lundi 6 janvier 2020

ما هو الموقف الفكري للشيخ راشد الغنوشي من مفهوم الدولة (قبل الثورة)؟ مواطن العالَم



صفحة 49: "الخلاصة: نستنتج من ذلك أن مركز الثقل في البناء الاجتماعي الإسلامي ليس الدولة وإنما المجتمع بأفراده وعقائده ومؤسساته. وأن الهدف المركزي للحركة الإسلامية في كل عصر وفي هذا العصر بالذات ينصبّ أساسًا على إعادة بناء المجتمع الأهلي (تسمية إسلامية للمجتمع المدني) عبر بناء الفرد المؤمن القوي والجماعة المتماسكة المستخلفة عن الله القادرة على حمل أمانة الله في بسط عدالته على الأرض عبر مبادرات أفرادها، ولإقامة مؤسسات مجتمع أهلي تيسر للمجتمع المسلم قيامه برسالته في اكتشاف الكون وتسخيره عمارته، وبسط العدل في أرجائه، وذلك يقتضي ضرورة تحرير الدين والفرد والجماعة من كل سلطان يعلو سلطة الأمة -الدولة مثلاً- غير سلطان الله سبحانه."

صفحة 51: "إن تقليم أظافر الدولة التسلّطية وتأنيسها بعد توحّش، وإحداث انقلاب في موازين القوة لصالح الأفراد وكرامتهم ولسلطان الجماعة، واستغناءها إلى حد بعيد عن الدولة، وتقليص تمدد هذه الأخيرة وحصرها في أضيق نطاق، لَيمثل هدفًا رئيسيًّا لجهاد الحركة الإسلامية الحديثة على طريق دورة حضارية إسلامية جديدة، تستعيد بها الفكرة الإسلامية والأمة المسلمة كرامات أفرادها، كما تشكّل مبادراتهم مركز الثقل في البناء الجديد "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ ۗ" (آل عمران: 110)."

تعليق مواطن العالَم: إذا كان حزب النهضة، على رأي مؤسسه، يعتبر أن المجتمع المدني هو مركز الثقل في البناء الاجتماعي الإسلامي الجديد، فلماذا لم يستثمر فيه مثلما استثمرت فيه الحركات الإسلامية العربية الأخرى، أعني بها حركة الإخوان المسلمين في مصر أيام السادات ومبارك (وهي في المعارضة) وحركة حماس في الضفة الغربية  (وهي في المعارضة) وفي غزة  (وهي في السلطة): أقامتا مستوصفات ومدارس لصالح الفقراء المهمّشين من قِبل الدولة. لكن حركة النهضة، وخلال قرابة نصف قرن من النشاط السياسي والمدني، لم تبنِ ولو مستوصفًا واحدًا لصالح الفقراء المهمّشين من قِبل الدولة وهم الأغلبية الساحقة، لا قبل الثورة وهي في المعارضة، ولا بعد الثورة وهي في السلطة.

المصدر: الشيخ راشد الغنوشي، "مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني"، دار المجتهد للنشر والتوزيع، صدر قبل الثورة، 153 صفحة.

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 6 جانفي 2020.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire