يُساقُ
البريءُ إلى المصيدةِ متلبسًا بقهرِ الزمانِ متهمًا بجريمةِ القدرِ الذي أنجبَه في
هذه الظروفِ الضاريةِ، في هذا العصر الكلبِ، في هذا الزمنِ الرديءِ المتردِّي من
عُلوٍ، تتلقفُه حَيّةٌ بثلاثةِ رؤوس، الإمبرياليةُ الغربيةُ-العربيةُ
والدكتاتوريةُ البشّاريةُ والحركاتُ الإسلاميّةُ "المعتدلةُ" منها
والمتطرِّفةُ، السنيّةِ منها والشيعيةِ، تُغويهِ، يتحللُ سُمُّها في دمِه، يلتهمُ
شرهُها جوعَه، يراوغُ خبثُها طيبتَه، يعانقُ غدرُها عفويتَه، تتغلبُ عدوانيتُها
على سلميتِه، تختلطُ قسوتُها بدموعِه، فيتّحدان في جسمٍ مفزعٍ في بلدٍ بلا حدودٍ
في ساحةٍ مكتظةٍ مقفِرةٍ، إلا من الذين قَذَفَ بهم المكتوبُ في زمنٍ غير مكتوبٍ.
وأمام تلك الحشودِ المتجمهرةِ وعلى مسمع من الشعبِ السوري الصامتِ الحاقدِ
المقهورِ المحرومِ من الحقِّ في استردادِ الحقِّ، يرقصُ العقلُ المشوّهُ على
أجسادِ الخلقِ السويِّ، تُقطعُ الأرزاقُ وتُصلبُ الأعناقُ وتُدَمَّرُ الأسواقُ،
يظلُّ الإسلامُ شامخًا، تبقى الثورةُ إنجازُ الشجعانْ والعروبةُ حُضنُ النَّصْرانْ
والديمقراطيةُ مطمحُ الغَلبانْ، وباسمها جميعًا دُنِّستِ الجوامعُ والصلبانْ، ومن
أجلها تقاتلَ الأتباعُ، الأعاجِمُ والعربانْ، وهُتِكتْ الأعراضُ واغتُصِبتْ
النِّسْوانْ. طُمِستْ الأنسابُ ومُحِيتْ إلى الأبدِ الأسماءُ وانقرضتْ الأعراقُ
وفي تَدمرَ دُمِّرتْ الحضارةُ، جُفِّفتْ الينابيعُ ودُفِنتْ الأشواقُ، أمِيتَ
الأملُ وفي بلادي نَمتْ مكانَه الأشواكُ، بلادي اليوم هي سوريا وشعبيَ اليوم هو
الشعبُ السوريُّ.
إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
تاريخ أول
نشر على حسابي ف.ب: حمام
الشط، الأحد 16 أفريل 2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire