lundi 2 novembre 2020

هل من الضروري أن نوظف الحداثة الغربية لإعادة تأصيل الثقافة الإسلامية؟ مواطن العالَم

 

 

تأصيل تصور الناس للمبدأ الرباني (Leurs représentations ou conceptions).

 

مقدمة: على حد علمي، المخ البشري لم يتطوّر بيولوجيًّا منذ ظهور الإنسان العاقل على وجه البسيطة (L`homo sapiens)، أي منذ حوالي 300 ألف سنة أو أكثر. اليوم، لو استنسخنا بشرًا عاش في العصر الفرعوني (cinq mille ans av. J. C) وأدخلناه مدارس لاستوعب كل علوم القرن 21 وتأقلم مع مجتمعنا وكأنه وُلد في عصرنا، كذلك سنصل إلى نفس النتيجة لو فعلنا نفس الشيء مع شخص عربي من عصر ما قبل الإسلام.

الاستنتاج: المخ هو المخ ولا مكان فيه للإعجاز، لذلك نحن اليوم لا زلنا نردد حِكَمَ فلاسفة الإغريق (سقراط، أفلاطون، أرسطو وغيرهم) ونتبع سِيَرَ الأنبياء ونؤمن بما قالوه (زرادشت، بوذا، موسى وعيسى عليهما السلام، محمد صلى الله عليه وسلم،  بهاء الله).

 

لب الموضوع: أسس الأوروبيون حداثتهم بالاعتماد على مفهومَي العقلانية والديمقراطية الإغريقيتين (cinq cents ans av. J. C)، وديمقراطية فرنسا اليوم غير مطابقة تماماً لديمقراطية أثينا قديماً. ما يهمني في الدرجة الأولى كمسلم يعيش في مجتمع مسلم هو ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- في القرآن: القرآن نفسه نقل لنا صوت المجادلين للذات الإلهية العليّة (الشيطان) وصوت المعارضين للرسول الكريم (كفّار قريش) وأمرنا بترتيله بكرةً وأصيلا وألزمنا بترديده في صلواتنا خمس مرات في اليوم.

مبدأ، جاء في القرآن، مبدأ لم يتبناه أي حزب حداثي في العالم ولم تطبقه الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية نفسها.

كيف أتصور تحيين هذا المبدأ اليوم وأقلَمته مع عقلية القرن 21؟

الجريدة الرسمية لحزبٍ معيّن تخصص صفحة لآراء النُقاد المعارضين لسياسة هذا الحزب، مثلاً: جريدة "صوت الشعب"، الجريدة الرسمية لحزب العمال تخصص صفحة واحدة لآراء النقّاد، سِوى من اليسار غير الماركسي من أمثالي أو من حزب "النهضة" نفسه الخصم الفكري والسياسي لليسار عموماً.

 

ملاحظة: أكره ما أكره، مَن يقول لي: "أفكارك طوباوية"! وإن قالها لي أحدٌ، فردّي عليه حاضرٌ جاهزٌ: أنا شخصيًّا شاركتُ، بالحضور وفي التأثيث كمحاضِر دون أجرٍ، في عدة ندوات فكرية نظمها "نادي مقابسات" في دار الثقافة ابن خلدون (نادٍ لا يحبّذ مؤسسوه أن أقول عنه أنه تابعٌ  لحزب "النهضة"، وقد يكون عندهم حق). هذا النادي كان يستضيف محاضرين ماركسيين من أمثال الفيلسوف سليم دولة والأستاذة أم الزين بن شيخة، أستاذة الفلسفة بالجامعة التونسية، ماركسيون يحاضرون بكل حرية أمام جمهور جله ينتمي  لحزب "النهضة".

 

خاتمة: شهادة طازجة صادقة على العصر، أقدّمها ولا أخشى في الحق لومة لائم، ولا أنتظر من أحدٍ جزاءً أو شكورا، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي. حلّلْ وناقشْ!

 

إمضائي

"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 3 ماي 2018.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire