samedi 14 novembre 2020

لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم ؟ نقل مواطن العالَم

 

 

نص هاشم صالح

صفحة 79

جاء اكتشاف المطبعة من قِبل الألماني غوتنبرغ عام 1400 لكي يقدم مساعدة إلى النهضويين (الأوروبيين) والإنسيين. فلأول مرة أصبحت الكتب تطبع آليا بمئات أو آلاف النسخ بعد أن كانت تنسخ باليد، وبأعداد محدودة جدا. وقدمت المطبعة إلى النهضويين (الأوروبيين) وسيلة لا تضاهى من أجل نشر أفكارهم، وكذلك الأمر بالنسبة للإصلاح الديني إلى درجة أن بعضهم قال: "لولا غوتنبرغ لَمَا كان لوثر" ! ففي السابق كان الكتاب المنسوخ باليد يمضي فترة طويلة قبل أن ينتقل من بلد إلى بلد، أو حتى من مدينة إلى مدينة، هذا ناهيك عن الفترة الطويلة التي تأخذها عملية النسخ. وأما الآن فقد أصبح ينتشر بسرعة البرق في شتى أنحاء أوروبا. وقد أحصى المؤرخون عدد المطابع عام 1500 وقالوا بأن 232 مدينة أوروبية كانت تمتلك مطبعة واحدة أو عدة مطابع,

 

هامشة 1 في نفس الصفحة

إذا قارنا ذلك مع الوضع عندنا عرفنا الفرق الشاسع بيننا وبينهم. فالعالم العربي لم يشهد دخول المطبعة إلا عام 1822، وكانت مطبعة بولاق الشهيرة في مصر، التي كانت تطبع جميع أنواع الكتب، وليس فقط الكتب الدينية كالمطابع السابقة عليها. وإذن فقد سبقونا بمدة زمنية تتجاوز الثلاثمائة سنة، وهي حجم الهوة التي تفصل بين نهضتنا -التي أُجهضت!- ونهضتهم، التي لم تُجهض وظلت متصاعدة حتى اليوم. ثم يسألونك: لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟

 

كتاب "مدخل إلى التنوير الأوروبي"، تأليف: هاشم صالح، دار الطليعة للطباعة والنشر ورابطة العقلانيين العرب، الطبعة الأولى 2005، الطبعت الثانية 2007، بيروت - لبنان، 264 صفحة.

 

إمضائي المختصر

"لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه" (عبد الله العروي) من أجل تغيير تصورات أفراده غير العلمية إلى تصورات علمية وعلى كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.

 

تاريخ أول نشر على النات: حمام الشط في 6  مارس 2012.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire