وسيمٌ، التحق بالمعهد في الثلاثية الثانية، سألته عن السبب، قال: "رفتوني نهائيًّا من المعهد الذي كنتُ فيه". قلتُ: ما السبب؟ قال وعيناه محتشِمتان: "صفعتني أستاذتي على وجهي، فقلت لها: كفْ من إيديكْ كِي العسلْ". تبسمتُ وربّتُّ على كتفيه بلطفٍ.
4.     عام 95، مع السنة الثالثة رياضيات، معهد برج السدرية، الحصة الأولى، حصة التعارف: تلميذٌ جدِّيٌّ، بادرني وقال: "أنا أكره العلوم وأستاذ العلوم". نزل عليّ وقتها "العْقَلْ"، لا أعرفُ من أين نزلْ (ليست عادتي)، وأجبته مبتسمًا: إن شاء الله معي أنا هذه السنة سوف تحب العلوم وأستاذ العلوم. وكان الأمر كذلك والحمد لله وللسنّ، وهو اليوم "باش مهندس أدْ الدنيا". بعد التخرّجِ، كان كلما لاقاني، بأدبٍ حيّاني.

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 23 أفريل 2018.



dimanche 22 avril 2018

يجوز الإضراب ضدها. مواطن العالَم


حفاظًا على المصلحة العامة، 

كنتُ ضد الإضراب في القطاع العمومي. 

حكومتنا اليوم أصبحت قطاعًا خاصًّا (Combrador FMI

 يجوز إذن الإضراب ضدها.

vendredi 20 avril 2018

أيها الموظفون العموميون، ها هو عدوّكم السياسي.. الشاهد! مواطن العالَم



حكومةٌ تخلطُ خلطًا كبيرًا بين ربحيةٍ (Rentabilité) تخدمُ جشعَ وأنانيةَ بعض رجال الأعمال وفعاليةٍ (Efficacité) تخدم كل الشعب.
حكومةٌ تريد نزع شرعية الدولة الاجتماعية أكثر فأكثر (L`État social). الدولة التي كانت بمثابة طوق النجاة لعدة أجيال منذ الاستقلال إلى يومنا هذا. وفّرت لها مِصعدًا اجتماعيًّا (Ascenseur social)، مِصعدٌ شبه سحريٍّ مكّن الملايين من التونسيين من الارتقاء اجتماعيًّا من طبقةٍ إلى طبقةٍ أفضل ماديًّا.
ماذا فعلت حكومة الشاهد؟
 حكومةٌ كريمةٌ مع الأغنياء: أعفتهم من الضرائب والديون وقضايا الفساد المتخلدة بذمتهم، طبّقت قانون المصالحة وأعفت أصحاب النزل من ديونهم في خلاص الماء والضو.
حكومةٌ بخيلةٌ مع الأساتذة: رفضت الدخول معهم في مفاوضات إلا بشرطٍ. لو فرضنا جدلاً أن الجامعة العامة للتعليم الثانوي (اليعقوبي) تدافع عن منظوريها الأساتذة فقط فهذا دورها التي انتُخِبت من أجله، والمفروض أن تكون الحكومة أكبر مدافعٍ عن المصلحة العامة التي تضم مصلحة الأساتذة والتلامذة والأولياء في آن.
حكومةٌ تحاول صرف الانتباه عن دور الأساتذة النبيل وتسعى لشيطنتهم عوض أن تسعى لشيطنة الفاسدين في رجال الأعمال ورجال السياسة.
حكومةٌ تشجع المدرسين الأكفاء على التقاعد المبكر لتعوّضهم بنوابٍ وقتيينَ بعقدٍ مُهينٍ ماديًّا ومعنويًّا.
حكومةٌ تلعبُ بالنار أي بمستقبل أبنائنا وأبناء أبنائنا.
حكومةٌ تبشر بانتهاء زمن الكفاءة وقدوم زمن الرداءة في كل المجالات (التلفزة، الفن، الإدارة، إلخ.).
حكومةٌ تشن حربًا صليبيةً ضد كل موظفي القطاعات العمومية (التعليم، الصحة، الصناديق الاجتماعية، السكك الحديدية، الفوسفاط، البنوك العمومية، وكالة التبغ والوقيد، إلخ.).
يبدو أن الشاهد "مزروب"   أكثر من محسن (Il veut aller plus vite)!
يبدو أن الشاهد أخذ تفويضًا من البنك العالمي، صندوق النقد الدولي، الدوائر المالية المحلية والخارجية، السمينة منها والغثة، الدساترة المذنبين في حق الشعب التونسي، المتملقين من الإعلاميين، وأخيرًا وليس آخرًا،  المتسلقين في مجال الأعمال، قَدَرُهُ لا مهرب له منه، بيئتُه التي تربّى وترعرع فيها. مفوضوه-مرشحوه-مساندوه يعرِفونه جيدًا ويعرِفهم جيدًا لذلك يثقون فيه. نحنُ الموظفون العموميون، لمْ نرشّحه، لمْ ننتخبه، لمْ نفوّضه، لمْ.. لا ولن نساندَه (الشعب وخاصة الأساتذة)، لا نعرِفه ولا يعرِفنا لذلك لا نثق فيه.

ملاحظة 1: للأمانة العلمية، مقالي هذا مستوحَى من مقالٍ نُشِرَ في لوموند ديبلوماتيك أفريل 2018، تحت عنوان "أيها الموظفون، ها هو عدوكم". كُتِبَ حول حكومة ماكرون الفرنسية، وداعمُ الحكومتين  -الفرنسية والتونسية  - واحدٌ، الموجِّه واحدٌ والمستفيدُ الوحيدُ واحدٌ، هو أو هي "الدوائر المالية الرأسمالية العالمية" التي لا يهمها إلا مصلحتها الربحية الجشعة الأنانية حتى ولو تمت على تهميشِ مصلحةِ ملايين العمال والموظفين الفقراء في القطاع العمومي والقطاع الخاص.
ملاحظة 2: للأمانة الأخلاقية، خلال حياتي المهنية كأستاذ في المعاهد التونسية (30 عام) أشرفتُ على جميع الإضرابات التي وقعت في المعاهد التي درّستُ بها، بوصفي على التوالي: مندوب نقابي، عضو نقابة جهوية، كاتب عام نقابة أساسية، نقابي قاعدي. بعد التقاعد غيّرتُ موقفي من الإضراب 180 درجة وأصبحتُ أحرّمه نظريًّا في كل القطاعات العمومية - بما فيها التعليم - خوفًا على المصلحة العامة، لكنني وفي نفس الوقت لا أحرّم كل الاحتجاجات النضالية الأخري: موقفٌ أعتبره فكريًّا موقفًا سليمًا. المفارقة الكبرى أنني لو كنت اليوم أستاذًا مباشرًا لأضربتُ - ودون ترددٍ ولو لِلَحظةٍ - مع زملائي ضد الشاهد عدو القطاع العمومي نصرةً للقطاع العمومي، قضيةٌ أكبر بكثير من مصلحة الأساتذة وأكبر بكثير أيضًا من مصلحة التلامذة، مصلحةُ شعبٍ بأكمله بأجيالِه المعاصِرة وأجيالِ المستقبلِ، و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران).

ملاحظة 3: ابني، تلميذ مرسّم بالسنة أولى ثانوي، سنة التوجيه التمهيدي.

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 21 أفريل 2018.