قلتُ له: هل تعني إمضائي التالي؟: مواطن
العالم، أمميٌّ، عِلميٌّ، يساريٌّ غير ماركسيٍّ، اشتراكيٌّ-ديمقراطيٌّ على النمط الأسكندنافي، مفكِّرٌ
حرٌّ مستقلٌّ غيرُ منتمٍ لأي حزبٍ أو جمعيةٍ، غانديُّ الهوَى، عَلمانيٌّ متصالحٌ
مع هويتي الأمازيغية-العربية-الإسلامية، الغاية النبيلة عندي لا تبرر الوسيلة الأقل
نُبلاً، روحانيٌّ ولا أرى خلاصًا
للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ
فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوَى الفردِيِّ، ولْتكُنْ أيها الإنسانُ ما
شِئتَ (La spiritualité
à l`échelle individuelle).
قال: وهو كذلك.
قلتُ له: هي ليست
ألقابَ كِبْرٍ (التجبر)
ولا كُبْرٍ (الشرف) ولا من الكبائر (ذنوب لا تغتفر حسب اعتقاد الإنسان غير المؤمن ضيّقُ الأفق لكن القرآن واسعُ الأفق يقول: "إن الله يغفر الذنوب جميعا"). هي بطاقة تعريف فكرية أقدّمها إراديًّا للذي لا يعرفني حتى لا يخطئ في
تصنيفي في الخانة غير المناسبة. هي صفاتٌ لم تجلب لي جاهًا ولا مالاً بل على عكس
ما تعتقد أيها الحاقد فهي صفاتٌ لم تجلب لي إلا المشاكلَ، حفظك الله مما عانيتُ.
-
مواطن العالم، أمميٌّ: صفتان متقاربتان جعلتا البعضَ
يشكك في ولائي لهذا الوطن والبرادوكس أنني أعذر هؤلاء المشككين وذلك لارتباط
التسمية الأولى تاريخيًّا باليهود، استنبطوها للتهرب من واجباتهم نحو وطنهم روسيا،
والثانية بالشيوعية.
- عِلميٌّ: صفةٌ لم تعد مصدرًا للفخر خاصة بعد توظيف العلم في صنع القنبلة النووية وبعد ما تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن "العلم (la Science) لم يُدمّر الروحَ فقط، بل دمّر الجو والأرض والبحر والكائنات الحية (في 30 عاما، انقرض 80% من الحشرات و60% من الفقريات)."
(Le Monde diplomatique, novembre 2020).
-
يساريٌّ غير ماركسيٍّ، اشتراكيٌّ-ديمقراطيٌّ على النمط الأسكندنافي: أما هذه فـ"قالتلهم أسكتوا"، إمضائي بهذه
الصفة وحدها فَتَحَ عليَّ بابَ جهنمَ، جهنمَ قدامَى رفاقي الستالينيين، وبسببها وحدها
قاطعوني، كفّروني وبالردة عن الماركسية حاكموني وحكموا علي غيابيًّا بالإعدام،
إعدام مجازي ولو كانوا في السلطة لَفعّلوه ونفّذوه.
-
مفكِّرٌ حرٌّ مستقلٌّ غيرُ منتمٍ لأي حزبٍ أو جمعيةٍ:
استقلالية مرفوضة في مجتمع تربّى على التصنيف الإيديولوجي والقومي والعرقي.
-
غانديُّ الهوَى: صفةٌ جعلت البعضَ يتهمني بالجبن لأنني أفضّل المقاومة السلمية
على المقاومة المسلّحة. قال فيها غاندي ما يلي:
- L’ennemi
ne trouvera pas chez moi une résistance physique contre laquelle il peut
s’appuyer mais une résistance de l’âme qui l’aveuglera.
- Je crois en
vérité que s'il fallait absolument faire un choix entre la violence et la lâcheté,
je conseillerais la violence. (...) Mais je crois que la non-violence est
infiniment supérieure à la violence.
-
عَلمانيٌّ متصالحٌ مع هويتي الأمازيغية-العربية-الإسلامية: صفةٌ استغلها بعض قدامى أصدقائي
اليساريين لِـوَصْمِي بالنفاقِ لصالح النهضاويين، والأغرب أن بعض هؤلاء الأخيرين
عابوا عليّ إضافة أمازيغية للهوية العربية-الإسلامية.
-
روحانيٌّ: صفةٌ يَعتبِرُها أكثر اليساريين مرادفةً
للدروشةِ والرجعيةِ والشعوذةِ.
خاتمة: يا حاقدي، هذا هو قدري ولا مفرَّ من القدرِ، فعلامَ
تغبطني؟
إمضائي:
"المثقّفُ هو
هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر"
(جبران)
"وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة"
(جبران)
"ما فائدةُ الأقنعةِ على الوجوهِ
والعوراتُ عاريةٌ ؟". توفيق بكار
النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ، أنا لا أقصدُ فرضَ
رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل
مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 11 نوفمبر 2020.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire