نص محسن البيولي ص. 145:
تروي كتب الحديث أن السيدة عائشة مثلا قد ردّت بعض أحاديث الصحابة.
فمثلا، ردّت عائشة حديث عمر أن الميّت يعذَّب ببكاء أهله عليه فقالت: "إنكم
لتحدّثون غير كاذبين، ولكن السمع يخطئ وقالت والله ما حدّث الرسول أن الله ليعذّب
المؤمن ببكاء أهله عليه ! وقالت:
"حسبكم القرءان [أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى]"،
[مسلم: 1543-928]. وردّت قول ابن عمر الذي روى أن النبي قام على القليب وفيه قتلَى
بدر من المشركين وقال: إنهم ليسمعون ما أقول. وقالت: "إنما قال إنهم الآن
يعلمون أن ما كنت أقول لهم حق، ثم قرأت [إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا
وَلَّوْا مُدْبِرِينَ]"، [البخاري:3757]. وردّت خبر ابن عمر وأبي هريرة عن النبي أن الشؤم
في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار، [البخاري:5438]. وقالت: "لم يحفظ أبو
هريرة لأنه دخل ورسول الله يقول: قتل الله اليهود يقولون: إن الشؤم في الفرس
والمرأة والدار فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله"، [الألباني، السلسلة الصحيحة،
ج2، ص 690].
وأنكرت
السيدة عائشة وأم سلمة رواية أبي هريرة: "من أصبح
جنبا فلا صوم له" وقالتا كان النبي يدركه الفجر وهو جنب من غير احتلام فيغتسل ويصوم.
وردّت
حديث رؤية النبي ربه ليلة الإسراء في [البخاري:4206] و [أحمد:2575]، فعن مسروق
الذي قال لعائشة: يا أمتاه هل رأى محمد ربه؟، فقالت: لقد وقف شعري مما قلتَ، أين
أنتَ من ثلاث من حدثكهن فقد كذب، من حدثك أن محمد رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: [لَّا تُدْرِكُهُ ٱلْأَبْصَٰرُ
وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلْأَبْصَٰرَ ۖ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ]، و [وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن
يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ
رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ]. ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد
كذب، ثم قرأت: [وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا]، ومن حدثك أنه كتم شيئا فقد
كذب، ثم قرأت: [يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن
رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ
يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ]، [البخاري:4574].
المصدر: كتاب "نظرية الإسلام الجزء الأول نقد الموروث الديني، محسن البيولي،
الطبعة الأولى، تونس 2019، 282 صفحة، 22 دت. ص. 145.
إمضائي:
"المثقّفُ هو
هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 15 نوفمبر 2020.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire