jeudi 30 janvier 2020

تلامذة النموذجي الممتازون؟ مواطن العالَم


 Les “génies” des lycées pilotes
تلامذة النموذجي الممتازون المتميزون المحظوظون، استفادوا من "مبدأ التضامن الوطني في القطاع العام"، ميّزناهم غصبًا عنا أفضل تمييز، نحن الموظفون العموميون دافعو الضرائب والممولون الأساسيون للقطاع العام، لكن قرار إنشاء المعاهد والإعداديات النموذجية ليس قرارنا بل هو قرار نظام تربوي انتقائي مسنَدٌ من قِبل نظام سياسي ديكتاتوري نسبيًّا (بورڤيبة وبن علي). صرفنا علي تنمية ذكائهم من جيوبنا: لم يرِثوا ذكاءهم عن آبائهم ولم يكن مكتوبًا في جيناتهم ولم ينزل عليهم وحيًا من السماء (L`intelligence est 100% héréditaire et 100% acquise. Albert Jacquard
وفّرنا لهم أفضل الأساتذة عوض أن نوفّرهم لمن هم في حاجة أكثر لهذه الكفاءات وهُم -Les élèves en difficulté d`apprentissage وفي المقابل ودون تعميمٍ، نراهم يتنكرون لمن ربّاهم وأكرمهم في شبابهم وهو القطاع العام، ويرتمون مهاجرين في أحضان القطاع الخاص الأجنبي طلبًا للكسب المادي الجشع، عوض أن يردّوا الجميل لصاحب الجميل وهو القطاع العام الوطني، ويوفّرون لتونس أكفأ الأساتذة والأطباء والمهندسين، وهذا هو الهدفُ الذي على أساسه فضّلناهم من أجل تحقيقه، فضّلناهم على فلذات أكبادنا التلامذة المتوسّطين، وهذا التفضيل هو التبرير الأخلاقي الوحيد الذي يسندهم، فأصبح مَثَلُهم كمَثَلِ الابن العاق. ألومهم على صنيعهم المتمثل في تنكّرهم للقطاع العام (لم يشتغلوا في مؤسساته معللين ذلك بهُزالِ المرتّب، ورُبّ عذرٍ أقبح من ذنبٍ)، لكنني وفي نفس الوقت أحب فيهم اجتهادهم ومثابرتهم وأطلب منهم بكل لطفٍ واحترامٍ أن يرجعوا إلى وطنهم حتى يردّا له الجميلَ ويسدّدوا للمجموعة الوطنية ما عليهم من دَينٍ نحوها، المجموعة الوطنية، أعني بها دافعي الضرائب مموّلي مؤسسات القطاع العام بما فيها المعاهد والإعداديات النموذجية.

إمضائي: "إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 16 ماي 2018.




مفردات لغوية عربية نادرة الاستعمال، اعترضتني لأول مرة، وجدتُها في أربعة مؤلفات من كُتُبِ الشيخ راشد الغنوشي التي أتممتُ قراءتها أخيرًا؟ جزء 1. مواطن العالَم



كما وردت في نصوص الغنوشي، أما إضافتي من "معجم المعاني" فقد وضعتُها بين قوسَين اثنَين:
1.     مفردة "قَمِينَة": علوم الاجتماع القمينة (أي الجديرة بالشيء).
2.     مفردة "تمعّر": تمعّر وجهه (أي اصفرّ).
3.     مفردة "جاسَ": جاس خلالها تدميرا وتنكيلا (أي دَارَ فِيهَا وَتَرَدَّدَ بَيْنَهَا بِالإِفْسَادِ).
4.     مفردة "الأسنَى": المقصد الأسنى (أي الأرفع).
5.     مفردة "لُعاعة": لُعاعة حياة (أي البقيةُ اليسيرةُ من كل شيء).
6.     مفردة " مُبْطِرة": قِلة مُبْطِرة وكثرة مفقَرة (أي أبطرهُ المالُ ونحوُه : جعله متكبِّرًا طاغيًا ، جعله يغالي في زهوه واستخفافه ويتغطرس، أبطرَه الغِنَىأبطرته النّعمةُ).
7.     مفردة "قوارِين": الخطر إنما يأتي من الفراعين والقوارين (مفرد قارون، أي رجل من أغنياء بني إسرائيل آتاه اللهُ مالاً وفيرًا فطغى وبغى).
8.     مفردة "نُخُبات": أشد نُخُباته توحّشًا (أي نُخَبٌ، مفرد نُخْبةٌ).
9.     مفردة "أثل": أن يقتبسوا من كل التجارب البشرية ما أثّلته من خبراتها مما هو نافع (أي ما تأَصَل منها وقَدُم).
10.                        مفردة "الشِّرّةُ": ذهبت الشِّرّةُ وهدأت النفوس (أي الحِدّةُ).
11.                        مفردة "يتصرّم": البُعد الاجتماعي للإسلام بدأ يتصرّم (أي يتقطّع، كنتُ -قبل اليومَ- أظنها كلمة دارجة غير فصحَى).
12.                        مفردة " لازبًا": ليس حتما لازبًا أن يتم النزاع (أي ليس ضَرُورِيّاً).

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 30 جانفي 2020.



mercredi 29 janvier 2020

مقولات في علم "تخلّق المُخ البشري". مواطن العالَم



 (L’épigenèse cérébrale)
Titre de ma thèse : Les déterminismes biologiques. Analyse des conceptions et des changements conceptuels consécutifs à un enseignement sur l’épigenèse cérébrale chez enseignants et des apprenants tunisiens
Mohamed Kochkar, doctorat en didactique de la biologie (ou épistémologie de l’enseignement), 2007, en cotutelle (Université Claude-Bernard Lyon 1 & Université de Tunis
ترجمة العنوان كاملاً: الحتميات البيولوجية. تحليل التصورات والتغييرات المفاهيمية الناتجة عن تعليم علم "تَخَلُّقُ المخ" لتلامذة وأساتذة تونسيين (أو تفاعل الجيني مع المحيط وتأثيره في تشكّل المخ البشري، دكتورا في ديداكتيك البيولوجيا، 2007، تحت إشراف مزدوج بين جامعة تونس وجامعة كلود برنار-ليون 1 بفرنسا)

-         شخصية الفرد (son identité) لا يحددها (ADN) وحده ولا المحيط (L’environnement) وحده، بل يحددها التفاعل المستمر بينهما (L’épigenèse).
-         مخ الرجل عادة ما يكون أكبر وزنًا من مخ المرأة، ولو كان الذكاء مرتبطًا بالوزن لكان الأضخم أذكى. وزن المخ مرتبط بوزن الجسم ولا علاقة له بالذكاء.
-         الذكاء، كفاءة 100% موروثة و100% مكتسبة (Le grand philosophe et généticien Albert Jacquard). منذ الخلق يبدأ التفاعل المستمر بين الجينات ومحيطها داخل الخلية في الرحم ثم خارجه.
-         الكفاءات الذهنية تحققها في المخ ما يقارب من  100 مليار خلية عصبية (Les neurones) تتواصل فيما بينها عبر مليون مليار وصلة عصبية (Les synapses).
-         هذا الكم الهائل من الوصلات العصبية لا تتوفر كاملة عند الولادة. مخ الطفل قادر على بناء ما يقارب 100 مليون وصلة في الدقيقة، أقوى من الأنترنات.
-         قرابة الخمس وعشرون ألف جينة في كل خلية تتفاعل مع المحيط وتنتج هذه الشبكة العنكبوتية التي تمكننا من رمش العين إلى حل المعادلات الرياضية.
-         جودة المخ في الذكاء تأتي من المحيط. محيط غني: مخ ذكي. محيط فقير: مخ غبي.
-         لا يولد الإنسان موهوبًا في العلم بل يصبح موهوبًا لو وجد محيطًا مناسبًا، والدليل لا يكثر ما يسمى بموهوبين إلا في الدول المتقدمة.
-         مارلين مونرو قالت لإنشتاين: أتمنى إنجاب ولد منك، يكون ذكيًّا مثلك وجميل مثلي. أجابها: لماذا أقصيت الفرضية الثانية: يرث، منك الغباء ومني الشكل. 
-         لو وُلد إنشتاين في بيئة بدوية متنقلة مثلا لأصبح فارسًا ماهرًا. علم الفيزياء لا يورث في الجينات ولا ينزل كالوحي من السماء، يُكتسبُ!
-         في الذكاء، لا فصل بين الوراثي والمكتسب. البوصلة واضحة: الوراثي لا سلطة لنا عليه، يبقى المكتسب نحسنه قدر المستطاع والله ولي التوفيق.
-         المخ البشري لا يولد جاهزًا بل يتشكل شيئًا فشيئًا بالتفاعل مع المحيط (La plasticité cérébrale). مخّا توأمين حقيقيين ليسا مماثلين.
-         "مخّا توأمين حقيقيين ليسا مماثلين" (حقيقيين تعني من بويضة واحدة وحيوان منوي واحد، أي جينات مماثلة 100 %ومخان غير مماثلين في الوصلات).
-         توأمان حقيقيان يعيشان في وسطين اجتماعيين مختلفين: عادة ما يكون الفشل الدراسي أكثر لدى التوأم الذي يعيش في الوسط الأفقر ماديا وفكريا.
-         (L'ADN d’homo sapiens)، هو "برمجية" قديمة صُمِّمت عبر الانتقاء الطبيعي منذ ما يقارب 300 ألف سنة ولم تتغير فلا يمكن إذن أن توجد فيها جينة تورثنا موهبة في علم حديث أو فن حديث.
-         من حظ البشرية أن مخ المولود (م: 140غ) يزن عُشر مخ الكهل (ك: 1400غ) ثم ينمو ويتشكل بالتفاعل بين الوراثي والمكتسب، أي ليس مبرمجًا مسبقًا كالحاسوب.
-         التغييرات التي تطرأ على الجينات بسبب تفاعلها مع المحيط لا تُورَّث، لذلك لو تزوج (رجل جائزة نوبل) بامرأة (جائزة نوبل) فالأبناء ليسوا بالضرورة كلهم أو بعضهم جوائز نوبل.

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 28 ديسمبر 2019.



mardi 28 janvier 2020

التلميذُ عُكّازٌ لأخيه التلميذِ، لو درّبناهم على التعاون بدل تدريبهم على التنافس والتسابقِ! مواطن العالَم




Tuteur  (عُكّازٌ): Littéraire. Personne ou chose qui servent d'appui, de soutien, de protection

1.     واقعُ تعليمنا:
-         أعدادٌ (Notes de 0 à 20) محبِطة، تُسند بصفة اعتباطية، من قِبل مدرسين غير دارسين أكاديميًّا لعلم التقييم (La docimologie).
-          ترتيبٌ للذكاء، والذكاء لا يُصنّف حسب عالم الوراثة ألبير جاكار.
-         غيابٌ شبه تام للعمل داخل فريق متعاون.
-         عقابٌ شديدٌ يُسلّط على الغريق طالب النجدة (مرتكب محاولة الغِش).
-         نقتل الذكاء المتعدد (الرياضي، الفني، اليدوي) ونقول عن تلميذنا غير ذكي.
-         نكثر من التقييمات الجزائية (الارتقاء) والإشهادية (ديبلوم) ونكثف من الامتحانات، وفي نفس الوقت نهمل التقييمات التكوينية عماد التعلم، فيتخرج الطالب عندنا يحمل إجازة على الورق وهو لا يفقه أبجديات اختصاصه.
-         الأولياء والمدرسون أنفسهم يشجعون التلامذة على التنافس والتسابق والأنانية عن طريق الدروس الخصوصة: منظومة تربوية موازية وفاسدة مثلها مثل التجارة الموازية، لا يستفيد منها إلا المدرسون الخارجون على القانون، المتهربون من دفع ضرائب على دخلهم الإضافي، المستكرشون المستفيدون من الربح السهل المشط الحرام، إلا مَن رحم ربي من الذين يقنعون بالقليل الذي يبيحه القانون (12 تلميذ –ليسوا تلامذة المعنِي- مقسمين على ثلاث مجموعات بمقابل معقول غير مشِط). أما الأولياء (وأنا واحدٌ منهم) والتلامذة فأنا لا أبرّئهم تمامًا من المسؤولية لكنني أقرّ لهم بظروف التخفيف. هم ضحايا ومعذورين جزئيًّا أما المدرسون المقاولون فلم أجد لهم عذرًا سوى الجشع وما أقبحه من عذرٍ.
-         الدولة نفسها تصنّف الذكاء، تمارس التمييز، تعمّق الهوّة بين التلامذة ولا تجسّرها، لا بل تُقِيمُ للحَيْفِ إعدادياتٍ ومعاهدَ نموذجية حيث تَصرِف أموالَ أولياء التلامذة المحتاجين إلى دعم تَعَلُّمِي (Les élèves en difficulté d`apprentissage) وهم الأغلبية الساحقة ، تَصرِفها على  التلامذة غير المحتاجين إلى دعم تَعَلُّمِي 
(Les élèves soit-disant intelligents
وهم الأقلية القليلة. والأدهى وأمرّ أنها تدّعي زورًا وبهتانًا -هي وجل موظفيها المدرسين مقاولي الدروس الخصوصية- أنها تسعى لإصلاح المنظومة التربوية الحالية، كل هؤلاء هم أعداء المدرسة العمومية والمتربّصون بها، كلهم مشتركون في الجريمة، فيهم المدرس الإسلامي واليساري والقومي والحداثي والليبرالي والنقابي، في الإيديولوجيا مختلفون وفي الجشع متفقون (دومًا، أستثني منهم المكتفين بالمقابل القليل من المال والعدد القليل من التلامذة).
« Une réforme du système éducatif n’est un enjeu majeur que si elle profite, en priorité, aux élèves qui ne réussissent pas à l’école. » P. Perrenoud, 1997
-         الغريب في الأمر أن هذا الإقبال الحماسي على الدروس الإضافية بمقابل والذي يبدو في ظاهره حبًّا للمعرفة لم يجلب لنا إلا تهميشًا للمدرسة العمومية وهجرةً للأدمغة المهيّأة أصلاً للهجرة: منظومتنا التربوية لا تهدف لإيصال الأكثرية للمستوى المتوسط ،  المستوى الذي رغب فيه المعلم الأول في تاريخ الإنسانية، الفيلسوف أرسطو (Aristote: La vertu est le juste milieu entre deux vices): تكلفة معهد نموذجي واحد في ولاية ما (يؤمه حفنة من التلامذة) تكفي لترميم البنية التحتية وتحسينها في جميع المعاهد العادية لهذه الولاية (يؤمها آلاف من التلامذة). منظومتنا التربوية لم تهدف لخير الأكثرية، بل هدفت لانتقاء الأقلية "الأفضل"، أدمغة على شكل كمبيوتر لا تصلح إلا للدول المتقدمة، وحفرت جبًّا لشعبها  فوقعت وأوقعتنا في شر أعمالها. دولة كمبرادورية وسيطة ومدرسون مقاولون خدموا أسيادهم الغربيين بأموال إخوانهم التونسيين، رعوا الزهرة بعرقنا، أصبحت ثمرة يانعة، فقطفها الغرب دون عناء. أيوجد غباء يفوق هذا الغباء؟
-         تلامذة النموذجي الممتازون المتميزون المحظوظون، استفادوا من "مبدأ التضامن الوطني في القطاع العام"، فضلناهم وميزناهم غصبًا عنا أفضل تمييز، نحن الموظفون العموميون دافعو الضرائب والمموِّلون الأساسيون للقطاع العام، لكن قرار إنشاء المعاهد والإعداديات النموذجية ليس قرارنا بل هو قرار نظام تربوي انتقائي مسنَدٌ من قِبل نظام سياسي ديكتاتوري (بورڤيبة وبن علي). صرفنا علي تنمية ذكائهم من جيوبنا: لم يرثوا ذكاءهم عن آبائهم ولم يكن مكتوبًا في جيناتهم ولم ينزل عليهم وحيًا من السماء (L`intelligence est 100% héréditaire et 100% acquise. Albert Jacquard)، وفّرنا لهم أفضل الأساتذة عوض أن نوفرهم لمن هم في حاجة أكثر لكفاءاتهم (Les élèves en difficulté d`apprentissageوفي المقابل ودون تعميمٍ، نراهم يتنكرون لمن ربّاهم وأكرمهم في شبابهم (القطاع العام) ويرتمون مهاجرين في أحضان القطاع الخاص الأجنبي طلبًا للكسب المادي الجشع، عوض أن يردّوا الجميل لصاحب الجميل (القطاع العام الوطني) ويوفرون لتونس أكفأ الأساتذة والأطباء والمهندسين (التبرير الأخلاقي الوحيد الذي يسندهم والهدف الوحيد الذي أنشِئوا من أجل تحقيقه). مثلهم كمثل الابن العاق، نلومهم على صنيعهم، وفي نفس الوقت نطلب لهم الهداية ونتمنى لهم عودة ميمونة لأرض الوطن.

2.     الأمل: سبقتنا أممٌ عديدة ولن نخترع العجلة من جديد (في اليابان والصين توجَد أفضل المنظومات التربوية في العالم المتقدم). كيف نجعلُ من التلميذِ سندًا وعُكّازًا لأخيه التلميذِ؟
-         في شنڤهاي، يلتحق الأستاذ بقسمه نصف ساعة بعد بداية الحصة حتى يتيح الفرصة لتلميذ فاهم أن يشرح لزملائه محتوى الدرس السابق. ممارسةٌ ليست حكرًا على تلميذٍ دون آخر، كل واحد حسب جهده (Méritocratie).
-         في اليابان، تُنظم دروس إضافية مجانية تطوعية داخل المؤسسة حيث يساعد التلامذة بعضهم البعضَ، فيستفيد في نفس الوقت التلميذ-المعلِّم والتلميذ-المتعلم مع تبادل الأدوار حسب مواضيع الحصص.

خاتمة: إجراءٌ سهلٌ لا يتطلّب إمكانات مادية. سلوكٌ غنيٌّ بالمعاني: تدريب التلميذ على التعاون والتطوع، وحثه على الاجتهاد وتملك المعرفة. سلوكٌ جميلٌ ومفيدٌ للجميع، تلامذة نجباء مع آخرين غير نجباء، سلوكٌ كنا نمارسه في الستينيات والسبعينيات في غياب الدروس الإضافية بمقابل، حين كان المدرّس عكّازًا مجانيًّا للتلميذ الغني والفقير دون تمييز طبقي وكان التلميذ المجتهد عكازًا لأخيه التلميذ غير المجتهد، ولا زال هذا السلوك الحميد سائدًا والحمد لله في كامل أنحاء الجمهورية، لكن بصفة أقل كقلة الخير في هذا الزمن المعولَم قهرًا والضاغط على الفقراء فقط.
التلميذُ عُكّازٌ لأخيه التلميذِ. قد يصبح التلميذُ بيداغوجيًّا بالتمرين (Un vrai pédagogue): يقود زميلَه من دار الجهل إلى دار العلم:
Le pédagogue: l'esclave qui accompagnait les enfants à l'école

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 13 ماي 2018.