نص مدير الكتاب، محمد علي أمير المعزّي،
أستاذ الجامعات، ص. 32-33:
حذّرونا من
حساسية مبادرتنا: يخشون من نشر كتاب يستهدف جمهورًا واسعًا ويتناول النص القرآني
من وجهة نظر حصريًّا فيلولوجية وتاريخية، كتاب قد يصدم شعور المسلمين عمومًا. لم نُرِدْ
أن نولِي أهمية لهذه الخِشية وذلك للأسباب التالية: أولا، تاريخ الإسلام والحضارة الإسلامية يحوي بالطبع، ككل دين وحضارة،
مناطق مظلمة من العنف والتعصّب، لكنه يحوي أيضًا العديد من الفترات الرائعة التي
عمّ خلالها الانفتاح والتسامح والعقلانية والتعددية الثقافية والروحانية، فترات
زمنية جعلت من الثقافة الإسلامية، طيلة عدة قرون، واحدة من أكبر الثقافات الغنية
والمُغْنِية في العالم (...) خِشية أصدقائنا
ربما تُبَرَّرُ بآفة النسيان، لقد نسوا أو تناسوا أن الحضارة الإسلامية نفسها مرّت
بحوار الأفكار وبتاريخ ديني مليء بالخلافات الدقيقة في وجهات النظر، والأكيد أن هذه
الخِشية ناتجة عن الانتشار الأخير لظاهرة الأصولية الإسلامية العنيفة. لو
سلمنا أنفسنا لهذه الخِشية فهذا يعني أننا قبلنا
واستسلمنا للواقع المحبط الذي فرضته علينا بالعنف قلة من الإسلاميين المتطرفين،
وأهملنا قرونًا كاملةً كانت حُبلَى بالنقاش الفكري ومئات المؤلفات التي صدرت عن
رؤى مختلفة لواقع إسلامي حضاري متنوع ومعقّد (...) أخيرًا، لماذا نرفض الرأي
القائل بأن المسلمين هم أناس قادرون على مراجعة تاريخهم وغربلة تراثهم بما فيه التأويلات
المختلفة لكتابهم المقدس بكل ثقة وصفاء ؟ لماذا نرفض أيضًا الرأي القائل بأنهم قادرون
على هضم واستيعاب ما جدّ ويجدّ في المجال الفكري من حداثة وما بعد الحداثة وخاصة
التفكير النقدي والمقاربة الحيادية والموضوعية للظواهر الاجتماعية والأحداث
التاريخية، حتى التي تتعلق بمسائل لها علاقة بعقيدتهم ؟
Source : Le Coran des
historiens ? Sous la direction de Mohammad Ali Amir-Moezzi & Guillaume
Dye, Les Éditions du Cerf, 2019, Paris. Prix : 69 euros (environ 240 dinars).
Formé de trois volumes (total=3400 pages). Volume 1 : Études sur le contexte et la genèse du
Coran. En 1014 pages.
إمضائي:
"إذا فهمتَ
كل شيء، فهذا يعني أنهم
لم يشرحوا لك جيّدًا !" أمين معلوف
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 27 نوفمبر 2020.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire