lundi 28 avril 2014

هل تغيّر النظام في مصر بعد ثورة 25 جانفي 2011 و بعد انتفاضة 30 جوان 2013؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

هل تغيّر النظام في مصر بعد ثورة 25 جانفي 2011 و بعد انتفاضة 30 جوان 2013؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

الخبر مقدس:
اللواء مراد موافي، محافظ (والِ) أسبق في سيناء و مدير المخابرات العامة السابق في مصر قبل الثورة في أواخر عهد مبارك، و بعد الثورة في عهد المجلس العسكري، و بعد الانتخابات الرئاسية الديمقراطية في عهد مرسي. (قناة المحور المصرية، يوم الاثنين 28 أفريل 2014).

و التعليق حر:
هل يُعقل أن تحافظ الثورة على نفس مدير المخابرات العامة الذي يمثل العين الساهرة على نظام مبارك و العين الثاقبة لعيون معارضيه؟

و هل يُعقل أيضا أن يحافظ الإخوان  على نفس مدير المخابرات العامة الذي عمل تحت المجلس العسكري غير المنتخب الذي أطاحت به الانتخابات الرئاسية الديمقراطية؟

يبدو لي أنه إذا لم يتغير مدير المخابرات العامة تحت ثلاثة أنظمة مختلفة، فمعنى هذا أن الأنظمة الثلاثة المختلفة ظاهريا ليست مختلفة فعليا، و الحاكم في الثلاثة واحد أحد و هو الجيش "الوطني" المصري!

أنا أعرف أن الديمقراطيين أو الجمهوريين في أمريكا يغيّرون مدير المخابرات السابق حال استلامهم للسلطة بعد الانتخابات الرئاسية.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 29 أفريل 2014.

بصدق لم أفهم بعدُ المقولة السياسية السائدة "أمننا من أمن الجزائر"! مواطن العالَم د. محمد كشكار

بصدق لم أفهم بعدُ المقولة السياسية السائدة "أمننا من أمن الجزائر"! مواطن العالَم د. محمد كشكار

سؤال غير إنكاري أوجهه - أنا المواطن الذي لا يفقه كثيرا في الجيوسياسة - إلى السياسيين التونسيين مرددي الكليشيهات المتكلسة و القوالب الجاهزة المبسّطة التي تجر عادة إلى الخطأ، مثل مقولة "أمننا من أمن الجزائر":

على حد علمي و معايشتي، مرت الجزائر الشقيقة بحرب أهلية سخيفة و دون قضية وطنية على مدى عقد من الزمن تقريبا من سنة 1990  إلى سنة 2000 ، قضى خلالها 200 ألف مواطن جزائري نحبهم. و في هذه الفترة بالذات، كانت الجارة تونس نسبيا في مأمن من إرهاب الجيش الجزائري و إرهاب الإسلام السياسي الجزائري، رغم أنها دولة صغيرة، تقريبا منزوعة السلاح، و ترزح تحت نير نظام ديكتاتوري مافيوزي، باستثناء بعض الأحداث القليلة المؤلمة التي قد يكون ارتكبها  في نفس الفترة و في تونس الإسلام السياسي التونسي ضد رموز النظام و زبانيته الانتهازيين (الإسلام السياسي التونسي هو تيار سياسي محظور و مُنكّل به من قبل نظام بن علي) مثل حوادث سليمان و باب سويقة و ماء الفرق و نزل سوسة.

فكيف إذن نربط أمن تونس بأمن الجزائر؟  و لنا في التاريخ عِبرٌ!

لكنني أتردد في نفي المقولة جملة و تفصيلا و أراجع نفسي و أقول أن المسألة معقدة و تستحق تحليلا أعمق و أشمل من قبل أهل الاختصاص، أكرمُ لحيتي بيدي و عاش مَن عرف قدره و أقولها لنفسي قبل أن يقولها لي الآخرون: "كفاني تطفلا و تدخلا في اختصاصات أجهلها أو على الأقل لا ألمّ بكل جوانبها إلماما علميا وافيا!!!"، و لكن ماذا يفعل الناقد إذا لم ينقد؟.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 28 أفريل 2014.

dimanche 27 avril 2014

هل "حمة الهمامي" إصلاحي أو ثوري؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

هل "حمة الهمامي" إصلاحي أو ثوري؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

تعريف "حمة الهمامي":
مناضل سياسي صادق و شرس عنيد في الحق، منحاز للفقراء من العمال و الطلبة و الفلاحين و العاطلين و المهمشين من المثقفين و غير المثقفين، معارض في عهد بورقيبة و بن علي، سُجن و عُذب و شُرّد و أُقصيَ في العهدين البائدين، يحضا بتقدير و احترام جل التونسيين خصوما و موالين، و أنا أحترمه و أجله كثيرا رغم اختلافي الإيديولوجي و السياسي معه، و هو حاليا الأمين العام لحزب العمال التونسي و الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية.

الخبر مقدس:
في لقاء "حمة الهمامي" مع قناة نسمة، سأله المذيع: هل ما زلت تتمسك بالشيوعية و الماركسية اللينينية؟ لم ينف "حمة الهمامي" تمسكه بالشيوعية و لم يؤكده في نفس الوقت، و برر موقفه المتذبذب بتخلي "حزب العمال" عن تسميته القديمة و هي "حزب العمال الشيوعي"، و علل تأرجحه بما تحمله كلمة شيوعية من تمثلات و تصورات غير علمية في المخيال الشعبي التونسي.

و في المقابل أعلن "حمة الهمامي" عن تمسكه بمرجعيته الماركسية اللينينية، مرجعية تحيل اليساريين غير الستالينيين مباشرة إلى أداء أسوأ نظامين شيوعيين في العالم، الستالينية و الماوية.

و التعليق حر:
حسب رأيي المتواضع (لا أفقه كثيرا في العلوم السياسية)، تمنيت لو - و ما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا - تمسك "حمة الهمامي" بالنظرية الماركسية الشيوعية و تخلى عن التجربة الماركسية اللينينية، لأن الوسيلة (الماركسية اللينينية) تقريبا كلها شر، أما النظرية الماركسية فهي حبلى بــ"الغايات" النبيلة رغم أنها حمّالة أوجه، و فيها الغث و السمين، و تحتوي على أفكار تقدمية مثل العدالة الاجتماعية و النقد العلمي للرأسمالية و كشف آلياتها و أساليبها لتدجين و استلاب و استغلال العامل، و للأسف الإبستمولوجي (نقد المعرفة) تحتوي أيضا على "وسائل" لا ديمقراطية أسست لديكتاتورية الحزب الواحد و قمع الحريات الفردية و المركزية الديمقراطية الماركسية اللينينية التي نقدتها روزا لوكسمبورغ في عهد لينين، و نحن نعرف جميعا أن "الغاية لا تبرر الوسيلة"!

فكرة أخيرة سأنشرها رغم أن أحد المتعاطفين مع حزب العمال نعتها بالفكرة الفاشية عندما قلتها أخيرا في الطاولة الثقافية بمقهى الويفي بحمام الشط الغربية:
صرّح "حمة الهمامي" مرة أنه إصلاحي و ليس ثوريا، فوددت أن يذهب حمة بإصلاحيته إلى مداها و ينقد اللينينية  و الستالينية و الماوية (التجارب الثورية الاشتراكية الثلاث الكبرى الفاشلة في التاريخ الحديث)، و يتخلى تماما عن مرجعيته الثورية الماركسية اللينينية، و يتبنى بصدق الاشتراكية الديمقراطية الإصلاحية على النمط الأسكندنافي، و لو فعلها لصفقت له و لكنت من اليساريين غير الماركسيين المتعاطفين معه قلبا و قالبا.


"أنت يا "حمة الهمامي"، لست مُجبرا كفرد على التماهي مع المجتمع التونسي ذو الأغلبية المسلمة. لكن إذا ما قرّرت، كرئيس حزب و ناطق رسمي باسم الجبهة الشعبية، أن تفعل في هذا المجتمع، في أي ظرف كان، فعليك إذن أن تتكلم بلسانه (المجتمع)، أن تنطق بمنطقه، أن تخضع لقانونه" (بتصرف عن الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي).

إمضاء م. ع. د. م. ك.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 27 أفريل 2014.

samedi 26 avril 2014

منذ ثمانية قرون و المسلمون يؤبدون و يرسخون بكل حزم عادات الجاهلية التي جاء الإسلام ليقوضها بكل لطف و تدرج! مواطن العالَم د. محمد كشكار

منذ ثمانية قرون و المسلمون يؤبدون و يرسخون بكل حزم عادات الجاهلية التي جاء الإسلام ليقوضها بكل لطف و تدرج! مواطن العالَم د. محمد كشكار

مقدمة:
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.
         وجهة نظر شخصية و محدودة بحكم كونها صادرة عن مسلم غير مختص في علم اجتماع الدين الإسلامي، لكن يبدو لي أن مجموعة الملاحظات التي سأسوقها في هذا المقال هي ملاحظات بديهية واضحة للعيان و قد عايشتها ستون عاما من عمري في مجتمعي التونسي المسلم.
         ستقتصر استنتاجاتي المختصرة - كي أتجنب الوقوع في الخطأ قدر ما استطعت - على محاولة الإجابة على الإشكالية التالية: هل المسلمون الذين عاشوا زمن الانحطاط، منذ القرن الثالث عشر ميلادي أو السابع هجري،  أي منذ حرق كتب ابن رشد في الأندلس إلى اليوم، هل هم يؤبدون أو يحاربون عادات الجاهلية التي جاء الإسلام ليقوضها  بكل لطف و تدرج منذ القرن السابع ميلادي أو الأول هجري؟

الجواب:
"مَن اجتهد و أصاب فله أجران و مَن اجتهد و لم يصب فله أجر واحد"، حديث. و أنا طوال عمري المهني قنوع بأجر واحد من البشر فكيف لا أكتفي بأجر واحد من خالق البشر؟

1.     الشهادتان:
"أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله"، الأولى صرخة حرية و تحرر من تبعية البشر للملوك، أما الثانية فهي تحرر البشر من تبعية الرسل بما أن محمدا هو خاتم الأنبياء و المرسلين. جاء بهما الإسلام - و هما مفتاحه الذي لا يُفتح بمفتاح سواه، مالا كان أو جاها أو نسبا -  ليحارب بهما عبادة البشر للبشر و يمنح الإنسان حريته نهائيا و يطلق يديه إلى درجة ائتمانه و استخلافه في الأرض. دعا الإسلام إلى حذف الوساطة بين العبد و خالقه، ونحن نرى اليوم المسلمين يعبدون ملوكهم و يبوسون أياديهم و يقيمون كنائس و ينصبون كهنة و ينشئون مللا و نحلا.

2.     الصلاة:  
خمسة مرات في اليوم، يتوجه المسلم إلى ربه خاضعا ذليلا مستسلما مستضعفا، صلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و نحن نرى اليوم الفساد و الرشوة لا يطيب لهما العيش إلا في بلاد المسلمين.

3.     الصوم:
شهر التقوى و الزهد و التعاون و التضامن و الإحساس بالفقير و نحن نعيشه اليوم شهر التبذير و التبجح و التكبر و الاحتكار في السلع و الغش في الميزان.

4.     الزكاة:
خذ من الغني و أعط للفقير، و نحن نرى اليوم العكس، أي الغني يأخذ عنوة من الفقير. تأخذ الدولة أكثر أموال الجباية و الضرائب من الفقراء لتمول بها صندوق الدعم الذي يملؤه الفقراء و يفرغه الأغنياء. و نرى أيضا دولنا الغنية تستثمر أموالها لدى الدول الغنية الداعمة لإسرائيل و للاستغلال الرأسمالي الفاحش. و الغريب أن كل ما يدعو له الإسلام من قيم التعاون و التآزر و التضامن، نراها مجسمة بين الدول و داخل الدول غير الإسلامية  كأوروبا و أمريكا و الصين و الهند، و غائبة بين الدول و داخل الدول العربية الإسلامية.

5.     الحج:
وكان من أعظم أهداف هذا الحج توحيد كلمة المسلمين على الحق و نحن نراهم اليوم يأتون إلى الحج بالملايين، يأتون جنسيات مختلفة، يسكنون في أحياء معزولة، يطوفون في جماعات منعزلة و يرجعون خاويي الوفاض إلا من وسخ الدنيا المتمثل في الشهوات المادية لهم و لعائلاتهم و لأقاربهم.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 26 أفريل 2014.

ما هي المعارف البيولوجية الضرورية لفهم عالم متحول؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

ما هي المعارف البيولوجية الضرورية لفهم عالم متحول؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 21 ماي 2010.

يعتبر هذا المقال ترجمة مختصرة مع إضافة متواضعة لمحاضرة ألقاها، صديق الملتقيات التعلمية، العالم الفرنسي في علوم التربية "أندري جيوردان" خلال مؤتمر الأيام الوطنية الثانية للجمعية التونسية لتعلّمية علوم الحياة و الأرض(أو فلسفة تعليم العلوم (La Didactique des Sciences) أو إبستمولوجيا التعليم كما كادت التعلمية أن تُسمّى و كما يحلو لي أنا تسميتها)، المنعقد  بالحمامات  من 28 إلى 31 مارس سنة 2007.
قَلَبَتْ البيولوجيا و تكنولوجيتها و ما زالتا تقلبان يوميا أوضاع واقعنا و مجتمعنا. هل نحن بصدد مراقبة  تأثيراتهما في المحيط و قيسهما ؟ ما مدى سيطرتنا عليهما؟
تبدو العلوم بما فيها البيولوجيا معقدة و مجردة و شكلية...جل التلامذة لا يفهمون منها شيئا !!! قال تلميذ و هو ينظر إلى صورة حيوان منوي: "هذه صورتي عندما كنت صغيرا". العلوم معقدة...أصبحت العلوم بما فيها البيولوجيا مملّة.
نلاحظ نقصا في التساؤل و الحيرة العلمية لدى التلاميذ خلال مدة الدراسة و هبوطا في عدد الطلبة المنتسبين للشعب العلمية.
من 1996 إلى 1999، نزل عدد الطلبة الفرنسيين المسجلين بكليات العلوم بنسبة 13 بالمائة و كانت شعبة الفيزياء المتضررة الكبرى (Nature vol. 401, 21/10/99).

في ألمانيا، تدنّى عدد طلبة السنة الأولى فيزياء إلى النصف بالمقارنة مع سنة 1991 و أصبح عدد المتخرجين لا يستجيب لاحتياجات الصناعة و البحث العلمي (Nature vol. 394 6/08/98).
في اليابان، رغم أن عدد الباحثين الشبان في الاختصاصات العلمية هبط من 11 في المائة سنة 1977 إلى 4 في المائة سنة 1995 فإنهم يواجهون اليوم صعوبات كبيرة في الانتداب (Nature vol. 391 1/01/98).

العلوم، هي شيء معقد...العلوم تزعج. تبدو ساعات درس العلوم منفّرة و متجهّمة و كريهة و غير سائغة...نفس الأخطاء تستمر من الروضة إلى الجامعة. لا نعرف موضعنا في هذا العالم. عالم العلوم هو عالم الاصطلاحات و الاعتباطي. الصرامة العلمية صرامة خانقة و غير إنسانية. لا تهتم العلوم إلا قليلا بالحياة اليومية و مسائل البيئة و المجتمع و علم الأخلاق (Éthique ).
لفظت المدرسة العديد من التلامذة الأذكياء بسبب العلوم. العلوم تخدم سياسة الانتقاء
لكن...ماذا نتعلّم؟ و لماذا؟
نتعلم علوم الحياة و الأرض  و العلوم المرجعية و تاريخ الطبيعة و علم النباتات و علم الحيوانات و علوم الحياة و علم كيمياء الأحياء و علم الوراثة و علم "ما بعد الوراثي المخي" (Épigenèse cérébrale ) الذي يقول أن الذكاء تصنعه مليون مليار وصلة عصبية بين الخلايا المخية في تفاعل مستمر بين الوراثي و المكتسب اليومي
يقول صاحب السيارة: "أخيرا نقص ثمن البنزين"، يعلّق المترجل: "و ارتفع ثمن علاج سرطان الرئتين".

نتعلم حتى نحافظ على البيئة من تبذير المياه و مبيدات الأعشاب و مبيدات الحشرات و المعادن الثقيلة و الملوثات العضوية الدائمة و الفضلات المنزلية و  الأجسام المعدلة وراثيا و النفايات النووية و الاحتباس الحراري و ثقب الأوزون و السيدا [ ليس لها علاج شاف و لا تلقيح حتى الآن ] و الأمينت أو الورق الحراري و الدم الملوث [منذ 10 سنوات تقريبا، أصاب دم ملوث بفيروس السيدا العديد من الكهول و خاصة الأطفال بالعدوى في منشئه بفرنسا و في بعض الدول التي استوردته كالعراق و تونس] و انفلونزا الطيور و الخنازير [ التي أصابت الملايين من المواطنين بالهلع الفارغ و أصابت بعض الدول بالعجز المالي من جرّاء شراء التلاقيح المضادة] و الأمراض الناتجة عن العدوى داخل المستشفيات و التلوث الجوي و البحري و البري و الصوتي

نتعلم البيولوجيا حتى نشارك في حل مشاكل البشر   بالطرق الطبية الحديثة التالية
العلاج الجيني (Thérapie génique):
العلاج الجيني هو إستراتيجية علاجية ترتكز على إدخال جينات في خلايا أنسجة الفرد لعلاج المرض. يهدف العلاج الجيني إلى استبدال أو تكملة لجينة أو مورثة متحولة معيبة بجينة سليمة وظيفية أو الإفراط في إنتاج بروتين قد يكون لنشاطه تأثير علاجي على الجسم



.
الاستنساخ العلاجي (Clonage thérapeutique ):
يمكن أن يؤدي  الاستنساخ البشري العلاجي إلى إنتاج أعضاء أو خلايا و يحتوي على التحدي الأساسي المتمثل في تعزيز زرع أعضاء لتحل محل أعضاء أو خلايا مدمرة أو متضررة  مع ضمان توافقها الجيني مع المريض. وبالتالي قد يكون للاستنساخ العلاجي فائدة مزدوجة لمعالجة الأزمة الناتجة عن النقص في الأعضاء الممنوحة و تجنيب المريض المستفيد مشقة أخذ العلاج مدى الحياة ضد الرفض من قبل الجسم للعضو المزروع

الإنجاب بمساعدة طبية (Procréation médicalement assistée):
تمثل التكنولوجيا الإنجابية مجموعة من الممارسات الطبية والبيولوجية حيث تسمح بشكل شبه مباشر  للأزواج العقم من إنجاب أطفال. على الرغم من الارتباك الشائع ، لا ينحصر الإنجاب بمساعدة طبية  في الإخصاب في الأنابيب أو التخصيب في المختبر ونقل الأجنة فقط و هي ليست سوى طريقة من بين طرق أخرى (تسمى هذه التقنية البيولوجية عادة بأطفال الأنابيب و هي تسمية قد تجر التلميذ إلى الخطأ فيذهب في ظنه أن الجنين يكبر و يتكون داخل أنبوب و الواقع أن تلقيح البويضة بواسطة الحيوان المنوي هو فقط الذي يتم داخل أنبوب في المختبر ثم ينقل "الجنين- المضغة" إلى رحم أمه حيث يكمل التسعة أشهر مثل أي جنين عادي

نحاول الآن إدماج تطلعات جديدة في التعليم مثل التربية البيئية و التنمية المستديمة أو المستدامة و التربية الصحية و الجنسية
نبحث في الميدان و نحتك بالمحترفين ليس فقط في المعارف المدرسية النظامية (  Savoirs disciplinaires) بل في المعارف الأفقية (Savoirs transversaux) و المواقف (Attitudes) و التمشيات (Démarches) و كيف أكون (Savoir-être) و ما هي مواقفي؟ أحاول اكتساب الحيرة العلمية و الثقة بالنفس و الحس النقدي و الرغبة في البحث و الفهم و التواصل و الانفتاح على المحيط و الخيال الإبداعي. ما هي مهاراتي؟ (Savoir-faire) و تمشياتي مثل المنهجية التجريبية (Méthode expérimentale) و المقاربة الشاملة (Approche systémique) و تملّك المعلومة (Maîtrise de l’information ) و توضيح "الوضعية-المشكل" (Clarification de la situation-problème)  و النمذجة و التطبيق الافتراضي (Modélisation et simulation)   و المحاججة (Argumentation)  
 و توظيف المعرفة في المكان و التوقيت المناسب (Mobilisation du savoir  ) و المشاهدة و الملاحظة (Observation) و طرح الفرضيات (Hypothèse) و التجريب (Expérience) و التفكير (Raisonnement ) و التأويل (Interprétation ) ثم نستنتج (Conclusion).

محطات منفصلة في البحث العلمي، لا تربطها إلا علاقات خطية متكلّسة، فاتها البحث العلمي و عوّضها بشبكة معقدة من العلاقات بين الفرضية و التجربة و الإشكالية و الاستنتاج. يراوح الباحث و يجسّر [ يبني جسورا ] بين الأربع محطات المذكورة أعلاه دون ترتيب و دون تمييز و دون تزمين.

علينا أخيرا ربط الاستهلاك بالمواطنة من خلال مقاربات محسوسة و ذات معنى لا أن نضيع جهدا و نلوث محيطات من أجل صنع دراجة بسيطة مثلا: تصنع قطع غيارها في 30 بلد مختلف، منها على سبيل الذكر لا الحصر، إيطاليا، البرتغال، بلجيكا، تايلندا، اليابان، ايرلندا، الصين، تايوان، ألخ... و تجمّع في سلوفاكيا. تنقل قطع غيارها من أقصى العالم إلى أدناه عبر الزوارق في الأنهار و فوق الشاحنات في السهول و الجبال و الطائرات و داخل البواخر في البحار و المحيطات.

خلاصة الموضوع:
نحاول إخضاع تدريس البيولوجيا و تكنولوجيتها إلى وقفة تأمل في الأهداف و الغايات و نضيف في البرنامج تدريس علم الأخلاق و الإبستومولوجيا و علم الاجتماع و تاريخ العلوم  و "إدراك عملية الإدراك" (La Métacognition)  حتى نفهم التعقّد أو التعقيد (La complexité) و الصُّدْفَوِي أو الصدفة (L’aléatoire)  و غير المحقق أو المشتبه فيه (L’incertain) في العلوم. لكن يبدو أن تغيير السلوك مهمة صعبة.

ملاحظة: العالم الفرنسي "أندري جيوردان" خَلَفَ العالم السويسري المشهور البيولوجي و الابستومولوجي "جان بياجي" و أسس مخبر تعلّمية و ابستومولوجيا العلوم بجنيف (Laboratoire de didactique et épistémologie des sciences (LDES) منذ وفاة الأخير في 1980.

إمضائي المختصر
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه من أجل بناء أفراده الذاتي لتصورات علمية مكان تصوراتهم غير العلمية و على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
"و إذا فهمت نفسك فكأنك فهمت الناس جميعا". هاشم صالح.
"الفلسفة هي القبض على الواقع من خلال الفكر". هيغل.
"الذهن غير المتقلّب غير حر".ّ
قال الرسول محمد، صلى الله عليه و سلم: "مَن قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدَهُما" (يعني: إن اتهمته ظلما فقد تتحمل أنت عقاب الكفر.
قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا، عليكم أنفسكم لا يضرّكم مَن ظلّ إذا اهتديتم إلى الله.
الشك طريق إلى مزيد من الشك (في العلم بالطبع و ليس في الدين، فالدين بطبيعته لا يتحمل الشك و هو يقين من أوله إلى آخره). مواطن العالم د. م. ك.






vendredi 25 avril 2014

Ça y est, ils se lâchent ! Gilbert Naccache, vendredi 25 avril 2014.

Ça y est, ils se lâchent ! Gilbert Naccache, vendredi 25 avril 2014.


Et voilà qu'ils entament la deuxième phase : la mise en accusation de la révolution, de ses martyrs, de ses blessés et de leurs familles.

Un policier aurait dit à un parent de martyr : « Dans six mois, vous serez tous arrêtés !» C'est normal, ils savent maintenant, ou croient savoir, cela dépend de nous, qu'ils jouissent de l'impunité, qu'ils peuvent inventer n'importe quelle accusation :

Ils représentent l’État, cet État vomi par le peuple, cet État de la corruption, de la répression, de la discrimination et du vol organisé, l'État de Ben Ali, dont, exécuteurs de ses basses œuvres, ils affirment cyniquement le retour.

ما هي أسباب عدم قدرة التلميذ التونسي على توظيف معلوماته؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

ما هي أسباب عدم قدرة التلميذ التونسي على توظيف معلوماته؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 12 ديسمبر 2010.

إشكالية تعترضني يوميا كأستاذ في القسم: ما هي أسباب عدم قدرة التلميذ التونسي على توظيف معلوماته؟
المكان : الجمهورية التونسية.
الزمان: الثلاثية الأولى من العام الدراسي 2010/2011.
المستوى التعليمي: السنة أولى ثانوي (ما يقابل أربع سنوات قبل الباكلوريا).
المادة: علوم الحياة و الأرض باللغة الفرنسية.
اللغة: رسميا الفرنسية و شبه رسميا العربية: كل جملة أكتبها أو أقولها، أترجمها بالعربية نظرا لمستوى التلاميذ المتدني في اللغة الفرنسية. بعض زملائي في العلوم (علوم الحياة و الأرض والرياضيات و الفيزياء و التقنية) - و أنا أومن أن لكلٌّ أستاذ طريقته الخاصة في إبلاغ المعلومة و لا تعلو طريقة على أخرى في البيداغوجيا -  ذهبوا إلى الحل الأسهل و الأجدى ظاهريا و آنيا، المتمثل في تدريس العلوم  باللهجة التونسية الدارجة المهذبة في القسم و في الدروس الخصوصية تفاديا لعائق اللغة الفرنسية غير المفهومة من جل التلاميذ التونسيين خريجي التعليم الأساسي المعرّب. قد يفهم التلاميذ أحسن بهذه الطريقة و قد يفرح الأستاذ بمشاركة تلاميذه و تجاوبهم لكن ينسى الاثنان أو يتناسيا أن الامتحان الرسمي، في فروض المراقبة و الفروض التأليفية، يُقرأ و يُكتب بالفرنسية فقط و أن كل الشعب العلمية في الجامعة تُدرّس بالفرنسية فقط.

بكل لطف و صدق و دون مزايدة أو مجاملة أو أبوّة أو تعال فكلنا في " عدم الكفاءة" تونسيون حسب نتائج تلامذتنا الأوائل في عيوننا و الأواخر في تقييمات منظمات عالمية مثل تقييم منظمة "تيمس"(الاتّجاهات في الدراسة العالمية للرّياضيات والعلوم) و منظمة "بيزا" (برنامج التقييم الدولي للطلبة) وهو عبارة عن مجموعة من الدراسات التي تشرف عليها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية كل ثلاثة أعوام بهدف قياس أداء الأنظمة التربوية في البلدان الأعضاء وفي بلدان شريكة (انظر مقال حمدي بشير حمدي في الفايسبوك بعنوان "فشل السياسة التعليمية.

تتناقض هذه الشهادة العالمية العلمية و الموضوعية في "عدم كفاءتنا" في تكوين تلامذتنا مع شهادة الامتياز الصادرة  عن وزارتنا الموقرة و هي شهادة غير علمية و غير موضوعية تتجسم في نتائج الباكلوريا التونسية المضخمة بالإسعاف.

بعد هذا التمهيد غير المريح لي و لزملائي، ألفت نظر زملائي المحترمين و تلامذتنا الأعزاء إلى أهمية اللغة العلمية السليمة في إنتاج العلم. يبدو لي أن العلم لا يقتصر على طرح الإشكاليات العلمية و فهم و حل المشاكل فقط بل يتجاوز هذه المرحلة المهمة إلى التعبير الكتابي و الشفوي الضروري لنشر هذه المعرفة بلغة علمية سليمة. نلاحظ أن جل العلماء و منتجي المعرفة يشتغلون أساتذة في الجامعات و كتّابا في المجلات العلمية المختصة لذلك وجب عليهم إتقان لغة حية و من المستحسن أن تكون الأنقليزية عوض الفرنسية و للأسف الشديد لا يمكن أن تكون العربية في عصرنا هذا لتخلف العرب في كل المجالات العلمية الحديثة. لا توجد مجلة علمية واحدة مختصة ذات قيمة علمية عالية مكتوبة بالعربية و حتى العلماء الفرنسيون أصبحوا مجبورين على النشر باللغة الأنقليزية، اللغة العلمية العالمية المتواجدة في الساحة دون منافس.

الأستاذ و التلميذ التونسي هم ضحايا و مسؤولين في الوقت نفسه. مسؤولين لأنهم لم يبذلوا مجهودا إضافيا لسد الثغرات في التكوين العمومي الرسمي. ضحايا سياسة تربوية تونسية تسمح بتدريس العلوم بالعربية من السنة الأولى إلى السنة التاسعة أساسي و فجأة و في السنة الموالية أي الأولى ثانوي (ما يقابل أربع سنوات قبل الباكلوريا)، يجد التلميذ نفسه غير مؤهل لمتابعة دروس العلوم بالفرنسية فيتقوقع حول نفسه و ينغلق و يبتعد شيئا فشيئا عن التعلّم لعدم تسلّحه بأدواته الضرورية و خاصة الأداة الأساسية المتمثلة في اللغة الفرنسية في تونس، دولة لغتها الرسمية في الدستور هي اللغة العربية. أذكّر دائما تلامذتي بالحقيقة المرة و هي أن اللغة الفعلية الأولى في التعليم التونسي هي الفرنسية و ليست العربية. الانتقال من تدريس العلوم بالعربية إلى تدريسها بالفرنسية في تعليمنا التونسي، هو تحوّل سهل في أذهان مصممي البرامج، يقع بجرّة قلم على قرار فوقي و هو في الوقت نفسه يمثل عائقا تعلّميا (يعني ناتج عن الطرق البيداغوجية العقيمة المستعملة من قبل الأساتذة و المعلمين) يصعب تجاوزه من قبل تلاميذ أبرياء و أساتذة مجتهدين. التلميذ ضحية سياسة تربوية خاطئة و الأستاذ لم يشارك في تخطيط هذه السياسة لكنه مجبر على مواجهة تداعياتها الكارثية على حساب صحته و نجاعة أدائه البيداغوجي.

حسب وجهة نظري البسيطة: ما دامت الوزارة عاجزة عن تعريب العلوم في الثانوي بعد عشرين عاما من تعريبها في الإعدادي فلماذا لا تتراجع في قرارها و تُفرنس العلوم في الإعدادي مؤقتا حتى تستعد جديا لتعريب العلوم في التعليم التونسي بجميع مراحله مثل بعض البلدان العربية حتى لا يضيع جيل من التلاميذ بكامله بسبب التردد السياسي لوزارة التربية التونسية في تعميم التعريب على جميع مراحل التعليم. 

الدرس الرابع في برنامج السنة أولى ثانوي في مادة علوم الحياة و الأرض: تحسين الإنتاج النباتي.
إشكالية الدرس: ما هي الوسائل التقليدية و العصرية لتحسين الإنتاج النباتي؟
سير الدرس: في أول الحصة، طلبت من تلامذتي أخذ ورقة بيضاء و كتابة أسماء هذه الوسائل بالفرنسية أو بالعربية دون شرح أو تفصيل و قلت لهم: إن لم تجدوا الكلمات باللغة الفرنسية فعليكم الاستعانة بالمعجم "الفرنسي – عربي" الملحق بكتابكم المدرسي. انتظرت عشر دقائق و مررت بين الصفوف أقرأ ما كتبوا. وجدوا وسيلتين فقط، "الماء و الأملاح المعدنية" و المفهومين يمثلان عنواني الدرس الأول و الثاني. حاولت إثارتهم و تحفيزهم ذهنيا بقولي: أنا متأكد مائة بالمائة أنكم كلكم و دون استثناء تعرفون الجواب كاملا و جيدا. لم تُجد طريقتي نفعا إلا عند بعض المتفوقين و عددهم لا يتجاوز الاثنان في كل قسم.

بعد انتظار دام خمس دقائق إضافية، تدخلت معاتبا و مشجّعا: سأبيّن لكم بالدليل القاطع أنكم تعرفون الجواب و تحملون معلومات لكن لم تستطيعوا توظيفها في المكان المناسب و الوقت المناسب.

من منكم لا يعرف أن حرث الأرض يحسّن الإنتاج النباتي؟ و كانت إجابتهم الجماعية بنعم. توالت أسئلتي:  من منكم لا يعرف أن اختيار البذور و استعمال البيوت المكيفة و تخصيب التربة بالأسمدة العضوية و الري قطرة قطرة و القضاء على الأعشاب الطفيلية و الحشرات الضارة يحسّن الإنتاج النباتي؟ توالت إجابتهم الجماعية بنعم. استنتجت من أجوبتهم أنهم يحملون معارف كافية حول إشكالية الدرس لكن يعيقهم توظيفها بلغة علمية فرنسية سليمة. قلت لهم أن هذه المعلومات تعتبر ثقافة علمية عامة يمتلكها حتى رجل الشارع الأمي لكن لا يستطيع أن يعبر عنها كتابة و مشافهة بلغة علمية فرنسية سليمة و هنا يكمن الفرق بينه و بينكم، أنتم علماء المستقبل وبناة نهضتنا إن كتب لنا يوما أن نستفيق من سباتنا الموروث و المكتسب و ننهض من تخلفنا الذاتي و المدبّر من عدونا الخارجي الغربي و الإسرائيلي و عملائهم الوطنيين في الداخل.

أرجع و أقول أن التلميذ ضحية و مسؤول في كل حالات فشله التعليمي. التلميذ هو ضحية مدرسة سلوكية لـ"واتسون" و "سكينر"، مطبقة في تونس، تعتمد على الإثارة و الجواب مثل ما يفعل عالم النفس السلوكي مع فأر التجارب. طريقة بيداغوجية تلقينية تعتمد الحفظ و استحضار المعلومات يوم الامتحان دون تفكير، عبّر عنها التلاميذ في مظاهراتهم برفعهم شعار "بضاعتكم رُدّت إليكم". صدق التلاميذ، نعم بضاعتنا نحن الأساتذة، لأن التلاميذ لم يشاركوا في صنعها أثناء عملية التعلم و بقوا في أحسن الحالات يتفرّجون على أستاذ يعمل بمفرده في القسم، يسأل و يجيب، يكتب بالطباشير و يفسّخ في سبورة تقليدية عمرها مائة سنة، يحضّر المجهر و يدعو التلاميذ للمشاهدة فقط، يجرّب و يعرض النتائج على تلاميذ مبهورين باستعراض عضلات أستاذهم القدير و الكفء. كيف تطلب من تلميذ ترعرع في مدرسة تقتل المواهب بهذه الطريقة أن يوظف معلوماته لحل مشكل علمي يعترضه لأول مرة مهما كان بسيطا. التلميذ مسؤول عن فشله الدراسي أيضا لأنه لم يبذل مجهودا إضافيا و قد تفطن جل الأولياء القادرين ماديا إلى نقطة الضعف هذه في المدرسة العمومية و ضحّوا من أجل تكوين أبنائهم في الدروس الخصوصية و أصبح الولي يصرف ما يقارب المائتي دينار شهريا (ما يساوي المرتب الشهري الأدنى للعامل في تونس) بين دروس الرياضيات و الفيزياء و علوم الحياة و الأرض و الأنقليزية و الفرنسية و غيرها. ماذا يفعل الفقراء في هذه الحالة - و نحن معشر الأساتذة من الفقراء باستثناء شبه زملائنا الأساتذة، مقاولو الدروس الخصوصية مع العلم أنني لا أدينهم لو طبقوا القانون المنظم للدروس الخصوصية، 12 تلميذ من تلاميذ أقسام لا يدرسونها، موزعين على 3 مجموعات منفصلة في قاعة تدريس محترمة و ليس 20 في "قاراج"- ماذا يفعل هؤلاء الفقراء المسحوقين طبقيا و العاجزين ماديا و هم يرون أبناءهم يضيعون أمام أعينهم و لا يقدرون ماديا على إنقاذهم من براثن مدرسة عمومية لا تقوم بواجبها في تأهيل النشء لبناء معرفته بنفسه حسب المدرسة البنائية لـ"بياجي" و "فيقوتسكي"، مدرسة غير مطبقة في تونس حتى الآن رغم اعتمادها شعارا سياسيا لوزارة التربية التونسية، شعار تجني من ورائه الكثير و لا تخسر مليما واحدا.

حفظ  المعلومات مهم، لكن توظيفها أهم و ليس من قبيل الصدفة أننا و بعد نصف قرن من الاستقلال  المنقوص لم نصنع علماء و لم ننتج علما تجريبيا أو رياضيا أو إنسانيا ما عدى الأدمغة الوطنية المهاجرة التي بنت علمها في بيئة مغايرة حيث تتوفر الحرية و الكرامة و ظروف العمل المثلى لإنتاج المعرفة مثل ما فعل أحمد زويل و فاروق الباز و محمد الأوسط العياري و غيرهم كثيرون.

إمضاء م. ع. د. م.  ك.
"الذهن غير المتقلّب غير حرّ".
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه. عبد الله العروي.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد".
عزيزي القارئ, عزيزتي القارئة، أنا لست داعية، لا فكري و لا سياسي, أنا مواطن عادي مثلك، أعرض عليك  وجهة نظري المتواضعة و المختلفة عن السائد, إن تبنيتها, أكون سعيدا جدا, و إن نقدتها, أكون أسعد لأنك ستثريها بإضافة ما عجزت أنا عن إدراكه, و إن عارضتها  فيشرّفني أن يصبح لفكرتي معارضين.
البديل يُصنع بيني و بينك، لا يُهدى و لا يُستورد و لا ينزل من السماء (قال تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و واهم أو ديكتاتور من يتصور أنه يملك البديل جاهزا.