mercredi 15 janvier 2020

نبذة مقتضبة حول حياة ماريا مونتيسوري، رائدة البيداغوجيا العلمية. نسخ الصوت، ترجمة وتأثيث مواطن العالَم



وُلدت سنة 1870 في إيطاليا من عائلة بورجوازية، تخرجت طبيبة نفسية، فتحت عيادة ثم تخلت عن مهنة الطب وتوجهت للبيداغوجيا، جددت فيها، ابتكرت، نظّرت، ألفت كتبًا ودرّستها في الجامعة. حوالَي سنة 1921، هاجرت إلى إسبانيا بعد ما أغلق المعلّم الفاشي موسولوني  كل مدارسِها في إيطاليا. رحَّبَ بها العالَمُ الغربي في أوروبا وأمريكا، هلّل لها وصفّق: بريطانيا، أمريكا أين التقت برئيسها، الهند سبع سنوات في شبه إقامة جبرية بسبب ابنها الذي خرج من سجن هندي بأمرٍ من غاندي لكنها واصلت هنالك تجاربَها وبثت في محيطها أفكارَها العبقريةَ. رحلت إلى هولاندا سنة 1947، أين "استقرت" خمس سنوات ثم ماتت سنة 1952. حصلت على عدة جوائز من عدة دول ورُشِّحت لجائزة نوبل للسلام وللأسف لم تنلْها. حياةٌ حساسةٌ رومنطيقيةٌ حزينةٌ لكنها غنيةٌ جدًّا، غنيةٌ بالصدقِ والتواضعِ والمعرفةِ التربويةِ ذاتِ الطابعِ الاجتماعيِّ البيداغوجيِّ العلميِّ التجريبيِّ وليس ذات طابع تأملي مثل طابع جان جاك روسّو، أب البيداغوجيا الحديثة. كانت تقول: "كثيرٌ من المدارس في العالَم تحمل اسمي لكنها لا تطبق بيداغوجيتي العلمية". وقالت أيضًا: "أنا أشيرُ إلى القمرِ وكثيرونَ لا يرونَ إلا سبّابتِي".
المفارقة الكبرى أن مونتيسوري رائدة البيداغوجيا الحديثة العلمية، تركت ابنها "ماريو" في مدرسة داخلية بأمرٍ من أبيه (ابن خارج إطار الزواج) ولم تسترجعه إلا في سن 12 سنة. ماريو أخذ بعدها المشعلَ وواصلَ في نفسِ نهجِ أمّه البيداغوجيِّ العلميِّ، ممارسةً وتنظيرًا. من باب المقارنة، أذكّر بمفارقة كبرى أخرى حدثت قبلها لزميلها في الاختصاص جان جاك روسّو مؤسس البيداغوجيا الحديثة، هو أيضًا تركَ أبناءَه يتربّون بعيدًا عنه في ملجئٍ للأيتامِ والمعوزينَ. أضعُ نقطةَ استفهامٍ حول المسلّمةِ (Cliché) التي تقول: "فاقدُ الشيءِ لا يُعطيهْ"؟

لماذا لم يتبنّ العالَم الرأسمالي فلسفة مونتيسوري؟
مونتيسوري تسعى إلى حثِّ التلميذِ على التعلمِ بنفسِه ولنفسِه وتقييمِ نفسِه بنفسِه دون توجيهِ خارجيٍّ من الغيرِ (من أجلِ تحقيقِ أغراضٍ سياسيةٍ أو دينيةٍ أو انتهازيةٍ)، والرأسماليةُ تحتاجُ وبسرعةٍ إلى مليونَ مهندسٍ، مليونَ طبيبٍ، مليونَ خبيرِ محاسبةٍ، إلخ. فلسفتان مختلفتان بل متناقضتان، خطّان متوازيان لا يلتقيان. وحتى الذين تبنّوا طريقتَها من الرأسماليين المستثمرينَ في المجالِ التربويِّ، للأسف طوّعوها لأغراض مادية ضيقة وشوّهوها في حياة صاحبتِها وبعد مماتها.

إمضاء مواطن العالَم (حوار حول سيرة حياة ماريا مونتيسوري وبيداغوجيتِها العلمية، نسخ الصوت (Transcription)، ترجمة وتأثيث مواطن العالَم)
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 4 فيفري 2019.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire