جُلُّ أصدقائي القُدامَى
ذابوا في الطبيعة الواحدُ تلو الآخَرِ. فارقتُهم؟ فارقوني؟ ذنبُهم؟ ذنبي؟ خطئي؟ خطأهم؟
ليس مهمًّا هذا السؤال ولن يغيّر الحال. ذهبوا بعد ما كادوا أن يقتلوا فيّ العفويةَ،
الصدقَ، حبَّ الآخَرِ والحيرةَ الفكريةَ. بُعدُهم آلمني. بَعدَهم اجتاحني إحساسٌ
كئيبٌ بأن شيئًا جميلاً كان يؤنسني قد وَلَّى أو على الأقل انكسرْ.
قَدِمَ الجُدُدُ كقَطْرِ الندَى، فكانوا بمثابةِ
البلسمِ لأحزاني، أشعلوا عودَ
الندِّ فيّ، فتبخّرتُ وتبخّرَ برائحته الطيبة كل مَن قرأني. عودٌ، أخطأتُ عندما
خِلتُ أنه جَفَّ وماتْ.
أنا اليوم إذن في فترةِ
نقاهةٍ، فترةُ نِسيانِ القديمِ ومعانقةِ الجديدِ. صَدَقَ مَن قال أن اليأسَ مِن
شِيم الجبناءِ وأن التفاؤلَ من شيمِ الشجعانْ.
إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ"
جبران
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 18 أفريل 2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire