lundi 23 avril 2018

بعض الذكريات الطريفة مع أساتذتي الأجانب في الستينيات، لو لم تخنّي الذاكرة؟ مواطن العالَم



1.     عام 65، سنة ثالثة ثانوي (التاسعة اليوم)، إعدادية سيدي مرزوڤ بڤابس، أستاذ الأنڤليزية أمريكاني، مِيسْتَر...: كان لطيفًا معنا، كان يخالف القانون الداخلي ويُخرِجنا للراحة في التاسعة والعاشرة طبعًا. كان يستقبلنا في داره يوم الأحد لنتحدث بالأنڤليزية ويعوم معنا في الشط. سلوك ودّي حبّبنا في أستاذنا ورغّبنا في المعرفة، حركةٌ لم يفعلها معنا أي أستاذ تونسي خلال دراستنا الثانوية.
2.     عام 68، سنة رابعة ثانوي علوم فلاحية (الأولى ثانوي اليوم)، المعهد الفلاحي ببوغرارة صفاقس، أستاذ الرياضيات، مِيسِيو شاسّاني: كان رقيقًا معنا، زارني مرة في دارنا بجمنة، أكل معنا وأخذنا في فسحة بسيارته. زيارة وفسحة ودّيتان حبّبتاني في أستاذي، حركتان جميلتان لم يفعلهما معي أي أستاذ تونسي خلال دراستي الثانوية.
3.     عام 69، سنة خامسة  ثانوي علوم فلاحية (الثانية ثانوي اليوم)، المعهد الفلاحي ببوغرارة صفاقس، أستاذ الفرنسية، مِيسِيو برڤاسّولي: خلال كامل السنة الدراسية لم يشرح لنا إلا ثلاثة أو أربع نصوص. كان مهرّجًا في القسم، يقفز فوق طاولاتنا، يرمي سيجارة في الهواء، يتلقفها بفمه ويطلب منّا تقليده. سلوكٌ لم نَعِ عيوبَه آنذاك.
4.     عام 69، المعهد الفلاحي ببوغرارة صفاقس، أستاذ الفيزياء، مِيسِيو بونّيه: كان محبِطًا لطموحاتنا، ينتقي أنجب التلامذة ويدرّسهم ساعات زائدة. كان عليه أن يفعل هذا مع التلامذة الذين يُلاقون صعوبات في فهم أولِ وأهمِّ علمٍ في التاريخ، أنا كنتُ واحدًا منهم.
5.     استثناء: عام 59، السنة الثانية ابتدائي، مدرسة الجامع الابتدائية (قاعتان فقط) جنب "العين الڤديمة" (عين طبيعية)، معلّم تونسي، سِيدِي...: كنتُ أنامُ في القسم لأسبابٍ نسيتُها، لا يوقِظني، وعندما أستيقظُ، لا ينهرني بل كان يقولُ لي: "بَرَّ اغسِلْ وجهكْ وليدِي في العين وارجعْ اقرأ". كم أحببتُه حينذاك، كان أحنَّ عليَّ من أبي، الله يرحمهم الاثنين.

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 23 أفريل 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire