نص هاشم صالح:
صفحة 132: يرى عبد الوهاب المؤدب أن القرآن يستخدم أيضا مصطلح
الشفاء الذي ركز عليه ابن سينا. لقد استخدمه في موضعين أو سورتين: أولا في سورة
النحل حيث تقول الآية التاسعة والستون: "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه
فيه شفاء للناس". وثانيا في سورة الاسراء
حيث تقول الآية الثانية والثمانون: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة
للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا".
ومن المعلوم ان ابن رشد لجأ
الى إقامة مقارنة بين الاستخدام السيئ للفلسفة الاغريقية والاستخدام السيئ أو
المسرف للعسل الذي يؤدي الى مرض الإسهال ولكن هذا
الاستخدام السيئ لا يلغي قيمة العسل بصفته دواء وشفاء كما أن الاستخدام
الخاطئ للفلسفة الاغريقية لا يلغي قيمتها بصفتها شيئا ايجابيا مفيدا في جوهرها
ومحتواها.
ويريد عبد الوهاب المؤدب تقليد ابن رشد وإقامة مقارنة -مثله-
بين القرآن بصفته شفاء ورحمة للناس
والاستخدام السيئ الذي يقوم به المتطرفون له. فكونه رحمة للناس لا يلغي
حقيقة أن هؤلاء المتزمتين يستخدمونه من أجل تفاقم المرض والقسوة والعنف. كيف؟ عن
طريق الاعتماد على بعض آياته من أجل إلغاء الرحمة ومن أجل تبرير القتل والذبح
والمجازر والتفجيرات التي تصيب الناس بشكل
عشوائي كيفما اتفق. إنهم يبرّرون الجريمة عن طريق استخدام بعض القرآن وإهمال بعضه
الآخر لكي يخلعوا المشروعية الإلهية على العمليات الانتحارية التي يقترفونها !
المصدر: الإسلام و الانغلاق
اللاهوتي، هاشم صالح، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى 2010، 376 صفحة.
إمضائي:
"إذا فهمتَ
كل شيء، فهذا يعني أنهم
لم يشرحوا لك جيّدًا !" أمين معلوف
تاريخ أول إعادة نشر على النت: حمام الشط، الأحد
18 ماي 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire