بصدق لم أفهم بعدُ المقولة السياسية
السائدة "أمننا من أمن الجزائر"! مواطن العالَم د. محمد كشكار
سؤال غير إنكاري أوجهه - أنا
المواطن الذي لا يفقه كثيرا في الجيوسياسة - إلى السياسيين التونسيين مرددي
الكليشيهات المتكلسة و القوالب الجاهزة المبسّطة التي تجر عادة إلى الخطأ، مثل مقولة
"أمننا من أمن الجزائر":
على حد علمي و معايشتي، مرت
الجزائر الشقيقة بحرب أهلية سخيفة و دون قضية وطنية على مدى عقد من الزمن تقريبا
من سنة 1990 إلى سنة 2000 ، قضى خلالها
200 ألف مواطن جزائري نحبهم. و في هذه الفترة بالذات، كانت الجارة تونس نسبيا في
مأمن من إرهاب الجيش الجزائري و إرهاب الإسلام السياسي الجزائري، رغم أنها دولة
صغيرة، تقريبا منزوعة السلاح، و ترزح تحت نير نظام ديكتاتوري مافيوزي، باستثناء
بعض الأحداث القليلة المؤلمة التي قد يكون ارتكبها في نفس الفترة و في تونس الإسلام السياسي
التونسي ضد رموز النظام و زبانيته الانتهازيين (الإسلام السياسي التونسي هو تيار
سياسي محظور و مُنكّل به من قبل نظام بن علي) مثل حوادث سليمان و باب سويقة و ماء
الفرق و نزل سوسة.
فكيف إذن نربط أمن تونس بأمن
الجزائر؟ و لنا في التاريخ عِبرٌ!
لكنني أتردد في نفي المقولة
جملة و تفصيلا و أراجع نفسي و أقول أن المسألة معقدة و تستحق تحليلا أعمق و أشمل من
قبل أهل الاختصاص، أكرمُ لحيتي بيدي و عاش مَن عرف قدره و أقولها لنفسي قبل أن
يقولها لي الآخرون: "كفاني تطفلا و تدخلا في اختصاصات أجهلها أو على الأقل لا
ألمّ بكل جوانبها إلماما علميا وافيا!!!"، و لكن ماذا يفعل الناقد إذا لم
ينقد؟.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 28 أفريل 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire