lundi 30 novembre 2020

تعريفات مختلفة لمفهوم الدين ؟ نقل مواطن العالَم

 


نص فراس السواح

صفحة 23:

1.     تعريف وليم جيمس في كتابه "The Varieties of Religous Experience": فالدين الذي أعنيه هنا، هو الأحاسيس والخبرات التي تعرض للأفراد في عزلتهم، وما تقود إليه من تصرفات. وتتعلق هذه الأحاسيس والخبرات بنوع من العلاقة، يشعر الفرد بقيامها بينه وبين ما يعتبره إلهيا.

 

2.     تعريف  هربرت سبنسر: إن الأديان على قدر اختلافها في عقائدها المعلنة، تتفق ضمنيا في إيمانها بأن وجود الكون هو سر يتطلب التفسير (...) الدين هو الاعتقاد بالحضور الفائق لشيء غامض وعصي على الفهم.

 

3.     تعريف ماكس موللر (1822-1900) الفيلسوف ومؤرخ الأديان الألماني في كتابه "نحو علم للدين": إن الدين هو كدح من أجل تصور ما لا يمكن تصوره، وقول ما لا يمكن التعبير عنه، إنه توق إلى الللانهائي.

 

صفحة 24:

 

4.     تعريف م. رافيل في كتابه "مقدمة في تاريخ الأديان": إن الدين هو اشتراط الحياة الإنسانية بإحساس بالاتصال بين العقل الإنساني وعقل خفي يتحكم بالكون، وما ينجم عن ذلك من شعور بالغبطة.

 

5.     تعريف ف. شلرماخر ( 1768 – 1834)، لا هوتي ودارس أديان: إن الدين هو شعور باللانهائي واختبار له. وما نعنيه باللانهائي هنا، هو وحدة وتكامل العالم المدرك. وهذه الوحدة لا تواجه الحواس كموضوع، وإنما تنبئ عن نفسها للمشاعر الداخلية. وعندما تنتقل هذه المشاعر إلى حيز التأملات، فإنها تخلف في الذهن فكرة الله. وإن الخيال الفردي هو الذي يسير بفكرة الله نحو المفارقة والتوحيد، أو نحو غير مشخص للألوهة يتسم بوحدة الوجود.

 

صفحة 25:

6.     تعريف إدوارد تيلور (1832 – 1917)، مؤسس الأنتروبولوجيا في بريطانيا، في كتابه "Primitive Culture": الدين هو الإيمان بكائنات روحية.

 

7.     تعريف جيمس فريزر (1854 – 1941)، الأنتروبولوجي البريطاني المعروف، يقدم تعريفا مكملا لتعريف تيلور: "إننا نفهم الدين على أنه استرضاء وطلب عون قوى أعلى من الإنسان، يعتقد أنها تتحكم بالطبيعة والحياة الإنسانية. وهذه العملية تنضوي على عنصرين، واحد نظري والآخر تطبيقي عملي. فهناك أولا الاعتقاد بقوى عليا، يتلوه محاولات لاسترضاء هذه القوى. ولا يصح الدين بغير توفر هذين العنصرين، ذلك أن الاعتقاد الذي لا تتلوه ممارسة هو مجرد لاهوت فكري، أما الممارسة المجردة عن أي اعتقاد فليست من الدين في شيء.

 

تعليق مواطن العالَم: يبدو لي بكل تحفظ واحتراز غير المختص في الدين الإسلامي أن العنصر الأول، مجرد لاهوت فكري، يتوفر وحيدا عند بعض خاصة المتصوفة الذين يقولون أن الشعائر مثل الصلوات الخمس خلقت للعامة  حتى يذكروا ويتذكروا الله أما نحن الخاصة فنذكره ونتذكره دون انقطاع بين أوقات الصلوات أما العنصر الثاني، الممارسة المجردة عن أي اعتقاد، فقد نلاحظها عند بعض عامة المسلمين الذين يمارسون الشعائر الدينية بقدر كبير من الاحترام السطحي والانضباط الشكلي دون اعتقاد عميق بالله ودون التزام بقيم الإسلام النبيلة ويقدسون الأولياء الصالحين فبعض عامة المسلمين إذن ليسوا من الدين في شيء لو طبقنا عليهم معيار  فريزر.

 

8.     تعريف إميل دور كهايم، الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي (1858 – 1917)، وجه نقدا شديدا لتعريف فريزر: يقصر فريزر الدين على الممارسات التي تتضمن توسلا لكائنات ماورائية تسمو على الإنسان. ويرى دوركهايم أن أمثال هذا التعريف تلقى قبولا في الغرب، بسبب مطابقتها من حيث الأساس لمفهوم الدين المسيحي (تعليق  مواطن العالَم: يبدو لي بكل تحفظ واحتراز غير المختص في الدين الإسلامي أنها مطابقة أيضا للدين الإسلامي)، ولكنها لا تنطبق على أديان عدة واسعة الانتشار لا تدور معتقداتها حول أرواح أو آلهة من أي نوع، أو أن هذه الكائنات لا تلعب فيها إلا دورا ثانويا جدا. فالبوذية مثلا قد شقت لنفسها طريقا مستقلا عن البراهمانية في الهند، انطلاقا من رفض فكرة الإله، فهي نظام أخلاقي بدون مشرع، وإيمان بدون إله. إن البوذي غير معني إطلاقا بمن خلق العالم وكيف، وجل همه يتركز في الكدح من أجل التحرر وتخليص روحه من سلسلة التقمصات في عالم لا يحمل إلا الألم والشقاء. وهو في كدحه هذا، لا يستعين بأي كائن ماورائي من أي نوع، بل يعتمد على قواه الذاتية وحدها. أما الآلهة، فليست، في حال وجودها، إلا كائنات أقدر من الإنسان على التحكم في عالم المادة، ولكنها أسيرة مثله في عالم بائس عليها أن تخلص نفسها منه أيضا.

الدين هو نظام متسق من المعتقدات والممارسات التي تدور حول موضوعات مقدسة يجري عزلها عن الوسط الدنيوي وتحاط بشتى أنواع التحريم. وهذه المعتقدات والممارسات تجمع كل المؤمنين والعاملين بها في جماعة معنوية واحدة تدعى كنيسة (...) من هنا يمكن أن نفهم لماذا تعتبر البوذية دينا رغم استبعادها للآلهة من معتقدها، فهي عوضا عن الإيمان بإله يتمركز حوله المعتقد والطقس، فإنها تؤمن بالحقائق النبيلة الأربع وما يتفرع عنها من ممارسات.

 

المصدر: دين الإنسان بحث في ماهية الدين و منشأ الدافع الديني، فراس السواح، دار علاء الدين للنشر و التوزيع، الطبعة الأولى 1994 دمشق، 400 صفحة.

 

 

إمضائي

يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.

لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.

 

التاريخ: حمام الشط في 13 أوت 2011.

 

 

dimanche 29 novembre 2020

فكرة الإله ؟ نقل مواطن العالَم

 


نص فراس السواح

الديانة الجاينية الهندية 599 ق. م-ديانة عَلمانية: تقوم تعاليمها على الإيمان المطلق بالإنسان كسيد وحيد لنفسه، وبقدرته على تحقيق الخلاص والانعتاق دون معونة من أية جهة علوية أو تحتية كانت. ورغم اعتقادها بوجود كائنات متفوقة تُدعى الآلهة، إلا أن هذه الكائنات خاضعة مثل الإنسان إلى دورة السمسارا، ولا تُرجى منها شفاعة، لأن عليها أن تخلص نفسها قبل أن تكون قادرة على تخليص الآخرين. وفي هذا يقول مؤسسها المهاقيرا: "أيها الإنسان أنت صديق نفسك فلماذا تبحث عن صديق خارج ذاتك؟

 

طريق "النيرفانا" في الديانة البوذية الهندية-الصينية: فكرة الإله لم تكن ضرورية للطريق الذي رسمه "البوذا" (أي المستنير) من أجل التحرر ودخول "النيرفانا" (هي حالة النفي المطلق لكل ما نعرف، ومن غير حاجة إلى تعريف أو تقريب للأذهان بأية صيغة تتضمن المحاكاة أو التشبيه)، فلا هي أثبِتت ولا هي نفِيت، لأن في صميم كل إثبات عقلي نوعا من النفي، وفي صميم كل نفي نوعا من إثبات. إن ما بحث عنه "البوذا" هو نوع مختلف من الإثبات لحقيقة شمولية واحدة تتجاوز المنطق الذهني، وتقع في ما وراء ثنائيات هذا العالم وتقسيماته الوهمية.

 

حول معرفة "براهمان"في الديانة الهندوسية: هو الذي لا تُدرِكه الأبصار.. وبه تُدرَك الأبصار.. هو الذي لا تَسمعه الآذان.. وبه تُسمَع الآذان.. هو الذي لا يوضحه كلام.. وبه يُتضح الكلام.. هو الذي لا تطاله العقول.. وبه تُعقل العقول.. هو المختلف عما نعرف.. وهو المختلف عما لا نعرف.. إنه براهمان.. أعرفه في صميم ذاتك.. ولا تعبد أيا سواه.. لا أعتقد اني أعرف عنه شيئا.. ولا أعتقد أني لا أعرف أيضا.. لا يُعقل أن يعرفه المرء.. لا يُعقل أن لا يعرفه أيضا.. من يدرك مني هذا القول.. ربما عرفه قليلا.. والحكيم الذي يلمس حضوره أنَّى توجه.

 

مفهوم التثليث في المسيحية: وهو الذي تجسد في يسوع ليشفع للبشر وينقذهم من عبء الخطيئة إلى رحاب السماء، فكان الشفيع و الوسيط بين الله والناس، وليس التثليث المسيحي في الواقع، إلا صياغة لاهوتية موفقة للجمع بين التنزيه والتشخيص، فالواحد هو المطلق المنزه، والثلاثة هم المطلق المشخص. وعندما نقول ثلاثة في واحد، فإننا ننطلق من أطراف الدائرة نحو مركزها. وعندما نقول واحد في ثلاثة، فإننا نصدر عن النقطة المتلاشية في المركز نحو محيطها.

 

تجلي الربوبية عند المتصوفة (الشيخ عبد الكريم الجبلي): إن وحدة هذين التجليَيْن تظهر ذوقا لمن يناجيهم الحق، فيسمع المناجي خطابا لا يصدر عن جهة ولا عن جارحة: "أنت خلاصة الأكوان والمقصود بالوجود والحدثان، تقرّب إلى شهودي فقد تقرّبت إليك بوجودي، لا تبتعد فإني أنا الذي قلت ونحن أقرب إليه من حبل الوريد. لا تتقيد باسم العبد، فلولا العبد ما كان الرب، أنت أظهرتني كما أنا أظهرتك، فلولا عبوديتك لم تظهر لي ربوبية، أنت أوجدتني كما أنا أوجدتك، فلولا وجودك ما كان وجودي موجودا.

 

تجلي الألوهة عند المتصوفة (ابن عربي): فالحق يتجلى في الأشياء أي يظهر فيها، فيتكاثر دون أن ينقسم. ولتقريب مفهوم التكاثر من غير انقسام، يسوق ابن عربي مثالا بديعا مستمدا من الأعداد، فيقول أن الواحد العددي هو جوهر الاثنين والثلاثة وسائر الأعداد، فهو يستصحبها في الظهور دون أن ينقسم، وهو في كل عدد يحافظ على إشارة واحدة ودلالة واحدة، وهي إشارته إلى ذاته ودلالته على هذه الذاتية. أما بقية الأعداد فلكل منها دلالتان، دلالة على نفسه ودلالة على الواحد المندرج أو المتكرر فيه. كذلك هو شأن الحق والعالم، فالذات الإلهية إذا نظر إليها معراة عن جميع العلاقات والنسب، لم يكن لها دلالة ولا إشارة إلا إلى نفسها، أما العالم الذي هو كثرة من صور الوجود، فله إشارتان، إشارة إلى نفسه وإشارة إلى الذات المندرجة في كل صورة من صوره.

 

المصدر: دين الإنسان بحث في ماهية الدين و منشأ الدافع الديني،  فراس السواح، دار علاء الدين للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1994 دمشق، 400 صفحة.

 

إمضائي

يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.

لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.

 

التاريخ: حمام الشط في 24 أوت 2011.

samedi 28 novembre 2020

تعريف دين القوم والدين الشمولي. نقل مواطن العالم

 


نص فراس السواح

صفحة 106: تعريف "دين القوم"

هو مرحلة العبادة التي لا تطمح إلى هداية عبادات الثقافات الأخرى إلى صراطها الذي يتكون من عبادات متآلفة لا تتناحر ولا يعدو بعضها على بعض. ولعل أوضح مثال عن "دين القوم" قائم إلى يومنا هذا، ويصر على عدم التحول إلى دين شمولي، هو الديانة الهندوسية، التي بقيت محصورة ضمن القارة الهندية منذ أقدم العصور، بطوائفها المتعددة وعباداتها المتنوعة، التي لم تطمح واحدة منها إلى ابتلاع البقية والتحول إلى دين شمولي، لا نستثني من ذلك البوذية، التي طغت في فترة ما ثم انحسرت راجعة إلى وضعها السابق في الهند كعبادة بين بقية العبادات، واكتفت بممارسة نشاطها الشمولي في أقطار مشرقية أخرى (كالصين مثلا). هذا الوضع الخاص للهندوسية، هو الذي جعل أهلها فخورين بخلو دينهم من التعصب والأفكار الدوغمائية، وخلو تاريخهم من حركات الاضطهاد الديني.

وقد وصف البيروني (أبو الريحان المتوفي عام 440 هجرية) في كتابه "تحقيق ما للهند" تسامح الطوائف الهندية تجاه بعضها، فقال بأنهم على قلة تنازعهم في شؤون المذهب، فإن نزاعهم لا يتعدى الجدال الكلامي إلى الإضرار بالنفس، كما وصف عزوف الطوائف عن التبشير، والمبالغة في ذلك إلى حد عدم قبول من ليس منهم، إذا رغب فيهم أو صبا إلى دينهم. وهناك موقف مشهور للمهاتما غاندي في هذه المسألة، عندما جاءه مسيحي هندي يطلب التحول إلى الهندوسية فقال له: "اذهب وكن مسيحيا صالحا". ويعني بذلك طبعا أن كل الطرق إلى الله صالحة شريطة تَوفر صدق النية وقوة الإيمان والعزيمة، أما ما نراه اليوم من نزاعات دينية في الهند فيرجع إلى اصطدام الطوائف الهندوسية بالأديان الشمولية، التي تجاهر ببطلان العقائد الهندوسية، وتسعى بشكل دائب إلى اكتساب مزيد من الهندوس إلى صفوفها، أو إلى تعصب أديان غريبة عن الهندوسية مثل ديانة السيخ، وهي ديانة مستحدثة ابتدرها المعلم "ناناك" أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، بتأثير الأديان الشمولية التي غزت الهند، واتخذت طابعا عسكريا في عهد خلفاء المعلم الأول.

 

صفحة 90: تعريف "الدين الشمولي":

وقد بقي "دين القوم" بمثابة رابطة عامة تجمع أهل الثقافة الواحدة، دون أن تكون له الأولوية على العبادات المحلية، إلى أن شهد تاريخ الدين ظاهرة جديدة كل الجدة هي ظاهرة الديانات الشمولية. والدين الشمولي هو في منشئه عبادة كغيرها من العبادات، ولكن هذه العبادة الجديدة لا تقنع بوضعها المحدود ضمن الصورة العامة لـ"دين القوم " وإنما تأخذ بفرض نفسها على بقية العبادات في حركة دائبة وطموحة هدفها إحلال نفسها دينا للقوم، والاستيلاء على الحياة الدينية للثقافة التي تنتمي إليها، بل وإلى تعميم تجربتها الروحية على الثقافات الأخرى، متجاوزة في ذلك كل الحواجز السياسية والإقليمية والجغرافية من أي نوع. وتتسم العبادة التي تسير في الطريق إلى رتبة الديانة الشمولية بما يلي:

 

1.     تحمل هذه العبادة طابع التجربة التي تطمح إلى الشمول، بامتلاك الحقيقة المطلقة والنهائية من دون بقية العبادات الداني منها والنائي.

2.     ترفض هذه العبادة، سواء في حياة مؤسسها أم بعده، التعايش مع بقية العبادات، لأن من يمتلك الحقيقة، وحده، لا يساوم عليها. و قد يتخذ هذا الرفض شكل الحرب المعلنة، خصوصا إذا أفلحت العبادة في استمالة حاكم أو ملك أو كيان سياسي يتبناها ويحارب خصومها.

3.     تقوم بالتبشير الدائم الذي يعتمد وجودها وانتشارها عليه. وهذا التبشير هو ظاهرة دينية جديدة لم تعرفها البشرية قبل ظهور الأديان الشمولية.

 

وهكذا فإن العبادة التي توطد العزم على التحول إلى ديانة شمولية، تجد نفسها مجبرة على السير في أحد طريقين، فإما استيعاب بقية العبادات وفرض نفسها دينا للقوم أولا، وللأقوام الأخرى ثانيا، وإما الانقراض والزوال. وهذا الانقراض، إما أن يأتي سريعا، وذلك بضربة قوية ومفاجئة، من قِبل العبادات الأخرى التي اضطرت للدخول في معركة مصير وبقاء لم تخترها، أو أن يأتي بعد فترة من الزمن، عندما تفقد الديانة الشمولية زخمها التبشيري، ولا تفلح في اكتساب كيان سياسي مقتدر يعمل على حمايتها (مثل انقراض الديانة المانوية لمؤسسها ماني الذي أعطى لنفسه لقب "خاتم الأنبياء"، ولد ماني عام 216 م، في أسرة إيرانية قرب مدينة "طيسفون" في منطقة بابل ببلاد الرافدين).

لقد بقيت البوذية، مثلا، طائفة من الطوائف الهندوسية، حتى أحلها الإمبراطور "أشوكا" (273-232 ق.م) ديانة لجميع البلاد. وعندما تراجعت في الهند قيض لها كيان سياسي آخر في الصين عمل على نشرها، وإكمال العمل التبشيري المبكر الذي مارسته هناك منذ وفاة البوذا. كما وجدت المسيحية كيانها السياسي في بيزنطة، التي حولها الإمبراطور قسطنطين (270-337 م) إلى الدين الجديد. أما الإسلام، فقد تطابق منذ بداياته الأولى مع كيان سياسي هو دولة الرسول في يثرب ودولة الخلفاء من بعده.

 

المصدر: دين الإنسان بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني، فراس السواح، دار علاء الدين للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1994 دمشق، 400 صفحة.

 

إمضائي

 

يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.

 

لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.

 

التاريخ: حمام الشط في 17 أوت 2011.

vendredi 27 novembre 2020

ما الفرق بين التديّن الثوري والتديّن التبريري ؟ نقل وتعليق مواطن العالَم

 


نص علي شريعتي

صفحة 40: ماهية الدين الثوري: الدين الثوري، هو دين يغذي أتباعه ومعتنقيه برؤية نقدية حيال كل ما يحيط بهم من بيئة مادية أو معنوية، ويكسبهم شعورا بالمسؤولية تجاه الوضع القائم يجعلهم يفكرون بتغييره ويسعون لذلك فيما لم يكن مناسبا. (تعليق مواطن العالَم: وهذا ما فعله في عصره بالضبط الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين).

 

صفحة 42: ماهية الدين التبريري: يسعى دين الشرك دائما إلى تبرير الوضع القائم عبر ترويج المعتقدات ذات الصلة بما وراء الطبيعة ويسعى إلى تعريف الاعتقاد بالمعاد والمقدسات والقوى الغيبية ويشوه المبادئ العقائدية والدينية ليقنع الناس بأن وضعهم الراهن هو الوضع الأمثل الذي يجب أن يرضوا به لأنه مظهر لإرادة الله تعالى وهو المصير المحتوم الذي كتبه الله عليهم.

 

إن القضاء والقدر بالمعنى الذي نفهمه اليوم هو من مخلفات معاوية وإرث منه. فالتاريخ يروي لنا أن الاعتقاد بالقدر والقول بالجبر أمور ابتدعها حكام بني أمية ليسلبوا من المسلمين الشعور بالمسؤولية ويحرموهم -من خلاله- من كل أنواع النقد ويقتلوا روح المبادرة فيهم لأن الجبر يعني الانصياع إلى كل ما هو موجود والخضوع لكل ما هو كائن. في حين كان أصحاب النبي (ص) يشعرون دائما بالمسؤولية الاجتماعية ويأخذونها على عاتقهم كمهمة أساسية دائمة.

 

سؤال مواطن العالَم:

ما هي ماهية تديّن المسلمين اليوم ؟ هل هي ماهية ثورية أم ماهية تبريرية ؟

 لقد استعملتُ في سؤالي أعلاه، كلمة "تديّن" ولم أستعمل قصدا كلمة "دين" كما استعملها الكاتب، لأن الدين المجسم عندنا في القرآن والسنة النبوية الشريفة لا يتغير كنص مقدس أما فهمنا وتأويلنا لهذا النص فهما ليسا مقدسين بالمرة وليسا ثابتين بالمرة، والمفروض واقتداء بالرسول وصحابته، يجب أن ينبثق من الفهم والتأويل البشريين تديّن إنساني متغير ومتجدد ومتطور ومولِّد لثورة وراء ثورة وإلا أصبحنا خلفا رجعيا لسلف ثوري كما هو حالنا اليوم حسب ما يبدو لي من وجهة نظر قاصرة ومحدودة صادرة عن مسلم غير مختص في الدين ولا في التدين.

 

المصدر: دين ضد الدين، تأليف علي شريعتي، ترجمة حيدر مجيد، مؤسسة العطار الثقافية،  دار الفكر الجديد، العراق، النجف الأشرف، الطبعة الأولى 2007، 225 صفحة.

 

إمضائي

على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.

 

تاريخ أول إعادة نشر على النت: حمام الشط في 15 أوت 2012.

 

أصدقاؤنا حذّرونا من كتابةِ كتابٍ حول الكتابِ ؟ نقل مواطن العالَم

 


نص مدير الكتاب، محمد علي أمير المعزّي، أستاذ الجامعات، ص. 32-33:

حذّرونا من حساسية مبادرتنا: يخشون من نشر كتاب يستهدف جمهورًا واسعًا ويتناول النص القرآني من وجهة نظر حصريًّا فيلولوجية وتاريخية، كتاب قد يصدم شعور المسلمين عمومًا. لم نُرِدْ أن نولِي أهمية لهذه الخِشية وذلك للأسباب التالية: أولا، تاريخ الإسلام والحضارة الإسلامية يحوي بالطبع، ككل دين وحضارة، مناطق مظلمة من العنف والتعصّب، لكنه يحوي أيضًا العديد من الفترات الرائعة التي عمّ خلالها الانفتاح والتسامح والعقلانية والتعددية الثقافية والروحانية، فترات زمنية جعلت من الثقافة الإسلامية، طيلة عدة قرون، واحدة من أكبر الثقافات الغنية والمُغْنِية في العالم (...) خِشية أصدقائنا ربما تُبَرَّرُ بآفة النسيان، لقد نسوا أو تناسوا أن الحضارة الإسلامية نفسها مرّت بحوار الأفكار وبتاريخ ديني مليء بالخلافات الدقيقة في وجهات النظر، والأكيد أن هذه الخِشية ناتجة عن الانتشار الأخير لظاهرة الأصولية الإسلامية العنيفة. لو سلمنا أنفسنا لهذه الخِشية فهذا يعني أننا قبلنا واستسلمنا للواقع المحبط الذي فرضته علينا بالعنف قلة من الإسلاميين المتطرفين، وأهملنا قرونًا كاملةً كانت حُبلَى بالنقاش الفكري ومئات المؤلفات التي صدرت عن رؤى مختلفة لواقع إسلامي حضاري متنوع ومعقّد (...) أخيرًا، لماذا نرفض الرأي القائل بأن المسلمين هم أناس قادرون على مراجعة تاريخهم وغربلة تراثهم بما فيه التأويلات المختلفة لكتابهم المقدس بكل ثقة وصفاء ؟ لماذا نرفض أيضًا الرأي القائل بأنهم قادرون على هضم واستيعاب ما جدّ ويجدّ في المجال الفكري من حداثة وما بعد الحداثة وخاصة التفكير النقدي والمقاربة الحيادية والموضوعية للظواهر الاجتماعية والأحداث التاريخية، حتى التي تتعلق بمسائل لها علاقة بعقيدتهم ؟

 

Source : Le Coran des historiens ? Sous la direction de Mohammad Ali Amir-Moezzi & Guillaume Dye, Les Éditions du Cerf, 2019, Paris.  Prix : 69 euros (environ 240 dinars). Formé de trois volumes (total=3400 pages). Volume 1 : Études sur le contexte et la genèse du Coran. En 1014 pages.

إمضائي:

"إذا فهمتَ كل شيء، فهذا يعني أنهم لم يشرحوا لك جيّدًا !" أمين معلوف

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 27 نوفمبر 2020.

 

 

 

لماذا كُتِبَ هذا الكتابُ حول الكتابِ ؟ نقل مواطن العالَم

 


نص مدير الكتاب، محمد علي أمير المعزّي، أستاذ الجامعات، ص. 30:

هو ثمرة مغامرة جماعية مثيرة بدأت منذ أربع سنينَ. هو بالتأكيد مبادرة علمية تهدف إلى نشر المعرفة المختصة لدى جمهور نتمنى أن يكون أوسع ما يمكن أن نصل إليه. لكنه يطمح أن يكون أيضًا مبادرة حضارية وسياسية بالمعنى النبيل للكلمة. نعتقد بالفعل أنه يمثل أحد العوامل الأكثر ضمانًا -لكن وبلا شك الأكثر بُطْئًا، للأسف- لتهدئة الخواطر وتخفيض الضغط وتحييد العصبيات وتجنُّب سوء الفهم وتوظيف التاريخ والجغرافيا -وفي كلمة واحدة، المقاربة العلمية بكل برودتها وموضوعيتها- في فهم الأشياء المرتبطة بالعقيدة الدينية. وبهذه الطريقة تصبح السياقية (La contextualisation) ممكنة ومعها النسبية (La relativisation) واتخاذ مسافة نقدية (La distanciation critique).

هذا التمشّي يهم وفي نفس الوقت الذين يعتبرون القرآن، عادة قبل قراءته، كنص عنيف، نص يبرر عقلية السيطرة لدى الذين يعتبرونه كتابًا مقدسًا، والمسلمين الذين يعتبرونه صالحًا وعابرًا لكل زمان ومكان. ولهذا السبب، نحن نحاول ردم الهوة التي ما زالت حتى اليوم تفصل –للأسف- بين بعض المسلمين من جهة والمؤرخين والمقاربة التاريخية من جهة أخرى.

 

Source : Le Coran des historiens ? Sous la direction de Mohammad Ali Amir-Moezzi & Guillaume Dye, Les Éditions du Cerf, 2019, Paris.  Prix : 69 euros (environ 240 dinars). Formé de trois volumes (total=3400 pages). Volume 1 : Études sur le contexte et la genèse du Coran. En 1014 pages.

إمضائي:

"إذا فهمتَ كل شيء، فهذا يعني أنهم لم يشرحوا لك جيّدًا !" أمين معلوف

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 27 نوفمبر 2020.

 

 

jeudi 26 novembre 2020

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مسؤولية المثقف ؟ نقل و تعليق مواطن العالَم

 


نص علي شريعتي (الشهيد الدكتور علي شريعتي، إيراني قروي، تخرج من جامعة السوربون واختصاصه علم الاجتماع الديني):

صفحة 43: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

إن الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر اللذان يتبادران إلى أذهاننا بمعناهما المبتذل الذي لا يسعنا التحدث عنه في الأوساط الفكرية المثقفة. هما عبارة أخرى عما يسميه المفكر الأوروبي اليوم "المسؤولية الإنسانية" أو "مسؤولية المبدع" أو "مسؤولية المثقف". ماذا تعنى المسؤولية المبحوث عنها في الفلسفة والفن والأدب في عالمنا اليوم؟ إنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعينه، غير أننا مسخنا معنى هذين المبدأين بحيث أصبح العمل بهما مرفوضا ومستهجنا.

 

المصدر: دين ضد الدين، تأليف علي شريعتي ، ترجمة حيدر مجيد، مؤسسة العطار الثقافية،  دار الفكر الجديد، العراق، النجف الأشرف، الطبعة الأولى 2007، 225 صفحة.

 

 

تعليق مواطن العالَم:

حسب الدكتور علي شريعتي أصبحت -أنا المفكر الحر- من جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كيف؟ المعروف عندي يتمثل في التصورات العلمية النادرة -للأسف- في مجتمعنا والمنكر عندي يتمثل في التصورات غير العلمية السائدة -للأسف الشديد- في مجتمعنا وأنا نذرت نفسي للدعاية صباحا مساء ويوم الأحد للتخلي الذاتي عن كل التصورات غير العلمية والبناء الذاتي مكانها لتصورات علمية. أسوق لكم مثالين لتوضيح الفرق بين التصورات غير العلمية والتصورات العلمية:

1.     إذا كنتَ تعتقد جازما أن مخ الرجل أكبر من مخ المرأة ولذلك فهو أذكى منها! فهذا تصور غير علمي.

2.      أما إذا كنتَ تعتقد أن وزن مخ الإنسان لا علاقة له بجنس الإنسان وأن وزن المخ متناسب مع وزن الجسم، مهما كان هذا الجسم، جسم امرأة أو جسم رجل. فهذا تصور علمي.

3.     أسوق لكم مثالا يفسّر أكثر: رجل صغير الحجم، يكون مخه عادة صغير الحجم والوزن. امرأة كبيرة الحجم، يكون مخها عادة كبير الحجم والوزن. أما الذكاء فلا علاقة له البتة بوزن أو حجم المخ وإلا لكان عمالقتنا أذكانا. تجد في الرجال أذكياء وأقل ذكاء كما تجد بالمثل نساء ذكيات ونساء أقل ذكاء.

 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الاثنان لا يمكن أن يتحققا في الممارسة إلا بالمعروف لذلك تجنبت الخطاب الجبهوي (Discours frontal) الذي بنفّر ولا يبشّر وتوخيت المرونة في عرض وجهة نظري  بالطريقة التعلّميّة العليمة التالية:

Faire avec les conceptions non scientifiques pour aller contre ces mêmes conceptions non scientifiques et auto-socio-construire en même temps des conceptions scientifiques à leur place.

ولذلك تراني أمضي مقالاتي دائما بالجملتين المشهورتين والمفيدتين التاليتين:

Pour l’auteur, il ne s’agit pas de convaincre par des arguments ou des faits, mais, plus modestement, d’inviter à essayer autre chose.

 À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence verbale ou physique ou morale.

 

تاريخ أول إعادة نشر على النت: حمام الشط في 15 أوت 2012.

 

 

أقدّم لكم "كتاب حول الكتاب"، مقاربة من خارج العقيدة ؟ نقل مواطن العالَم

 

 

كتابٌ وصلني البارحة مساءً من باريس وشرعتُ اليومَ صباحًا في قراءته في "مقهى الشيحي التعيسة التي لم تعد تعيسة".

"كتابٌ ألّفه 28 باحثًا من ذوي السمعة العلمية المشهود لها عالميًّا من أجل خدمة جمهور أوسع من القرّاء (...) كتابٌ لا يعتمد إلا بصفة ثانوية جدًّا على مصادر إسلامية حتى يولِي اهتمامًا أكبرَ لـ"القرآن كنَص"،  لذلك تقتصر مصادره على بحوث تاريخية وفيلولوجية من خارج مجال العقيدة (Philologie : علم فقه اللغة بعيدًا عن فقه الدين) (...) ولذلك أيضًا يعتبر مؤلفوه القرآنَ كوثيقة تاريخية وأدبية ولغوية ودينية صدرت في القرن السابع ميلادي" (مدير الكتاب، محمد علي أمير المعزّي، أستاذ الجامعات).

 

Le Coran des historiens ? Sous la direction de Mohammad Ali Amir-Moezzi & Guillaume Dye, Les Éditions du Cerf, 2019, Paris.  Prix : 69 euros (environ 220 dinars).

Formé de trois volumes (total=3400 pages) :

-         Volume 1 : Études sur le contexte et la genèse du Coran. En 1014 pages.

-         Volume 2a : Commentaire et analyse du texte coranique, Sourates 1 à 26. En 966 pages.

-         Volume 2b : Commentaire et analyse du texte coranique, Sourates 27 à 114. En 1420 pages.

 

إمضائي:

"إذا فهمتَ كل شيء، فهذا يعني أنهم لم يشرحوا لك جيّدًا !" أمين معلوف

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 26 نوفمبر 2020.

 

mercredi 25 novembre 2020

ما وجه الشبه بين العسل والقرآن ! نقل مواطن العالَم

 


نص هاشم صالح:

صفحة 132: يرى عبد الوهاب المؤدب أن القرآن يستخدم أيضا مصطلح الشفاء الذي ركز عليه ابن سينا. لقد استخدمه في موضعين أو سورتين: أولا في سورة النحل حيث تقول الآية التاسعة والستون: "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس".  وثانيا في سورة الاسراء حيث تقول الآية الثانية والثمانون: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا".

 

ومن المعلوم ان ابن رشد لجأ الى إقامة مقارنة بين الاستخدام السيئ للفلسفة الاغريقية والاستخدام السيئ أو المسرف للعسل الذي يؤدي الى مرض الإسهال ولكن هذا  الاستخدام السيئ لا يلغي قيمة العسل بصفته دواء وشفاء كما أن الاستخدام الخاطئ للفلسفة الاغريقية لا يلغي قيمتها بصفتها شيئا ايجابيا مفيدا في جوهرها ومحتواها.

 

ويريد عبد  الوهاب المؤدب تقليد ابن رشد وإقامة مقارنة -مثله- بين القرآن بصفته شفاء ورحمة للناس  والاستخدام السيئ الذي يقوم به المتطرفون له. فكونه رحمة للناس لا يلغي حقيقة أن هؤلاء المتزمتين يستخدمونه من أجل تفاقم المرض والقسوة والعنف. كيف؟ عن طريق الاعتماد على بعض آياته من أجل إلغاء الرحمة ومن أجل تبرير القتل والذبح والمجازر والتفجيرات  التي تصيب الناس بشكل عشوائي كيفما اتفق. إنهم يبرّرون الجريمة عن طريق استخدام بعض القرآن وإهمال بعضه الآخر لكي يخلعوا المشروعية الإلهية على العمليات الانتحارية التي يقترفونها !

 

المصدر: الإسلام و الانغلاق اللاهوتي، هاشم صالح، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى 2010، 376 صفحة.

 

إمضائي:

"إذا فهمتَ كل شيء، فهذا يعني أنهم لم يشرحوا لك جيّدًا !" أمين معلوف

 

تاريخ أول إعادة نشر على النت: حمام الشط،  الأحد 18  ماي 2014.