samedi 7 novembre 2020

أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ! جزء 4. مواطن العالَم


1.      يقولون: " كل مواطن إسرائيلي هو مشروع صهيوني منذ ولادته ". .

2.     أقول: ما أدراكم بمستقبل البشر والله الوحيد علاّم الغيوب وكاشف ما في الصدور. قد يصبح هذا الطفل، ابن الصهيوني، ناشطا سياسيا معاديا للصهيونية والامبريالية الأمريكية مثل "نعوم شومسكي" الأمريكي الجنسية من أصل يهودي".

3.      يقولون: "أبناء الصهاينة المستوطنين يتحملون ما فعله آباؤهم"..

4.      أقول: المتهم برئ حتى تثبت إدانته. وقال الله تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخرى".

أما المستوطنون البالغون فليسوا مدنيين وليسوا أبرياء بل هم مغتصبون مسلحون، لذلك وجبت مقاومتهم بكل الأشكال حتى المسلحة منها وفي هذه الحالة، مسلح فلسطيني يقاوم ويواجه مسلحا مغتصِبا. أنا لا أدين هذا النوع من العنف ولا أنكر على الضحية الذودَ عن كرامتها حتى بالسلاح، لكنني أصرّ على تبني مبدأ اللاعنف و أحتفظ بحريتي الشخصية وقناعاتي في عدم ممارسة العنف في كل الحالات دون استثناء مثل ما فعل غاندي الذي تعرّض هو نفسه للعنف ولم يردّ بمثله وتعرّض أتباعه للرصاص ولم يردّوا لكن لم يجبنوا ولم يستسلموا ولم يُمضوا اتفاقيات ذل ومهانة و تفريط في الحقوق الشرعية مثل اتفاقية أوسلو التي أمضاها عرفات أو اتفاقية كامب ديفيد التي أمضاها السادات، بل قاوموا بطرق أخرى مجدية أكثر من السلاح وأخرجوا بريطانيا العظمى بجيوشها وأساطيلها.

 

5.      يقولون ويقولون... والجولان محتل ومزارع شبعا اللبنانية محتلة ونصف الضفة الغربية مستوطنة وغزة محاصرة "فتحاويا"  وعربيا وإسرائيليا ودوليا ومنفصلة بإرادة "حماس" عن شقيقتها الضفة الغربية وسيناء منزوعة السلاح ومستباحة للصهاينة يتمرّغون على شطآنها. يقولون ويقولون... ولنا عند إسرائيل 12 ألف أسير ونحن أمة تتكوّن من مليار وربع نسمة وجيوشها تضم ملايين الجنود وباكستان تملك القنبلة النووية الإسلامية الخضراء وإيران تصنع الصواريخ والغواصات. أمة بهذه العظمة لم تقدر إلا على أسر جندي إسرائيلي واحد لا شريك له! وتتكلمون عن المقاومة المسلحة.

أقول: مَن أنا على الخريطة السياسية أو الفكرية حتى أقول؟ أنتم الحكام العرب والمسلمون وغيركم من المستبدين قبل الثورة وبعدها وفقهاء السلطة وأنتم أشباه المثقفين أبواق الأنظمة العربية والإسلامية والرجعية ونُسخ المفكرين حاملي النظارات الإيديولوجية غير الشفافة وأنتم أيتها البروليتاريا الغيبية القامعة لنفسها بنفسها، غيبية لأنها تؤمن أن الغِنَي مائة في المائة من الله والفقر مائة في المائة من الله دون بذل مجهود بشري يُذكر! قلت كلامي هذا رغم عظمتكم وجبروتكم يا حكام العرب وسندي الوحيد في قولي هذا هو الصدق في القول والإخلاص في العمل وأجري على الله.

أتمنى من كل قلبي أن يكون كلامي كله تخريفا في تخريف وخطأ يتلوه خطأ وكلامكم كله صواب لا يأتيه الباطل لا من خلفه ولا من أمامه حتى أتمتع في ما تبقى لي من عمر قصير باستقلال فلسطين وتحرير سيناء والجولان ولواء الإسكندرون ومزارع شبعا وسبتة ومليلة المغربيتين  المفقودتين المنسيتين وطُنبْ الصغرى وطُنبْ الكبرى الإماراتيتين و إطلاق سراح الـ12 ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية وتحرير مثلهم من المصريين سجناء السعودية ومثلهم من المصريين سجناء الداخل  ومثلهم من المعارضين السياسيين سجناء المعتقلات العربية وتعويض منكوبي الإعتداءات الإسرائيلية والامبريالية الأمريكية والأوروبية وعودة اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين إلى ديارهم وتعويضهم على الضرر المادي والمعنوي الذي حصل لهم على مدى خمسين عاما وإطلاق سراح سجناء "غوانتنامو" و"أبو غريب".

بعد استرجاع كل هذه الحقوق العربية والإسلامية غير منقوصة، أكون مسرورا أيضا -كمواطن العالم- للإفراج عن كل رهينة غربية أو آسيوية أو عربية اختُطِفت ظلما في العالم أجمع.

 

6.      يقولون: " القنبلة النووية سلاح رادع للعدو".

أقول: هل رَدَعت القنبلة النووية الباكستانية العدو الأمريكي عندما احتل أفغانستان وأطاح بنظام "طالبان" وهذا الأخير هو صنيع نظام باكستان وربيبه أم انبطحت الباكستان لأمريكا حماية لقنبلتها النووية من بطش الأمريكان؟ هل تستطيع إسرائيل تفعيل قنبلتها النووية في أراضي تقع على حدودها دون أن تحترق بالنار التي تريد حرقنا بها؟ استعملت أمريكا قنبلتها النووية بعيدا في اليابان الذي  يفصله عنها المحيط الهادي.

أنا أحمل بطاقة تعريف مواطن العالم ولن تتحقق هويتي ووطنيتي إلا بمدى سماحي بتحقّق هوية الآخرين ووطنيتهم فتنصهر الأولى في الثانية وتذوب الثانية في الأولى لتنبثق منهما أمميّتي وعالميّتي والحمد لله أن تخليت فكريا عن العصبية الدينية الجاهلية والقومية العنصرية الضيقة وعن  كل الإيديولوجيات وعقدة التفوق الحضاري أو الديني أو العرقي أو الجَنْدَرِي.

ملاحظة هامة: بعد نشر مقالي السابق، علّق عليه قارئ بقوله: "المتفرج فارس"، فرددت عليه قائلا: "هَبْ أنني متفرج وقد قلتها على نفسي في آخر المقال السابق (قلتُ: آمنت باللاعنف شريعة، ربما لأنني لم أفقد في الحروب لا أخ ولا صديق ولا قريب ولا أصل ولا فرع) وأنت أيضا متفرج لكن غاندي ومانديلا ليسا متفرجين مثلي ومثلك بل فاعلان وناجعان أكثر ألف مرة من المقاومين الاستشهاديين. ألمانيا واليابان لم يقاوما أمريكا بالسلاح رغم أنهما يصنّعانه بكفاءة عالية ولا يستوردانه من عدوهم مثل ما يفعل العرب بل قاوموا بالعلم والعمل وحققوا سيادة وتقدم لا يحلمون بهما دعاة المقاومة المسلحة والعمليات الاستشهادية الجبانة ضد الأطفال والمدنيين الأبرياء بغض النظر عن دياناتهم وجنسياتهم".  مع الإشارة النقدية التصحيحية للمقولة المُقولَبة الجاهزة " المتفرج فارس"، مقولة تحمل شحنة كبيرة من التحقير والازدراء (Sens péjoratif) لكنها غالبا ما تكون خاطئة في وصف الواقع، فخذ مثلا: عالِم إبستمولوجي بيولوجي يتفرج على عالِم بيولوجي ولا يشارك في إجراء التجارب لكنه ينقد بكل حرية المعرفة البيولوجية من الخارج فيستفيد العالم البيولوجي من نقده الهدّام-البنّاء ويطوّر عِلمه ومعرفته ( En dehors du paradigme-prison où se trouve le Biologiste praticien-théoricien).

 

إمضائي:

"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

 

تاريخ أول نشر على الفيسبوك: ?

 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire